قصة الاسد والقطة الحكيمة

    • قصة الاسد والقطة الحكيمة

      بسم الله الرحمن الرحيم

      سأحكي لكم عن قصة الأسد و القطة الحكيمة... وقد سمعته من أحد كبار السن في العائلة....


      في قديم الزمن كانت هناك قطة قد قامت بتربية شبلا صغيرا منذ صغره وعلمته فنون الحياة وكيف يستطيع العيش في الغابة...ومع مرور الأيام والشهور كبر الشبل وصار أسدا قويا يهابه الجميع... وذات يوم شعر الأسد بالجوع كثيرا وقرر أن يفترس القطة..فشعرت القطة بما ينوي عليه الأسد عندما أراد افتراسها.. لذا عمدت إلى تسلق الشجرة بسرعة وبخفة شديدة....وحاول الأسد أن يتسلق الشجرة وراءها ليأكلها ولكنه لم يستطع ذلك وباءت محاولاته بالفشل...فغضب الأسد غضبا شديدا وسأل القطة: أنك علمتني كل شيء فلما لم تعلميني التسلق على الشجر...؟؟؟!!! عندها قالت له القطة الحكيمة: من أجل هذا اليوم..!!!

      بجد استغربت حين سمعت القصة من الرجل العجوز وسألته ما هي الحكمة من كلام القطة...!!! قال لي: ستدركين الحكمة مستقبلا حين تسألين نفسك عندما تلاقين الجفاء في حياتك من قبل ناس ولقد كنت لهم خير معين..وتذكري بأن للحكمة شمولية أبعد من مما قلته لك يا أبنتي..!!!

      وهذا ما أود أن أسأله لكم أعزائي القراء..

      ما هي الحكمة التي تعلمنا من القصة؟ وما الذي يقصد به الرجل الحكيم بالشمولية في الحكمة ؟؟؟

      وبالنهاية أتمنى لكم دوام الصحة والعافية
      ملاحظة...القصة من كتاباتي الذاتية
    • لله المثل الأعلى ...


      قصة خيالية جميلة ...


      الأسد رمز للقوة والهيبة لا للخيانة والنذالة ... ربما كان أفضل لو قيل "ذئب" بدلا من "أسد" ...


      وبمناسبة الحديث عن الأسد ... انظروا كيف روعة التصوير القرآني الذي يصف اعراض المشركين عن القرآن
      { فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَة مُعْرِضِينَ } { كَأَنَّهُمْ حُمُر مُسْتَنْفِرَة } { فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَة }
      حُمُر أي الحمير ... القسورة هو الأسد
      لاحظوا كيف تصوير الهيبة ... فقط اكتفى بأن الحمير فرت من الأسد ...
      ولم يذكر أي فعل صدر من الأسد وإنما اكتفى بالإشارة إليه ...
      وكأن مجرد رؤية الحمير للأسد أمر كاف لإعلان الإستنفار ... أي هيبة هذه ؟؟؟؟


      القصة فيها نوع من القفز غير المنطقي ... كالأفلام عندما يهرب المجرم من السجن لمواجهة البطل :)
      فالمنطق أنه لا يمكن لقط تعليم أسد ليصبح قوياً ... ففاقد الشئ لا يعطيه ... كما أنه كل ومستواه
      نتجاوزنا هذه القفزة البهلوانية ...


      ما المُستفاد من القصة ؟؟؟؟


      (1) في حالة التطوع (كما فعل القط حيث لا مجبر له على أن يعلم الذئب)، ففي حالة التطوع ينبغي احتساب الأجر على الله تعالى لا على من تُعلمه، فإن غدر المتعلم فإن ما تم الإتكال عليه باق عند الله تعالى.


      (2) قد يُقال أنه من المستفاد من القصة عدم تعليم الآخر كل ما قد يعطيه القوة ليجهز عليي ... لكن هذا خطأ ... لأنه منطق الغابة لا منطق المجتمعات الإنسانية التي تتقدم بأن تُعلمني ليعلم ابني ابنك ... أما أن لا أعلمك لتموت وأبقى فهي ثقافة الغابة القائمة على مصطلح "البقاء للأقوى"، أما المجتمع الإنساني فيقوم على مباديء منها أن يسخر كل منا امكانياته للآخر، وفقاً لقوله تعالى : "...وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا..." أي أن يسخر كل منكم امكانياته للآخر.
      من حيث العلم ... فصاحب العلم عليه أن يعلم ما علمه الله تعالى ... قال تعالى: "...وَلا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ..." ...


      (2) "أعلمه الرماية كل يوم ... فلم اشتد ساعده رماني"
      لماذا نفهمه على أنه يعني عدم تعليم الآخر ؟؟؟؟
      ولماذا لا نفهمه على أن تعليمك للآخر يعني أنه عليك أن تتوقع الإساءة ممن علمت ؟؟؟؟
      إذن من المُستفاد من القصة أن يعلم المعلم أن تعليم الآخر لا يعني أنه لا إساءة قد تحدث من المُعلَم، وبالتالي فعلى المعلم أن يجعل للإساءة احتمالاَ مقدراً.


      (3) القط وإن نجح في تعليم الذئب، لكنه فشل في تعليمه الأخلاق، أو أن الذئب سقط في امتحان الأمانة، فمن الأخلاق طبعاً أن لا تغدر بمن أسدى إليك معروفاً، إلا أن الذئب حاول أن يغدر بالمعلم، ولهذا فالمُستفاد من القصة أن تعليمك لولدك الرياضيات والعلوم يجب أن يُكمل بالأخلاق، وإلا فإنه قد يستخدم ما علمتَه أياه في ما لا يصح.


      (4) ما الذي كان ينقص الأسد ليدرك أنه قد يحتاج لتعلم صعود الشجر ؟؟؟؟ ... هل الإعتماد على المعلم في كل الأمور؟؟؟؟ ... إذن من المستفاد من القصة ايضاً أن اتكال المتعلم على المعلم في كل شئ، يعني أنه قد يفقد أمراً مهما، وبالتالي ينبغي الإهتمام بأن التعليم هو أن تُعلم الشخص كيف يتعلم بنفسه، لا أن تستخدم استراتيجية الإطعام بالملعقة Spoon Feeding.


      (6) لاحظوا أن القط أدب الذئب منذ صغره، وبالتالي فإنه عندما يصبح الذئب قوياً، فإن القط يُتوقع أن يصبح شيخاً هرماً، لكنه أي القط استطاع رغم كبر سنه أن يهرب من الذئب ويصعد الشجرة برشاقة، إذن من المستفاد من القصة أن تحافظ على رشاقتك لعلك تحتاجها يوماً.

      (7) جميل لو اختبر القط أمانة الذئب، لعله قد يحصل على مؤشر حول مستوى الأمانة لدى الذئب، ولهذا نستطيع أن نقول أن القط صادق دون أن يختبر أمانة من يصادقه، والغريب كيف أن ذاك الدهر كله لم يشعر القط بأن عليه الحذر أو اختبار أمانة المتعلم الذي يُعلمُه. إذا من المُستفاد من القصة أيضاً أنه من المهم أن نعطي لأنفسنا الفرصة لاختبار أمانة من يتعامل معنا أو نتعامل معه.

      (8) إن أنت أكرمت الكريم ملكتَهُ ... وإن أنت أكرمت اللئيم تمرداً
      "ملكتَهُ" لا تعني أنك تملكُ مال الذي أكرمته، ولكن تعني أنه لن يسئ إليك،
      من المُستفاد من القصة أيضاً أن الدنيا قد تحوي لئيما يتمرد لاحقاً، كما فعل الذئب بالقط.






      كل الإحترام :)
    • Educator كتب:

      لله المثل الأعلى ...



      قصة خيالية جميلة ...


      الأسد رمز للقوة والهيبة لا للخيانة والنذالة ... ربما كان أفضل لو قيل "ذئب" بدلا من "أسد" ...


      وبمناسبة الحديث عن الأسد ... انظروا كيف روعة التصوير القرآني الذي يصف اعراض المشركين عن القرآن
      { فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَة مُعْرِضِينَ } { كَأَنَّهُمْ حُمُر مُسْتَنْفِرَة } { فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَة }
      حُمُر أي الحمير ... القسورة هو الأسد
      لاحظوا كيف تصوير الهيبة ... فقط اكتفى بأن الحمير فرت من الأسد ...
      ولم يذكر أي فعل صدر من الأسد وإنما اكتفى بالإشارة إليه ...
      وكأن مجرد رؤية الحمير للأسد أمر كاف لإعلان الإستنفار ... أي هيبة هذه ؟؟؟؟


      القصة فيها نوع من القفز غير المنطقي ... كالأفلام عندما يهرب المجرم من السجن لمواجهة البطل :)
      فالمنطق أنه لا يمكن لقط تعليم أسد ليصبح قوياً ... ففاقد الشئ لا يعطيه ... كما أنه كل ومستواه
      نتجاوزنا هذه القفزة البهلوانية ...


      ما المُستفاد من القصة ؟؟؟؟


      (1) في حالة التطوع (كما فعل القط حيث لا مجبر له على أن يعلم الذئب)، ففي حالة التطوع ينبغي احتساب الأجر على الله تعالى لا على من تُعلمه، فإن غدر المتعلم فإن ما تم الإتكال عليه باق عند الله تعالى.


      (2) قد يُقال أنه من المستفاد من القصة عدم تعليم الآخر كل ما قد يعطيه القوة ليجهز عليي ... لكن هذا خطأ ... لأنه منطق الغابة لا منطق المجتمعات الإنسانية التي تتقدم بأن تُعلمني ليعلم ابني ابنك ... أما أن لا أعلمك لتموت وأبقى فهي ثقافة الغابة القائمة على مصطلح "البقاء للأقوى"، أما المجتمع الإنساني فيقوم على مباديء منها أن يسخر كل منا امكانياته للآخر، وفقاً لقوله تعالى : "...وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا..." أي أن يسخر كل منكم امكانياته للآخر.
      من حيث العلم ... فصاحب العلم عليه أن يعلم ما علمه الله تعالى ... قال تعالى: "...وَلا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ..." ...


      (2) "أعلمه الرماية كل يوم ... فلم اشتد ساعده رماني"
      لماذا نفهمه على أنه يعني عدم تعليم الآخر ؟؟؟؟
      ولماذا لا نفهمه على أن تعليمك للآخر يعني أنه عليك أن تتوقع الإساءة ممن علمت ؟؟؟؟
      إذن من المُستفاد من القصة أن يعلم المعلم أن تعليم الآخر لا يعني أنه لا إساءة قد تحدث من المُعلَم، وبالتالي فعلى المعلم أن يجعل للإساءة احتمالاَ مقدراً.


      (3) القط وإن نجح في تعليم الذئب، لكنه فشل في تعليمه الأخلاق، أو أن الذئب سقط في امتحان الأمانة، فمن الأخلاق طبعاً أن لا تغدر بمن أسدى إليك معروفاً، إلا أن الذئب حاول أن يغدر بالمعلم، ولهذا فالمُستفاد من القصة أن تعليمك لولدك الرياضيات والعلوم يجب أن يُكمل بالأخلاق، وإلا فإنه قد يستخدم ما علمتَه أياه في ما لا يصح.


      (4) ما الذي كان ينقص الأسد ليدرك أنه قد يحتاج لتعلم صعود الشجر ؟؟؟؟ ... هل الإعتماد على المعلم في كل الأمور؟؟؟؟ ... إذن من المستفاد من القصة ايضاً أن اتكال المتعلم على المعلم في كل شئ، يعني أنه قد يفقد أمراً مهما، وبالتالي ينبغي الإهتمام بأن التعليم هو أن تُعلم الشخص كيف يتعلم بنفسه، لا أن تستخدم استراتيجية الإطعام بالملعقة Spoon Feeding.


      (6) لاحظوا أن القط أدب الذئب منذ صغره، وبالتالي فإنه عندما يصبح الذئب قوياً، فإن القط يُتوقع أن يصبح شيخاً هرماً، لكنه أي القط استطاع رغم كبر سنه أن يهرب من الذئب ويصعد الشجرة برشاقة، إذن من المستفاد من القصة أن تحافظ على رشاقتك لعلك تحتاجها يوماً.


      (7) جميل لو اختبر القط أمانة الذئب، لعله قد يحصل على مؤشر حول مستوى الأمانة لدى الذئب، ولهذا نستطيع أن نقول أن القط صادق دون أن يختبر أمانة من يصادقه، والغريب كيف أن ذاك الدهر كله لم يشعر القط بأن عليه الحذر أو اختبار أمانة المتعلم الذي يُعلمُه. إذا من المُستفاد من القصة أيضاً أنه من المهم أن نعطي لأنفسنا الفرصة لاختبار أمانة من يتعامل معنا أو نتعامل معه.


      (8) إن أنت أكرمت الكريم ملكتَهُ ... وإن أنت أكرمت اللئيم تمرداً
      "ملكتَهُ" لا تعني أنك تملكُ مال الذي أكرمته، ولكن تعني أنه لن يسئ إليك،
      من المُستفاد من القصة أيضاً أن الدنيا قد تحوي لئيما يتمرد لاحقاً، كما فعل الذئب بالقط.








      كل الإحترام :)




      تشكر أستاذي على هالشرح الوافي
      لقد أذهلتني في تعقيبك الذي هو أكثر من ممتاز
      شكرا لمرورك الكريم