السلام عليكم ...|a
جاءني في عمر الزهور لم يتجاوز عقده الأول..
مهموم حزين ..لمحت في ملامحه براءة الطفولة..التي أجهضتها الحياة..فسألته ما بالك يا بني وكأن هموم الدنيا على صدرك..! فسكت وبدأت عيناه تذرف الدمع كالوادي..!!!
فقلت له ابكي لعل بكاءك يزيل بعض الحزن الذي بداخلك ..
وبعد ساحة من البكاء المرير.. هدأ فقلت له الآن قل لي الآن ما قصتك..؟
قال: كتبت رسالة إلى شخص عزيز لدي وهذا مضمونها..:
حاولت أن أرسل لك رسالة فلم أجد الطريقة المثلى التي توصلها إليك فكل السبل كانت محظورة ففي بداية الأمر سلكت طريق الحمامة فهي أول وسائل نقل الرسائل فقد استخدم سيدنا سليمان –عليه السلام- الهدهد ليرسل إلى بلقيس- ملكة سبأ- ..!
فوجدت الحمامة المناسبة لتحمل رسالتي ولكن في نهاية الأمر اعتذرت لي وبشدة جاء اعترافها المفاجئ بأنها لم تعد تعي الطريقة التي أنتهجها أسلافها في حمل الرسائل..!
وأنها ستضل الطريق ولن توصل الرسالة إلى الشخص المناسب..؟!؟ اعتذرت لي مرة أخرى .. ولكن هل سأقبل اعتذارها الذي كان كالصدمة الكهربائية ...؟!؟
فنكست رأسي مطرقا،أيعقل أن تعتذر هذه الحمامة بهذه السهولة المفجعة..! والتي هي مضرب الأمثال في السابق في إيصال الرسائل..!؟!
ففكرت في خطوة أخرى قد تكون مجدية ...وهي أن أجد عبداً مستأجراً قوي البنية ليصل إلى مكانك ويعطيك الرسالة يداً بيد.. وجدت الشخص المناسب وكان قوي البنية وأبدا استعداده لمواجهة الصعاب.. ولكن أعتذر في آخر لحظة..!! وقال إن إيصال الرسالة قد يكلفه حياته كاملة وقد يستحيل الوصول إلى المكان المطلوب وقالها في وجهه إن طلبك مستحيل ..!!
وبدأت الدموع بالظهور ولكن أبيت كبريائي بإظهارها أمام الرجل المغوار وأدخلتها إلى داخلي لتقبع في جوفي..فكانت دموع فقير محتواه مرير....!
وتذكرت لبرهة بأن الزمن قد انتقل وصار هناك نظام يسمى بنظام البريد العالمي....حيث أنه يسمح لي بأن أرسل الرسالة مقابل مبلغ زهيد...فسررت بما تذكرته..وقلت إن مُرادي سيتحقق حتماً.. و بإذن الله سيتحقق مطلبي ..! وسأجد كل ما أرنو إليه..وذهبت إلى صندوق البريد وأدخلت الرسالة وسجلت البيانات عليها كما يفعل كل مرسل ..!
بعد مرور أسبوع ذهبت للمركز البريد لأرى إن كان الرد قد أتى أم لا ..! فوجدت رسالة فسُررت بها ولكن للأسف عند لمحتها وجدن أنها ذات الرسالة التي أرسلتها أعيدت إليّ وكأن عامل البريد كان ينتقم مني ويكرهني لذلك لم يوصل الرسالة فأرسلتها مرة ومرتين وثلاث ولكنها كانت تعود إلى المركز في كل مرة ..! وعندما سألت العامل عن سبب رفض الرسالة قال بأنه غير مقنع بعنوان الرسالة ؟!؟ غريب أمره لا يهم اقتناعه بل يكفي اقتناعي .. وهو ليس له شأن بالذي أرسل له..!!فقدت الأمل فسرت تائه وضائع بين الزحام ولا أدري إلى أين ألجأ ..!! وبم استعين ..صبرت ونفد صبري ولم تبقى لديّ ذرة منه...!وأنا في طريقي إلى الدار لمحت مركزاً كبير ..وفيه شباب من مختلف الأعمار ..تراهم كالسرب يدخلون إليه وكأنهم سيوهبون الحياة إن دخلوا هناك..!؟
فاستوقفت صبي صغير قد خرج للتو من هناك وقلت له ما هذا ...فسخر مني ..!! وقال: أيعقل أن تكون لا تعي ما هذا أسألك بالله كم عمرك..فقلت له: لا يهم كم العمر بل قل لي ضح لي الأمر..! فقال وبسخرية : هذا مركز الشبكة العنكبوتية
أو بمعنى أصح مقهى الإنترنت هذا مركز تجد فيه كل ما تتمناه فيه مكان ترسل منه الرسائل إلى كل من تريد وفيه مواقع ..الخ هاهاهاهاهاهاها هاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاها..
وراح يقهقه وقهقهته تملأ الشارع ..
لم أخذ سخرية ذلك الصبي محمل الجد بل راح فكري في أول عبارة وراحت تتردد في ذهني ...!!
وفجأة وجدت نفسي في داخل المركز.. وأسأل المسئول في المركز عن كيفية إرسال الرسائل..!!
وذهبت إلى أقصى جهاز وبدأ المسئول يساعدني في كل خطوة فكانت أجهل كل شيء في تلك الآلة فلم استخدمها فيما سبق.. فشرحت له بالتفصيل ما أرنو إليه ..
وبدأ يفتح بعض الصفحات البيضاء التي تتحول تدريجياً إلى ألوان مزركشة جميلة .. وكم كنت سعيد مسروراً بذلك فصرت على مقربة من تحقيق مأربي.. بدأ يظهر لي بصيص أمل مفقود..! فتح لي ذلك الشاب المسئول البريد وقال لي : الآن أترك لك المجال لتكتب الرسالة وهذه الأزرار توضح التفاصيل,... وبسرعة البرق أكتب الرسالة ..وكتبت كلمة واحدة حتى تكون الرسالة ذات مشاعر صادقة بعد تعبي الذي دام أشهر ..!
كتبت اسم المرسل إليه وعنوان الرسالة وضغطت على زر الإرسال.. ولكن بعد قليل جاءني الرد الذي أقشعر بدني منه وهزني كما تهتز الأرض عند حدوث الزلزال.. جاءني في صفحة بيضاء صغيرة ... ومحتواه (( لا يوجد اسم بهذا الاسم ولا يوجد عنوان باسم العالم الآخر))
كيف ومتى ولماذا...؟؟؟ وبأي حق؟!؟
بدأت أصرخ في نفسي ولكن لا أحد يسمعني غير جوارحي ..
فهي فقط التي تعلم ما بداخلي..
أليس من حقي أن أرسل رسالة أبي العزيز..!!
أليس من حقي أن أكتب رسالة مضمونها كلمة أحبك فقط..!!
أليس من حقي أن أراه ولو للحظة..!!
أليس من حقي أن يشاركني أفراحي وأتراحي..!!
لماذا أنت هكذا أيتها الدنيا حقيرة ذليلة ..!! غدارة غدرتِ بي..!!
وافقت في البداية بإرسال رسالة وفي النهاية ترفضين..!!
وهكذا يا أبي هذا ما حدث لي منذ البداية وأعتذر لك أيما اعتذار لأنني لم أستطع أن أرسل لك رسالة واحدة فقط..!!
ورميتها في البحر لعلها تصل عن طريقة فالبحر واسع وقد يكون لدية نوايا صادقة ويوصل الرسالة لك .. وأنا أعلم أن البحر سيوصلها وستقرأها حتماً يا أبي الغالي..!
كان ذلك محتوى الرسالة يا أخي فما بالك تريدني أن أتجاهل ما أنا فيه من أحزان ...!! فعم المكان السكون فلم أستطع أن
أنطق ببنت شفه ..!!
فقلت له : الصبر الصبر..أصبر يا بني وادعِ لوالدك ليرحمه الله ويسكنه فسيح جناته...
فقال الصبي: رحمة الله عليه واتبعنا الله به ..
جاءني في عمر الزهور لم يتجاوز عقده الأول..
مهموم حزين ..لمحت في ملامحه براءة الطفولة..التي أجهضتها الحياة..فسألته ما بالك يا بني وكأن هموم الدنيا على صدرك..! فسكت وبدأت عيناه تذرف الدمع كالوادي..!!!
فقلت له ابكي لعل بكاءك يزيل بعض الحزن الذي بداخلك ..
وبعد ساحة من البكاء المرير.. هدأ فقلت له الآن قل لي الآن ما قصتك..؟
قال: كتبت رسالة إلى شخص عزيز لدي وهذا مضمونها..:
حاولت أن أرسل لك رسالة فلم أجد الطريقة المثلى التي توصلها إليك فكل السبل كانت محظورة ففي بداية الأمر سلكت طريق الحمامة فهي أول وسائل نقل الرسائل فقد استخدم سيدنا سليمان –عليه السلام- الهدهد ليرسل إلى بلقيس- ملكة سبأ- ..!
فوجدت الحمامة المناسبة لتحمل رسالتي ولكن في نهاية الأمر اعتذرت لي وبشدة جاء اعترافها المفاجئ بأنها لم تعد تعي الطريقة التي أنتهجها أسلافها في حمل الرسائل..!
وأنها ستضل الطريق ولن توصل الرسالة إلى الشخص المناسب..؟!؟ اعتذرت لي مرة أخرى .. ولكن هل سأقبل اعتذارها الذي كان كالصدمة الكهربائية ...؟!؟
فنكست رأسي مطرقا،أيعقل أن تعتذر هذه الحمامة بهذه السهولة المفجعة..! والتي هي مضرب الأمثال في السابق في إيصال الرسائل..!؟!
ففكرت في خطوة أخرى قد تكون مجدية ...وهي أن أجد عبداً مستأجراً قوي البنية ليصل إلى مكانك ويعطيك الرسالة يداً بيد.. وجدت الشخص المناسب وكان قوي البنية وأبدا استعداده لمواجهة الصعاب.. ولكن أعتذر في آخر لحظة..!! وقال إن إيصال الرسالة قد يكلفه حياته كاملة وقد يستحيل الوصول إلى المكان المطلوب وقالها في وجهه إن طلبك مستحيل ..!!
وبدأت الدموع بالظهور ولكن أبيت كبريائي بإظهارها أمام الرجل المغوار وأدخلتها إلى داخلي لتقبع في جوفي..فكانت دموع فقير محتواه مرير....!
وتذكرت لبرهة بأن الزمن قد انتقل وصار هناك نظام يسمى بنظام البريد العالمي....حيث أنه يسمح لي بأن أرسل الرسالة مقابل مبلغ زهيد...فسررت بما تذكرته..وقلت إن مُرادي سيتحقق حتماً.. و بإذن الله سيتحقق مطلبي ..! وسأجد كل ما أرنو إليه..وذهبت إلى صندوق البريد وأدخلت الرسالة وسجلت البيانات عليها كما يفعل كل مرسل ..!
بعد مرور أسبوع ذهبت للمركز البريد لأرى إن كان الرد قد أتى أم لا ..! فوجدت رسالة فسُررت بها ولكن للأسف عند لمحتها وجدن أنها ذات الرسالة التي أرسلتها أعيدت إليّ وكأن عامل البريد كان ينتقم مني ويكرهني لذلك لم يوصل الرسالة فأرسلتها مرة ومرتين وثلاث ولكنها كانت تعود إلى المركز في كل مرة ..! وعندما سألت العامل عن سبب رفض الرسالة قال بأنه غير مقنع بعنوان الرسالة ؟!؟ غريب أمره لا يهم اقتناعه بل يكفي اقتناعي .. وهو ليس له شأن بالذي أرسل له..!!فقدت الأمل فسرت تائه وضائع بين الزحام ولا أدري إلى أين ألجأ ..!! وبم استعين ..صبرت ونفد صبري ولم تبقى لديّ ذرة منه...!وأنا في طريقي إلى الدار لمحت مركزاً كبير ..وفيه شباب من مختلف الأعمار ..تراهم كالسرب يدخلون إليه وكأنهم سيوهبون الحياة إن دخلوا هناك..!؟
فاستوقفت صبي صغير قد خرج للتو من هناك وقلت له ما هذا ...فسخر مني ..!! وقال: أيعقل أن تكون لا تعي ما هذا أسألك بالله كم عمرك..فقلت له: لا يهم كم العمر بل قل لي ضح لي الأمر..! فقال وبسخرية : هذا مركز الشبكة العنكبوتية
أو بمعنى أصح مقهى الإنترنت هذا مركز تجد فيه كل ما تتمناه فيه مكان ترسل منه الرسائل إلى كل من تريد وفيه مواقع ..الخ هاهاهاهاهاهاها هاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاها..
وراح يقهقه وقهقهته تملأ الشارع ..
لم أخذ سخرية ذلك الصبي محمل الجد بل راح فكري في أول عبارة وراحت تتردد في ذهني ...!!
وفجأة وجدت نفسي في داخل المركز.. وأسأل المسئول في المركز عن كيفية إرسال الرسائل..!!
وذهبت إلى أقصى جهاز وبدأ المسئول يساعدني في كل خطوة فكانت أجهل كل شيء في تلك الآلة فلم استخدمها فيما سبق.. فشرحت له بالتفصيل ما أرنو إليه ..
وبدأ يفتح بعض الصفحات البيضاء التي تتحول تدريجياً إلى ألوان مزركشة جميلة .. وكم كنت سعيد مسروراً بذلك فصرت على مقربة من تحقيق مأربي.. بدأ يظهر لي بصيص أمل مفقود..! فتح لي ذلك الشاب المسئول البريد وقال لي : الآن أترك لك المجال لتكتب الرسالة وهذه الأزرار توضح التفاصيل,... وبسرعة البرق أكتب الرسالة ..وكتبت كلمة واحدة حتى تكون الرسالة ذات مشاعر صادقة بعد تعبي الذي دام أشهر ..!
كتبت اسم المرسل إليه وعنوان الرسالة وضغطت على زر الإرسال.. ولكن بعد قليل جاءني الرد الذي أقشعر بدني منه وهزني كما تهتز الأرض عند حدوث الزلزال.. جاءني في صفحة بيضاء صغيرة ... ومحتواه (( لا يوجد اسم بهذا الاسم ولا يوجد عنوان باسم العالم الآخر))
كيف ومتى ولماذا...؟؟؟ وبأي حق؟!؟
بدأت أصرخ في نفسي ولكن لا أحد يسمعني غير جوارحي ..
فهي فقط التي تعلم ما بداخلي..
أليس من حقي أن أرسل رسالة أبي العزيز..!!
أليس من حقي أن أكتب رسالة مضمونها كلمة أحبك فقط..!!
أليس من حقي أن أراه ولو للحظة..!!
أليس من حقي أن يشاركني أفراحي وأتراحي..!!
لماذا أنت هكذا أيتها الدنيا حقيرة ذليلة ..!! غدارة غدرتِ بي..!!
وافقت في البداية بإرسال رسالة وفي النهاية ترفضين..!!
وهكذا يا أبي هذا ما حدث لي منذ البداية وأعتذر لك أيما اعتذار لأنني لم أستطع أن أرسل لك رسالة واحدة فقط..!!
ورميتها في البحر لعلها تصل عن طريقة فالبحر واسع وقد يكون لدية نوايا صادقة ويوصل الرسالة لك .. وأنا أعلم أن البحر سيوصلها وستقرأها حتماً يا أبي الغالي..!
كان ذلك محتوى الرسالة يا أخي فما بالك تريدني أن أتجاهل ما أنا فيه من أحزان ...!! فعم المكان السكون فلم أستطع أن
أنطق ببنت شفه ..!!
فقلت له : الصبر الصبر..أصبر يا بني وادعِ لوالدك ليرحمه الله ويسكنه فسيح جناته...
فقال الصبي: رحمة الله عليه واتبعنا الله به ..
لمن أُهدي القصة...؟!؟
إهداء من القناص إلى كل طفل وكل بالغ أيضاً فقد عزيز عليه..
أكان أماً أم أباً ... أو أخ أو أخت أو أي إنسان غالي عليه وعلى قلبه..!!؟!!.
إهداء من القناص إلى كل طفل وكل بالغ أيضاً فقد عزيز عليه..
أكان أماً أم أباً ... أو أخ أو أخت أو أي إنسان غالي عليه وعلى قلبه..!!؟!!.