بسم الله الرحمن الرحيم
عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: "من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة" [متفق عليه]
ففي الحديث حث على تأدية الحق الذي على اللسان وعلى الفرج.
فالحق الذي على اللسان ينقسم إلى قسمان:
الأول: النطق بما يجب عليه. والدليل: قول رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: "أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله عز وجل له بها رضوانه إلى يوم القيامة..." [أخرجه مالك أحمد في مسنده والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن حبان في صحيحه والحاكم في المستدرك عن بلال بن الحرث المزني، وقال الألباني: صحيح. أنظر: الصحيحة 886]
الثاني: الصمت عما لا يعنيه. والدليل: قول رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: "وإن وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله عز وجل عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه." [أخرجه مالك أحمد في مسنده والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن حبان في صحيحه والحاكم في المستدرك عن بلال بن الحرث المزني، وقال الألباني: صحيح. أنظر: الصحيحة 886]
وأما الحق الذي على الفرج قسمان أيضاً:
الأول: وضع الفرج في الحلال. والدليل: قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} [المعارج: 29-30]
الثاني: وكف الفرج عن الحرام. والدليل: قوله تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور: 30]
ويقول فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى - في شرح هذا الحديث: "الذي بين اللحيين هو اللسان والذي بين الرجلين هو الفرج، سواء للرجل أو للمرأة، يعني من حفظ لسانه وحفظ فرجه، حفظ لسانه عن القول المحرم، من الكذب والغيبة والنميمة والغش وغير ذلك، وحفظ فرجه من الزنا واللواط ووسائل ذلك، فإن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يضمن له الجنة، يعني أن جزاءه هو الجنة، إذا حفظت لسانك وحفظت فرجك، فزلة اللسان كزلة الفرج، خطيرة جداً، وإنما قرن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بينهما لأن في اللسان شهوة الكلام، كثير من الناس يتنطع ويتلذذ إذا تكلم في أعراض الناس، ويتفكه والعياذ بالله.
{وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ} [المطففين: 31] فتجد أحب شيء عنده أن يتكلم في أعراض الناس، ومن الناس من يهوى الكذب، فتجد أحسن شيء عنده هو الكذب، والكذب من أكبر الكبائر الذنوب لاسيما إذا كذب بالكلمة ليضحك بها القوم فإن الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال: "ويل لمن حدث فكذب ليضحك به القوم، ويل له ثم ويل له"." [أنظر: شرح رياض الصالحين، لابن عثيمين، 4/89-90، ط: مكتبة العلم]
سبحانك اللهم وبحمد، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
أخوكم/ أبو إبراهيم الرئيسي
عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: "من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة" [متفق عليه]
ففي الحديث حث على تأدية الحق الذي على اللسان وعلى الفرج.
فالحق الذي على اللسان ينقسم إلى قسمان:
الأول: النطق بما يجب عليه. والدليل: قول رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: "أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله عز وجل له بها رضوانه إلى يوم القيامة..." [أخرجه مالك أحمد في مسنده والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن حبان في صحيحه والحاكم في المستدرك عن بلال بن الحرث المزني، وقال الألباني: صحيح. أنظر: الصحيحة 886]
الثاني: الصمت عما لا يعنيه. والدليل: قول رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: "وإن وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله عز وجل عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه." [أخرجه مالك أحمد في مسنده والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن حبان في صحيحه والحاكم في المستدرك عن بلال بن الحرث المزني، وقال الألباني: صحيح. أنظر: الصحيحة 886]
وأما الحق الذي على الفرج قسمان أيضاً:
الأول: وضع الفرج في الحلال. والدليل: قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} [المعارج: 29-30]
الثاني: وكف الفرج عن الحرام. والدليل: قوله تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور: 30]
ويقول فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى - في شرح هذا الحديث: "الذي بين اللحيين هو اللسان والذي بين الرجلين هو الفرج، سواء للرجل أو للمرأة، يعني من حفظ لسانه وحفظ فرجه، حفظ لسانه عن القول المحرم، من الكذب والغيبة والنميمة والغش وغير ذلك، وحفظ فرجه من الزنا واللواط ووسائل ذلك، فإن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يضمن له الجنة، يعني أن جزاءه هو الجنة، إذا حفظت لسانك وحفظت فرجك، فزلة اللسان كزلة الفرج، خطيرة جداً، وإنما قرن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بينهما لأن في اللسان شهوة الكلام، كثير من الناس يتنطع ويتلذذ إذا تكلم في أعراض الناس، ويتفكه والعياذ بالله.
{وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ} [المطففين: 31] فتجد أحب شيء عنده أن يتكلم في أعراض الناس، ومن الناس من يهوى الكذب، فتجد أحسن شيء عنده هو الكذب، والكذب من أكبر الكبائر الذنوب لاسيما إذا كذب بالكلمة ليضحك بها القوم فإن الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال: "ويل لمن حدث فكذب ليضحك به القوم، ويل له ثم ويل له"." [أنظر: شرح رياض الصالحين، لابن عثيمين، 4/89-90، ط: مكتبة العلم]
سبحانك اللهم وبحمد، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
أخوكم/ أبو إبراهيم الرئيسي