الإحتفال بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم بمناسبة المولد النبوي

    • الإحتفال بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم بمناسبة المولد النبوي

      السلام عليكم ورحمة الله
      في سؤال ورد الي الشيخ بن باز رحمه الله: هل يحل للمسلمين أن يحتفلوا في المسجد ليتذكروا السيره النبويه الشريفه في ليلة الثاني عشر ربيع الأول بمناسبة المولد النبوي الشريف بدون أن يعطلوا نهاره كالعيد؟ وأختلفنا فيه , قيل: بدعه حسنه ، وقيل: بدعه غير حسنه؟
      فأجاب رحمه الله: ليس للمسلمين أن يقيموا إحتفالاً بمولد النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة الثاني عشر من ربيع الأول ولا في غيرها، كما أنه ليس لهم أن يقيموا أي إحتفال بمولد غيره عليه الصلاة والسلام ، لأن الإحتفال بالموالد من البدع المحدثه في الدين، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بمولده في حياته صلى الله عليه وسلم وهو المبلغ للدين والمشرع للشرائع عن ربه سبحانه وتعالى ولا أمر بذلك ولم يفعله خلفائه الراشدون ولا أصحابه جميعا ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضله، فأعلم أنه بدعه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" متفق على صحته، وفي رواية مسلم وعلقها البخاري جازما بها "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد".
      والإحتفال بالموالد ليس عليه أمره صلى الله عليه وسلم بل هو مما أحدثه الناس في دينه في القرون المتأخره فيكون مردوداً، وكان عليه الصلاة والسلام يقول في خطبته يوم الجمعه: "أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعه ضلاله" رواه مسلم في صحيحه، وأخرجه النسائي بإسناد جيد وزاد: "وكل ضلاله في النار"، ويغني عن الإحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم تدريس سيرته عليه الصلاه والسلام وتاريخ حياته في الجاهليه والإسلام في المدارس والمساجد وغير ذلك، ويدخل في ذلك بيان ما يتعلق بمولده صلى الله عليه وسلم وتاريخ وفاته من غير حاجه إلى إحداث إحتفال لم يشرعه الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم ولم يقم عليه دليل شرعي.. والله المستعان ونسأل الله سبحانه وتعالى لجميع المسلمين الهدايه والتوفيق للإكتفاء بالسنه والحذر من البدعه.
      (مجموع فتاوى ومقالات متنوعه للشيخ بن باز رحمه الله)

      اخوكم سعودي |e
    • وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

      شكرا لك أخي على نقلك لهذه الفتاوى
      ولكن فلنعلم أنه إن كان الإحتفال بالمولد النبوي عبارة عن أمسية دينية تتخللها الأناشيد الإسلامية أو محاضرة ، تذكر المسلمين بوجوب اقتدائهم بنبيهم أو تبين شيئا من أمور دينهم فذلك أمر محمود .
      وما الإحتفال بالمولد النبوي إلا محطة إيمانية يراجع فيها المسلم نفسه ، ومدى اتباعه لنبيه ، وتطبيقه لسنته ، وانقياده لتعاليم الإسلام ،

      وفي مثل هذه المنلسبات الدينية ـ بشرط خلوها مما يخالف تعاليم الإسلام ـ ذكرى للناس وعظة وعبرة .

      ولربما التبس عليك البعض الأمر عندما سمعوا بعض الأشخاص ممن يذكرون أن الإحتفال بالمولد النبوي ( بدعة )
      وقد جاء في الحديث : ( شر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة )
      وردا على من التبس عليه تأويل الحديث ، يقول الشيخ ( سعيد بن مبروك القنوبي حفظه الله ) في كتابه ( السيف الحاد في الرد على من أخذ بحديث الآحاد في مسائل افعتقاد ) ص 3، 4 في الحاشية : ( هذا الحديث عام أريد به الخصوص ، أو أنه عام مخصوص بحديث : ( من سن في الإسلام سنة حسنه فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ، ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ) وهو حديث صحيح ثابت رواه مسلم والنسائي والترمي وابن ماجه والطيالسي واحمد ... الخ ( وقدذكر الشيخ سعيد أرقام الأجزاء والصفحات في كتابه ، واكتفيت أنا بذكر الرواه لأجل الإختصار ) ، يقول الشيخ سعيد : فإنه ـ أعني حديث ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) إلخ ـ يدل دلالة واضحة جلية على أن ما ياتيه الناس من أقوال وأفعال بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ليس كله من البدع السيئة كما يزعم بعض المبتدعة ، بل منه ما هو حسن يؤجر قائله وفاعله عليه وإن اختلف في إطلاق اسم البدعة عليه ، ومنه ما هو سيئ يأثم قائله وفاعله ، وللعلماء كلام طويل في ذلك لا تتحمله هذه العجالة وخلاصاته أن المحدثات من الأمور ضربان :
      أحدهما : ما أحدث مما خالف كتابا أو سنة أو اجماعا صحيحا فهذه البدعة هي الضلالة التي يحكم بإثم قائلها أو فاعلها وعليها يحمل حديث " وكل بدعة ضلالة " .
      والثاني : ما أحدث من الخير وهذه غير مذمومة بل محمودة يؤجر قائلها أو فاعلها وعليها يحمل قوله : " من سن في الإسلام سنة حسنة " .
      وقد ذهب إلى ذلك الإمام الشافعي كما رواه أبو نعيم في " حلية الأولياء " والبيهقي وغيرهما ، وعز الدين بن عبد السلام في " القواعد " ، والنووي في " شرح صحيح مسلم " )...الخ ما ذكره الشيخ سعيد حفظه الله ، فليراجع الأمر في كتاب " السيف الحاد " ص 4ـ 6 .

      وإذا جئنا للنظر إلى الإحتفال بمولد الرسول عليه الصلاة والسلام ، وإن كان لم يفعله الرسول ولا أحد من صحابته ، ولكنه استحدث فيما بعد ، لوجدنا أن فيه تذكير للناس برسولهم الكريم وبسيرته الطاهره ، وذلك يدعوهم إلى الإقتداء به والسير على منهجه ، والعمل بكتاب الله وتطبيق سنة رسوله مما يقوي الإيمان ، ويزيد اليقين ، على شرط أن تخلو تلك الإحتفالات مما يخالف تعاليم ومبادئ الإسلام .
      على أن ذكرى الرسول عيه الصلاة والسلام يجب أن تكون حية في قلب كل مسلم دائما وأبدا ولا يقتصر ذلك على يوم دون آخر ، وليس أدل على تذكير الناس برسولهم صلى الله عليه وسلم من الآذان الذي يرفع في اليوم خمس مرات إلى أن تقوم الساعة . والله تعالى أعلم
    • السلام عليكم اخوي الطوفان مشكور على ردك بس انت قلت كلام جميل وهو(( على أن ذكرى الرسول عيه الصلاة والسلام يجب أن تكون حية في قلب كل مسلم دائما وأبدا ولا يقتصر ذلك على يوم دون آخر ، وليس أدل على تذكير الناس برسولهم صلى الله عليه وسلم من الآذان الذي يرفع في اليوم خمس مرات إلى أن تقوم الساعة . والله تعالى أعلم )) يعني الانسان المسلم مايحتاج لمثل هذي الاحتفالات الي فيها شبهه فالافضل يبتعد عنها وينكرها ورسول الله محمد صلى الله عليه وسلم حي في قلوبنا ومنه عليه الصلاة والسلام نستمد عبادتنا وتعاملاتنا اليوميه الي تذكرنا فيه عليه الصلاة والسلام في كل لحظه وذلك بعد كتاب الله عز وجل
      اكرر شكري لك اخي الطوفان
    • من سن سنة وليس من ابتدع بدعة

      اخي الطوفان
      السلام عليكم
      اقول وبأختصار
      من سن سنة حسنة فله اجرها الخ الحديث
      ولكن من ابتدع بدعة فقد دخل تحت قول الرسول صلى الله عليه وسلم
      من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد
      ؛ اي مردود عليه
      وقال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الخ الحديث الى ان قال عضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة
      فكل مالم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم ومالم يفعله الصحابة الكرام وخاصة الخلفاء فلايجوز لاحد ان يقول له سنة
      ولا يقول له بدعة حسنة
      لان الدين اتى كاملا بل ان الذين يقولون بدعة حسنة كأنهم يتهمون الرسول صلى الله عليه وسلم باخفاء شيء من الدين

      عموما
      اقول لك هل تعلم من هم القوم الذين احدثوا بدعة الاحتفال بالمولد

      انهم الفاطميون
      وهم اكفر من اليهود والنصارى واخطر على الدين من المجوس
      فقد قالوا ان النصارى يحتفلون بمولد المسيح
      ومادام محمد اعظم من المسيح عيسى ابن مريم
      فلنحنفل بمولده
      فأحدثت هذه البدعة في القرن الرابع للهجرة
      ولاتنسى قول النبي صلى الله عليه وسلم ؛؛ ستفترق امتي الى ثلاث وسبعون فرقه الخ ؛؛؛؛؛؛؛
      ولاتنسى قوله صلى الله عليه وسلم
      لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر ذراعا بذراع ؛؛ الخ
      فقد حصل مانها عنه صلى الله عليه وسلم من ذلك

      اعاذنا الله واياكم من البدع
      ولاتتساوى السنة ولا البدعة
      اثابك الله
    • الرسالة الأصلية كتبت بواسطة:الطوفان

      [B]وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

      شكرا لك أخي على نقلك لهذه الفتاوى
      ولكن فلنعلم أنه إن كان الإحتفال بالمولد النبوي عبارة عن أمسية دينية تتخللها الأناشيد الإسلامية أو محاضرة ، تذكر المسلمين بوجوب اقتدائهم بنبيهم أو تبين شيئا من أمور دينهم فذلك أمر محمود .
      وما الإحتفال بالمولد النبوي إلا محطة إيمانية يراجع فيها المسلم نفسه ، ومدى اتباعه لنبيه ، وتطبيقه لسنته ، وانقياده لتعاليم الإسلام ،

      وفي مثل هذه المنلسبات الدينية ـ بشرط خلوها مما يخالف تعاليم الإسلام ـ ذكرى للناس وعظة وعبرة .

      ولربما التبس عليك البعض الأمر عندما سمعوا بعض الأشخاص ممن يذكرون أن الإحتفال بالمولد النبوي ( بدعة )
      وقد جاء في الحديث : ( شر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة )
      وردا على من التبس عليه تأويل الحديث ، يقول الشيخ ( سعيد بن مبروك القنوبي حفظه الله ) في كتابه ( السيف الحاد في الرد على من أخذ بحديث الآحاد في مسائل افعتقاد ) ص 3، 4 في الحاشية : ( هذا الحديث عام أريد به الخصوص ، أو أنه عام مخصوص بحديث : ( من سن في الإسلام سنة حسنه فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ، ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ) وهو حديث صحيح ثابت رواه مسلم والنسائي والترمي وابن ماجه والطيالسي واحمد ... الخ ( وقدذكر الشيخ سعيد أرقام الأجزاء والصفحات في كتابه ، واكتفيت أنا بذكر الرواه لأجل الإختصار ) ، يقول الشيخ سعيد : فإنه ـ أعني حديث ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) إلخ ـ يدل دلالة واضحة جلية على أن ما ياتيه الناس من أقوال وأفعال بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ليس كله من البدع السيئة كما يزعم بعض المبتدعة ، بل منه ما هو حسن يؤجر قائله وفاعله عليه وإن اختلف في إطلاق اسم البدعة عليه ، ومنه ما هو سيئ يأثم قائله وفاعله ، وللعلماء كلام طويل في ذلك لا تتحمله هذه العجالة وخلاصاته أن المحدثات من الأمور ضربان :
      أحدهما : ما أحدث مما خالف كتابا أو سنة أو اجماعا صحيحا فهذه البدعة هي الضلالة التي يحكم بإثم قائلها أو فاعلها وعليها يحمل حديث " وكل بدعة ضلالة " .
      والثاني : ما أحدث من الخير وهذه غير مذمومة بل محمودة يؤجر قائلها أو فاعلها وعليها يحمل قوله : " من سن في الإسلام سنة حسنة " .
      وقد ذهب إلى ذلك الإمام الشافعي كما رواه أبو نعيم في " حلية الأولياء " والبيهقي وغيرهما ، وعز الدين بن عبد السلام في " القواعد " ، والنووي في " شرح صحيح مسلم " )...الخ ما ذكره الشيخ سعيد حفظه الله ، فليراجع الأمر في كتاب " السيف الحاد " ص 4ـ 6 .

      وإذا جئنا للنظر إلى الإحتفال بمولد الرسول عليه الصلاة والسلام ، وإن كان لم يفعله الرسول ولا أحد من صحابته ، ولكنه استحدث فيما بعد ، لوجدنا أن فيه تذكير للناس برسولهم الكريم وبسيرته الطاهره ، وذلك يدعوهم إلى الإقتداء به والسير على منهجه ، والعمل بكتاب الله وتطبيق سنة رسوله مما يقوي الإيمان ، ويزيد اليقين ، على شرط أن تخلو تلك الإحتفالات مما يخالف تعاليم ومبادئ الإسلام .
      على أن ذكرى الرسول عيه الصلاة والسلام يجب أن تكون حية في قلب كل مسلم دائما وأبدا ولا يقتصر ذلك على يوم دون آخر ، وليس أدل على تذكير الناس برسولهم صلى الله عليه وسلم من الآذان الذي يرفع في اليوم خمس مرات إلى أن تقوم الساعة . والله تعالى أعلم
      [/B]




      [TABLE='width:70%;'][CELL='filter:;']
      بارك الله فيك مشرفنا الطوفان....... أضم صوتي الى صوتك #d


      والله يكثر من امثالك


      أختكم زهور السوسن
      [/CELL][/TABLE]
    • أخوي الكريمين سعودي عاشق عمان وشاعر الساحة لكما أن تظنا ما شئتما وتعتقدا ما اردتما

      وأما مسألة البدعة فقد وضحت ما هي بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيح الصريح ، ولا مناص من التصديق به لكل مسلم

      وأما مسألة الإحتفال بالمولد فقد بينت فيها الحجة بما لا زيادة عليه ولننظر إلى الهدف مع خلو الوسيلة مما يغضب الله ، بغض النظر فيمن اقام هذا الأمر ما دام أنه بعيدا عن معصية الله تعالى

      وشكرا لكِ أختي زهر السوسن

      وجزيتم خيرا على تعاونكم جميعا
    • بسم الله الرحمن الرحيم

      إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

      {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}

      {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}

      {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}

      أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

      أخي الطوفان،

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      أوصيك ونفسي بتقوى الله وخشيته في السر والعلن فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ}، واعلم رعاك الله أن يوم القيامة يكب الناس على مناخرهم في نار جهنم لحصائد ألسنتهم، فقد جاء في الحديث أن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - سأل رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: "وهل نُحاسب على أقوالنا؟ فقال - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: ثَكِلَتْك أُمُّك يا معاذ! وهل يكبُّ النَّاس في النَّار إلا حصائد ألسنتهم" [رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه].

      إن قول سعيد بن مبروك القنوبي - ولا أدري من يكون هذا الرجل - في حديث رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: "كل بدعة ضلالة" [رواه مسلم] بأن "هذا الحديث عام أريد به الخصوص ، أو أنه عام مخصوص" قول فيه الخطأ البين، إذ إن في الحديث كليه عامة في تحريم البدع لا يستثنى منها شيء أبداً. وما حمله إلى هذا الفهم المغلوط هو فهمه المغلوط لحديث رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة." [رواه مسلم] فقد أخرج الحديث الإمام مسلم من حديث جرير بن عبد الله الجلي - رضي الله عنه - قال: كنا في صدر النهار عند رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فجاءه قوم عراة مجتابي النمار أو العباء متقلدي السيوف، عامتهم من مضر بل كلهم من مضر، فتمعر وجه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم لما رأى بهم من الفاقة، فدخل ثم خرج فأمر بلالاً فأذن وأقام فصلى ثم خطب فقال: {يا يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ} إلى آخر الآية {إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} والآية التي في آخر الحشر {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} تصدق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بره، من صاع تمره حتى قال: ولو بشق تمرة. فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها بل قد عجزت، ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب حتى رأيت وجه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يتهلل كأنه مذهبة. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء."

      فالحديث لا يدل على كل بدعة! بل قال: "من سن في الإسلام". وما خرج عن شريعة الرسول ليس من الإسلام، بل قد قال: "من سن في الإسلام سنة حسنة". وبهذا نعرف أنه لا بد أن تكون هذه السنة مما أثبته الإسلام، وإلا ليست سنة في الإسلام، ومن علم سبب الحديث المذكور علم أن المراد بالسنة: المبادرة بالعمل، أو السبق إلى تنفيذ سنة كان أسبق الناس بها؛ لأن سبب الحديث معلوم وهو أن جماعة جاؤوا إلى النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -، وكانوا فقراء؛ فحث المسلمين على التصدق عليهم، فأتى رجل من الأنصار بصرة قد أثقلت يده فوضعها بين يديه - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها". وبهذا عرفنا المراد أن من سنها ليس من شرعها، لكن من عمل بها أولاً؛ لأنه بعمله أولاً يكون هو إماماً للناس فيها، فيكون قدوة خير وحسنة، فيكون له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.

      فهنا يكون معنى "السن": سن العمل تنفيذياً، وليس سنه تشريعياً، فار معنى "من سن في الإسلام سنة حسنة" أي: من عمل بها تنفيذياً لا تشريعياً، لأن التشريع ممنوع؛ لقول رسول الله - صلى الله عليهوعلى آله وسلم -: "كل بدعة ضلالة" وقد اجاب فضيلة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - عن الحديث بجوابين آخرين كما في [مجموع الفتاوى 5/252]، لا بأس من ذكرهما لإتمام الفائدة قال - رحمه الله تعالى -:

      "إن من قال: "من سن في الإسلام سنة حسنة" هو القائل: "كل بدعة ضلالة" ولا يمكن أن يصدر عن الصادق المصدوق قول يكذب له قولاً آخر، ولا يمكن أن يتناقض كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبداً، ولا يمكن أن يرد على معنى واحد مع التناقض أبداًن ومن ظن أن كلام الله تعالى أولا كلام رسوله - صلى الله عليه وسلم - متناقض فليعد النظر، فإن هذا الظن صادر إما عن قصور منه، وإما عن تقصير منه. ولا يمكن أن يوجد في كلام الله تعالى أو كلام رسوله - صلى الله عليه وسلم - تناقض أبداً.

      وإذا كان كذلك فبيان عدم مناقضة حديث "كل بدعة ضلالة" لحديث "من سن في الإسلام سنة حسنة" أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من سن في الإسلام" والبدع ليست من الإسلام، ويقول "حسنة" والبدعة ليست بحسنة، وفرق بين السن والتبديع.

      وهناك جواب لا بأس به: أن معنى "من سن": من أحيا سنة كانت موجودة فعدمت فأحياها، وعلى هذا فيكون "السن" إضافياً نسبياً كما تكون البدعة إضافية نسبية لمن أحيا سنة بعد أن تركت."

      يقول الشيخ ابن باز - رحمه الله - في [برنامج 'نور على الدرب' رقم الشريط 26] في أمر هذا الحديث:"وهو يدل على شرعية إحياء السنن والدعوة إليها والتحذير من البدع والشرور لأنه صلى الله عليه وسلم يقول: من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا خرجه مسلم في صححيه.

      ومثل هذا الحديث ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا" وهكذا حديث أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من دل على خير فله مثل أجر فاعله" خرجهما مسلم في صحيحه.

      ومعنى "سن في الإسلام" يعني: أحيا سنة وأظهرها وأبرزها مما قد يخفى على الناس، فيدعو إليها ويظهرها ويبينها، فيكون له من الأجر مثل أجور أتباعه فيها وليس معناها الابتداع في الدين. لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن البدع وقال صلى الله عليه وسلم: "كل بدعة ضلالة" وكلامه صلى الله عليه وسلم يصدق بعضه بعضا، ولا يناقض بعضه بعضا بإجماع أهل العلم، فعلم بذلك أن المقصود من الحديث إحياء السنة وإظهارها، مثال ذلك: أن يكون العالم في بلاد ما يكون عندهم تعليم للقرآن الكريم أو ما عندهم تعليم للسنة النبوية فيحيي هذه السنة بأن يجلس للناس يعلمهم القرآن ويعلمهم السنة أو يأتي بمعلمين، أو في بلاد يحلقون لحاهم أو يقصونها فيأمر هو بإعفاء اللحى وإرخائها، فيكون بذلك قد أحيا هذه السنة العظيمة في هذا البلد التي لم تعرفها ويكون له من الأجر مثل أجر من هداه الله بأسبابه، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "قصوا الشوارب وأعفوا اللحى خالفوا المشركين" متفق على صحته من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، والناس لما رأوا هذا العالم قد وفر لحيته ودعا إلى ذلك تابعوه ، فأحيا بهم السنة، وهي سنة واجبة لا يجوز تركها، عملا بالحديث المذكور وما جاء في معناه، فيكون له مثل أجورهم.

      وقد يكون في بلاد يجهلون صلاة الجمعة ولا يصلونها فيعلمهم ويصلي بهم الجمعة فيكون له مثل أجورهم، وهكذا لو كان في بلاد يجهلون الوتر فيعلمهم إياه ويتابعونه على ذلك، أو ما أشبه ذلك من العبادات والأحكام المعلومة من الدين، فيطرأ على بعض البلاد أو بعض القبائل جهلها، فالذي يحييها بينهم وينشرها ويبينها يقال: سن في الإسلام سنة حسنة بمعنى أنه أظهر حكم الإسلام، فيكون بذلك ممن سن في الإسلام سنة حسنة.

      وليس المراد أن يبتدع في الدين ما لم يأذن به الله، فالبدع كلها ضلالة لقول النبي في الحديث الصحيح: "وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" ويقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح أيضا: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد" وفي اللفظ الآخر: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" متفق عليه.

      ويقول في خطبة الجمعة عليه الصلاة والسلام: "أما بعد: فإن خير كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة" خرجه مسلم في صحيحه.

      فالعبادة التي لم يشرعها الله لا تجوز الدعوة إليها، ولا يؤجر صاحبها، بل يكون فعله لها ودعوته إليها من البدع، وبذلك يكون الداعي إليها من الدعاة إلى الضلالة، وقد ذم الله من فعل ذلك بقوله سبحانه: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ}"

      ولعل الأخ سعيد يشير إلى قول الإمام الشافعي - رضي الله عنه -: "المحدثات من الأمور ضربان: أحداهما ما أحدث مما يخالف كتابا أو سنة أو أثرا أو إجماعاً فهذه البدعة الضلالة، والثانية ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا وهذه محدثة غير مذمومة" معناه: إن هناك أموراً أحدثت توافق الكتاب أو السنة أو الأثر أو الإجماع فهي سنة قد أحييت كما قال سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بعد إن جمع الناس على صلاة التراويح على إمام واحد: "نعمة البدعة هذه". فإن جمع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - الناس في صلاة التراويح سنة، وليست بدعة، الحق هو إن ما أدعاه بعض الناس أنها من سنن عمر، واستدل لذلك بأن عمر بن الخطاب "أمر أبيّ بن كعب وتميماً الداري أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة" وخرج ذات ليلة والناس يُصلُّون فقال: نعمت البدعة هذه" دعوة لا تستقيم صحتها، يقول الشيخ ابن العثيمين: "فهذا قول ضعيف غفل قائله عما ثبت في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم: "قام بأصحابه ثلاث ليال وفي الثالثة أو في الرابعة لم يُصلّ، وقال: إني خشيت أن تُفرض عليكم" [رواه البخاري] وفي لفظ مسلم "ولكني خشيت أن تُفرض عليكم صلاة الليل فتعجزوا عنها" [ صحيح مسلم] فثبتت التراويح بسنة النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -، وذكر النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - المانع من الاستمرار فيها، لا من مشروعيتها، وهو خوف أن تُفرض، وهذا الخوف قد زال بوفاة الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لأنه لما مات - صلى الله عليه وسلم - انقطع الوحي فأمن من فرضيتها، فلما زالت العلة وهو خوف الفريضة بانقطاع الوحي ثبت زوال المعلول وحينئذ تعود السنية لها". [الشرح الممتع، لابن عثيمين 4/78]

      أما تقسيم الأخ سعيد - هداه الله - الأمور المحدثى إلى قسمان، تقسيم لا دليل عليه، فهذا القول بدعة. والصحيح لا تقسيم في البدعة، لقول رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: "كل بدعة ضلالة" وهذه كليه عامة لا يستثنى منها شيء أبداً. فإن شرطا البدعة هي:
      1) تعبد لله بشيء لم يشرعه الله.
      2) التعبد بشيء لم يكن عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وخلفاؤه الراشدون.
      فمن كان في عبادته أحد تلك الشروط سواءٌ كان ذلك التعبد فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته أو فيما يتعلق بأحكامه وشرعه فهو مبتدع. وهذه الشروط مأخوذة من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ" رواه أبو داود والترمذي وصححه، وابن ماجه من حديث العرباض بن سارية.

      إن هذا القول ليس بحجة جديدة، وقد استدلت بها الصوفية والقبورية والرافضة وأهل الكلام وغيرهم من الفرق الهالكة، وليس لهؤلاء حجة على أن هناك بدعة حسنة إلا قول عمر - رضي الله عنه - في صلاة التراويح: "نعمت البدعة هذه" [صحيح البخاري] معلقاً، [الفتح 4/294] وهو يقصد البدعة من مفهومها اللغوي.

      فلهذا سماها بدعة وهى على الحقيقة سنة بقوله صلى الله عليه وسلم " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدى " وقوله " اقتدوا باللذين من بعدى أبى بكر وعمر وعلى هذا التأويل يحمل الحديث الآخر " كل محدثة بدعة " إنما يريد ما خالف أصول الشريعة ولم يوافق السنة.‏ وأكثر ما يستعمل المبتدع عرفا في الذم، انتهى ما قاله ابن الأثير.‏"


      البدعة في اللغة:

      قال الخليل بن أحمد الفراهيدي: "البَدع: إحداثُ شيء لم يكن له من قبل خلق ولا ذكر ولا معرفة" [العين، للفراهيدي 2 /54]

      ويقول الراغب: "الإبداع: هو إنشاء صفةٍ بلا احتذاء وإقتداء، والإبداع أصلٌ ثانٍ للبدعة ، وهو مأخوذ من أبدع" [مفردات ألفاظ القرآن الكريم، للراغب الاصفهاني ص36]

      وينصّ الاَزهري على أنّ "الإبداع" أكثر استعمالاً من "البَدع" وهذا لا يعني أنّ استعمال "البدع" خطأ، فيقول في ذلك: "و أبدع أكثر في الكلام من بَدَعَ ولو استعمل بَدَعَ لم يكن خطأ". [تهذيب اللغة، للازهري 2 /241]

      وقال ابن فارس : "البدع له أصلان: ابتداء الشيء وصنعه لا عن مثال، والآخر الانقطاع والكلال" [المقاييس، لابن فارس 1/209 مادة (بَدَع)]

      وقال الفيروزآبادي: "البِدعة: الحدث في الدين بعد الإكمال، أو ما استحدث بعد النبي من الأهواء والأعمال" [القاموس، للفيروزآبادي 3/6 مادة (بَدَعَ)]

      وعلى هذا الأساس نقول من "البَدع" بدعتُ الشيء إذا أنشأته.

      كما تقول من "الإبداع": ابتدع الشيء: أي "أنشأه وبدأه" ونقول أيضاً: "أبدعتُ الشيء أي اخترعته لا على مثال"

      و"أبدعَ" الله تعالى الخلق إبداعاً" أي خلقهم لاعلى مثال سابق، و"أبدعتُ" الشيء و"ابتدعته" استخرجته وأحدثته، ومن ذلك قيل للحالة المخالفة "بدعة"، وهي اسم من "الابتداع"، كالرفعة من الارتفاع.

      ومن أسماء الله تعالى "البديع" وهو الذي فطر الخلق مُبدِعاً لا على مثال سابق. يقول سبحانه وتعالى {بَدِيعُ السَمَوَاتِ والاَرضِ} أي مبتدعها ومبتدئها لا على مثال سابق.

      إنّ الإمعان في التعريفات المارة لكلمة "البدعة" يوضح بجلاء أنّ معناها في اللغة: هو الشيء الذي يبتكر ويخترع من دون مثال سابق ويبتدأ به بعد أن لم يكن موجوداً في السابق.

      البدعة في الاصطلاح:

      فمعنى البدعة اصطلاحاً هو "إيراد قولٍ أو فعلٍ لم يُستَنَّ فيه بصاحب الشريعة وأُصولها المتقنة" أو بعبارة أخرى هو "الحدث في الدين بعد الإكمال"

      وقال ابن رجب الحنبلي في تعريف البدعة بأنّها: "ما أُحدث مما لا أصل له في الشريعة يدّل عليه، أما ما كان له أصل من الشرع يدّل عليه فليس ببدعة شرعاً وإنْ كان بدعة لغةً". [جامع العلوم والحكم، لابن رجب الحنبلي ص160 طبع الهند]

      وقال ابن حجر العسقلاني: "أصلها ما أُحدِثَ على غير مثال سابق، وتطلق في الشرع في مقابل السُنّة فتكون مذمومة..." وقال: "المحدثات جمع محدثة، والمراد بها ما أُحدث وليس له أصل في الشرع، ويسمّى في عرف الشرع بدعة، وما كان له أصل يدلُّ عليه الشرع فليس ببدعة." [فتح الباري، لابن حجر العسقلاني 5/156]

      إذاً، فالبدعة هي طريقة مخترعة في الدّين يُقصد بها التعبّد والتقرب إلى الله تعالى، إعتقاداً، أو قولاً، أو عملاً. وهذا يعني أنّه لم يرد بها الشّرع ولا دليل عليه من الكتاب أو السنة ولا كانت على عهد النبي - صلى الله عليه وعلى آله سلم - وأصحابه ، وواضح من التعريف أيضا أنّ المخترعات الدنيوية لا تدخل في مفهوم البدعة المذمومة شرعاً.

      وأخيراً، يجب علينا أن نتبع رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - الذي كان يكرر مرارا وتكرارا أنّ: "كلّ محدثة بدعة وكلّ بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار". وكان - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - إذا خطب: أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدى محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة. [رواه مسلم] فإذا كانت كلّ بدعة ضلالة فكيف بقال بعد ذلك أنّ هناك في الإسلام بدعة حسنة، وكيف يتجرأ احدنا أن يقول قولاً يخالف فيه رسول الله؟ هذا لعمر الله صريح المناقضة لما قرّره النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وحذّر منه، ويجب عدم موالاة المبتدع أياً كان. فأن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قد أخبر أنّ من ابتدع في الدّين بدعة محدثة فإنّ عمله حابط مردود عليه لا يقبله الله كما جاء ذلك في حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: "قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد" [رواه البخاري] فكيف يجوز بعد ذلك أن يقول شخص بجواز البدعة والعمل بها. فأنّ المبتدع الذي يضيف إلى الدّين ما ليس منه يلزم من فعله هذا عدة مساوئ كلّ واحد منها أسوأ من الآخر ومنها:

      1) اتهام الدّين بالنقص وأنّ الله لم يكمله وأن فيه مجالا للزيادة وهذا مصادم لقوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً}.

      2) أنّ الدّين بقي ناقصا من أيام النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - حتى جاء هذا المبتدع ليكمله من عنده.

      3) أنّه يلزم من إقرار البدعة اتهام النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بأحد أمرين: إما أن يكون جاهلا بهذه البدعة الحسنة !! أو أنه قد علمها وكتمها وغشّ الأمة فلم يبلّغها.

      4) أنّ أجر هذه البدعة الحسنة قد فات النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وأصحابه والسلف الصالح حتى جاء هذا المبتدع ليكسبه، مع أنّه كان ينبغي عليه أن يقول في نفسه "لو كان خيرا لسبقونا إليه".

      5) أنّ فتح باب البدعة الحسنة سيؤدي إلى تغيير الدّين وفتح الباب للهوى والرأي، لأنّ كلّ مبتدع يقول بلسان حاله إنّ ما جئتكم به أمر حسن، فبرأي من نأخذ وبأيهم نقتدي؟

      6) إن العمل بالبدع يؤدي إلى إلغاء السنن وقول السّلف الذي يشهد به الواقع: ما أحييت بدعة إلا وأميتت سنّة. والعكس صحيح.

      نسأل الله أن يجنبنا مضلات الهوى والفتن ما ظهر منها وما بطن والله تعالى أعلم.

      أخوك في الله/ أبو إبراهيم الرئيسي
    • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      اخواني واخواتي شاكر لكم جميعا على تواصلكم وكلام الاخ الفاضل الرئيسي في قمة الروعه اخوي الرئيسي بارك الله فيك وماشاءالله عليك بصراحه شرحك جداااا جميل ووافي اكرر شكري للجميع واسال الله ان يهدينا جميعا لطريق الحق والصواب
      اخوكم سعودي