.. نقول ما نشاء حينما يداعب أخيلتنا الفرح وحينما تقف على شرفاتنا عصفورة جريحة أو حينما نرى فراشات الصيف تنتقل حول الزهر تجمع شيئاً من برد الرحيق لعلها تطفئ أجيج الصيف الخانق .. نفرح ونتفاءل وننسى أننا هنا قاعدين خلف الجدران تتناوب على رؤوسنا النوائب ويطوينا الألم في حصيره المثقل بالحزن والأسى ونظن أن الدينا في لحظات قلال تغيرت وإبتسمت وزغردت .. نظن أن أطفالها يبكون الفرح الذي يعتلي وجوههم ويبكون سعادتهم .. نظن أن النساء اللاتي خرجن من فسحة القرية برداء محتشم سوف يعدن ذات مساء بنفس الحجاب ونفس الجلباب ونفس الكرامة وعزة النفس ، ونسينا أن إلتفاف الأيام جزء من الحياة وجزء من الطبيعة وجزء من المتناقضات التي تفرض نفسها في كل حين .. ورجعن نساءنا دونما جلباب أو كرامة وهن يضعن مساحيق الأسى فوق وجوههم ويشكين الزمن على أن ساعدهم في ذاك التحرر وأنهن فقدن كل ملامح الجمال بعد أن أغراهم هذا الزمن وشيطانه .. تلك هي حياتنا وجه متناقض كالموج المترادف لا يعود إلى العمق بعدما ينكسر على الشطآن سوى القلائل أو بقايا موج ، فلماذا نجتر أسانا ونحن من يصنع أضرحة لأحلامنا ولماذا نحلم ونحن نعلم أن الدنيا لا تستقيم وكيف تستقيم الدنيا ونحن في قرارة أنفسنا تائهين نبحث عن أشياء لا نعرفها ونبحث عن مجهول لا يسلك إلا الدروب المرعبة ونطلب أن تنصفنا الحياة .. ترى من أي شيئ تنصفنا الحياة ؟ ألسنا نحن من هدهد أوجاعه وإرتكب حماقاته في سبيل رغبات جامحة كان الحب أسمها .. ترى ماذا أخذنا من الحب غير عذاب مستمر وهدوء مفقود في كل شيء وتفكير مشتت ، ماذا أخذنا من الحب غير أمكنة تطرح ذكراها كل حين صارت وجه مهجور وقلادة من نار في صدرونا .. ماذا أخذنا من الحب غير غرف تحكمنا بسواد ليلها وتقلبات نهارها بلا شمس تشرق ولا ضياء يبرق ولا حتى حنين .. ماذا أخذنا من الحب في زمن خال من الحب .. في زمن لا يعترف بالمقدسات السامية ولا بالعلاقات الحميمة ولا أبجديات العلاقات الشريفة .. ماذا أخذنا .. هل نسجنا لأنفسنا غير العذاب وهل غير البكاء على الأطلال رديف .
آه ايتها الحياة التي نحبك حتى الرمق ونتشدق بالبقاء فيك رغم كل ما نواجه لماذا هذه القسوة ، ولماذا كلما هبت نسمات الفرح مد القدر أكف الإغتصاب ولماذا تتوارى خلف كثبان أيامك أفراحنا . لكننا هكذا سوف نبقى نحمل مشاعل الفرح ونسير في تلك الدروب المجهولة رغم خفافيش الليل وغربان النهار .. رغم الصعاليك المتسولة من أجل عقب سيجار ورغم قطاع الطرق .. سوف نبقى حتى الرمق الأخير نحبك رغم هذا التضاد الذي الذي يحيط بنا ويجمعنا .. رغم هذا سوف نبقى فيك مهما كان رفضك لنا .
جزء من مقالي نشر بتاريخ 2/3/2003
آه ايتها الحياة التي نحبك حتى الرمق ونتشدق بالبقاء فيك رغم كل ما نواجه لماذا هذه القسوة ، ولماذا كلما هبت نسمات الفرح مد القدر أكف الإغتصاب ولماذا تتوارى خلف كثبان أيامك أفراحنا . لكننا هكذا سوف نبقى نحمل مشاعل الفرح ونسير في تلك الدروب المجهولة رغم خفافيش الليل وغربان النهار .. رغم الصعاليك المتسولة من أجل عقب سيجار ورغم قطاع الطرق .. سوف نبقى حتى الرمق الأخير نحبك رغم هذا التضاد الذي الذي يحيط بنا ويجمعنا .. رغم هذا سوف نبقى فيك مهما كان رفضك لنا .
جزء من مقالي نشر بتاريخ 2/3/2003