نحن واحدث تقنيات الهمر

    • نحن واحدث تقنيات الهمر



      الممثل الشهير و حاكم ولاية كاليفورنيا أرنولد شوارزنجر يدخل على معسكر في الصحراء يحرسه مجموعة من الملثمين ممن يرتدون الكوفيّات -الشماغ- العربية، جميع الحرس يلطقون اللحى و الشاربين، إستطاع البطل العظيم أرنولد تخطي جميع الحرس و قتل نصفهم ذبحاً بكل سهولة و ذلك من أجل تحرير إحدى عميلات الـCIA التي أسرها مجموعة من -الإرهابيين- العرب، و عندما يكشف بعض الحرس الإرهابيين أمر المغامر أرنولد يقومون بتعذيبه و جلده …. إلخ من أساليب وحشية يستعملها العرب.
      بعد فترة تنتقل الكاميرا لمبنى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) لتنقل لنا مجريات محادثة القادة العسكريين الأمريكيين في مكافحة الإرهاب و كيفية إنتزاع الأسلحة النووية التي حصلوا عليها من قبل روسيا.
      قائد أرنولد العسكري يقرر تنفيذ عملية نوعية ضد الإرهابيين من أجل تحرير الرهائن، بنفس الوقت يقوم أرنولد الشجاع بتحرير نفسه دونما مساعدة و يبدأ بقتل الإرهابيين بالجملة.



      و بعد عدّة أحداث مثيرة تخللّها العديد من مشاهد التفجيرات و القتل سقط فيها من الإرهابيين المئات بواسطة رجل واحد تدخل القوات الخاصة الأمريكية بسيارات الهامر المصفّحة و التي تحمل العديد من الرشاشات المتطورة و المدافع لتقوم بتدمير كامل المعسكر الإرهابي و تجعل العرب يهربون كالصراصير.
      هذا واحد من الأفلام الامريكية المنتج بسنة 1993يعرض لنا مقدار الحقد ضد العرب و المسلمين بطريقة مزوّرة و مضللّة لغير العرب بحيث يحسبوننا بحق أننا أغبياء و بدائيين و إرهابيين و نتعطش للدماء، إضافة لإستعراض مجموعة الأسلحة و الآليات الفتّاكة التي يستعملها الأمريكيين ضد أعداء السلام و الديمقراطية

      إحدى هذه الآليات هي سيّارة الهامر العتيدة و التي ظهرت بالعديد من الأفلام العسكرية على أنها سيارة خارقة مقاتلة تتحدى كافة صنوف الجغرافية، من الصحراء حتى القطب المتجمد، إضافة إلى أنها سيارة يركبها كبار القادة العسكريين و رؤساء المافيا و كبار تجّار المخدرات و أشهر المحققين الجنائيين … كل هذا يعرض بالأفلام الامريكية بغية الدعاية لأحد أصناف الصناعات العسكرية الأمريكية.
      هذا جزءً من أحد طرق التسويق التي يتّبعها الأمريكان أنفسهم، أما نحن فنقوم بعرض سيارة الهامر على قنواتنا الفضائية إما في الفيديو كليب أو في الدعايات التجارية أو في جوائز المسابقات الهاتفية أو التلفزيونية.
      و الغريب في الأمر أن العرب إستجابوا لهذه الدعاية و بدؤوا يشترون هذه السيارة و يتفاخرون بها و خاصة في دول الخليج، أمن المعقول أن نتفاخر برمز من رموز الطغيان الامريكي و خاصة تجاهنا !
      أمن المعقول أن نتفاخر بسيارة عسكرية لا يسمح بإنتاجها إلا بالولايات المتحدة الأمريكية و بالمصانع العسكرية بالتحديد !
      أمن المعقول أن نتفاخر بسيارة عسكرية تستعمل للتبجح بها على القنوات الفضائية و هي تصول و تجول في شوارع العراق و أفغانستان و فلسطين !
      ما بالنا ندفع الأموال الطائلة لشراء هذه السيارة -الفاخرة- و التي تحوي على العديد من الميزات التي لم تأت من المريخ في حين تواجد عشرات السيارات الأخرى من غير الأمريكية تضاهيها لا بل تتغلب عليها في كل الميزات و منها من هو يفوقها ثمنا و منها ما هو أرخص بكثير.
      عندنا في سورية بدأ بعض الأثرياء بشراء هذا النوع من السيارات، الغالبية العظمى من الناس يشاهدون هذه السيارة تتبختر في شوارع حلب و دمشق يُبهرون بحجمها (لأننا لسنا معتادين على رؤية السيارات الحديثة) لكنهم يلعنون راكبها لأنها بنظرهم سيارة للجيش الأمريكي يستعملها في قتل الأبرياء على مدار الكرة الأرضية. و هذا الثري الذي يقتنيها يتفاخر برمز من رموز الأعداء، و كأنه يرفع علم الجيش الامريكي في مقبرة الشهداء أو في الحرم المكي.
      بالله عليكم يا أيها الأثرياء، هل هذه السيارة تستحق كل هذا العناء، هل تعتقد أنك تتفاخر بهذه السيارة أما الناس ألحجمها، ألجمالها، ألتقنياتها… أين مشاعرك أين حسّك تجاه وطنك، تجاه دينك، تجاه إنسانيتك؟

      [SIGPIC]مختار +احلى منتدى الساحه العمانيه[/SIGPIC]