الحذر الحذر من فتن الشهوات والشبهات .

    • الحذر الحذر من فتن الشهوات والشبهات .

      إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

      - معنى قوله تعالى: {..لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً..}
      أي: ليمتحنكم، قال الفضيل بن عياض ـ رحمه الله ـ: "أي: أخلصه وأصوبه، إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً، لم يقبل، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل، حتى يكون خالصاً صواباً، والخالص إذا كان لله عز وجل، والصواب إذا كان على السنة".

      وقال الشيخ السعدي ـ رحمه الله ـ: "أي: أخلصه وأصوبه، وذلك أن الله خلق عباده، وأخرجهم لهذه الدار، وأخبرهم أنهم سينتقلون منها، وأمرهم ونهاهم، وابتلاهم بالشهوات المعارضة لأمره، فمن انقاد لأمر الله أحسن الله له الجزاء في الدارين، ومن مال مع شهوات النفس، ونبذ أمر الله، فله شر الجزاء".

      وقال الشيخ الشنقيطي ـ رحمه الله ـ في كتابه "أضواء البيان": ومن أسرار هذه الموعظة الكبرى أن الله تبارك وتعالى صرح بأن الحكمة التي خلق الخلق من أجلها هي أن يبتليهم أيهم أحسن عملاً، ولم يقل: أيهم أكثر عملاً، فالابتلاء في إحسان العمل.

      ثم قال: ولا شك أن العاقل إذا علم أن الحكمة التي خلق من أجلها هي أن يبتلى، أي: يختبر، بإحسان العمل فإنه يهتم كل الاهتمام بالطريق الموصلة لنجاحه في هذا الاختبار، ولهذه الحكمة الكبرى سأل جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا ليعلمه لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال:

      أخبرني عن الإحسان، أي: وهو الذي خلق الخلق لأجل الاختبار فيه، فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن الطريق إلى ذلك هي هذا الواعظ، والزاجر الأكبر الذي هو مراقبة الله تعالى، والعلم بأنه لا يخفى عليه شيء مما يفعل خلقه، فقال له: "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك".

      الخير كلَّه في الاتِّباع، والشر كلًّه في الابتداع


      قال يحيي بن معاذ الرازي:

      "اختلاف الناس كلهم يرجع إلى ثلاثة أصول، فلكل واحد منها ضد، فمن سقط عنه؛ وقع في ضده: التوحيد وضده الشرك، والسنة وضدها البدعة، والطاعة وضدها المعصية".(1)

      في كتاب "أسئلة طال حولها الجدل" (ص:54) قال الشيخ عبد الرحمن عبد الصمد ـ رحمه الله ـ:
      "مما لا شك فيه عندي في أن جميع البدع الشرعية المنسوبة إلى الدين بشتى ألوانها وصورها كلها ضلالة في النار، لأنها تشريع لم يأذن به الله، وحدث في الدين ما أنزل الله به من سلطان، وتحريف للكلم عن مواضعه، وإساءة في فهم قواعد الشرع العامة، وتلاعب في نصوص الدين الإسلامي الحنيف، وتمسك بما تشابه منه ابتغاء الفتنة وضراراً وتفريقاً بين المؤمنين، وتمزيقاً لشملهم.

      لكن الله جلت قدرته أبى إلا أن يحفظ دينه ويعلي كلمته، فأرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المبطلون، ويحق الحق بكلماته ويزهق الباطل وأهله. فكان حكم الرسول صلى الله عليه وسلم ـ الذي لا ينطق عن الهوى ـ على جميعها بأنها ضلالة في النار، وكذلك الخلفاء والصحابة والأئمة ـ رضوان الله عليهم أجمعين ـ ورثوا ذلك عنه صلى الله عليه وسلم وحذروا أتباعهم من اتخاذ البدع والعمل بها".

      قال ابن القيم الجوزية ـ رحمه الله ـ في كتابه "إغاثة اللهفان" (2/165): "والفتنة نوعان: فتنة الشبهات، وهي أعظم الفتنتين، وفتنة الشهوات، وقد يجتمعان للعبد، وقد ينفرد بأحدهما.

      ففتنة الشبهات من ضعف البصيرة، وقلة العلم، ولا سيما إذا اقترن بذلك فساد القصد، وحصول الهوى، فهنالك الفتنة العظمى، والمصيبة الكبرى، فقل ما شئت في ضلال سيء القصد، الحاكم عليه الهوى لا الهدى، مع ضعف بصيرته، وقلة علمه بما بعث الله به رسوله، فهو من الذين قال الله تعالى فيهم (..إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأنْفُسُ..) سورة النجم.

      وقد أخبر الله سبحانه أن اتباع الهوى يضل عن سبيل الله فقال في سورة ص: ( يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعْ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ(26).

      وهذه الفتنة مآلها إلى الكفر والنفاق، وهي فتنة المنافقين، وفتنة أهل البدع، على حسب مراتب بدعهم، فجميعهم إنما ابتدعوا من فتنة الشبهات التي اشتبه عليهم فيها الحق بالباطل، والهدى بالضلال.

      ولا ينجي من هذه الفتنة إلا تجريد اتباع الرسول، وتحكيمه في دقِّ الدين وجله، ظاهره وباطنه، عقائده وأعماله، حقائقه وشرائعه، فيتلقى عنه حقائق الإيمان وشرائع الإسلام، وما يثبته لله من الصفات والأفعال والأسماء، وما ينفيه عنه، كما يتلقى عنه وجوب الصلوات وأوقاتها وأعدادها، ومقادير نصب الزكاة ومستحقيها، ووجوب الوضوء والغسل من الجنابة، وصوم رمضان، فلا يجعله رسولاً في شيء من أمور الدين، بل هو رسول في كل شيء تحتاج إليه الأمة في العلم والعمل، لا يتلقى إلا عنه، ولا يؤخذ إلا منه، فالهدى كله دائر على أقواله وأفعاله، وكل ما خرج عنها فهو ضلال، فإذا عقد قلبه على ذلك وأعرض عما سواه، ووزنه بما جاء به الرسول، فإن وافقه قبله، لا لكون ذلك القائل قاله بل لموافقته للرسالة، وإن خالفه رده، ولو قاله من قاله، فهذا الذي ينجيه من فتنة الشبهات، وإن فاته ذلك أصابه من فتنتها بحسب ما فاته منه.

      وهذه الفتنة تنشأ تارة من فهم فاسد، وتارة من نقل كاذب، وتارة من حق ثابت خفى على الرجل فلم يظفر به، وتارة من غرض فاسد وهوى متبع، فهي من عميِ في البصيرة، وفساد في الإرادة".أ.هـ

      قال الله تعالى في سورة النور، الآية رقم 63:


      {..فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.


      قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ: "أي عن أمر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو سبيله ومنهاجه وطريقته وسنته وشريعته، فتوزن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله، فما وافق ذلك قُبل، وما خالفه فهو مردود على قائله وفاعله، كائناً من كان، كما ثبت في الصحيحين وغيرهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد". أي: فليحذر وليخش من خالف شريعة الرسول باطناً وظاهراً (أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ) أي: في قلوبهم من كفر أو نفاق أو بدعة".أ.هـ

      وقال الشيخ الشنقيطي ـ رحمه الله ـ: الضمير في قوله: عن أمره راجع إلى الرسول، أو إلى الله والمعنى واحد، لأن الأمر من الله والرسول مبلغ عنه، والعرب تقول: خالف أمره ، وخالف عن أمره، وقال بعضهم: يخالفون: مضمن معنى يصدون، أي: يصدون عن أمره.أ.هـ

      وقد استشهد الإمام مالك ـ رحمه الله ـ بهذه الآية حين أتاه رجل فقال: يا أبا عبد الله من أين أحرم؟
      قال: "من ذي الحليفة، من حيث أحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم". فقال: إني أريد أن أحرم من المسجد من عند القبر.

      قال: "لا تفعل، فإني أخشى عليك الفتنة".

      فقال: أي فتنة هذه؟ إنما هي أميال أزيدها.

      قال: "وأي فتنة أعظم من أن ترى أنك سبقت إلى فضيلة قصر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! إني سمعت الله يقول: (..فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).(2)


      خطورة فتن الشهوات والشبهات


      في صحيح الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ في كتاب "الرقاق" بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ هَذَا الْمَالُ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى في سورة آل عمران: ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ..(14) قَالَ عُمَرُ: اللَّهُمَّ إِنَّا لا نَسْتَطِيعُ إِلاَّ أَنْ نَفْرَحَ بِمَا زَيَّنْتَهُ لَنَا اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ أُنْفِقَهُ فِي حَقِّهِ.

      قال ابن التين فيما نقله ابن حجر في "فتح الباري": بدأ في الآية بالنساء لأنهن أشد الأشياء فتنة للرجال، ومنه حديث "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء" قال: ومعنى تزيينها إعجاب الرجل بها وطواعيته لها .

      والقناطير جمع قنطار، واختلف في تقديره وقيل معناه الشيء الكثير مأخوذ من عقد الشيء وإحكامه.

      قال ابن عطية: قيل هذا أصح الأقوال لكن يختلف القنطار في البلاد باختلافها في قدر الوقية.

      وأخرج الترمذي، وابن حبان، والحاكم، وأحمد، وغيرهم وهو في "الصحيحة" (592)، عن كعب بن عياض قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن لكل أمة فتنة، وفتنة أمتي المال".

      قال الشيخ السعدي ـ رحمه الله ـ: يخبر تعالى أنه زين للناس حب الشهوات الدنيوية، وخص هذه الأمور المذكورة لأنها أعظم شهوات الدنيا وغيرها تبع لها قال تعالى: (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأرْضِ زِينَةً لَهَا) فلما زينت لهم هذه المذكورات بما فيها من دواعي المثيرات، وتعلقت بها نفوسهم ومالت إليها قلوبهم، وانقسموا بحسب الواقع إلى قسمين: قسم: جعلوها هي المقصود، فصارت أفكارهم وخواطرهم وأعمالهم الظاهرة والباطنة لها، فشغلتهم عما خلقوا لأجله، وصحبوها صحبة البهائم السائمة، يتمتعون بلذاتها ويتناولون شهواتها، ولا يبالون على أي وجه حصلوها ولا فيما أنفقوها وصرفوها، فهؤلاء كانت زاداً لهم إلى دار الشقاء والعناء والعذاب.

      والقسم الثاني ـ كما سيأتي بيانه من قول عمر في الحديث ـ عرفوا المقصود منها وأن الله جعلها ابتلاء وامتحاناً لعباده، ليعلم من يقدم طاعته ومرضاته على لذاته وشهواته، فجعلوها وسيلة لهم وطريقاً يتزودون منها لآخرتهم ويتمتعون بما يتمتعون به على وجه الاستعانة به على مرضاته، قد صحبوها بأبدانهم وفارقوها بقلوبهم، وعلموا أنها كما قال فيها (ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) فجعلوها معبراً إلى الدار الآخرة ومتجراً يرجون بها الفوائد الفاخرة، فهؤلاء صارت لهم زاداً إلى ربهم.أ.هـ

      قوله: ( وقال عمر : اللهم إنا لا نستطيع إلا أن نفرح بما زينته لنا ، اللهم إني أسألك أن أنفقه في حقه ) قال ابن حجر: في هذا الأثر إشارة إلى أن فاعل التزيين المذكور في الآية هو الله ، وأن تزيين ذلك بمعنى تحسينه في قلوب بني آدم وأنهم جبلوا على ذلك ، لكن منهم من استمر على ما طبع عليه من ذلك وانهمك فيه وهو المذموم ، ومنهم من راعى فيه الأمر والنهي ووقف عند ما حد له من ذلك، وذلك بمجاهدة نفسه بتوفيق الله تعالى له فهذا لم يتناوله الذم ، ومنهم من ارتقى عن ذلك فزهد فيه بعد أن قدر عليه وأعرض عنه مع إقباله عليه وتمكنه منه ، فهذا هو المقام المحمود ، وإلى ذلك الإشارة بقول عمر "اللهم إني أسألك أن أنفقه في حقه".

      وأخرج الإمام أحمد في "مسنده"، والطبراني في "الصغير"، وابن أبي عاصم في "السنة" (14)، وصححه شيخنا.عن أَبي الأشْهَبِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأسْلَمِيِّ، قَالَ أَبُو الأشْهَبِ: لا أَعْلَمُهُ إلاَّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

      "إِنَّ مِمَّا أَخْشَى عَلَيْكُمْ شَهَوَاتِ الْغَيِّ فِي بُطُونِكُمْ وَفُرُوجِكُمْ وَمُضِلاَّتِ الْفِتَنِ".

      ولفظ ابن أبي عاصم:

      "إن مما أخشى عليكم بعدي بطونكم وفروجكم ومضلات الأهواء".

      لذلك كان الفضيل بن عياض يقول: أهل السنة من عرف ما يدخل في بطنه من حلال، وذلك لأن أكل الحلال من أعظم خصال السنة التي كان عليها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه ـ رضي الله عنهم ـ.

      قال ابن رجب ـ رحمه الله ـ في رسالته "كشف الكربة في وصف حال الغربة" (ص:47): فلما دخل أكثر الناس في هاتين الفتنتين ـ يعني بذلك فتنة الشهوات وفتنة الشبهات ـ أو إحداهما، أصبحوا متقاطعين، متباغضين، بعد أن كانوا إخواناً متحابين متواصلين، فإن فتنة الشهوات عمت غالب الخلق ففتنوا بالدنيا وزهرتها؛ وصارت غاية قصدهم لها يطلبون وبها يرضون ولها يغضبون، ولها يوالون وعليها يعادون، فقطعوا لذلك أرحامهم، وسفكوا دماءهم وارتكبوا معاصي الله بسبب ذلك.

      وقال: وأما فتنة الشبهات والأهواء المضلة فبسببها تفرق أهل القبلة وصاروا شيعاً وكفر بعضهم بعضاً وأصبحوا أعداءً وفرقاً وأحزاباً، بعد أن كانوا إخواناً قلوبهم على قلب رجل واحد فلم ينج من هذه الفرق كلها إلا الفرقة الواحدة الناجية وهم المذكورون في قوله صلى الله عليه وسلم:

      "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك".

      قال الإمام الصابوني "المتوفى 449هـ" ـ رحمه الله ـ في كتابه "عقيدة السلف":

      "وأصحاب الحديث عصامة من هذه المعايب بريئة زكية نقية، وليسوا إلا أهل السنة المضية، والسيرة المرضية، والسبل السوية، والحجج البالغة القوية، قد وفقهم الله جل جلاله لاتباع كتابه ووحيه وخطابه، واتباع أقرب أوليائه، والاقتداء برسوله صلى الله عليه وسلم في أخباره التي أمر بها فيها أمته بالمعروف، من القول والعمل، وزجرهم فيها عن المنكر منهما، وأعانهم على التمسك بسيرته، والاهتداء بملازمة سنته".