كمبوديا مدينة سياحية ثائرة

    • كمبوديا مدينة سياحية ثائرة

      كمبوديا مدينة سياحية ثائرة
      رياح موسمية وشتاء في فصل الصيف


      كمبوديا: ستيفن بروكس*
      كانت الأمطار تهطل بغزارة على جانب الطائرة ونحن نشق طريقنا وسط السحب. اسفلنا كانت كمبوديا بحقولها المغطاة بالمياه وأشجار نخيلها تتمايل بفعل الرياح وسماء داكنة تماما. مع اقترابنا من الهبوط لمحنا مجموعة من الأشخاص تدفع شاحنة عبر المياه التي غمرت الشوارع في محاولة لتفادي الانجراف بفعل المياه المندفعة. وصلنا الى كمبوديا كي نزور معابد آنغكور الشهيرة، وهي من أعظم الآثار في القارة الآسيوية. زرنا كمبوديا في يوليو (تموز) خلال فترة الرياح الموسمية، إلا ان اصدقاء نصحونا بأن نعاود الزيارة في موسم الجفاف لتفادي موسم الأمطار، التي تهطل في بعض الأحيان بمعدلات تزيد على 50 بوصة، وبالتالي تجنب قضاء معظم الوقت حبيس جدران الفندق تحاول هش البعوض وتتمنى عدم الاصابة بالملاريا. لكننا جئنا لإثبات الفكرة المعاكسة ولتأكيد ان فترة الرياح الموسمية يمكن ايضا ان تصلح وقتا للسياحة في كمبوديا. فعلى الرغم من ان الأمطار تهطل بصورة يومية، فإنها لا تستمر لأكثر من ساعة او ساعتين، يصبح بعدها الجو صافيا وصحوا بالفعل. الأمطار هنا تنظف الجو وتغسل الغبار وتبرّد كل شيء، كما ان الألوان تبدو اكثر جمالا وثراء. وبدلا من الشمس المدارية الحارقة هناك طقس ممطر لكنه صحو ايضا، وبالنسبة للمصورين على وجه التحديد هذا هو الوقت المناسب لزيارة كمبوديا. يضاف الى ما سبق ان اسعار كل شيء تنخفض بصورة كبيرة. الفنادق، على سبيل المثال، تصل تكلفتها الى نصف الكلفة خلال فصل الجفاف، الذي يكثر فيه السياح، وعادة لا يكون هناك ازدحام في المطاعم او الحجز قبل وقت قصير من السفر. ابتسم ديديير لاموت، المدير العام لفندق «سوفيتيل رويال آنغكور»، وقال: «الفندق خال. الناس يخافون فترة الرياح الموسمية. اذا اعتقد الألمان ان السماء هنا ستمطر لفترة ثانية واحدة لا يأتون مطلقا. الفرنسيون اذا سمعوا بحرارة الطقس، فلا يأتون الى هنا». «خلو» الفندق هو السبب الذي دفعنا الى السفر الى كمبوديا في هذا الوقت بالذات. اختفت آثار آنغكور على مدى قرون لكنها اكتشفت مجددا في القرن التاسع عشر، كما انها لم تتصدر قائمة الأماكن التي تستحق الزيارة لدى معظم السياح إلا في السنوات القليلة السابقة. فالحرب الاهلية والاضطرابات لفترة عقود كانتا وراء إحجام الناس عن السفر الى كمبوديا، وحتى عام 1999، عندما كنت في زيارة قصيرة لكمبوديا لفترة يومين لم يكن هناك عدد يذكر من السياح حتى في أماكن مثل آنغكور وات، المكان الأشهر من بين الكثير من المعابد في آنغكور. إلا ان ذلك الوضع تغير تماما. فالاستقرار السياسي الذي حدث في كمبوديا على مدى السنوات السابقة عزز الثقة والطمأنينة لدى السياح، وباتت آنغكور تعاني الآن من ازدحام السياح فيها. فقد زارها العام الماضي فقط ما يزيد عن 1.7 مليون سائح مقارنة بحوالي 200000 سائح عام 2003. وبتشييد مطار جديد وطرق لربط آنغكور بتايلاند وفيتنام، يتوقع المسؤولون ان يرتفع عدد السياح الى اكثر من 3 ملايين بنهاية العقد الحالي. تزدحم آنغكور بالسياح خلال الفترة بين نوفمبر (تشرين الثاني) وأبريل (نيسان)، وتزدحم الأماكن بحافلاتهم ويمتلئ الجو بأدخنة الحافلات والسيارات وحركة السير بصورة عامة. ويصعد آلاف السياح على المعابد التي باتت تبدو في موسم الازدحام أشبه بجبل النمل. ويحرص كثيرون على تسلق قمة معبد «فنوم باكنيغ» لمشاهدة منظر غروب الشمس في آنغكور وات. عندما استيقظنا صباح اليوم التالي وهممنا بالتوجه الى آنغكور وات تمنينا ان يكون اليوم جافا بلا أمطار. فأمطار الليلة السابقة ادت الى انتشار سحب متفرقة صباح اليوم التالي الذي بدأ بهواء نقي ومنعش. ونحن في طريقنا عبر الممر المرصوف بالحجارة الصغيرة باتجاه المعبد مررنا بحفل زفاف كمبودي، وكان ذلك اكبر جمع نصادفه ونحن في الطريق الى المعبد. لم نكن بالطبع وحدنا فقط في المكان. فقد مر بنا اثنان من الكهنة الكبار في السن يرتدي كل منهما عباءة بلون اصفر مائل الى البرتقالي، ومررنا ايضا ببضع اسر كورية. كان من السهل تجنب الأفواج السياحية ونحن نتجول في أنحاء المعبد. تسلقنا ووصلنا الى ارتفاع عال عبر السلالم الضيقة على المساطب الحجرية العريضة مرورا بالأفاريز ثم عتبات السلالم المقوسة بعناية. بدا هدوء شامل على المكان، ولم تكن هناك اصوات سوى غناء الطيور في الغابة المجاورة. ويمكن من أعلى رؤية المساحة الواسعة التي يحتلها هذا المعبد الأثري. جلسنا أعلى تلك القمة في صمت ونحن ننظر الى المنظر المهيب للمعبد اسفلنا ونتأمل هذا الصرح الذي يمتد تاريخه الى قرون الى الوراء. خلال الايام الستة المتبقية على الزيارة سارت الأشياء على ما يرام. كان المطر يهطل من حين الى آخر، وعلى مدى ثلاثة أيام كان هناك طقس مشمس تماما وعادت الأمطار مرة اخرى، وبصورة عامة كنا نخرج في الصباح الباكر نزور معبدا او معبدين ونخلد للراحة خلال بقية اليوم. واكتشفنا ان افضل السبل لتحقيق أكبر قدر من الفائدة من التجول في آنغكور هو زيارة الأماكن على مراحل. فقد نصحنا جون ماكديرموت، وهو مصور اميركي استقر في منطقة بالقرب من آنغكور، ان زيارة المعابد عملية مرهقة لأنها تتضمن تلبق سلالم حجرية في شمس حارقة وايضا محاولة استيعاب تاريخ يمتد لآلاف السنوات. ويرى ماكديرموت ان الوسيلة الأفضل هي توزيع زيارات المعابد على مدى اسبوع، على اساس قضاء الفترة الصباحية في المعابد والراحة خلال بقية اليوم ثم العودة الى الزيارة مرة اخرى خلال فترة ما بعد الظهيرة. هناك ايضا نشاطات اخرى بالإضافة الى زيارات المعابد. سيم ريب تغيرت كثيرا ولم تعد كما كانت عليه قبل عشر سنوات. فقد تحولت الى مدينة صغيرة مليئة بالحركة والحيوية والنشاط، وشيدت فيها فنادق خمس نجوم ومقاه ومطاعم جديدة وصالات لعرض الأعمال الفنية ومحال لبيع الأزياء. وبالنسبة للذين يتمتعون بقدر وافر من النشاط والحيوية، هناك ملاعب للغولف وقيادة الدراجات الهوائية، فضلا عن خدمات السياحة العلاجية. استأجرنا واحدة من الدراجات النارية (ركشو) التي تستخدم على نطاق واسع في بلدان جنوب شرقي آسيا، وبدأنا في استكشاف سيم ريب، وفي ذلك الوقت على وجه التحديد اكتشفنا فائدة الزيارة خلال فترة الرياح الموسمية. ربما كانت سيم ريب قد تغيرت كثيرا خلال فترة قصيرة، لكنها لا تزال تحمل سمات ونكهة المدينة الصغيرة. الحجز في المطاعم ومنتجات العلاج لم تكن ضرورية خلال تلك الفترة، وساعد جو الهدوء وعدم وجود ازدحام على توفر فرصة التعرف عن قرب على الكمبوديين، الذين يتسمون بصورة عامة بود وانفتاح غير مألوفين. كنا نقضي جزءا كبيرا من اليوم في استكشاف شوارع الحي الفرنسي، حيث كانت تنتظرنا المفاجآت في كل ركن من أركانه. أكشاك بيع الطعام في الشوارع تقدم وجبات العناكب السوداء المقلية (من أشهى الأطباق الكمبودية)، ولا أنسى مدلّكات العلاج الطبيعي الكفيفات في منتجع Seeing Hands Spa ومطعما في الحي الفرنسي في حديقة مغطاة بشبكة حيث تحوم حولنا ونحن نتناول الوجبة آلاف الفراشات. يمكن القول إن آنغكور قد نمت وتطورت وأصبحت في واقع الأمر وجهة سياحية راقية وفاخرة. وإذا كنت بصدد التفكير في ارجاء زيارتك اليها، من الأفضل ألا تؤجلها كثيرا.
      لي إخوة كلما تذكرتهم
      عرفت أني أملك كنزا
      ليس مع كل البشر
    • في شهر ابريل الماضي كان اليوبيل الفضي ( 15 سنه) مر ع زواج اختي وراحت شهر عسل جديد هي وزوجها ( عشرة ايام قضتها في كمبوديا )وكثير استانست بس تجول انهم شعب فقير وفي منطقه سكانها عايشين في نص البحر !!! مجرد اكواخ مبنيه ع خشب يطفوا ع سطح الماي !!! سبحان الله