أثناء عودتنا من زيارتنا لبيت عمي أنا و أختي ريا بنت العشرين ربيعا دوت أصوات صفارات الإنذار في بغداد القديمة ، أخذتني أختي بيدي بقوة أخذت تجري عرض الشارع ، فجأة و أصبحت السماء تضئ كأنها ليلة العيد الوطني ، أشتد الصوت بقوة صرخت أختي في وجهي ( هيا بنا بسرعة يسوف تقلق أمي علينا ، نظرة أيها و قلت ( ريا لماذا كان مازن ابن عمنا يحاول أن يهديك هدية وأنتي ترفضين . لماذا ؟ أعطيني أيها إذا لم تكن لك رغبة فيها ) ردت عليا بصوت متقطع ( أصمتي أيتها الحمقاء ) ، أخذ صوت الإنذار يزداد ، ركضت ريا و أمسكت بيدي أشد هذه المرة ركضنا كما كنا نفعل في المنتزة يوم الجمعة يلها من أيام ليتها تعود ، صوت الانفجارات تهز الأرض أنها الثامنة مساء و بالليل حالك لا شئ في السماء سواء الأضواء ، وصلنا أنا و أختي إلى المنطقة التي نقطنها أو إلى مدخلها بتحديد ، الجامع الكبير في منطقتنا جميل و قديم هو المدخل إلى منطقتنا أمامه منتزة صغير يوجد به كراسي ، صمتت الأصوات اللعينة المخيفة و كنت أتمنى أن تصمت إلى الأبد ، تعبنا من الركض أصبحنا قريبتين من البيت ، قلت لأختي ( لقد تعبت من الركض أرجوك لنرتاح قليلا ) ردت تقول ( حسنا ) ، جلسنا و كررت سؤالي الغبي ، نظرت إلي و أبتسمت ما أروعها و هي تبتسم ليتني أصبح مثلها ، ( أيتها الغبية أنه يحبني ) قالت ريا ، ( يحبك !!! لماذا اذا رفضتي هديته ) رفعت عيناها الى السماء ثم خفضتهما الى جدار المسجد حيث كانت هناك صورة للرئيس صدام و بعدها نظرت إلي و أظنني لن أنسى هذه النظرات الى أن أموت ؛ ( أنا أحبه أيضا لكنني لم أرفض هديته بل أردته أن يحضر لي غيرها ) بصوت حزين و شديد في نفس الوقت كان هذا هو ردها على سؤالي ، أمسكت بيدي و ضمتني ، أحسست بالحنان الذي يتدفق منها كم كانت اللحظة جميلة ، قلت لها ( ما هي هديتك ؟؟؟ ..... )
عادت الأصوات الملعونة لتعكر صفونا تهدر في السماء، أمسكت بي ريا و قامت من الكرسي و سحبتني و أخذت تقول بصوت عالي ( هيا بنا الى البيت بسرعة بدأ القصف هيا ) أخذنا نهرول و نركض بسرعة بخوف و فزع كدت أموت من الخوف ساعتها بالرغم أنه كان البيت قريبا جدا ؛ الصوت هذه المرة كان قويا جدا كأنه فوقنا ، فجأة أقترب الى حد كبير جدا ... معه وميض قوي جدا فقد الوعي حينها و لم أنهض الى و أنا في المستشفى صدام و كانت بجانبي والدتي .. و هي بحالة لا ترثى لها ؛ الحزن ذهب بوجهها عيناها تذرفا الدمع كالسيل ، يلا أمي المسكينة ، سألتها بعد يومين من قيامي ( ماذا حدث ؟؟ .. و لماذا أنا هنا ؟؟؟ ) أخبرتني أمي بأنه صاروخ أمريكي سقط على منطقتنا السكنية التي لا يوجد بها سوا المساكن و بأنه تم نقلي الى المستشفي بعد أن تعرضنا للقصف قاطعت أمي و سألتها ( أين أختي ريا يا أمي ؟؟ ) نظرت إلي و قالت ( أنها بخير أنها تنتظرنا في البيت .. ) فرحت .. لا أخفي على أحد أني متعلقة بها جدا و كانت سلامتها تهمني جدا ، يمر أسبوع و لم تأتي أختي ريا ( لماذا يا أمي لم تحضر ريا بعد لتزورني ؟؟؟ ) .... ( أنها مشغولة في البيت تنظف و ترتب و هي مع اخونك ) قاطعتها و قلت لها ( ماذا تفعل إيناس و زمزم و ردينة ؟؟؟؟ ) أنها تساعد أخوتها في عم البيت ، و مر الأسبوع الثاني و سئلت نفس السؤال و أجبت بالإجابة نفسها ، و في الأسبوع الثالث و كانوا قد نقلوني الى القسم العادي في المشفى بعد ان قضيت أسبوعين في العناية المركزة ، سئلت أمي
( ماذا حدث لأختي ريا ؟؟؟؟ أخبريني أمي بصراحة ماذا حدث لها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ) أصبحت التساؤلات تقتلني ما هو مصير أختي ردت أمي بصوت حزين خافت ( لقد ماتت تقلها الجبناء .. ماتت و تركتني ماتت رحلت الشهيدة ريا ) كانت الدمع في عيني لكنها لم تنزل لا أدري لماذا ؟ ربما لأنها كانت تستحق أن تكون .. شهيدة .. بعد مغادرتي المستشفى ذهبت الى المنتزه و جلست في نفس الكرسي تذكرتها ... ريا الملاك .. لكن ماذا كانت سوف تطلب من مازن ما هي الهدية يا ترى التي أردتها ريا الحبيبة .. ماتت ريا و مات معها سرها ( الهدية ) .....
الحقوق محفوظة * العقرب الاحمر*
عادت الأصوات الملعونة لتعكر صفونا تهدر في السماء، أمسكت بي ريا و قامت من الكرسي و سحبتني و أخذت تقول بصوت عالي ( هيا بنا الى البيت بسرعة بدأ القصف هيا ) أخذنا نهرول و نركض بسرعة بخوف و فزع كدت أموت من الخوف ساعتها بالرغم أنه كان البيت قريبا جدا ؛ الصوت هذه المرة كان قويا جدا كأنه فوقنا ، فجأة أقترب الى حد كبير جدا ... معه وميض قوي جدا فقد الوعي حينها و لم أنهض الى و أنا في المستشفى صدام و كانت بجانبي والدتي .. و هي بحالة لا ترثى لها ؛ الحزن ذهب بوجهها عيناها تذرفا الدمع كالسيل ، يلا أمي المسكينة ، سألتها بعد يومين من قيامي ( ماذا حدث ؟؟ .. و لماذا أنا هنا ؟؟؟ ) أخبرتني أمي بأنه صاروخ أمريكي سقط على منطقتنا السكنية التي لا يوجد بها سوا المساكن و بأنه تم نقلي الى المستشفي بعد أن تعرضنا للقصف قاطعت أمي و سألتها ( أين أختي ريا يا أمي ؟؟ ) نظرت إلي و قالت ( أنها بخير أنها تنتظرنا في البيت .. ) فرحت .. لا أخفي على أحد أني متعلقة بها جدا و كانت سلامتها تهمني جدا ، يمر أسبوع و لم تأتي أختي ريا ( لماذا يا أمي لم تحضر ريا بعد لتزورني ؟؟؟ ) .... ( أنها مشغولة في البيت تنظف و ترتب و هي مع اخونك ) قاطعتها و قلت لها ( ماذا تفعل إيناس و زمزم و ردينة ؟؟؟؟ ) أنها تساعد أخوتها في عم البيت ، و مر الأسبوع الثاني و سئلت نفس السؤال و أجبت بالإجابة نفسها ، و في الأسبوع الثالث و كانوا قد نقلوني الى القسم العادي في المشفى بعد ان قضيت أسبوعين في العناية المركزة ، سئلت أمي
( ماذا حدث لأختي ريا ؟؟؟؟ أخبريني أمي بصراحة ماذا حدث لها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ) أصبحت التساؤلات تقتلني ما هو مصير أختي ردت أمي بصوت حزين خافت ( لقد ماتت تقلها الجبناء .. ماتت و تركتني ماتت رحلت الشهيدة ريا ) كانت الدمع في عيني لكنها لم تنزل لا أدري لماذا ؟ ربما لأنها كانت تستحق أن تكون .. شهيدة .. بعد مغادرتي المستشفى ذهبت الى المنتزه و جلست في نفس الكرسي تذكرتها ... ريا الملاك .. لكن ماذا كانت سوف تطلب من مازن ما هي الهدية يا ترى التي أردتها ريا الحبيبة .. ماتت ريا و مات معها سرها ( الهدية ) .....
الحقوق محفوظة * العقرب الاحمر*