حدائق أزهار الخشخاش ( من واقع حياتنا المُعاصرة )
000 وإذا بـ غُلام يعرض بقراته الثلاث للبيع في سوق الماشية بقريته المُتهالكة بعد أن نضب الماء منها وإلتهم الجراد يابسها قبل أخضرها وتزينت أكواخها بأشعة الشمس المُخترقة جُدرانها، ركب غُلام حماره اليائس البائس مثله وبحوزته دراهم بقراته التي باعها، مُتجهاً لقرية الزُمردة تاركاً خلفه خطوات حماره، وهي آخر ذكرياته بقريته التي ودعها إلى غير رجعة.
وصل غُلام لقرية الزمردة والتي رسم بها قلادته وبأوسطها زُمردة، تفاجأ غُلام بعد أن وصل لسوق القرية من كثرة البضائع والسِلع والناس والحشود، كانت المرة الأولى التي يرى بها حشداً مماثلاً، بحث بأول نهاره عن تجارة تشفع له بالعيش الزهيد ولِعُمرٍ خاله أن يكون مديد، ولكن غُلام لا يفقه بالتجارة ولم يمتهن سابقاً بمهنةٍ أو حرفة، قضى ليلته الآولى تحت شجرة تينٍ توسطت سوق المدينة، وإبان شروق الشمس وإنطلاقة خيوطها بصدر السماء، إذا بـ شخص يُدعى سلمان يوقظ غُلام من غفوته، سأله بادئ الأمر عن مأربه وما يجول بخاطره بعد أن شاهد عدة ترحاله وحِماره بجواره، حكى غُلام لـ سلمان قصته، سلمان وبِحُكم عمله مع أشهر تاجر بالزمردة والمدعو كهرمان حكى له عن تجارة كهرمان وكيف أنها تُضاعف الدراهم وحلالها بيّن وحرامها هباء، لن أطيل في البيان، إتجه غُلام لرؤية كهرمان، ولكنه تفاجأ بأن أسواراً موصدة تمنعه من مُقابلة كهرمان بالرغم من عدم تواجد تلك الأسوار مع والي قرية الزمردة، وإكتشف بأن مُقابلة كهرمان مُقتصرة على عِلية القوم وتجّارها ومن كان بحوزته ملايين الدراهم وليست دراهم البقرات وحمارٌ هالك.
تمثلت تجارة كهرمان في مزرعة زهور، لم تخطو عليها قدم بمشرقها ومغربها في الإسبوع ذاته بما أنها شاسعة وحدودها مُترامية، إتجه غُلام لـ سلمان وطلب منه المُساعدة في إستثمار دراهم بقراته في مزرعة كهرمان، بما أن غالبية القرويين سلكوا المسلك ذاته، توسط سلمان لـ غلام وأصبح من صبيان كهرمان الصغار، إزدانت بتلك الفترة تجارة كهرمان مثل ما هي بسابق عهدها، لم يرى غُلامٌ الزهور بالسهول و القصور والسفوح، توجه لـ سلمان منتقداً ومُشككاً وخائفاً على دراهمه، وسائلا أين الدراهم والزهور؟، أخذ سلمان على عاتقه الإجابة والإراحة للغلام، أثلج صدره ذاكراً بأن الزهور ليست للزمردة، وهل تُقلد الزمردة زهراً يا غُلام، وإنما للقرى المُجاورة، إقتنع غُلام بـ عذب حديث سلمان، ومع مرور الوقت، إنتشرت آفه في ذلك الزمان وبالقرى المجاورة عدا الزمردة.
سمع كهرمان أخبار إنتشار الوباء بالقرى وتيقن بأن سمومه إنكشف أمرها، قرر الرحيل ودراهمه الملايين تسبقه وبالأحرى دراهم القرويين، فعلاً رحل، تكالبت الجموع من القرى، أين كهرمان ؟؟، لقد رحل عن هُنا، ذاع الخبر بالزمردة وسقط قناع مزرعة الزهور، أين الزهور وهل فعلاً كانت زهور، كانت سموم تحت شعارات الزهور والورود العطرة المُعطرّة.
نزل الخبر على غلام كـ نزول الصاعقة، دارت به الدوائر، أين الدارهم وكهرمان ! أين سلمان أين ما بقى من قريتي الهالكة، أين دراهم بقراتي الثلاث، ماذا تبقى من غُلام غير فتى هالك مُتهالك لا يفقه حتى حياكة الآرائك، وماذا بقى معه غير حماره الهالك، وعاد غلام لقريته الهالكة يجر أذيال الخسارة والحسرة والندم، لعله يعمل مع من إشترى بقراته الثلاث، لأنه لم يعرف في حياته غير حلبِ بقراته، كان ذلك ما يجول بخاطره أثناء عودته مُقابلاً أمامه آثار خطواته الأولى وهو مُغادراً قريته، ولكنه الآن عائداً، ولكن،،،،، سأل نفسه، ألم يكن بالزمردة حاجب أوكلت له مهام حماية القرويين من نصب من إسبتاح حرمات غيره؟ ألم يكن بالزمردة شاه بندر التجار وهو المسؤول أمام الوالي عن شؤون الدراهم والقروش ؟ ولكنه سُرعان ما تذكر بأن الحاجب وشاه بندر التجار يسامرون ليلهم برفقة كهرمان، وبأن مزرعة كهرمان تلقي بظلالها على مزرعة الحاجب المجاورة لها، وبأن شاه بندر التجار كان له نصيب ليس بالهين في دراهم بيع الزهور السامة والتي إتضح بالأخير بأنها زهرة الـ خشخاش.
وإذا بـ مُنبه هاتف النوكيا E71 يرن ويوقظ غلام من غفوته على صوت يوسف سيف وهو يعلق على مباراة الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة وجريدة الوطن من أمامه وبها وبالخط العريض عنوان مفاده "المحافظ الوهمية "
واثق الخطوة يمشي ملكاً
المُشرشح
000 وإذا بـ غُلام يعرض بقراته الثلاث للبيع في سوق الماشية بقريته المُتهالكة بعد أن نضب الماء منها وإلتهم الجراد يابسها قبل أخضرها وتزينت أكواخها بأشعة الشمس المُخترقة جُدرانها، ركب غُلام حماره اليائس البائس مثله وبحوزته دراهم بقراته التي باعها، مُتجهاً لقرية الزُمردة تاركاً خلفه خطوات حماره، وهي آخر ذكرياته بقريته التي ودعها إلى غير رجعة.
وصل غُلام لقرية الزمردة والتي رسم بها قلادته وبأوسطها زُمردة، تفاجأ غُلام بعد أن وصل لسوق القرية من كثرة البضائع والسِلع والناس والحشود، كانت المرة الأولى التي يرى بها حشداً مماثلاً، بحث بأول نهاره عن تجارة تشفع له بالعيش الزهيد ولِعُمرٍ خاله أن يكون مديد، ولكن غُلام لا يفقه بالتجارة ولم يمتهن سابقاً بمهنةٍ أو حرفة، قضى ليلته الآولى تحت شجرة تينٍ توسطت سوق المدينة، وإبان شروق الشمس وإنطلاقة خيوطها بصدر السماء، إذا بـ شخص يُدعى سلمان يوقظ غُلام من غفوته، سأله بادئ الأمر عن مأربه وما يجول بخاطره بعد أن شاهد عدة ترحاله وحِماره بجواره، حكى غُلام لـ سلمان قصته، سلمان وبِحُكم عمله مع أشهر تاجر بالزمردة والمدعو كهرمان حكى له عن تجارة كهرمان وكيف أنها تُضاعف الدراهم وحلالها بيّن وحرامها هباء، لن أطيل في البيان، إتجه غُلام لرؤية كهرمان، ولكنه تفاجأ بأن أسواراً موصدة تمنعه من مُقابلة كهرمان بالرغم من عدم تواجد تلك الأسوار مع والي قرية الزمردة، وإكتشف بأن مُقابلة كهرمان مُقتصرة على عِلية القوم وتجّارها ومن كان بحوزته ملايين الدراهم وليست دراهم البقرات وحمارٌ هالك.
تمثلت تجارة كهرمان في مزرعة زهور، لم تخطو عليها قدم بمشرقها ومغربها في الإسبوع ذاته بما أنها شاسعة وحدودها مُترامية، إتجه غُلام لـ سلمان وطلب منه المُساعدة في إستثمار دراهم بقراته في مزرعة كهرمان، بما أن غالبية القرويين سلكوا المسلك ذاته، توسط سلمان لـ غلام وأصبح من صبيان كهرمان الصغار، إزدانت بتلك الفترة تجارة كهرمان مثل ما هي بسابق عهدها، لم يرى غُلامٌ الزهور بالسهول و القصور والسفوح، توجه لـ سلمان منتقداً ومُشككاً وخائفاً على دراهمه، وسائلا أين الدراهم والزهور؟، أخذ سلمان على عاتقه الإجابة والإراحة للغلام، أثلج صدره ذاكراً بأن الزهور ليست للزمردة، وهل تُقلد الزمردة زهراً يا غُلام، وإنما للقرى المُجاورة، إقتنع غُلام بـ عذب حديث سلمان، ومع مرور الوقت، إنتشرت آفه في ذلك الزمان وبالقرى المجاورة عدا الزمردة.
سمع كهرمان أخبار إنتشار الوباء بالقرى وتيقن بأن سمومه إنكشف أمرها، قرر الرحيل ودراهمه الملايين تسبقه وبالأحرى دراهم القرويين، فعلاً رحل، تكالبت الجموع من القرى، أين كهرمان ؟؟، لقد رحل عن هُنا، ذاع الخبر بالزمردة وسقط قناع مزرعة الزهور، أين الزهور وهل فعلاً كانت زهور، كانت سموم تحت شعارات الزهور والورود العطرة المُعطرّة.
نزل الخبر على غلام كـ نزول الصاعقة، دارت به الدوائر، أين الدارهم وكهرمان ! أين سلمان أين ما بقى من قريتي الهالكة، أين دراهم بقراتي الثلاث، ماذا تبقى من غُلام غير فتى هالك مُتهالك لا يفقه حتى حياكة الآرائك، وماذا بقى معه غير حماره الهالك، وعاد غلام لقريته الهالكة يجر أذيال الخسارة والحسرة والندم، لعله يعمل مع من إشترى بقراته الثلاث، لأنه لم يعرف في حياته غير حلبِ بقراته، كان ذلك ما يجول بخاطره أثناء عودته مُقابلاً أمامه آثار خطواته الأولى وهو مُغادراً قريته، ولكنه الآن عائداً، ولكن،،،،، سأل نفسه، ألم يكن بالزمردة حاجب أوكلت له مهام حماية القرويين من نصب من إسبتاح حرمات غيره؟ ألم يكن بالزمردة شاه بندر التجار وهو المسؤول أمام الوالي عن شؤون الدراهم والقروش ؟ ولكنه سُرعان ما تذكر بأن الحاجب وشاه بندر التجار يسامرون ليلهم برفقة كهرمان، وبأن مزرعة كهرمان تلقي بظلالها على مزرعة الحاجب المجاورة لها، وبأن شاه بندر التجار كان له نصيب ليس بالهين في دراهم بيع الزهور السامة والتي إتضح بالأخير بأنها زهرة الـ خشخاش.
وإذا بـ مُنبه هاتف النوكيا E71 يرن ويوقظ غلام من غفوته على صوت يوسف سيف وهو يعلق على مباراة الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة وجريدة الوطن من أمامه وبها وبالخط العريض عنوان مفاده "المحافظ الوهمية "
واثق الخطوة يمشي ملكاً
المُشرشح