و أغار القائد « تيقما سردار » مع 4000 جندى تركى على الجنود الروسية التى كانت تحت قيادة « قورا باتكين » و غنم الأتراك فى هذه الأعارة علم الفرقة الرابعة و ثمانية مدافع، و تقدموا إلى معسكر الجنرال « اسكوبلوف » و غنموا كثيرا من المهمات الحربية، و كذلك نجحوا فى كل أعارتهم و غنموا، لكنهم كانوا أكثر تضحية. و لم ينجح الروس فى تدمير القلعة بالمدافع و لم يصلوا إلى نتيجة لأن الأتراك كانوا يرمون ما تهدم من الحصن، و كان العلاج الوحيد للروس لتهديم الحصن دفن الالغام قريبا من الحصن تحت الارض، و بهذه الوسيلة امكنهم فتح ثغرات عديدة فى الحصن ( 12 يناير 1881) و دخل الروس إلى الحصن بقيادة قوادهم « قورا باتكين » و « كازيلوف » و « غايداروف » و دافع الأتراك عن الحصن شبرا بشبر دفاع الأبطال، و لكنهم اضطروا أخيرا إلى الانسحاب مع قوادهم « تيقما سردار » و «مخدوم قلى خان » و مراد خان » إلى حوضة « تيجان » و فى مدارس من تلك السنة استولى الروس على مدينة « عشق آباد » و جعلوها قاعدة حربية، و فى فبراير سنة 1884م استولوا على مدينة مرو بقيادة الجنرال « كوماروف » و فى شهر ابريل من تلك السنة احتلوا مدينة سرخس و بذلك تم للروس فتح تركستان بعد حروب متواصلة دامت ثلاثة قرون و أكثر 1581 – 1884م.
وأما التركستان الشرقية فكانت احد اقسام الامبراطورية التيمورية الكبرى، و لما تفرقت أجزاء الامبراطورية استقل أمراء « جغتاي » بالبلاد و كانت عاصمتهم « كاشغر » أو « آقصو» فى بعض الأحيان. و فى عهد أمراء جغتاي تقدمت العلوم و الفنون و الصناعات و سادت الروح الدينية كما ازداد نفوذ العلماء وبدأوا يتدخلون فى شئون الدولة و سياستها، ومن ذلك الحين بدأ نفوذ الأمراء يتضاءل حتى ضعفت سلطة الخواقين و تحللت قواهم.
و فى العهد الاخير ظهر على مسرح السياسة اسم « مخدوم أعظم » رئيس الفقهاء و كبير العلماء فى تركستان الشرقية و كثر اتباعه، حتى كاد نفوذه يطغى على نفوذ الخاقان فى ميدان السياسية و الرياسة، و كان له ابنان: خوجة إسحاق ولى خوجة محمد امين، و اشتهر لقب الأمير بإمام كلان ( الإمام الكبير )، فوقع بينهما بعد أبيهما نزاع سياسى حول وراثة المكانة التى كانت لأبيهما فاستنجد كل منهما بمن انضم إليه من العشائر و الاتباع، و نشا عن ذلك قيام حزبين، فسمى حزب إسحاق « قارا طاغلق » كما اطلق على الحزب الآخر اسم « آق طاغلق » و امتد النزاع بينهما إلى أن قدم آبباق خوجم ( هداية الله إيشان ) من سمرقند، و هو من أحفاد مخدوم أعظم. و تولى بنفسه زعامة حزب « آق طاغلق » و لعب دورا سياسيا هاما فاضطر الملك إسماعيل خان إلى اقصائه من البلاد (1007هـ) و استنجد آبباق خوجم بنفوذ « دالاى لاما » الخامس حاكم التبت الكهنوتى، فكتب بدوره إلى « غولدان قونتاجى » رئيس القلامقة فى « إيلي » يوصيه بمساعدته فقبل التوصية، و أرسل جيشا تحت قيادة آبباق خوجم، فنازل به الملك إسماعيل خان و تغلب عليه و قامت فى تركستان حكومة العلماء « خوجوات » سنة 1687م.
تركستان الشرقية
وأما التركستان الشرقية فكانت احد اقسام الامبراطورية التيمورية الكبرى، و لما تفرقت أجزاء الامبراطورية استقل أمراء « جغتاي » بالبلاد و كانت عاصمتهم « كاشغر » أو « آقصو» فى بعض الأحيان. و فى عهد أمراء جغتاي تقدمت العلوم و الفنون و الصناعات و سادت الروح الدينية كما ازداد نفوذ العلماء وبدأوا يتدخلون فى شئون الدولة و سياستها، ومن ذلك الحين بدأ نفوذ الأمراء يتضاءل حتى ضعفت سلطة الخواقين و تحللت قواهم.
و فى العهد الاخير ظهر على مسرح السياسة اسم « مخدوم أعظم » رئيس الفقهاء و كبير العلماء فى تركستان الشرقية و كثر اتباعه، حتى كاد نفوذه يطغى على نفوذ الخاقان فى ميدان السياسية و الرياسة، و كان له ابنان: خوجة إسحاق ولى خوجة محمد امين، و اشتهر لقب الأمير بإمام كلان ( الإمام الكبير )، فوقع بينهما بعد أبيهما نزاع سياسى حول وراثة المكانة التى كانت لأبيهما فاستنجد كل منهما بمن انضم إليه من العشائر و الاتباع، و نشا عن ذلك قيام حزبين، فسمى حزب إسحاق « قارا طاغلق » كما اطلق على الحزب الآخر اسم « آق طاغلق » و امتد النزاع بينهما إلى أن قدم آبباق خوجم ( هداية الله إيشان ) من سمرقند، و هو من أحفاد مخدوم أعظم. و تولى بنفسه زعامة حزب « آق طاغلق » و لعب دورا سياسيا هاما فاضطر الملك إسماعيل خان إلى اقصائه من البلاد (1007هـ) و استنجد آبباق خوجم بنفوذ « دالاى لاما » الخامس حاكم التبت الكهنوتى، فكتب بدوره إلى « غولدان قونتاجى » رئيس القلامقة فى « إيلي » يوصيه بمساعدته فقبل التوصية، و أرسل جيشا تحت قيادة آبباق خوجم، فنازل به الملك إسماعيل خان و تغلب عليه و قامت فى تركستان حكومة العلماء « خوجوات » سنة 1687م.