عيال الحمايل..ياليت كل طيب من عربنا
آباؤك فعلوا فما فعلت أنت ؟
فالأيام دول بين الناس لا تثبت أو تتوقف على حالة معينة ، فمن كان غنيا اليوم قد تجده فقيرا غدا والعكس صحيح ، ومن كان في عافيةٍ اليوم قد نجده مريضا مشلول الحركة بعد برهة من الزمن.. هكذا الدنيا بين كرٍ وفر، لا تستقيم لأحد من الناس حتى لو استقام وأخلص لها ، إنها كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم (ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالما أو متعلما) إنها دار ابتلاء {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ }البقرة155 وكذلك فإنها دار ممر وفناء لا مستقر {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَان}الرحمن26..
أخلص لها ما شئت، ومنـّي نفسك بما شئت من الأمنيات الجائزة أو تلك التي يعينك عليها الشيطان سيأتي يوم أنت فيه صريع الموت لا حول لك ولا قوة كما قال الشاعر:
وكل أناس سوف تدخل بينـهـم ***دويهيّة تصفر منها الأنـامـل
هذه سنة الله في الكون ذهاب وإياب ، موت وحياة ، فرح وسرور وحزن وهموم ...
لكن يبقى شيء جميل في هذه الحياة الدنيا ، وهو الذكر الحسن الذي تخلّفه لك ولأولادك ولأحفادك وحتى أقاربك ، فالناس لاتنسى المعروف ولاتنسى الطيبين من الناس، قال الشاعر:
من يفعل الخير لن يعدم جوازيه *** لا يذهب العرف بين الله والناس
فطوبى لأولئك الذين حازوا مراتب المجد والشرف وأصبحت أخبارهم كالدر المنثور بين أعالي النجوم ...فالناس قد حكموا عليهم بالخير في الدنيا والله أعلم بحالهم في الآخرة ..
هذا المجد الذي بناه ذلك الطيب من الناس ليس مقصورا عليه فقط ، وإنما يمتد أثره كما أسلفت إلى خواصه من الناس ، فالبعض – ولا أقصد أحدا معينا - من أبناء أو أحفاد أولئك (الرجال) قد اتكل على ما فعله له الآباء من الفخر والمجد والطيب فاكتفى بذلك وأخذ يفاخر بماضيه فقط ، فوقف في على حافة الدرب فطال مكوثه فأصبح عقبة كؤود على طريق الأجيال القادمة من أبنائه ، بل يتعدى به الأمر أحيانا إلى الإساءة إلى الناس أو إلى نفسه بأي شكل كان وعندما يدرك ذلك بينه وبين نفسه أو عن طريق أحد ما فإنه يعزي نفسه بأنه (ولد حمولة) فلا تثريب عليه؟ ...وقد نسي أو تقاعس عن إكمال بنيان درجات المجد والعزة التي كان قد وضع أساسها وأرسى دعائمها آباؤه من قبل ، فلم يضف جديدا و ياليته حافظ على ذلك الماضي ..رحم الله القائل:
ولا يقل الفتى أصلي وفصلي كذا *** إنما أصل الفتى ما قد حصل
الأجيال تأتي وتروح فالبعض قد غاب عنه تاريخ آباء وأجداد ذلك الشخص فهنا عاود الكرّة أيها البطل فالكرة في ملعبك يا وارث السمعة الطيبة لتري الناس – مهما جارت عليك الظروف وأحرقتك تصاريف الدهر بأن البن والطيب مهما زادوا في إحراقهما لا يمكن أن يتحولا إلى البصل والثوم وأن أسطورة (الورد قد يخلف شوكا أحيانا) لا موقع لها بين صفحات أيامك ، وقمم الهمم لديك
فإن أحسنت يزداد الجمال جمالا والذهب لمعاناً ويبتسم لك التاريخ رضى بما تفعل وإن أسأت –لاسمح الله - فقد أخجلت التاريخ وأسأت لأبنائك ..
فما أجمل وأعظم أولئك الذين ساروا على خطى السابقين الذين ساروا بإحسان
وما أكثر عتبي على أولئك الذين وقفوا على مزابل التاريخ لا يظهرون للناس إلا كل هفوة وخطيئة ، يحاولون طمس الصرح الذي بناه أولئك الرجال ، فلا إنسان بلا ذنوب و هفوات إلا من اجتباهم الله من رسله وأنبيائه ، فهم يضنون بأن ظهور الآخرين طمس لهم وياليتهم تمثلوا بالمثل الشعبي الشهير (ياليت كل طيب من عربنا).
اخوكم شامان العرب
آباؤك فعلوا فما فعلت أنت ؟
فالأيام دول بين الناس لا تثبت أو تتوقف على حالة معينة ، فمن كان غنيا اليوم قد تجده فقيرا غدا والعكس صحيح ، ومن كان في عافيةٍ اليوم قد نجده مريضا مشلول الحركة بعد برهة من الزمن.. هكذا الدنيا بين كرٍ وفر، لا تستقيم لأحد من الناس حتى لو استقام وأخلص لها ، إنها كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم (ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالما أو متعلما) إنها دار ابتلاء {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ }البقرة155 وكذلك فإنها دار ممر وفناء لا مستقر {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَان}الرحمن26..
أخلص لها ما شئت، ومنـّي نفسك بما شئت من الأمنيات الجائزة أو تلك التي يعينك عليها الشيطان سيأتي يوم أنت فيه صريع الموت لا حول لك ولا قوة كما قال الشاعر:
وكل أناس سوف تدخل بينـهـم ***دويهيّة تصفر منها الأنـامـل
هذه سنة الله في الكون ذهاب وإياب ، موت وحياة ، فرح وسرور وحزن وهموم ...
لكن يبقى شيء جميل في هذه الحياة الدنيا ، وهو الذكر الحسن الذي تخلّفه لك ولأولادك ولأحفادك وحتى أقاربك ، فالناس لاتنسى المعروف ولاتنسى الطيبين من الناس، قال الشاعر:
من يفعل الخير لن يعدم جوازيه *** لا يذهب العرف بين الله والناس
فطوبى لأولئك الذين حازوا مراتب المجد والشرف وأصبحت أخبارهم كالدر المنثور بين أعالي النجوم ...فالناس قد حكموا عليهم بالخير في الدنيا والله أعلم بحالهم في الآخرة ..
هذا المجد الذي بناه ذلك الطيب من الناس ليس مقصورا عليه فقط ، وإنما يمتد أثره كما أسلفت إلى خواصه من الناس ، فالبعض – ولا أقصد أحدا معينا - من أبناء أو أحفاد أولئك (الرجال) قد اتكل على ما فعله له الآباء من الفخر والمجد والطيب فاكتفى بذلك وأخذ يفاخر بماضيه فقط ، فوقف في على حافة الدرب فطال مكوثه فأصبح عقبة كؤود على طريق الأجيال القادمة من أبنائه ، بل يتعدى به الأمر أحيانا إلى الإساءة إلى الناس أو إلى نفسه بأي شكل كان وعندما يدرك ذلك بينه وبين نفسه أو عن طريق أحد ما فإنه يعزي نفسه بأنه (ولد حمولة) فلا تثريب عليه؟ ...وقد نسي أو تقاعس عن إكمال بنيان درجات المجد والعزة التي كان قد وضع أساسها وأرسى دعائمها آباؤه من قبل ، فلم يضف جديدا و ياليته حافظ على ذلك الماضي ..رحم الله القائل:
ولا يقل الفتى أصلي وفصلي كذا *** إنما أصل الفتى ما قد حصل
الأجيال تأتي وتروح فالبعض قد غاب عنه تاريخ آباء وأجداد ذلك الشخص فهنا عاود الكرّة أيها البطل فالكرة في ملعبك يا وارث السمعة الطيبة لتري الناس – مهما جارت عليك الظروف وأحرقتك تصاريف الدهر بأن البن والطيب مهما زادوا في إحراقهما لا يمكن أن يتحولا إلى البصل والثوم وأن أسطورة (الورد قد يخلف شوكا أحيانا) لا موقع لها بين صفحات أيامك ، وقمم الهمم لديك
فإن أحسنت يزداد الجمال جمالا والذهب لمعاناً ويبتسم لك التاريخ رضى بما تفعل وإن أسأت –لاسمح الله - فقد أخجلت التاريخ وأسأت لأبنائك ..
فما أجمل وأعظم أولئك الذين ساروا على خطى السابقين الذين ساروا بإحسان
وما أكثر عتبي على أولئك الذين وقفوا على مزابل التاريخ لا يظهرون للناس إلا كل هفوة وخطيئة ، يحاولون طمس الصرح الذي بناه أولئك الرجال ، فلا إنسان بلا ذنوب و هفوات إلا من اجتباهم الله من رسله وأنبيائه ، فهم يضنون بأن ظهور الآخرين طمس لهم وياليتهم تمثلوا بالمثل الشعبي الشهير (ياليت كل طيب من عربنا).
اخوكم شامان العرب