تحري الحلال

    • تحري الحلال

      بسم الله الرحمن الرحيم
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      تحري الحلال
      قال الله تعالى "يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم" .
      قال القرطبي : ساوى الله تعالى بين النبيين والمؤمنين في الخطاب بوجوب أكل الحلال وتجنب الحرام ، ثم شمل الكل في الوعيد الذي تضمنه قوله تعالى: "إني بما تعملون عليم" صلى الله على رسله وأنبيائه . وإذا كان هذا معهم فما ظن كل الناس بأنفسهم .
      وقد حثنا الشرع الحنيف إلى طلب الحلال وترك الحرام
      عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " طلب الحلال واجب على كل مسلم " [ قال الهيثمي في المجمع : رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن ]
      فإن الله هو الرزاق ذو القوة المتين
      يزرق من يشاء بغير حساب وهوأعلم بالشاكرين
      • أخرج الحاكم في المستدرك
      " لا تستبطئوا الرزق، فإنه لم يكن عبد ليموت حتى يبلغه آخر رزق هو له، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب: أخذ الحلال، وترك الحرام "
      وفي تحري الحلال وترك الحرام فوائد عظام :
      1 -أكل الحلال صلاح للقلوب ، وأكل الحرام من المهلكات ومبددات الإيمان أما ترى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال
      " الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات …….. عقب ذلك بقوله " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب "
      قال المناوي : فهو ملك والأعضاء رعيته، وهي تصلح بصلاح الملك ، وتفسد بفساده وأوقع هذا عقب قوله " الحلال بين "
      إشعاراًبأن أكل الحلال ينوره ويصلحه والشُّبه تقسيه .
      2 -أكل الحلال نجاة من الهلاك .
      ومن وقع في الحرام فهو داخل في قوله تعالى : " ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة " إذ هو في مظنة الهلكة إلا أن يتغمده الله برحمته فيتوب عليه .قال سهل بن عبدالله
      : النجاة في ثلاثة : أكل الحلال، وأداء الفرائض، والاقتداء بالنبي صلى اللّه عليه وسلم .
      وقال : ولا يصح أكل الحلال إلا بالعلم ، ولا يكون المال حلالا حتى يصفو من ست خصال : الربا والحرام والسحت والغلول والمكروه والشبهة .

      3 -ومن أكل الحرام حرم لذة الإيمان فإن الله طيب لا يقبل إلا طيبا
      قيل : من أكل الحلال أربعين يوما نور الله قلبه وأجرى ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه .
      قال بعضهم : من غض بصره عن المحارم ، وكف نفسه عن الشهوات ، وعمر باطنه بالمراقبة وتعود أكل الحلال لم تخطئ فراسته .
      4 -ما نبت من حرام فالنار أولى به
      عن كعب بن عجرة قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :يا كعب بن عجرة : ......................الصلاة برهان ، والصوم جنة حصينة ، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماءالنار.
      يا كعب بن عجرة : إنه لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به .(قال الترمذي :حديث حسن غريب وهو في صحيح الترمذي (501)
      انتشار الحرام
      إذا علمت هذا فاعلم أن النبي أخبرنا أن الحرام سيطغى في آخر الزمان ،
      حتى لا يتبين الناس ولا يستوثقون من حل وحرمة أموالهم .
      ففي البخاري ومسند الإمام أحمد قال صلى الله عليه وسلم
      " ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال ، أمن حلال أم من حرام " .
      وفي لفظ عندالنسائي " يأتي الناس زمان ما يبالي الرجل من أين أصاب المال من حلال أو حرام " .
      أما ترى أن هذا هو زماننا ورب العزة ، أما ترى تكالب الناس من أجل
      تحصيل مغريات الدنيا التي تتفتح عليها أعينهم ليل نهار ، فلا يبالون بشيء
      سوى جمع المال من أي وجه ، حلال أو حرام لا يهم ، المهم هو جمع
      المال للحصول على الملذات الفانية و…….و…….و,,,,, الخ
      من أجل ذلك تعقدت الأمور ، وصار الناس في حيرة من أمرهم ، فما يمر يوم إلا وتجد من يسألك عن أنه يريد أن يتوب ولا يعلم ماذا يصنع في ماله ، وذاك الذي يعمل في ............ويحصل و … الخ رب سلم سلم وتجدك في كل مرة تبحث لهؤلاء عن مخرج وقد ضيق الناس على أنفسهم سبل لخيروالحلال،
      أما كان السبيل رحبا واسعا فضيقتموه باتباع الهوى واللهث وراء المال
      من غير وجه حلال " أما يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين "
      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته