الموسوعة الكبرى في فتاوى الحج والعمرة

    • **المرحه** كتب:

      نفع الله بكـ وانفعكـ
      جزاكـ الله الف خير وجعلهـ فيميزان حسناتكـ
      وجعل مثواكـ الفردوس الاعلى
      بانتظار جديدكـ

      بارك الله فيكم وجزيتم كل خير
      وكل عام وأنتم من الله أقرب
    • موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الطواف

      من موقع موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الطواف

      السؤال :
      هل يجب تقبيل الحجر الأسود أو الإشارة إليه من بعيد، وكذلك الركن اليماني؟


      الجواب:
      أما الحجر الأسود فيقبل فإن تعذر فليمسح فإن تعذر أشير إليه، وأما الركن اليماني فيمسح من الإمكان، ولا يقبل ولا تجب الإشارة إليه.والله أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الطواف]

      السؤال :
      هل المفرد بالحج يطوف طواف القدوم؟ وهل يمنع لمن لم يسق الهدي أن يجعل حجه إفراداً؟


      الجواب:
      اختلف في طواف القدوم للمفرد، والراجح مشروعيته من غير سعي، إن أتى إلى مكة قبل ذهابه إلى منى، ويجوز الإفراد لمن لم يسق الهدي. والله أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الطواف]

      السؤال :
      هل يجوز الطواف بالبيت الحرام والإمام يخطب الجمعة؟


      الجواب:
      هو خلاف الأولى إن قصد التجميع[أي أراد أن يصلي الجمعة معهم]. والله أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الطواف]

      السؤال :
      ما قولكم في الطواف والسعي فوق سطح الحرم؟


      الجواب :
      أما الطواف في سطح المسجد الحرام فإن الطائف لا يحاذي فيه شيئاً من البيت الحرام، إذ المطاف يكون أعلى من البيت، لذلك لا أرى وجها له، وإنما له في حال الزحام أن يطوف ويسعى في الطابق الوسط. والله أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الطواف]

      السؤال :
      هل عند الإحرام بالحج أو العمرة وأثناء الطواف يكشف المحرم عن كتفه الأيمن، ثم بعد الطواف يغطي كتفه أم يظل الكتف مكشوفاً؟


      الجواب:
      الاضطباع المسنون هو في الثلاثة الأشواط الأولى لا في الأشواط الأخرى. والله أعلم.
      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الطواف]

      السؤال :
      ما حكم الاضطباع وفي أي الأشواط يكون؟


      الجواب:
      قيل في الأشواط الثلاثة الأولى، وقيل في جميع أشواط الطواف، والله أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الطواف]

      السؤال :
      ما قولكم في الطواف بالبيت بالحذاء للحاج والمعتمر؟


      الجواب:
      لا مانع إن كان طاهراً غير مغطٍ للقدم في حال الإحرام. والله أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الطواف]

      السؤال :
      هل يجب على من أراد الطواف بالبيت العتيق خلع نعليه؛ وأن لا يطوف إلا حافياً، ويمنع من حملهما في يده أو تحت إبطه في حال الطواف؟


      الجواب:
      لا يلزم الطائف بالبيت أن يخلع نعليه، ولا يمنع من حملهما في يده أو تحت إبطه. والله أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الطواف]

      السؤال :
      ما قولكم في الطواف بالطابق الثاني؟


      الجواب:
      لا يطاف في الطابق الثاني إلا مع تعذره في الطابق الأرضي. والله أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الطواف]

      السؤال :
      ما هي الأوقات التي لا تصح فيها الصلاة إطلاقاً حتى سنة الطواف؟


      الجواب:
      هي الطلوع والغروب والاستواء في الحر الشديد. والله أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الطواف]

      السؤال :
      هل يجوز تأخير ركعتي الطواف إذا كان ذلك الوقت لا تجوز فيه الصلاة؟


      الجواب:
      لا مانع من تأخير ركعتي الطواف بل هو الواجب، إن لم يكن الوقت تباح فيه الصلاة. والله أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الطواف]

      السؤال :
      ما قولكم في ركعتي الطواف هل يصح أداؤهما بعد صلاة الفجر وقبل طلوع الشمس، وبعد صلاة العصر وقبل غروب الشمس؟ أفتنا ولك الأجر.


      الجواب:
      نعم، إن طاف في هذين الوقتين، لأنها صلاة ذات سبب، ولا مانع من الصلاة ذات السبب في هذين الوقتين، والله أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الطواف]

      السؤال :
      ما حكم الرّمل؟ وفي أي الأشواط يكون؟


      الجواب:
      هو مسنون ـ على الراجح ـ في الأشواط الثلاثة الأولى من طواف القدوم. والله أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الطواف]

      السؤال :
      ما معنى الرمل؟ وهل يجب على الحاج أن يرمل وكيف؟


      الجواب:
      الرمل هو المشي بقوة وإسراع، وهو من السنن الثابتة في السعي بين العلمين الأخضرين، وثبت أيضاً عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في طواف القدوم في الأشواط الثلاثة الأولى، واختلف في بقاء حكمه، فقيل به وقيل بعدمه، لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فعله ليري المشركين القوة والنشاط. والله أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الطواف]

      السؤال :
      هل يكون هناك رمل في العمرة ممن يعتمر وهو يسكن بمكة وليست عمرة القدوم؟


      الجواب:
      نعم؛ لأن حكمه حكم طواف القدوم. والله أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الطواف]

      السؤال :
      وقع في يد زميلي كتيب أثار فيه مؤلفه شبهات حول الحجر الأسود، فقد وردت أحاديث تحث على استلامه وتقبيله، زاعماً أن هذه الأحاديث تنافي دعوة الإسلام للتوحيد ونبذ الأوثان، فما رأيكم في هذا الموضوع؟


      الجواب:
      تقبيل الحجر الأسود واستلامه أمران ثابتان بالسنة الصحيحة عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي لم نعرف الإسلام إلا عن طريقه، ولذلك فرض الله تعالى علينا إتباعه وجعله من مقتضيات الإيمان، حيث قال سبحانه { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا }(الأحزاب: 36) وقال { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا }(الأحزاب: 21) ، وقد انعقد إجماع الأمة على مشروعية تقبيل الحجر ولمسه، وعليه فدعواه أن ذلك ينافي دعوة الإسلام لنبذ الأوثان ضلال وكفر فشتان ما بين من يأتي ذلك طاعة لله ورسوله ـ وهو معتقد أن الحجر لا ينفع ولا يضر ـ وبين من يقدس الأوثان التي نهى الله عن الاقتراب منها، والفارق بين الوثنية والإسلام أن المسلم لا يفعل شيئاً إلا بقصد الطاعة لله، انطلاقاً من أوامره، فطوافنا بالكعبة المشرفة وصلاتنا إليها إنما هي عبادة لله لا لها، فالله هو الآمر بذلك، وأما الوثني فيأتي ما يأتيه من غير شرع من الله، ولا لقصد عبادته بل لعبادة الوثن، الذي يعتقد أنه بإمكانه أن يضره أو ينفعه أو أن يقربه إلى الله. والله أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الطواف]

      السؤال :
      رجل أو امرأة بلباس الإحرام لمسا الحجر الأسود والركن اليماني وكساء الكعبة، ما حكم لمس الطيب من هذه الأشياء؟


      الجواب:
      أما الحجر الأسود والرّكن اليماني فبما أنه يسن لمسهما فإنه لا حرج عليه إن لمسهما مع عدم تيقنه وجود الطيب المؤثر فيهما، فإن علق به شيء فليغسله ولا حرج عليه، والله أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الطواف]

      السؤال :
      سئل أبو عبيدة ـ رحمه الله ـ عمن طاف للحج أو العمرة فشك هل طاف أربعة أشواط أو خمسة أو ستة أو سبعة فأجاب بأنه يبني على الأقل ويكمل الطواف ويصلي ركعتين ويعيد الطواف، ولا يجزؤه ذلك حتى يتيقن أنه طاف سبعة أشواط، وليس كالصلاة إذا دخله الوهم هل صلى ثلاث ركعات أو أربعاً إنه يبني على الأقل ويزيد الركعة ويسجد للسهو، فإذا كان كذلك فما الحكمة من ذلك وما الفرق بين الصلاة والطواف في الشك؟


      الجواب:
      قيل لا فرق بينهما بل يبني على الأقل في كليهما وهو الأظهر، وقيل بالتفرقة التي ذكرها أبو عبيدة ـ رحمه الله ـ، وهي مبنية على الاحتياط، ولم أجد دليلاً يدل عليها. والله أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الطواف]
    • موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الفدية

      موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الفدية


      السؤال :
      ماذا على من خرج من منى قبل الزوال في اليوم الثالث من أيام التشريق؟


      الجواب:
      من أفاض من منى قبل الزوال في النفر الأول أو الثاني لزمه دم. والله أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الفدية]

      السؤال :
      ما حكم من أخَّر الرمي في اليوم الثاني عشر إلى بعد غروب الشمس ولم يبت بمنى؟


      الجواب:
      عليه دم لتركه المبيت بمنى مع غروب الشمس عليه بها، والله أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الفدية]

      السؤال :
      ذهب رجل لتأدية فريضة الحج وكان مفرداً بالحج وأدى جميع المناسك ولكنه لم يسع بين الصفا والمروة، ولم يطف طواف الوداع فماذا عليه؟


      الجواب:
      عليه دمان، دم لتركه السعي، ودم لتركه طواف الوداع، وإن منَّ الله عليه بالحج في القابل فليجعله احتياطاً. والله أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الفدية]

      السؤال :
      ما قولكم فيمن نفر لطواف الوداع من منى إلى مكة قبل الزوال؟


      الجواب:
      عليه دم لنفره من منى قبل الزوال. والله أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الفدية]

      السؤال :
      رجل معتمر، وأثناء الطواف تلاصق جسمه بامرأة بغير عمد منه ثم خرج المني منه، فما المطلوب منه أن يفعل بعد ذلك، وإن فعل متعمداً فماذا يلزمه في كلا الحالين؟


      الجواب:
      الذي يطوف ببيت الله الحرام إنما يتجه بعقله وقلبه وأحاسيسه ومشاعره إلى الله العزيز الحكيم، فيبعد جداً من مؤمن يخشى الله ويتقيه ويستشعر عظمته أن يستشعر في مثل ذلك الموقف لذة ملامسة امرأة، حتى يفضي به إلى الإنزال، إنما هذا شأن الذين لا يخشون الله ولا يتقونه، ولا يعظمون شيئاً من حرمات الله عز وجل، ومن فعل ذلك عمداً فلا ريب أنه تفسد عمرته، بجانب ما يجب عليه من التوبة إلى الله ـ عز وجل ـ من صنيعه هذا، فإن هذه معصية والمعصية يضاعف وزرها بمكة المكرمة، فضلاً عن كونها بجوار بيت الله تعالى الحرام، وبجانب هذا أيضاً تلزمه إعادة العمرة، كما تلزمه بدنة لأنه أفسد إحرامه بما يشبه الجماع وهو الإنزال عمداً مع ملامسة امرأة أجنبية، أما الذي يقع ذلك منه عن كره وهو غير راض بذلك فإنه لا يكلف ما لا يتحمله، فعليه أن يسارع إلى التطهر، وعليه أن يرجع ليبدأ الطواف من جديد، ولكنني كما قلت أستبعد جداً أن يحدث ذلك لمؤمن يخشى الله ويتقيه، ويعظم حرماته ويستشعر عظمة وجلالة مثل ذلك الموقف العظيم، إذ من البعيد جداً أن يشتغل مؤمن في مثل ذلك الموقف بشهوة النساء. والله أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الفدية]
    • موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الفدية

      موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الفدية

      السؤال :
      ما قولكم في الحاج الذي ضل عن رفقته ولم يبت بالمزدلفة ولا بمنى، وترك رمي جمرة العقبة ماذا عليه؟


      الجواب:
      إن كان بقي بالمزدلفة إلى غروب القمر ليلة النحر فليس عليه دم لترك المبيت بها، ولكن يلزمه دم عن ترك رمي جمرة العقبة، وآخر عن ترك المبيت ليلة بمنى. والله أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الفدية]

      السؤال :
      رجل أدركه البرد في أثناء مبيته بالمزدلفة فوضع لحافاً على جسده ولم يغطِ رأسه، فهل عليه بأس في ذلك؟


      الجواب:
      إذا غطى جسده من البرد ولم يغطِ رأسه فلا بأس عليه. والله أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الفدية]

      السؤال :
      فيمن دفع من عرفات إلى منى فاشتبه عليه الأمر، هل قطع وادي محسر قبل طلوع الشمس أم بعدها ماذا عليه؟


      الجواب:
      الأصل عدم وجوب الفدية حتى يثبت ما يوجبها، وعليه فمن لم يـتأكد أنه طلعت عليه الشمس قبل أن يقطع وادي محسر لم تلزمه فدية.والله أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الفدية]

      السؤال :
      ما قولكم في استياك المحرم إن أدمى ذلك فاه، فهل يجب عليه شيء؟


      الجواب:
      اختلف العلماء في استياك المحرم إن أدمى فاه، هل تجب به فدية أو لا؟ وبما أن الاستياك سنة مشهورة، وهو من الأشياء التي تكاد تكون من الأمور الضرورية للإنسان، أميل إلى ترجيح رأي من لا يلزمه فدية، وعلى القول بوجوبها فهي دم واحد لإحرامه كله. والله أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الفدية]

      السؤال :
      إذا انتهى المحرم بالعمرة من عمرته ولبس المخيط وغطى رأسه قبل أن يحلق أو يقصر نسياناً، هل عليه من بأس؟


      الجواب:
      من لبس المخيط أو غطى رأسه قبل الحلق أو التقصير نسياناً لزمه دم إن بقي على ذلك من الليل إلى النهار أو من النهار إلى الليل، وكذلك عن استمر على اللبس بعد ولم يبادر إلى الخلع فور تذكره، أما إن بادر إلى الخلع فليس عليه شيء. والله أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الفدية]

      السؤال :
      إذا خرج من الإنسان الحاج دم ليس عن عمد وهو محرم، ماذا عليه؟


      الجواب:
      إن تسبب له فعليه فدية، إن كان قليلاً فإطعام مسكين، وإن كان كثيراً فدم، وإن لم يتسبب فلا عليه. والله أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الفدية]

      السؤال :
      إذا امتخط المحرم فخرج دم من أنفه، فهل عليه شيء من ذلك؟


      الجواب:
      من امتخط فجرى من أنفه دم لم يلزمه فدية، لعدم ارتكابه ما يوجبها، والله أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الفدية]

      السؤال :
      إذا وجب دم على الحاج أو المعتمر، هل يحق له أن يأكل منه، وإذا أكل منه ماذا عليه؟


      الجواب:
      إن كان دم فدية فلا يأكل منه، وإن أكل أعاده. والله أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الفدية]

      السؤال :
      الشعر المتساقط من وجه أو رأس المحرم، هل له عدد معين حتى تلزم به فدية؟


      الجواب:
      إن تساقط بنفسه فلا شيء فيه. والله أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الفدية]
    • موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال :
      إذا سافر الرجل المريد للحج أو العمرة من عمان إلى جدة بالطائرة، ثم ذهب مباشرة من جدة إلى مكة المكرمة بالسيارة لأداء العمرة، فمن أين يحرم؟


      الجواب:
      يحرم من آخر مطار يطير منه، فإن كان يطير من مسقط ولا ينزل في أي مكان بعد ذلك إلا في جدة فليلبس ثوبي إحرامه في مسقط وليتجرد من ثيابه المعتادة، وإن كان يطير من الرياض كذلك، وإن كان يطير من البحرين فكذلك، ولا يعني ذلك أنه يجب عليه أن يحرم قبل الميقات، ولكن هذا من باب الاحتياط لئلا يجاوز الميقات وهو على غير إحرام، وإن كان يعرف مكان الميقات وهو على ظهر الطائرة ويتمكن من التجرد من ثيابه المعتادة قبل أن يتجاوز الميقات فلا حرج عليه في ذلك، وعلى أي حال فإنه يلبي بالعمرة أو بالحج قبل أن يتجاوز الميقات. والله أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال :
      فيمن قدم بالطائرة إلى جدة قاصداً مكة المكرمة، هل له أن يحرم من الميقات الذي يحرم منه أهل جدة أم لا؟


      الجواب:
      الصحيح أن يحرم من قبل، لأن جدة داخلة في المواقيت. والله أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      ما حكم المعتمر إذا رأى الدم في لباس إحرامه بعد تحلله من العمرة، ولا يعلم متى أصابه؟


      الجواب:
      لا يؤثر ذلك في عمرته شيئاً. والله أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال :
      ما حكم لبس النقاب بالنسبة للمرأة المحرمة؟


      الجواب:
      المرأة مأمورة إن كانت على إحرام أن لا تتنقب ، ولكن عند مواجهتها للرجال تؤمر في هذه الحالة أن تُسدل من ثوبها الذي على رأسها على وجهها لأجل عدم رؤية الرجال لها وخصوصاً النساء ذوات الحسن ينبغي ذلك لدفع الفتنة .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال :
      هل يجوز لبس النعال في السعي بالنسبة للرجل؟


      الجواب:
      ما المانع من ذلك ! ما المانع من أن يلبس النعال ! .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]


      السؤال :
      التعجُّل الذي ذَكَرَه الله في القُرآن الكريم: {فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ} ( سورة البقرة، مِن الآية: 203 ) موجودٌ في طبيعة الناس على أية حال، إلا أنّه في بعض الأحيان يأخذ طابع الـمُبَالَغَة خاصَّة عند أربَابِ الـحَمَلات، فَيَدفعون مَنْ ذهَبُوا معهُم إلى التَّعجُّل وإلى الرَّمْي بعد الزَّوَال مباشَرَة، ثُم طواف الوداع والعودة بِسُرعة، هُنَا يسأل بعض الحجَّاج: أَلا ينبغي على صاحب الحَمْلة أن يستَشِير من مَعه .. أن يعقِدَ مَجلس شُورى ؟ وما حكم هذه الشورى ؟ وهل ستكون مُلْزِمَة لصاحب الحَمْلة ؟ يسأل-أيضًا-عن حُدُود سُلطة الأَمِير-أَمير الحملة-وحُدُود طَاعَته؟


      الجواب:
      على أيِّ حال؛ الله سبحانه وتعالى وَصَفَ الـمُؤمِنِين بأنَّهم غير استِبْدَادِيِّين، الـمُؤمن يَحرِص على أن يضُمَّ صَوتَ الآخر إلى صَوْتِه، ورأيَ الآخر إلى رأيِه، ويعتَضِدُ بِرَأي غيره، ويَرى أنَّ في اتِّحادِ الآرَاء ومَخْضِ هذه الآرَاء عندما تُطْرَح حتى تُسْتخْلَصَ مِنْهَا زُبْدتُها .. يرى في ذلك صَلاحًا، وهذه الفكرة ليست وَلِيدة اليَوم والأمس، وإنَّمَا هي فطرة بشرِيَّة .. الشاعر يقول:
      ولا تَجعـل الشُّورى عليك غضاضَةً *** فــإنَّ الـخَـوافي قُوة للقَـوَادِم
      وقد كَانَ بعضُ أهل الحكمة يقول: الناس رَجُل، ونِصف رَجُل، ولا شَيء، فالرّجُل مَن كَانَ له رأيٌ حصيفٌ ومع رأيِهِ الحصِيف يستَشِيرُ غَيْرَه، ونِصفُ الرّجُل الذي له رأيٌ حَصيفٌ ولكنَّه لا يستشِيرُ غيره، أو ليس له رأيٌ حصيفٌ ولكنَّه يستشير غيره، ولا شَيْءَ مَن لَم يكن له رَأيٌ ولَم تكن له مَشُورَة، بِحيث لا يستشير الآخرين وإنَّمَا يستَبِد بِما يراه من رَأْي.
      ويقول بعضهم: "ما أخْطَأْت خطأً إلاَّ وأشْرَكْتُ فيه قَوْمِي "، قيل له:" كيف ذلك ؟!" قال: " أستشيرهم في كل شيءٍ فلا أتَحمَّل بنفسي مَغَبَّة خطئِي، وإنَّما يتحمَّلها معي قومي" .. مَعْنَى هذا أنَّه يَحرِصُ على أن يستَشِيرَ.
      ولا ريب أنَّ في اجتماع الآرَاء قُوّة لِهَذه الآراء، فلا ينبغي للإنسان أن يَأنَف من أن يستَشِيرَ غَيره مهما رَأَى مِن حَصَافة رأيِه، ومِن سَدَاد نظَرِه، ومِن عُمقِ تَجرِبَتِه، ومِن إلْمَامِه بالأُمُور، وإدراكِه لأبْعَادِها، ورأى أنَّ الآخرين دُونَه في ذلك .. عليه أن يستشيرهم، وحسبُنَا أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم كان مثَلاً في هذا الأَمر .. كان يتْرُك رَأيَهُ لِرَأي الآخَرِين ولو رأى أنَّ في رأيِهِم خطأً، كما حَصَلَ ذلك في غزوة أُحُد عندَمَا تركَ رَأيَه إلى رَأيِ الآخرين مع أنَّ رأيَهُ كَانَ هُو الصَّوَاب، فهُو أنْفذُ مِنهُم بَصِيرَة، وأَرْسَخُ منهُم عقلاً، وَأنوَرُ منهم فِكرًا، ولكن مع ذلك كان يترُكُ رأيَه الذي يراهُ إلى رَأيِ الآخرين، ليَرسِم الطريق الذي يَجِبُ على الأُمَّة أن تَسلُكَه، وليس هذا فَحَسْب بَل في هذا الـمَوقِف الذي أُصِيب الـمُؤمنون فيه بِما أصيبوا بِهِ من النَّكْبة بِحيث رُزِئُوا بِفَقْدِ سَبعِين بَطَلاً مِن أبطالِهم في غزوة أُحُد، وشَمَتَ بِهِم أعداؤُهُم .. في هذا الـموقِف يأمُرُ الله-تعالى-نبيَّه صلى الله عليه وسلم أن يسير على دَرْبِ الشورى .. يقول له: {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ } ( سورة آل عمران، من الآية: 159 ) .. يأمُرُه أن يعفُوَ عن أصحَابِه، وأن يستغفِرَ لَهم وأن يُشَاوِرَهم في الأمر، مع أنَّ الـمَشُورة هي التي جَلَبَت على هذه الأُمَّة ما جَلبَت من وُقُوعِها في النَّكسَة، ولكن تَتَعلَّم صوابَهَا مِن خَطَئِهَا، فالنبِي صلى الله عليه وسلم أُرسِل بِرِسالة خالِدَة لَم يُرسَل بِرِسالة مَوقُوتة، فَلِذلك كان يرسم طريقًا تسير عليه الأمَّة فلو ترك هو الشُّورى من أجل ما أصاب الأمَّة مِن أَثَر الخطأ الذي جَرَّتْه إليها الـمَشُورَة لَكَان في ذلك ما يُعطِّلُ الشورى في هذه الأُمَّة، ولكن أُمِر بأن يستشيرهم لِيَكون طريق هذه الأمَّة طريق الـمَشُورَة.
      فَهذا الذي يتولَّى قيادة حَملةٍ من الحملات أو مسؤولِية عن جَماعة من الجماعات في الذهاب إلى البيت الحرام أو في أَيِّ مسؤولية أخرى عليه أن يستشير هذه الجماعة وأن لا يستَبِدَّ بِرَأْيه.
      ثُمَّ مع هذا لا ريب أنَّ في التَّريُّث السَّلامة وفي العجلة النَّدَامة، لا ينبغي للإنسان أن يكون سريعَ الاستعْجَال، لا شَكّ أن الإنسان بعد أداء الـمَنَاسِك يُرِيدُ أن ينقَلِبَ إلى أهله، وأن يرجع إليهم، وأن يَلْقَاهُم ويطمئنَّ على صحتهم .. هذه فطرة بَشَرِية موجُودَة، إلا أنَّهُ مع ذلك ينبغي التَّريُّث، نَحن نرى أنَّ الناس يُرهِقُون أنفسهم إرهَاقًا، فقد يرْمُونَ الجمرات بعد الزوال مباشرة في وقتٍ تتزَاحَم فيه الأقدَام ويشتدُّ فيه الزِّحَام ما بين الناس ويَعْسُر فيه الرَّمْي، ثم يَخرُجُون مِن هناك وقد أرْهَقُوا أنفسَهُم وكَدُّوا قُوَاهُم إلى مكة الـمُكرَّمة لِيَطُوفُوا طواف الوداع، ثُم يَقْبِضُون طَريقَهم، وقد يكونوا سَاهِرِين في لَيْلِهِم، ويستمرون على السهر، هذا مِمَّا يؤدِّي كثيرًا إلى وُقُوع الحوادث .. نسأل الله-تعالى-السلامة لَنَا ولَهُم وأن يَحفظ جَمِيع الـمسلمين والـمسلمات ويَقِيَهُمْ هذه الشُّرُور .. ولكن هذا كثيرًا ما يؤدِّي إلى الخطر، فَمَا كان ينبغي أن يتعجّلُوا هكذا، ينبغي أن يأخُذُوا بعض الرَّاحَة، عندما يتعجَّلُون في يومَيْن ليَعُودُوا إلى مكة المكرمة، وليَبِيتُوا ليلَتَهُم هناك ولِيَطُوفُوا طواف الوداع بشيءٍ من الرَّاحة وبشيءٍ من الطُّمَأنِينة، ثُم بعد ذلك نَرجُو-أيضًا-حتى في طريقِهِم أن لا يُرهِقُوا أنفسهم راجِعِين إلى أهلِيهِم، وإنَّمَا يَسِيرُونَ بِشيءٍ مِنَ التَّريُّث، ولْيَأخُذُوا راحةً في طُرُقِهِم في الاسترَاحَات الـمَوجُودَة فِيهَا .. هكذا ينبغي، وينبغي لأصحاب الـحَمَلات أن يُشَجِّعُوا الناس على ذَلك وأن يأخُذُوا في حِسابِهِم هذا الأمر.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      كنتُ أطمَعُ على أَن أحصُل على قدرٍ كبيرٍ من الخشوع والخضوع والرّوحانية أثناء أدائِي لِمناسك الحج، لكنّني في المقابل واجَهت الكثير من التَّعب والإرهاق والـمَرَض، كيف أفهم مع كل ذلك أنَّ حجِّي مَقبول، وكيف أصنع منه مُنطلقاً لأداء الـمَزِيد من الطَّاعة والعِبادة؟


      الجواب:
      إنَّ الله-تعالى-شَرَعَ هذه الفريضة الـمُقدَّسَة كَمَا شَرَع سَائِر الفرائض وكما جعل كل عبادة مِن العبادات مؤثِّرَة في طبيعة الإنسان ومُحوِّلَة للإنسان من وضعٍ إلى وضع .. مِن الشَّر إلى الخير، ومن الفساد إلى الصَّلاح، ومن الاعوجاج إلى الاستقامة، ومن الضَّلال إلى الهدى، إذ هَذه العبادات واصلة بين هذه النُّفوس وبَارئِها سبحانه وتعالى ، كما يُؤذِنُ بذلك قوله: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } ( سورة البقرة، الآية: 21 )، وفريضة الحج مؤثِّرَة هذا الأثر في النّفس البشري، وقد جعلها الله سبحانه وتعالى تذكيرًا للعِباد، لأنَّهَا-قَبل كل شيء-تَصِلُ الحاضِر بالـمَاضي.
      إذ هي تربط ما بين المؤمنين في كل وقتٍ من الأوقات، وبين تاريـخهم العريق .. تاريخ النبُوَّات السابقة مِن قَبل إبراهيم عليه السلام لأنَّ البيت الحرام كما نَصَّ القرآن الكريم قد كان أوَّل بيتٍ وُضِعَ للنّاس: { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ … } ( سورة آل عمران، الآية: 96 ومن الآية: 97 )، ويُؤذِنُ القرآن الكريم بأنَّ هذا البيت كان سابقًا على عهد إبراهِيم لأنَّ تَجدِيدَ إبراهيم عليه السلام إنَّمَا كان بعدمَا كبُر ابنه إسْماعيل فاشتَرَكَا في بناء البيت، وعندما ترك إسْماعِيل وأمَّه في ذلك المكان، وإسْماعيلُ كان طفلاً صغيرًا في ذلك الوقت قال: { رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ } ( سورة إبراهيم، من الآية: 37 )، فمعنَى ذلك أنَّ هذا البيت الـمُحَرَّم كان سابقًا عهده على عهد إبراهيم عليه السلام ، وهذا ما يُؤذِن به حديث ابن عباس-رضي الله-تعالى-عنهما-في صحيح البخاري، فإذن البيت الحرام سابقٌ على إبراهيم، ولا ريب أنَّ الإنسان يتذكَّر تلك العهود السَّحِيقة تلك العهود.. عهود النبُوَّات عندما يقف في تلك الأماكن المقدَّسة، فيتذكَّر عهد إبراهيم وإسْماعِيل-عليهما السَّلام-وهُما يَرفَعَان قواعد البيت ويُردِّدَان ذلك الدُّعاء: { رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ } ( سورة البقرة، الآيات: 127-129 )، فهذا مِمَّا يَدعو الإنسان إلى الارتباط بِهَذه العُهُود السَّحِيقة، ويدعو إلى أن يكون الإنسان واثقًا بأنَّ له جذورًا في التاريخ، إذ هذه الدعوة لَها جذور في تاريخ النبُوَّات، لأنَّ هذه الدَّعوة جاءت وَرِيثةً للدَّعَوَات السَّابقة، وَرِيثَةً للأُمَم السَّابِقَة في هَدْيِ نُبُوَّاتِهَا.
      ثُم يتذكَّر عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وما كان يَلْقَاه مِن عَنَتٍ وشِدَّة وهو حول البَيت الحرام يدعُو إلى الله ويُبشِّر بِهَذه الدَّعوة الجديدة، فكل ذلك مِمَّا يزيد إيـمَانَ الـمُؤمِن وَيَزِيدُه صِلةً بِربِّه سبحانه وتعالى ويَزِيدُه وُثُوقًا بأمر الله سُبحانه.
      ثُم مع هذا-لا ريب أنَّ-ذلك المظهر يَجمع ذلك الـحَشد العظيم الهائِل الذي أَقبَل من كُلِّ صَوب وهم يتجَرَّدُون جَميعًا في زيٍّ مُوحَّد .. في لِباسٍ مُوحَّد يَجمَع الغنِيَّ والفقير، والقويَّ والضَّعيف، والحاكم والـمَحكُوم، والأبيض والأسود .. لا فرق بين أحدٍ وأحد، والكل يَجْأَر إلى الله ويقول بصوتٍ واحِد: " لَبَّيك اللهم لَبَّيك .. لَبَّيك لا شريكَ لَك لبَّيك .. إنَّ الحمد والنِّعمة لك والـمُلك .. لا شريك لك "، فهذا-لا ريب أنَّه-مِمَّا يزيد قُوّة الإيـمان في نفس المؤمن، ويزيد المؤمن صِلَة بالله سبحانه.
      ومَعَ هذا كُلِّه-أيضًا-هذا يَجعله يُحسُّ أنَّه وَفَدَ على ربِّه وأنه تَجرَّد من دنياه وتَخلَّى عنهَا، إذ الوافد إلى تلك البقاع المقدَّسَة يتخَلَّى عن هُمُوم الدنيا ويُقبِلُ على الله سبحانه وتعالى ، ولذلك يتجَرَّد في تلكم الثياب التي تُذَكِّره بِلِقاء الله .. تُذكِّره بأكفان الـمَوتَى.
      ومِن الـمَعلوم أنَّ الله-سبحانه-شَرَّفَ بعضَ البِقَاع على بعض، وكانت هذه البُقعة هي أَقدَس بقاع الأرض.. كانت هذه البُقعَة هي أقدس بِقَاع الأرض، شَرَّفَها الله-سبحانه-بِمَا جعل فيها من خيرٍ عظيم، فالله-تعالى-يقول: { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا … } ( سورة آل عمران، الآية: 96 ومن الآية: 97 ) .. هذا البيت الحرام لا ريب أنَّ الوافد إليه إنَّما يَفِِدُ إلى ربِّه، فالبيت هو رمز الاتِّجَاه إلى الله، ولذلك كان الذَّاهِب إلى هناك إنَّما هو ذاهبٌ إلى ربِّه سبحانه، والحديث عن النبِي صلى الله عليه وسلم يدل على أنَّ الـمُصلي إذا توجَّه إلى هذا البيت إنَّما يتوجَّه إلى ربِّه .. ( فلا يَبصُق أَمَام قِبلته فإنَّ الله-تعالى-بينَهُ وبينَ قِبلَته ) .. معنَى هذا أنه يتوجَّه إلى الله، اتِّجاهُه إلى القبلة هُو رَمزُ الاتِّجَاه إلى الله، فالله قد كان قَبل خَلقِ الزَّمان والمكان وهو الآن على ما عليه كان لا يُطلَب بـ: أَيْن ؟ ولا يُدرَك بِعَيْن، وإنَّمَا عَلِمَ مِن طبيعة البَشَر أَنّهُم ألِفُوا هذه الحياة وطبيعَتَها، أَلِفُوا اللّجوء إلى الأماكن-أماكن العُظمَاء-فجعل الله سبحانه وتعالى لَهم مكانًا مُقدَّسا في هذه الأرض، مَن لَجَأَ إليه فإنَّما هو لاجِئٌ إلى الله سبحانه، فيُحسُّ المؤمن عندما يأتي إلى ذلك المكان بالطمأنِينَة وبالراحة.
      ولا ريب أنَّ الحجَّ الـمَبرُور هو مَاحقٌ للذُّنُوب، ومَاحٍ للأوزار، يُحوِّل الإنسان من حال إلى حال، وعلامة الحجّ الـمبْرُور أن يكون في رُجُوعِه ومُنقلَبِه خيرًا منه في ذهابه بِحيث يتحوَّل من وضعٍ إلى وضع، يتحوَّل من الفَسَاد إلى الصلاح، ومن الغيِّ إلى الرُّشد، ومن الاعوِجَاج إلى الاستقامة، فإذا مَا حَصَل هَذَا كان ذَلك دليلاً عَلى تَقبُّل حَجِّه وأنّه معدُودٌ مِن الحجاج الـمَبْرُورِين الـمُتقَبَّلِين عند الله سبحانه وتعالى ، فليَحرص على الطّاعة وعلى تَحوِيلِ حياته مِن وضعٍ سيّءٍ إلى وضعٍ حسن .. بِهَذا إن شاء الله سَيَكون مَعدُودًا في الحجَّاج الـمَبْرُورِين الـمُتقبَّلِين.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]
    • موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      امرأة قامت بعملية ربط للرحم فمنعت من الذهاب الحج ليس من قبل الأطباء وإنما هم استفتوا من توسموا فيه العلم فمنعهم من ذلك ، فما وجه هذا المنع؟


      الجواب:
      وهذا أيضاً من الجهالة الزائدة . ما علاقة الحج بربط الرحم ، لا ريب أن ربطها للرحم بدون موجب وبدون سبب لا يجوز ، لكن إن كان هناك موجب شرعي يسوّغ لها ذلك بحيث يكون لها أثر شرعي فلا مانع من ذلك ، ثم لو لم يكن هنالك أمر شرعي فإنها تستغفر الله تعالى وتتوب إليه وتعمل ما تعمل من الصالحات { إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ }(هود: من الآية114) ، فتؤمر أن تفعل ذلك والله تبارك وتعالى يكفًر ما فعلته ، أما أن تُمنع من فريضة بسبب ذلك فهذا من عجيب ما يقال ، فهل تمنع أيضاً من أن أداء فريضة الصلاة وهل فريضة الحج أعظم من فريضة الصلاة ؟
      هل تمنع من أداء فريضة الصلاة بسبب أنها ربطت الرحم ؟ هل تمنع من أداء فريضة الزكاة بسبب أنها ربطت الرحم ؟ هل تمنع من أداء فريضة الصيام بسبب أنها ربطت الرحم ؟ لا ، فكذلك الحج ، الحج هو عبادة كما أن الصلاة عبادة وكما أن الصيام عبادة وكما أن الزكاة عبادة ، فالحج عبادة في حد ذاتها لا تختلف عن هذه العبادات فكما تأتي بهذه العبادات كذلك تأتي بعبادة الحج .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      ما نصيحتكم للحجاج في أداء المناسك؟


      الجواب:
      نحن نناشد حجاج بيت الله تعالى أن يُعظّموا المشاعر المقدسة ، وأن لا يتزاحموا على شيء من أداء المناسك بحيث لا يتزاحمون مثلاً على الحجر الأسود في الطواف .
      وأن يقللّوا من الزحام على الجمرات بحيث لا يؤذي بعضهم بعضاً ، ليس معنى ذلك أن يتركوا الرمي ولكن عليهم أن يتفادوا إيذاء بعضهم بعضا .
      وأن يؤدوا المناسك كلها بوعي وفقه في دين الله فإن العمل الذي يؤيده الإنسان مع التفقه في دين الله يكون عملاً ناجحاً بحيث يتفادى أخطاءه ، بخلاف ما إذا كان يعبد الله على غير بصيرة ففي هذه الحالة يكون عرضة للخطاء .
      ونوصيهم بأن يتزودوا زاد التقوى ، فإن الله تبارك وتعالى يقول { وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ}(البقرة: من الآية197) .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      امرأة نذرت أن تعتمر عن أحد ولكنها لم تعتمر بعد عن نفسها ، هل يلزمها أن تُقدم العمرة عن نفسها؟


      الجواب:
      في هذه الحالة كل من العمرتين تكون ذمتها مشغولة بها ، فسواء قدّمت النذر أو قدّمت العمرة التي هي في الأصل مخاطبة بها إن كانت قادرة على اعتمار ، هذا بناء على بناء القول بوجوب الاعتمار .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      هل يجوز الرمي عن الزوجة؟


      الجواب:
      الزوجة وغيرها سواء فإن كانت معذورة فلا حرج في أن يرمي عنها .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      ما معنى سوق الهدي؟


      الجواب:
      سوق الهدي أن يُشعر الإنسان البدنة ويسوقها بحيث إنه يُدمي البعير مثلاً ثم يضع عليه شيئاً من الشعار لأجل الدلالة على أنه مسوق ، فإنه يستمر على إحرامه عندما يسوق هذا الهدي وهو يحرم يستمر على إحرامه حتى يصل الهدي محله لقول الله تبارك وتعالى { وَلا تَحْلِقُوا رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ }(البقرة: من الآية196) ، وكما قلنا بالنسبة إلى الحج بالنسبة إلى الحج للهدي ميقاتان ميقات زماني وهو يوم النحر وميقات مكاني وهو الحرم ، إذ لا يبلغ الهدي محله حتى يكون كما قال الله تعالى { هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ }(المائدة: من الآية95) .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      هل تجزي البقرة أو الجمل عن عدة أشخاص ، وكم عددهم ؟هل يُشترط لها سن معين؟


      الجواب:
      على كل حال البقرة والجمل كل منهما بدنة ، والبدنة تجزي عن سبعة .
      نعم السن شددّوا في ذلك ، قالوا سبع سنوات ، لكن قضية السن هذه تحتاج إلى إعادة النظر من حيث الأدلة من السنة لأني لم أجد عليها دليلاً بهذا التحديد الذي ذُكر عند أهل العلم .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      ما حكم امرأة رمى عنها ابنها وهي قادرة على الرمي؟


      الجواب:
      هي إن كانت قادرة ولا تحذر من شيء فقد أخطأت في ذلك ، ولكن بما أن هذا الأمر مضى نرجو أن يتقبل الله تبارك وتعالى .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      هل يصح الحج عن شاب توفي وهو لا يصلي ولا يصوم؟


      الجواب:
      لا إله إلا الله ، أما من لا يصلي فماذا عسى أن يُغني عنه الحج الذي يحج عنه بعد وفاته إن كان لا يصلي ، وكذلك تارك الصيام ، هذان ركنان من أركان الإسلام ، وكفى بترك الصلاة فإن النبي صلى الله عليه وسلّم يقول ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) . ويقول عليه أفضل الصلاة والسلام ( ليس بين العبد والكفر إلا تركه الصلاة ) ، وفي رواية ( بين العبد والكفر ترك الصلاة). فإذن وقع في أمر عظيم . ماذا عسى أن يُغني عنه هذا الحج ، وإن كانت سريرته إنما هي بينه وبين ربه لعله تاب قبل وفاته ، ولكن نحن نحكم بالظاهر ، ولله ما ظهر وما بطن .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      رجل اقترض من البنك ليس لأمر اختياري وإنما بسبب تعرض ولده لحادث سير وتسبب في غرامات مالية باهضة تعد بحوالي العشرات الآلاف وحصل على مبالغ من يد أهل الخير ولكن بقيت عليه ديون فاضطر إلى الاقتراض من البنك بديون ربوية ويريد أن يذهب الآن للحج؟


      الجواب:
      على أي حال هو كان ينبغي له أن يتعجل في دفع هذا المبلغ الذي يحج به في وفائه دينه ليتخلص من الدين ، ينبغي له ذلك ، وإن لم يفعل ذلك وحج فنسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبل ، ونرجو مع حسن نيته أن يتقبل الله منه ، ولكن إن تمكن في ما بعد أن يعيد الحج احتياطاً فذلك أفضل له .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      أختان تودان الذهاب للحج عن أمهما فهل يذهبان في سنة واحدة؟


      الجواب:
      لا ، بل تحج إحداهما في سنة وتحج الأخرى في سنة أخرى لأن الحج عن شخص آخر ، والنيابة إنما يُراعى فيها الأصل ، فكما أنه لا يمكن للإنسان أن يحج عنه نفسه حجتين في عام واحد فكذلك أيضاً لا يحج عنه اثنان بالنيابة عنه في نفس العام .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]
    • موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      من نام في الحرم بعد طواف الوادع مضطجعاً وهو ينتظر أصحابه؟


      الجواب:
      أما إن غلبه النوم فنام من غير أن يقصد النوم ولكن غلبه النوم فنام بسبب ذلك فهو معذور ، أما أن ينام متعمداً بعد طواف الوداع فإن ذلك يتنافى مع جعله آخر عهده بالبيت .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      من أخذ شيئاً من تفثه عمداً هل يؤثر على أضحيته؟


      الجواب:
      أما التأثير على الأضحية فلا ، ولكن ذلك خلاف السنة ، ولا ينبغي لأحد أن يتعمد خلاف السنة بحال .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      طلبة مغتربون في الغرب ويريدون أن يضحوا وعندهم ثلاث طرق إما أن يتصلوا بأهاليهم في بلدانهم ليضحوا عنهم هنا ، أو أن يتعاملوا مع جمعيات إسلامية تضحي عنهم في أحد البلدان المسلمة الفقيرة ، أو أن يتعاقدوا مع تاجر ليذبح عنهم في صبيحة يوم العيد حسب تسلسل الأسماء ثم يذهبوا بعد ذلك لاستلام الأضاحي منه ، فأي هذه الطرق أولى وأقرب للسنة؟


      الجواب:
      بناء على هذا فإنني أرى الطريقة الثالثة هي الطريقة المثلى ، لأنها طريقة تتفق مع السنة ، إذ الأضحية إنما تكون في المكان الذي فيه المضحي ، لأن الأضحية إنما تكون بعد أدائه الصلاة ، ومن المعلوم أن هنالك تفاوتاً في أوقات الصلاة بين الأقطار ، فقد تتقدم صلاة العيد في مكان وتتأخر في مكان آخر ، فلو أنه كان ببلاد الغرب وضحى عنه أهله وهم في بلاد الشرق فلربما ضحوا عنه بعدما يصلون وقبل أن يصلي هو .
      فإذن الطريقة الثالثة هي الطريقة المثلى ، وإن تعذرت هذه الطريقة ففي هذه الحالة إنما ينبغي أن ينيب من يضحي عنه ولو في مكان بعيد بشرط أن يتصل به بعد أن يصلي هو ليضحي عنه في ذلك الوقت ، يُشعره بأنني صليت فضحِ عني . في هذه الحالة نرجو من الله تبارك وتعالى له القبول .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      من ابتلي سرعة تساقط شعره فعلى تقدير أنه حك حكة خفيفة وسقط شيئاً من شعره؟


      الجواب:
      أما الشعر الذي يتساقط بنفسه من غير أن يؤثر عليه بحكه فهذا شعر ميت ولا يلزمه بسببه شيء ، لا عليه في ذلك حرج .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      من توفرت لديه الصحة والمال ولكن حالت ظروف معينة لم يستطع معها أداء الحج فهل له أن ينيب غيره؟


      الجواب:
      أما إن كانت هذه الحجة حجة الفريضة الواجبة عليه وهو قادر على أن يؤديها بنفسه فليس له أن ينيب غيره عنه .
      وإن كانت هذه الحجة حجة نافلة ففي ذلك خلاف بين أهل العلم ، منهم من رخّص له أن ينيب غيره ومنهم من لم يرخص له .
      والقول بالترخيص فيه رخصة على أي حال ويمكن أن يعوّل على ذلك .
      لكن نحن نرى أن العمل ليس كله الحج ، هناك مجال للإنسان في أن يتقرب إلى الله بقربات متعددة إن كانت هذه الحجة حجة الفريضة ، فبدلاً من أن يؤجر غيره بأن ينوب عنه فلينفق هذه البلغة أو هذه النفقة التي يدفعها إلى الغير ، لينفقها في طاعة الله تعالى ليواسي بها الفقراء والمساكين أو ليدفعها في مشروع خيري كتعليم كتاب الله تعالى أو نحو ذلك .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      من طاف طواف الإفاضة ونام نهاراً في مكة ثم رجع بعد ذلك إلى منى؟


      الجواب:
      أما نوم النهار فلا يؤدي إلى شيء لأنه نوم قيلولة لا يؤثر عليه ، ليس هو تركاً للمقام بمنى وإنما هو أخذ للراحة بمكة .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      من شك في الرمي هل رمى سبع حصيات أو ست ولم يقطع شكه باليقين ورجع إلى بلده وهو مضمر هذا الشك؟


      الجواب:
      هل شك بعدما انتهى من الرمي ؟ أو شك وهو في أثناء الرمي ؟
      فإن كان شك بعدما انتهى من الرمي فإنه لا يعود إلى العمل بسبب شكه في جزئية من جزئياته بعد الخروج منه .
      وإن كان شك قبل الانتهاء من الرمي فإنه يبني على الأقل ويرمي سبعاً ، فإن أخلّ ففي ذلك خلاف ، من العلماء من رخّص في ذلك لأجل بعض الروايات التي دلت على الترخيص ومنهم من شدّد في ذلك .
      فإن كان عاد إلى أهله فإنه ينبغي أن يأخذ بالرخصة .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      حاج ضل عن رفقته ولم يبت بمنى ولا مزدلفة ولم يرم العقبة ورجع؟


      الجواب:
      هذه مشكلة ، كيف لم يبت بمنى ولم يبت بمزدلفة ، أين كان هو !!
      نحن نرى بأنه بتركه المبيت في هذه الأماكن يفتدي بدم ، والله تعالى أولى بعذره .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      ما حكم من يؤخر رمي الجمرة الكبرى حتى يوم الثاني عشر بسبب المرض؟


      الجواب:
      أما إن مرض فالله أولى بعذره فإنه يرمي الرمي الأول عن يومه الأول ثم يرمي بعد ذلك لبقية الأيام الجمرات الثلاثة كلها .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      ما حكم الرمي قبل الزوال في أيام التشريق؟


      الجواب:
      أما الرمي قبل الزوال في أيام التشريق فلم نجد له رخصة لأن النبي صلى الله عليه وسلّم ابتدأ الرمي بزوال الشمس .
      وإنما يمتد الوقت فيما بعد ، فللإنسان أن يرمي بعد الزوال فوراً وله أن يرمي بعد ذلك بوقت ، بل له أن يرمي حتى في الليل ، إذ لم يأت ما يدل على أن الليل لا يرمى فيه . فلا حرج في أن يؤخر الإنسان الرمي إلى الليل ، أما التزاحم في وقت الزوال فإن ذلك الذي يؤدي إلى تعريض الناس أنفسهم للخطر.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      ما حكم سوق الهدي؟


      الجواب:
      سوق الهدي على أي حال هو من السنن ، ولكن عندما يكون الإنسان قادراً على أن يتحلل وأن يجعلها عمرة فإن ذلك أفضل له نظراً إلى تمني النبي صلى الله عليه وسلّم أن يفعل ذلك ، وما تمناه عليه أفضل الصلاة والسلام لا ريب في فضله ولأنه أمر أصحابه بذلك .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]
    • موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      ماذا كان حج النبي صلى الله عليه وسلّم؟


      الجواب:
      في حج النبي صلى الله عليه وسلّم خلاف ، ولكن الذي يمكن أن يُجمع به بين الروايات المتناثرة هو أنه عليه أفضل الصلاة والسلام كان أولاً مُهلاً بالحج ثم أدخل العمرة في الحج ، ثم استمر على ذلك بحيث صار قارناً بعد أن كان مُفرِدا .
      والنبي عليه أفضل الصلاة والسلام رغب بعد ذلك في التمتع غير أنه منعه من ذلك سوقه الهدي وقال : لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدي ولجعلتها عمرة . يعني أن سوق الهدي منعه من أن يتحلل بعمرة كما أمر أصحابه ، وإلا فقد أمر أصحابه رضي الله تعالى عنهم أن يتحللوا بعمرة لأنهم لم يسوقوا الهدي ، ولكن سوقه الهدي هو الذي حال بينه وبين ذلك عملاً بقول الله تبارك وتعالى { وَلا تَحْلِقُوا رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ }(البقرة: من الآية196) ، وبلوغ الهدي محله إنما يكون في اليوم العاشر لأن للهدي ميقاتين ، ميقاتاً مكانياً وهو الحرم الشريف ، وميقاتاً زمانياً وهو يوم النحر فلذلك أمسك النبي صلى الله عليه وسلّم عن التحلل ، هذا الذي يُعرف .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      طواف القوم هل هو واجب أو مستحب ، وهل يجزي للمفرد عن طواف الإفاضة؟


      الجواب:
      طواف القدوم من السنة ، يُسن للإنسان أن يطوف طواف القدوم إن كان مفرداً ، أما إن كان متمتعاً فبطبيعة الحال لا بد من أن يطوف لعمرته ، وكذلك على الراجح إن كان قارناً وكان متمكناً من ذلك بحيث جاء قبل أن يضيق الوقت وكان بصحة يتمكن من طواف القدوم ، أما إن كان معذوراً بحيث إنه كان مريضاً أو جاء متأخراً أو امرأة قبل أن تطوف حاضت ففي هذه الحالة يُجزي هؤلاء طواف واحد لحجهم وعمرتهم .
      وكذلك بالنسبة إلى المفرد لو جاء متأخراً وما تمكن من طواف القدوم أو كانت امرأة حائضاً أو كان الرجل مريضاً ففي هذه الحالة لا مانع من أن يُجتزى بطواف الإفاضة .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      الاضطباع هل هو في الثلاثة الأشواط الأولى؟


      الجواب:
      هذا هو المشهور بأنه في الثلاثة الأشواط الأولى ، ومن العلماء من يرى أنه في جميع الأشواط السبعة .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      هل الرمَل واجب؟


      الجواب:
      الرمَل من السنة ، وبعض العلماء قالوا بأنه لا يرمل الإنسان لأن رمَل النبي صلى الله عليه وسلّم إنما كان لحكمة ، أي أراد أن يُظهر للمشركين القوة عندما قال المشركون بأن هؤلاء أرهقتهم حمى يثرب ، فأراد النبي صلى الله عليه وسلّم أن يظهر لهم القوة . ولكن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال بأنا وجدنا النبي صلى الله عليه وسلّم يرمل ولا ندع الرمل ، هذه سنة فعلها النبي صلى الله عليه وسلّم فنحن نفعلها كما فعل عليه أفضل الصلاة والسلام ، وهذا القول هو أرجح .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      في صبيحة العيد إذا لم يستطع المحرم أن يجاوز وادي محسر قبل طلوع الشمس نظراً للزحام مع أنه شرع بعد صلاة الفجر وطلعت عليه الشمس قبل أن يقطع الوادي؟


      الجواب:
      في هذه الحالة ينبغي أن يُنظر إلى حاله ، هل يمكنه المشي ؟ فإن كان يمكنه المشي على قدميه فإنه بإمكانه أن يتجاوز قبل الفجر بحيث يترك السيارة ويمشي .
      أما إذا كان يتعذر عليه المشي كأن يكون ضعيفاً أو أن يكون سائقاً للسيارة أو نحو هؤلاء فإنه في هذه الحالة ينبغي أن يُعذر .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      من كفل غيره في دين هل له أن يذهب للحج؟


      الجواب:
      إن كان عنده وفاء لهذا الدين وهو موثّق وقد رضي الدائن -إن كان الدين حاضرا- فلا حرج في ذلك .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      من أراد التعجل في الثاني عشر وغربت عليه الشمس بمنى نظراً لزحام السيارات فماذا عليه؟


      الجواب:
      أما إن كان شرع في الدفع من منى ولكن حبسه حابس من غير أن يتأخر في منى باختياره فينبغي أن يُرخّص له ، بخلاف من غربت عليه الشمس وهو مختار بحيث يمكنه الخروج قبل ذلك .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال :
      في نهاية الشوط السابع هل يؤمر الطائف بالاستلام أو التقبيل أو الإشارة للحجر؟


      الجواب:
      لم أجد دليلاً في السنة يدل على ذلك أو على غيره ، ولكن على أي حال هذا الاستلام أو التقبيل أو الإشارة ليس شيء منها من أجل بداية الشوط وإنما هذه بمثابة التسليم على هذا المكان ، وكما أن الإنسان الذي يأتي إلى ناس يُسلّم عليهم فيحيهم في بداية وصوله وكذلك عندما ينتهي من المقام معهم يُسلّم عليهم فإن هذه تحية للبيت ينبغي أن تكون في بداية الطواف وفي نهايته .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      هل يصح تأخير طواف الزيارة ليودّع به البيت من بعد؟


      الجواب:
      في هذه القضية ينبغي أن يُنظر ، أما المريض فإنه يُتسامح له وكذلك مع الشدة ، مع الزحام الشديد بحيث يكون من العسير على الإنسان أن يطوف طواف الإفاضة أولاً ثم يطوف طواف الوداع ، ففي هذه الحالة ينبغي أن تُطبق القاعدة ( الشيء إذا ضاق اتسع وإذا اتسع ضاق).

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      المحرم قد يقع في شيء من محظورات الإحرام غير متعمد فهل يترتب عليه نفس حكم المتعمد؟


      الجواب:
      أما الإثم فلا ، ولكن بعض الأمور تجب فيها الفدية ، أما لو مثلاً كان غير متعمد فوضع ثوبه على رأسه ناسياً فإنه يؤمر أن يلبي ويرفع عنه هذا الثوب ، وكذلك لو لبس المخيط ناسياً ثم تذكر بعد ذلك فإنه يؤمر أن يلبي .
      ولكن العلماء قالوا بأنه إن استمر من الليل إلى النهار أو من النهار إلى الليل فإنه تجب عليه الفدية الواجبة ، وأنا لا أعرف ما وجه هذا القول فإن المسافة قد تطول وقد تقصر ، أي المسافة التي تجمع الليل والنهار ، فقد يستمر الإنسان على هذا أي على نسيانه من أول الصباح إلى وقت المساء قبل أن يدخل الليل فيكون معذورا ، وقد ينسى آخر النهار فيلبس شيئاً من الأثواب المخيطة أو يضع شيئاً على رأسه ثم يتذكر بعد غروب الشمس فيكون قد جمع بين الليل والنهار ، فأنا لا أدري وجه هذا القول ما هو معتمده .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]
    • موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      إذا بذل الولي وسعه ولكن لا يستطيع السيطرة على طفله سيطرة تامة؟


      الجواب:
      ينبغي للإنسان الذي يحمل معه طفله ويأمره بالإهلال أو يهل له فإنه يؤمر أن يحافظ عليه تمام المحافظة وأن لا يتهاون في ذلك .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      من يتحمل تبعة الطفل المُحرم إذا ارتكب شيئاً من محظورات الإحرام؟


      الجواب:
      بطبيعة الحال الولي هو مسئول عنه ، فعليه أن يُجنّبه محظورات الإحرام .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      هل يصح للولي الذي أحرم لطفله أن يُحللّه إذا رأى مشقة مترتبة عليه؟


      الجواب:
      ما هو نوع المشقة ؟ أما إذا كان أمراً يجوز للإنسان فيه أن يتحلل مع تقديم الهدي كما قال الله تعالى { فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ }(البقرة: من الآية196) ، أي أن يكون مُحصَراً بمرض أو نحوه فلا حرج في هذه الحالة . أما إذا كان ليس بمحصَر فما الداعي إلى ذلك مع أنه يؤمر أن يُتَم العمل ، وعندما رفعت امرأة صبياً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم وقالت له : يا رسول الله ألهذا حج ؟ قال : نعم ، ولك أجر .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      الخاتم والسوار هل المرأة المحرمة مطالبة بنزعهما؟


      الجواب:
      نحن وجدنا العلماء شدّدوا في أمر الحلي للمرأة عندما تكون محرمة ، ولعلهم أخذوا ذلك من كون الإحرام يقتضي العزوف عن كل ما يُرغّب في المعاشرة بين الزوجين ، والتحلي من المرأة بالحلية يؤدي بطبيعة الحال إلى رغبة الزوج فيها ، ولكن وجدنا في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها ما يدل على أنه لا يُمنع أن تكون المرأة على حلية عندما تكون محرمة.
      والأخذ بما دل عليه الحديث أولى ، ولا ريب أن الخروج من عهدة الخلاف مما ينبغي للإنسان أن يحرص عليه ، ولكن لا يعني هذا القول بوجوب ذلك .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      ما حكم بقايا رائحة الطيب في ثوب المحرم ، قد تكون بقايا لرائحة طيب الصابون أو أحياناً بخور بقيت في خزانة الملابس فيعلق شيء منها في الثياب؟


      الجواب:
      يؤمر المحرم أن يتخلص من آثار الطيب ، ولكن إن زال الطيب نفسه وبقيت رائحته ولم تكن هذه الرائحة من الممكن أو من اليسير زوالها فإن هذا مما يُتسامح فيه .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      هل النهي من أخذ أي شيء من هذا التفث هنا يفيد التحريم؟


      الجواب:
      هو نهي مؤكد ، ولكنه لا يصل إلى درجة الحرمة . درجة الحرمة معنى ذلك أن يترتب العقاب على من خالف هذا النهي ، والعلماء قالوا بأنه مكروه ، يكره للإنسان أن يأخذ شيئاً من تفثه ، ولكن هذه الكراهة كراهة شديدة على أي حال .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      هل الحاج داخل في هذا النهي أيضاً من أن يأخذ من شعره ولا من أظفاره حتى يضحي؟


      الجواب:
      الحاج له وضع خاص . طبعاً من العلماء من رأى أن من أراد أن يتمتع بين العمرة إلى الحج فإنه يُهل بالحج من رؤيته هلال ذي الحجة ، هذا روي عن جماعة من الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يذهبون هذا المذهب ، ولكن فعل الرسول صلى الله عليه وسلّم حسبما روى ابن عمر رضي الله تعالى عنهما كان بخلاف ذلك ، فلذلك نحن نأخذ بخلاف هذا الرأي .
      وبطبيعة الحال من أراد أن يحرم للحج فإنه يؤمر بأن يأخذ من تفثه قبل إحرامه.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      حديث النبي صلى الله عليه وسلّم ( إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يُضحي فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره حتى يضحي ) ، وفي رواية ( ولا من بشرته ) ، ما معنى هذا الحديث سماحة الشيخ ؟ ومتى يبدأ النهي من أن يمس هذه الأمور ؟ هل يشمل هذا الحكم الأسرة كلها؟


      الجواب:
      هذا الحديث يفيد أن من أراد أن يضحي في يوم العيد ، يوم النحر ، عندما يريد أن يضحي الإنسان - والأضحية هي سنة مؤكدة ينبغي للإنسان أن لا يفوّتها - فإنه يؤمر أن يمسك عن أخذ شيء من تفثه ، فلا يأخذ من شاربه مثلاً ولا من شعر رأسه ولا من شعر إبطيه ولا من شعر عانته ولا يأخذ شيئاً من أظفاره حتى يضحي ، فبعد أن يضحي يقوم إلى أظفاره فيقلمها وإلى شعره الذي يريد أن يتخلص منه فيتخلص منه بالحلق ونحوه ، سواء كان بالحلق أو كان بالنتف أو كان بالقص كما في الشارب فإنه يفعل ذلك بعد أن يضحي أما قبل التضحية فلا .
      ويبدأ النهي من رؤية هلال ذي الحجة ، فبعد أن يرى هلال ذي الحجة أو بعد أن يُعلن عن رؤية هلال ذي الحجة فإنه يؤمر أن يمسك عن أخذ أي شيء من هذا التفث حتى ينتهي .
      هو قال ( من أراد أن يضحي ) . الأسرة ليس لها هذا الحكم ، وإنما رب الأسرة الذي يقوم بالتضحية هو الذي ينطبق عليه هذا الحكم .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      هل هناك أعمال مخصوصة تُفعل في الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة غير الصيام؟


      الجواب:
      هناك على أي حال أعمال البر على اختلاف أنواعها ، فالصيام والتهجد وتلاوة القرآن الكريم والصدقات وأنواع البر كمساعدة الضعفاء والرحمة بالفقراء والوقوف بجانبهم كل من ذلك مما يقرب إلى الله سبحانه وتعالى زلفى .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      ما هو الفضل الذي تتميز به هذه الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة؟


      الجواب:
      بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
      فإن لهذه الأيام العشر فضلاً عظيماً ومزية كبرى ، ناهيكم أن الله تبارك وتعالى أقسم بها عندما قال { وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ } (الفجر:1-2) ، فالليالي العشر هي هذه الليالي التي تسبق يوم العيد - عيد الأضحى - ، ومن شأن الله سبحانه وتعالى أن يُقسم بما يُعظّمه من مخلوقاته ، فعندما يُقسم بأي شيء فإنه يُقسم به لأجل ما له من شأن .
      فالله سبحانه وتعالى أقسم بالليل وبالنهار ، لأن الليل والنهار من آيات الله تبارك وتعالى الكبرى ، ولأن ما يحدث فيهما من العبر والعظات فيه مُدّكر لمن يدّكر .
      وأقسم الله سبحانه وتعالى بالضحى أيضاً لأنه وقت مبارك ، وأقسم بالشمس ، وأقسم بما أقسم به من أنواع مخلوقاته الكثيرة ، كل ذلك لأجل شأنها .
      فالليالي العشر إنما أقسم الله سبحانه وتعالى بها لعظم شأنها ، وقد جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم ( ما من أيام أحب إلى الله فيها الصوم منه في هذه العشر ) ، أي هذه العشر الصوم فيها أحب إلى الله ، ولا ريب أن ذلك المراد به بعد صوم رمضان المبارك ، فإن صيام شهر رمضان هو أعظم الصيام أجرا ، ولكن صيام هذه الأيام إنما هو أحب إلى الله تبارك وتعالى من بقية صوم النفل ، فلذلك ينبغي للإنسان أن يصوم هذه التسع تقرباً إلى الله سبحانه وتعالى ، أي أن يصوم من أول يوم من أيام ذي الحجة إلى اليوم التاسع منه .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]
    • موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      من يرافق جماعة في الحج وهم سيتقدمون بنسائهم بعد غروب القمر في ليلة المبيت بمزدلفة فهل يصح له أن يتبع هذه الرفقة مع أنه ليس لديه نساء وليس بعاجز خشية أن يتيه؟


      الجواب:
      أما إن كان ليس واجداً من يهديه السبيل ويخشى على نفسه فلا حرج في ذلك ، أما إذا كان غير خائف على نفسه فليس له أن يغادر المزدلفة قبل أن يصلي الفجر ، بل عليه أن يتّبع السنة في ذلك ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلّم إنما أباح هذا للضعفة .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      هل يصح تأخير الحج إذا قصد تأجيله لانتظار اصطحاب زوجته في السنة القادمة مثلاً ، أو رفقة هو يعرفها؟


      الجواب:
      هذا مبني على الخلاف أولاً في الحج ، هل الحج على الفور أو على التراخي ، وهذا مما اختلف فيه العلماء ، ونحن نميل إلى أن الأمر بالحج على الفور فلا ينبغي تأخيره ، ولكن إن كان هنالك ما يدعو إلى التأخير كأن يكون يخشى أن لا تجد امرأته من يصحبها إن حج هو في هذا العام مع عدم تيسر الحج لها فيه فلا حرج أن يتأخر من أجل امرأته وكذلك ما كان من نحو هذا .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      من ارتكب شيئاً من محظورات الإحرام كالصيد وحلق الشعر فما كفارة صنيعه؟


      الجواب:
      أما بالنسبة إلى الصيد { فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَاماً لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ }(المائدة: من الآية95)هذا الجزاء ، وأما إذا كان حلق شعره أو قلّم أظافره أو فعل شيئاً من هذه الأشياء { فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ}(البقرة: من الآية196) . كما نص على ذلك القرآن كما دل على ذلك حديث كعب بن عجرة رضي الله تعالى عنه .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      امرأة حجت مع زوج أختها فما حكم ذلك الحج؟


      الجواب:
      أما زوج الأخت فهو أجنبي منها وليس لها أن تسافر معه ، ولكن إن كانت معه امرأته بحيث تكون أختها معهما فعندئذ ترخص بعض الناس .
      أما أمر الحج وقد فات ذلك فأمره إلى الله تبارك وتعالى .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      من جامع زوجته بعد التحلل الأصغر وقبل طواف الإفاضة؟


      الجواب:
      في هذه المسألة خلاف ، قيل ينهدم حجه لأن طواف الإفاضة ركن من أركان الحج ولم يأت بهذا الركن فهو كان إتيانه لأهله كأنما كان في حالة إحرامه .
      وقيل بل عليه بدنة ولا حرج عليه في حجه ، أي ليس عليه أن يعيد الحج . والترجيح في ذلك يتوقف على النظر في الأدلة ، ولا يحضرني الآن النظر في الأدلة .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      متى يبني الطائف على طوافه إذا انتقض وضوءه؟


      الجواب:
      الطواف صلاة ولكن أُحل فيه الكلام ، فهو يختلف عن الصلوات من هذه الناحية ، ولذلك لا يجوز للإنسان أن يطوف إلا بوضوء ، فإن انتقض وضوءه فإن عليه أن يبتدأ طوافه من جديد اللهم إلا إن انتقض وضوءه بما يبني عليه في الصلاة وذلك ما جاء في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلّم وهو القيء والرعاف ، فإن قاء أو رعف ففي هذه الحالة يؤمر أن يجدد وضوءه ويبني على ما طاف من قبل .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      هل هناك من الغضب ما هو جائز بالنسبة للمحرم؟


      الجواب:
      المحرم يؤمر أن يتفادى الغضب ، ولكن إن اقتضى الأمر الغضب لله تبارك وتعالى لأجل حرماته ولأجل دينه ولأجل المحافظة على الواجب فلا حرج ، هذا مما يدخل في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، إن كان الغضب داخلاً في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولم يكن عنه مناص لأجل دفع المنكر والقضاء عليه لا حرج في هذه الحالة .
      نعم المحرم يؤمر أن يتسع صدره ، فإن كان يغضب لنفسه فالغضب لنفسه منهي عنه ، أما إذا كان غضبه لله سبحانه وتعالى فيما لا بد من الغضب فيه فهذا الغضب محمود فلا يُمنع منه المحرم .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      ما حكم الوصية بالنسبة لمن أراد الحج ؟ فالناس يقدمون إلى الإيصاء أكثر ما يكون عند قصدهم الحج؟


      الجواب:
      الوصية واجبة سواءً على من قصد الحج أو على غيره من الناس ما دام واجداً لما يوصي به ، ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم التشديد في ذلك بأنه لا يحل لامرئ أن يبيت ليلتين وهو يجد ما يوصي به إلا ووصيته مكتوبة تحت رأسه . والقرآن الكريم بيّن أن الوصية واجبة على من حضره الموت ، الوصية للأقربين ، وقد دخل في النص القرآني الوالدان ولكن من العلماء من يرى أن حق الوالدين في ذلك نُسخ بآية المواريث ، ومنهم من يقول بحديث ( لا وصية لوارث ) مع الإجماع على ذلك .
      ومنهم من جعل الحديث قرينة على المراد بالوالدين ، ومعنى ذلك أن الوالدين هنا هما الوالدان اللذان لا يرثان وهما الوالدان المشركان لأن لهما حق بر ولدهما بهما ولو كانا على شركهما ، فإن الله سبحانه وتعالى وصّى بالوالدين ولو كانا على حالة شرك كما يؤذن بذلك قوله عز وجل { وَوَصَّيْنَا الإنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً }(لقمان: 14-15) ، فقوله { وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا } دليل على أن ما تقدم من التوصية بالوالدين يشمل الوالدين المشركين ، ويدل على ذلك قوله فيما بعد { وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ }(لقمان: من الآية15) ، حيث أمر أن يُصاحبا في الدنيا معروفاً ولو كانا على شركهما ، فهذا مما يدل على أن شركهما لا يقطع حق أبوة الأب منهما وأمومة الأم ، فلكل واحد منهما حقه الشرعي ، فهذا الحق أيضاً يبقى ولو في حال ممات الولد فإنه يؤمر أن يوصي لوالديه في هذه الحالة ، والقول بذلك قاله جماعة من التابعين وقاله العلامة أبو الحسن البسيوي من علمائنا المتقدمين وعليه كان يعوّل شيخنا العلامة أبو إسحاق أطفيش رحمه الله تعالى وهذا القول هو من القوة بمكان .
      فنرى أن هذه الوصية ليست بمنسوخة ، وإنما هي مُخَصصة بالوالدين الذين لا يرثان سواءً كان عدم إرثهما لأجل مخالفتهما في الدين ، أو كان عدم إرثهما بسبب أنهما رقيقان ، فعلى كلا الحالين لا يستحقان الإرث ولكنهما يستحقان الوصية .
      أما الأقربون فالأقربون الذين يستحقون هذا الحق الشرعي - أي يستحقون أن يوصى لهم بهذا الحق الشرعي - فهم الأقربون الذين لا يرثون ، والدليل على ذلك أن الله تعالى قال { كُتب } وكتُب بمعنى فُرض ، وقال {حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ} ، { كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ} (البقرة:180) ، أي حق ذلك حقاً على المتقين .
      وكل أحد مطالب بأن يكون في زمرة المتقين ، وإنما قوله سبحانه وتعالى في مثل هذا المقام { حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ } إنما هو لأجل حفز الهمم لامتثال هذا الأمر والقيام بهذا الواجب وإلا فإن هذه فريضة تلزم المتقي وغيره كما قال الله سبحانه وتعالى في تمتيع النساء بعد الطلاق { وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ} (البقرة:241) ، فقد قال { حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ} مع أنه حق على كل أحد ، ولكن لأجل حفز الهمم لامتثال هذا الأمر لأن كل عاقل يربأ بنفسه عن أن يكون من غير المتقين .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]
    • موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      هل يصح للمرأة أن تذهب للعمرة مع ابنها الذي عمره عشر سنوات ومع ابن خالتها وهو أخوها من الرضاعة؟


      الجواب:
      أولاً قبل كل شيء ابن عشر سنوات هو مميز ، ثم الأخ من الرضاعة هو أيضاً محرم فلا مانع من أن تذهب مع هؤلاء .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      هل من نصيحة توجهونها لأصحاب حملات الحج والعمرة؟


      الجواب:
      نحن نوصي الكل بأن يحسنوا أعمالهم ، وأن يترفقوا بالناس ، وأن يتلطفوا بهم ، وأن يوفروا لهم أسباب الراحة بقدر المستطاع فإن ذلك مما يعود عليهم بالمصلحة الدينية والدنيوية معا

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      امرأة قالت في حالة غضب : نذراً علّي أن لا أركب في أي حملة للذهاب إلى العمرة والحج . وذلك بسبب المشقة الكبيرة التي لاقتها في حملة ذهبت معهم ولم تكن مجهزة بوسائل الراحة وأهمها التكييف كما كانت تحمل أبنائها معها ؟ فماذا عليها نرجو التوضيح؟


      الجواب:
      الذي يبدو أنها أرادت أن تمنع نفسها من ذلك ، والكلام الذي يدل على المنع ، محاولة منع الإنسان نفسه من فعل أمر ما إن جعله واجباً عليه فذلك بمثابة اليمين ، وعليه فإنها في هذه الحالة إن فعلت خلاف ما نذرته أي ما فرضته على نفسها فعليها في هذه الحالة كفارة يمين وهي إطعام عشرة مساكين من أوسط الطعام أو كسوتهم أو تحرير رقبة فإن لم تجد شيئاً من ذلك فلتصم ثلاثة أيام وكفى.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      ذهبت إلى الحج في بعثة الحج بدون محرم ولأداء الطواف قسمونا إلى مجموعتين يطوف بنا شاب لئلا نضيع وكنا معه ونمسك ردائه فأثناء الزحمة وكانت أجسامنا تقريبا في جسمه ، فما الحكم؟


      الجواب:
      ينبغي للمرأة أن لا تسافر إلا مع ذي محرم ، بل يجب ذلك ، ولكن في السفر إلى حجة الفريضة رخص أن تسافر مع جماعة المسلمين الأمناء لأداء حجة الفريضة.
      والنسبة إلى هذا الالتصاق إن كان غير متعمد وكان بسبب كثرة الزحام ولم تكن هنالك وساوس شيطانية في النفس وإنما كانت النفس نظيفة من كل وسوسة شيطانية ومن كل شهوة نفسية فنرجو أن لا يكون هنالك حرج لأن ذلك مما دعت إليه الضرورة ولا يمكن تفاديه واتقاؤه ، والله تعالى المستعان.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      بعد طواف الوادع صلوا واقفين بسبب الزحام ، فما الحكم؟


      الجواب:
      إن كان هنالك زحام ولم يتمكنوا من الصلاة بحسب ما أمروا به فإن الله تبارك وتعالى يقول { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُم}(التغابن: من الآية16) ، والنبي صلى الله عليه وسلّم يقول : إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم . وكفى.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      سئلت امرأة عن قتل الصرصور للمحرم وربما سبق إلى أذهاننا أن السؤال عن العصفور ، فنحن نطرح السؤال مرة أخرى عن قتل المحرم للصرصور؟


      الجواب:
      بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلّم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
      فعندما طرح هذا السؤال سبق إلى ذهني أن المراد به عصفور ، وأجبت برأي سبق لبعض العلماء التابعين هو عطاء أنه قال في كل طائر يطير تجب شاة عندما يقتل في الحرم أو عندما يقتله المحرم ، وهذا رأي على أي حال .
      ومن العلماء من يرى أنه تنظر القيمة في ذلك ، ومن العلماء من يرى تحكيم الحكمين في مثل هذه الأشياء التي هي دون بهيمة الأنعام أي ليس له ما يماثلها من بهيمة الأنعام .
      وبالنسبة إلى الصرصور أقرب ما يكون بأنه أشبه ما يكون بهذه الأشياء التي هي قليلة القيمة ، هو أشبه بالجراد ونحوه ، والعلماء قد قالوا في الجراد ما قالوا منهم من قال فيه قبضة طعام ، ومنهم من قال بأنه فيه تمرة ، ومنهم من قال فيه لقمة ، ومنهم من قال بأنه يحكم فيه الحكمان . والقول بتحكيم الحكمين في مثل هذه الأشياء هو الذي ينبغي أن يصار إليه ، أي يحكم حكمان ينظران في مقدار قيمة ذلك الشيء الذي قتل ، فالصرصور ليس هو من الأشياء التي لها ما يماثلها في بهيمة الأنعام ، فالأخذ بهذا الرأي أراه وجيهاً ، والله تعالى أعلم

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      محرمة قتلت عصفوراً نسياناً ، فما الحكم؟


      الجواب:
      ولو لم تكن محرمة في مكة لا يجوز قتل شيء من الصيد في مكة قط ، والمحرم في أي مكان داخل مكة أو خارجها ليس له أن يقتل شيئاً من الصيد ، ففي هذه الحالة عليها الفدية حتى ولو كان عصفوراً إنما عليها جزاء ما أشبهه من النعم ، والنعم إنما هي ثمانية أزواج ، فلذلك قالوا في الحمامة تلزم فيها شاة وهكذا ما كان نحوها لأنه لا يوجد من النعم ما هو أقل من الشاة.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      امرأة كانت تطوف مع أختها وقد بقي عليها شوطان فقالت أختها لها بقي ثلاثة فطافت ثلاثة وكانت هي على علمها أنه بقي اثنان ، فما الحكم؟


      الجواب:
      كان عليها أن تأخذ بما تيقنت ولكن هذه الزيادة إنما أرادت بها الاحتياط ، فلما أرادت بها الاحتياط لا نقول بأن ذلك مما يؤثر عليها إن شاء الله.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      امرأة كانت تمتخط ويخرج منها الدم في عرفات؟


      الجواب:
      الامتخاط وخروج الدم في هذه الحالة لا يؤثر على إحرامها.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      أثناء الطواف كان يحمل طفلاً ثم اكتشف أن فيه غائطا في الحفاظ فهل يفسد وضوئه؟


      الجواب:
      لا يؤثر ذلك على وضوئه.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      محرم وقع في ملابسه بعض التمر والعسل وعند دلكه سقط بعض من الشعر من جسمه أكثر من ثلاث ، فما الحكم؟


      الجواب:
      أما إذا كان الغسل غسلاً رفيقاً ولم يكن غسلاً عنيفاً ففي هذه الحالة ليس عليه شيء لأن هذا شعر ميت وإلا فعليه الفدية.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]
    • موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      هل تنصحون الحجاج والمعتمرين في هذه الحالة أن يأخذوا لديهم التوقيت المناسب لطلوع الشمس وغروبها؟


      الجواب:
      نعم ، نعم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      لدي شعور أن الناس يقعون في مخالفات في هذا الأمر بسبب الزحام وعدم التفاتهم إلى الوقت فعادة يكاد تكون صلاتهم للركعتين لا ينقطع ، فهل عليهم من بأس؟


      الجواب:
      لا يمكن أن نقول بأنهم يصلون متى شاءوا مع أن حديث النبي صلى الله عليه وسلّم كما جاء في حديث عقبة بن عامر عند مسلم ثلاثة أوقات كنا ننهى أن نصلي فيهن وأن نقبر فيها موتانا . هذه الثلاثة الأوقات ينهى أن يدفن فيها الموتى فضلاً عن الصلاة فكيف تباح الصلاة فيها.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      هل تؤجل ركعتي الطواف إذا كان الوقت في تلك اللحظة تمنع فيه الصلاة؟


      الجواب:
      نعم إن كان وقت الطلوع أو وقت الغروب أو وقت استواء الشمس في كبد السماء في الحر الشديد فلتؤجل إلى زوال المانع ولتصل بعد انتهاء المانع.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      رجل أمه عاجزة لا تستطيع أن تذهب إلى الحج فهل يؤجر عنها؟


      الجواب:
      ذلك خير ، وإن حج بنفسه فذلك أفضل له كما دل على ذلك حديث الخثعمية.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      ما حكم من رمى الجمرات بعد المغرب؟


      الجواب:
      جاء التحديد ببداية الرمي ولم يأت التحديد لنهاية الرمي ، فمن رمى بعد المغرب فقد رمى إن شاء الله ولا حرج عليه.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      ما حكم من توفي ولم يوص بالحج ، فهل على أولاده أن يؤدوا الحج عنه من أمواله أم من أموالهم؟


      الجواب:
      حقيقة الأمر هذه المسألة مما وقع فيه الخلاف بين أهل العلم ، فقيل بأن من ما لم يوص بما يجب عليه من حقوق الله تعالى لا يكون واجباً على ورثته أن يؤدوا ذلك لا من أمواله ولا من أموالهم ، وهذا القول هو الذي ذهب إليه المالكية والحنفية وذهب إليه أصحابنا قالوا بأنه لا يجب عليهم أن يؤدوا وإنما يبقى الحق متعلقاً بذمته ، لا يكون الحق متعلقاً بماله ، هذا هو الذي ذهبوا إليه .
      وذهب الشافعية والحنابلة إلى أن ذلك يكون واجباً في ماله ولو لم يوص به ، هذا مع الاتفاق بأن الحق إن كان من حقوق الناس فإنه يجب أن ينفذ من ماله ولو لم يوص به .
      والإمام السالمي يفرق بين أن يكون الحق متعلقاً بذمته أو أن حقاً شريكاً في المال كالزكاة فإنها شريك في المال على قول كثير من العلماء ولعله قول أكثرهم . فإن كان هذا الحق شريكاً في المال بحيث لم يكن متعلقاً بالذمة وإنما كان متعلقاً بالمال نفسه ففي هذه الحالة يؤدى ولو لم يوص به ، وإن لم يكن شريكاً لا يلزم أداؤه وإنما ذلك يعود إليهم ويثابون على تأديته إن أدوه .
      والذي يترجح لي في هذا هو قول من قال بوجوب الأداء على الإطلاق أي ينفّذ ذلك من ماله مادام حقا واجباً عليه أوصى به أو لم يوص بدليل حديث عائشة رضي الله تعالى عنها عند الشيخين أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال : من مات وعليه صيام صام عنه وليه ، وبدليل أن رجلاً جاء وسأل النبي صلى الله عليه وسلّم عن أمه بأنها نذرت أن تحج ولم تحج وفي رواية عن أخته فالنبي صلى الله عليه وسلّم قال : فاقضوا فدين الله أحق بالقضاء . فدين الله أحق ، قوله ( أحق ) صيغة تفضيل ومعنى ذلك أنه أأكد في القضاء من دين الناس ، ولئن كان أأكد في القضاء من دين الناس فكيف يجب أن يؤدى دين الناس من غير أن يوصي به المدين ولا يجب أن يؤدى دين الله والنبي صلى الله عليه وسلّم يقول هو أحق بالقضاء ، هذا مما يؤكد الوجوب ، فلذلك في نظري أنه يجب أن تؤدى هذه الحجة من ماله ، وإن أدوها من مالهم فذلك خير إن شاء الله.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      رجل قرن بالحج مع العمرة لكنه تحلل نسياناً؟


      الجواب:
      ليعد إلى إحرامه وعلى كل حال إن كان لبس المخيط نسياناً ففي هذه الحالة إن كان لم يستمر من الليل إلى النهار ومن النهار إلى الليل فلينزع المخيط وليلب ولا حرج عليه ، وأما إن كان قصر أو حلق فعليه الفدية عن ذلك.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      من أدى العمرة من قبل فهل إذا حج عليه أيضاً أن يؤدي العمرة؟


      الجواب:
      لا يلزم ، لا تتكرر العمرة أي لا يتكرر وجوبها ، إنما تكون نافلة إذا أداها في المرة الثانية وفي المرة الثالثة ، لا تكون واجبة في كل مرة من المرات . على أن العمرة نفسها اختلف العلماء فيها هل هي واجبة أو هي سنة ، ومهما قيل فيها فإنها لا يتكرر وجوبها ، ففي المرة الثانية تكون نافلة من النوافل . وله أن يحج من غير اعتمار.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      بسبب الزحام نسي أن يصلي ركعتي الطواف بعد طواف الإفاضة ، فما الحكم؟


      الجواب:
      فليصلهما متى ذكرها.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      أثناء طواف الوداع سألني أحد الطائفين أنه شاك هل طاف سبعة أشواط أم لا . فقلت له : اقطع الشك باليقين ، فما الحكم في قولي هذا؟


      الجواب:
      أصاب في هذا ، لأن الأصل إذا شك الإنسان في الأمر فعله أو لم يفعله أنه لم يفعله ، فإذا كان متردداً هل هو في الشوط السادس أو في الشوط السابع فليجعله السادس وليطف الشوط السابع ، أما ما قيل من إعادة الطواف فذلك مبني على الاحتياط فحسب وإلا فهذا هو الأصل حتى في الصلاة عندما يتردد الإنسان في ركعة من ركعات الصلاة هل هو في الثلاثة أو في الرابعة فليجعلها الثالثة وليسجد لسهوه ، والله تعالى أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      رجل في ليلة عرفة رأى أنه يطوف حول الكعبة؟


      الجواب:
      لعل هذه إشارة له بأن يوفق إن شاء الله للحج وأداء المناسك وأن يوفق لفعل الطاعات والأعمال الصالحة وأن يفد إلى الله بقلب مخلص إن شاء الله.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]
    • موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      هل صحيح أن الأقرب إلى السنة بأن الإنسان في فترة الحج يستحب له أن يترك السنن الرواتب؟


      الجواب:
      كون النبي صلى الله عليه وسلّم لم يصل السنن الرواتب لا يعني ذلك كراهتها ، وإنما هذا من باب التخفيف عن الأمة ، فالنبي صلى الله عليه وسلّم حسبما روي عنه اقتصر على أداء الفرائض ، ولكن لا يعني ذلك أنه جعل ذلك من المناسك ، وفي الصحابة رضوان الله تعالى عليهم من فهم خلاف هذا ، فنجد من الصحابة من كان يتهجد في الليل فهذه السيدة أسماء رضي الله تعالى عنها عندما كانت مع غلامها كما جاء صحيح البخاري وكانت في جمع أخذت تصلي في الليل ثم قالت لغلامها هل غاب القمر ؟ قال لها : لا . فاستمرت على صلاتها إلى أن سألته مرة : هل غاب القمر ؟ حتى أخبرها بأنه غاب القمر فعندئذ أمرته بأن ينطلق بها إلى منى ، هذا دليل على أنهم كانوا لا يقتصرون على الفرائض وحدها فلا فمعنى لهذا ، إنما أراد النبي صلى الله عليه وسلّم التخفيف عن الأمة لأن أفعاله تشريع لأمته عندما يفعل الشيء ، أما الترك فليس كذلك يمكن أن يترك الشيء وهو حبيب إليه إلا أنه يتركه بسبب التخفيف عن أمته ، وهكذا ينبغي أن يؤخذ في هذا.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      ما حكم من رمى جمرة العقبة قبل الفجر وليست لديه رخصة؟


      الجواب:
      يعتبر نفسه أنه لم يرم ، وعلى هذا فليعد إن كان الوقت فيه سعة ، وإن كان الوقت لم يبق ففي هذه الحالة عليه ما على من ترك الرمي وهو الدم ، والله تعالى أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      ما حكم من رمى جمرة العقبة قبل الفجر جهلاً منه؟


      الجواب:
      الرمي قبل الفجر لا يعتد به ، وإنما هنالك رخصة حسبما في حديث أسماء رضي الله تعالى عنها للظُعن أي للنساء ، مع أن حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنه عندما قدّمه النبي صلى الله عليه وسلّم في أغيلمة بني عبد المطلب أي في ضعفة أهله كان النبي صلى الله عليه وسلّم يطعن في أفخاذهم يقول : أبيني لا ترموا حتى تطلع الشمس . قد يمكن أن يقال بأن حديث أسماء مخصص لأن هذا في خطاب الضعفة من الرجال وذلك للنساء خاصة لأنها قالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أباح للظعن ، فإن كان هذا رجلاً فلا يرخص له وعليه أن يعيد الرمي وإن كان امرأة فهنالك رخصة للمرأة ، والله تعالى أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      امرأة عمياء تستطيع الحج إن وجدت من يقودها ولكنها ترفض الذهاب بسبب هذه العلة فماذا يصنع ولدها وهل يؤجر عنها؟


      الجواب:
      لا ، الأصل نفس التأجير عنها لا يجوز ما دامت هي قادرة ، بل للنيابة حتى لو أراد أن ينوب عنها الأصل أن لا يكون ذلك في حق من هو قادر وهو غير معذور ، فإن النيابة إنما جاءت إما عن الميت وإما عن العاجز كما جاء في حديث الخثعمية التي قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلّم : يا رسول الله إن فريضة الحج أدركت أبي وهو شيخاً كبيراً لا يستطيع الثبوت على الراحلة أفأحج عنه ؟ فقال لها النبي صلى الله عليه وسلّم : أرأيت أن لو كان على أبيك دين فقضيته أكان مجزياً ؟ قالت : نعم . قال : فذاك ذاك . فهذا دليل على أن النيابة إنما تكون عن العاجز ولا تكون عن القادر ، فلما كانت هذه المرأة قادرة فهي متعبدة بذلك ، ثم مع ذلك هي عاصية بسبب إعراضها عن أداء ركن أركان الإسلام ، وكيف هذا العاصي تجبر معصيته بطاعة غيره ، إنما طاعة الإنسان وحده هي التي تجبر معصيته بحيث ينقلب من المعصية إلى الطاعة ومن الفساد إلى الصلاح لا طاعة غيره ولو كانت طاعة أقرب قريب إليه كولده مثلاً فإن الله تبارك وتعالى يقول ( وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنْسَانِ إِلا مَا سَعَى) (النجم:39) ، فالإنسان له سعيه فبما أن سعيه سعي غير مرضٍ لله تعالى فلا ينفعه سعي غيره .
      على هذا الولد أن ينصح أمه بأن تطيع ربها تبارك وتعالى وأن تنقاد لأمره وأن تذعن لحكمه ، ثم بعد ذلك لو عجزت هنالك يقوم هو بأداء هذا الواجب عنها نيابة عنها بعد أن أداه عن نفسه والأولى أن يؤديه بنفسه من أن يقوم بتأجيره غيره ، والله تعالى أعلم .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      رجل عاد من فريضة الحج ولكنه عاد متشككاً في أنه لم يؤد بعض المناسك فقد كان قادراً ولكنه أجر للرمي عنه؟


      الجواب:
      الأصل في الإنسان إن شك في شيء لم يتيقنه أن لا يعود إليه بسبب الشك ، ولكن لو كان مثلاً قصّر في شيء وهذا الشيء يمكن أن يجبر بشيء بدم مثلاً فليفعل ذلك ، فإن كان هو رأى أنه قصّر في الرمي فبإمكانه أن يرسل من يذبح عنه دماً هنالك دماً يكفي للهدي ويكفيه ذلك بمشيئة الله.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      بسبب الزحام في مكة والمدينة لم نستطع أن نسجد وأن نركع وإنما أومأنا إيماءً ، فما الحكم؟


      الجواب:
      أما إن تعذر على الإنسان ذلك فإنه يؤمر أن يؤدي العبادة بحسب استطاعته ، ( إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه استطعتم ) هكذا قال الرسول صلى الله عليه وسلّم ، والله تبارك وتعالى يقول { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ }(التغابن: من الآية16) ، ويقول سبحانه وتعالى { لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلا وُسْعَهَا}(البقرة: من الآية286)، ويقول { لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلا مَا آتَاهَا}(الطلاق: من الآية7) ، ولكن عندما يكون الإنسان في عسر وشدة عندما يأتي إلى المسجد الحرام فالأولى له أن يصلي في سائر المساجد أو أن يصلي في منزله الذي نزله ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلّم كان يصلي بالأبطح ولم يكن يأتي إلى المسجد الحرام ، فلا يلزم أن يذهب لكل صلاة إلى المسجد الحرام ، وصلاة الإنسان في مكان واسع بحيث يتمكن من أداء وظائف الصلاة وأعمالها جميعاً خير له من أن يصلي في مكان لا يتمكن فيه من أداء بعض أركان الصلاة.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      أجريت لي عملية جراحية في القلب والشرايين وما استطعت أن أؤدي طواف الوادع بسبب التعب والإرهاق والخشية على نفسي فجئت دون أن أودع ، فما الحكم؟


      الجواب:
      هذه المسألة اختلف فيها لأن العلماء مختلفون في المريض غير القادر على طواف الوادع هل يكفيه ما أداه من المناسك من قبل عن الوادع ، أو أنه لا بد من الوداع فإن لم يودع فعليه دم ، منهم من حمله على حكم الحائض وقد رخص النبي صلى الله عليه وسلّم في الحائض في أن تغادر مكة ولا تودع ، ومنهم من قال بأنه لا بد من أن يعوض عن ذلك بنسك ، وهذا نراه أحوط له خروجاً من عهدة الخلاف ، والله تعالى أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      رجل قدم إلى الحج متمتعاً وأثناء الطواف للعمرة أحدث ولكنه لم يعد الوضوء بسبب الزحام فسعى وتحلل ، فما الحكم؟


      الجواب:
      كان عليه أن يعيد الطواف ، والطواف هو صلاة أحل الله تعالى فيها الكلام ، فيحرم على الإنسان أن يؤدي الطواف إلا بوضوء كامل ، والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلّم منع الحائض التي لا يمكن أن تكون إلا متلبسة بالحدث الأكبر من الطواف بينما أباح لها أن تؤدي بقية المناسك ، وهذا يعني أن الطواف بالبيت إنما يكون لمن تطهر تطهراً تاماً ، ولا يجوز أن يؤدى الطواف إلا بطهر تام ، فنظراً إلى هذا يعتبر هذا الرجل بأنه فعل فعلاً منافٍ لما كان يجب عليه ، ولربما يمكن أن يسوغ على منتهى الترخيص ، ويجعل ذلك من باب الرخصة لمن وقع في الأمر بأن يدرج في ضمن الذين قرنوا بحيث يعتبر غير متحلل إن كان ظل غير مواقع لأهله في خلال هذه الفترة ، يمكن أن يفتدي مما وقع فيه من محظورات الإحرام ، ويعتبر قارناً بين الحج والعمرة ويكون طوافه لحجه أي طواف الإفاضة هو طوافاً عن النسكين جميعاً وكذلك سعيه بين الصفا والمروة ، يمكن أن يكون ذلك لسبب أنه وقع في هذا الأمر لا لأن يأخذ الإنسان بذلك وهو مختار ، لكن هذه رخصة لمن وقع في ذلك ، والله تعالى أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]
    • موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      رجل توفي منذ أكثر من سنة لكن هذه السنة ولده وكّل شخصاً ليحج عنه فشاءت الأقدار أن يتوفى مع ضمن الذين توفوا في رمي الجمرات وهو الآن يسأل عن الركن الذي تبقى وهو طواف الإفاضة ، كما أنه يسأل عن الشخص الذي توفي هناك ما هو أجره؟


      الجواب:
      الذي توفي إنما قدم إلى الله وسار في طاعة الله فيرجى له من الله تبارك وتعالى الخير ، وعلينا أن نحسن ظننا بالله سبحانه وتعالى وكفى بالله ولياً وكفى بالله نصيرا .
      أما بالنسبة إلى الحج فإنه بقي ركن من أركانه وهو طواف الإفاضة لم يؤد عن هذا الميت فلذلك كان من الضرورة أن يؤدى عنه ، كان ينبغي أن يقوم أحد من رفقة هذا الحاج فيؤدي هذا الطواف هناك ، ولكن بما أنه لم يقم بذلك فإنه بالإمكان أن يذهب أحد في خلال هذه الأيام ويؤدي العمرة عن نفسه وينوي في نفسه أن يطوف طواف الإفاضة عن المتوفى ، فبالإمكان أن يطوف في خلال شهر ذي الحجة على رأي كثير من العلماء ، قيل طواف الإفاضة ينتهي بالعشرين من ذي الحجة وقيل ينتهي بانتهاء ذي الحجة وقيل ما لم يأت الحج القابل ، ومهما يكن فإنه ينبغي التعجيل ، فإن وجد هناك من يمكن أن يقوم بهذا الطواف فذلك خير وأولى ، وإن تعذر ذلك فالأولى أن يذهب أحد من هنا لأجل هذا الغرض ، والله تعالى أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      هل إحساس الإنسان بالاطمئنان وتغير حاله إلى الأحسن من حيث تقربه إلى الله سبحانه وتعالى بصنوف الطاعات دليل على قبول حجه؟


      الجواب:
      المؤمن يكون دائماً خائفاً من الله وراجياً منه ، يزدحم في قلبه الخوف والرجاء لأنه يشعر بتقصيره في حق الله فيدعوه ذلك إلى مخافته سبحانه وتعالى ، ويشعر بفضل الله تبارك وتعالى وعظيم نعمته فيدعوه ذلك إلى الرجاء ، فهو إذاً واقع بين هذين التيارين دائماً ، فمهما عمل من خير يظل دائماً خائفاً من الله تبارك وتعالى ، ومهما كان شاعراً بتقصيره فإنه يظل مع ذلك راجياً فضل الله تبارك وتعالى عليه ، فهو يرجو أن يغفر الله تعالى خطيئته ويخشى أن توبقه سيئاته ، ولذلك عندما سألت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها الرسول صلى الله عليه وسلّم عن المؤمن أيخشى عندما يرتكب المعصية ؟ أجاب بأنه يخشى وهو يعمل الطاعة وتلا عليها قول الله تعالى { وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} (المؤمنون:60) .
      فالمؤمن على هذا الحال يفعل ما يفعل من الخيرات ولكنه مع ذلك لا ينسى أن يخشى ربه تبارك وتعالى لأنه مهما عمل من صالحات ومهما وفق له من طاعات فإن حق الله تبارك وتعالى أعظم مما يعمله من الأعمال ، ولكن مع ذلك كله إنما يرجو من فضل الله .
      فلا يثق بأعماله وإنما ثقته بفضل الله تبارك وتعالى ورجاؤه في إحسانه سبحانه وتعالى ، رجاؤه بأن يغمره بغفرانه وأن يوفقه للتوبة النصوح ، وهكذا شأن المؤمن .
      ولكن مع ذلك يرجى للإنسان الذي يشعر بأنه تحول مجراه إلى الخير أن يشكر نعمة الله تعالى الذي أنعمها عليه ، وأن يعلم أن ذلك ليس بسبب نفسه وإنما ذلك عائد إلى توفيق الله سبحانه ، فعليه أن يواصل شكر الله تبارك وتعالى بحيث لا يفتر عن هذا الشكر ، وليس الشكر كلمة يقولها بلسانه ، وإنما الشكر قبل كل شيء شعور في أعماق النفس بحيث يشعر الإنسان بعظم منة الله تبارك وتعالى ثم يجسد ذلك في طاعته تبارك وتعالى وفي التعبير عن هذا الشعور بلسانه بحيث يذكر نعمة الله تعالى عليه ، هذا هو معنى الشكر حتى عند اللغويين فإن أهل اللغة يقولون بأن الشكر هو فعل ينبئ عن تعظيم المنعم من حيث إنه منعم على الشاكر سواءً كان قولاً باللسان أو كان اعتقاداً ومحبة بالجنان أو كان خدمة وعملاً بالأركان وهذا الذي أفاده قول الشاعر :
      أفادتكم النعماء مني ثلاثة *** يدي ولساني والضمير المحجبا
      فيده يخدمهم بها ولسانه يشكرهم به والضمير المحجب يواليهم به ، ومعنى ذلك أن النعماء التي أنعموا بها عليه جعلته يسخر لسانه ويسخر يده ويسخر جنانه من أجل الوفاء بحق هذه النعمة ، هذا لئن كان في حق المخلوق فكيف بحق الله ؟ ولذلك قال العلماء بأن الشكر في الاصطلاح إنما هو أن يسخر العبد كل ما أنعمه الله تعالى به عليه لطاعته تبارك وتعالى بحيث لا يعصي ربه بنعمته التي أنعمها عليه ، لأن كل ما بالإنسان إنما هو من نعم الله تعالى عليه ، فكل خلية من خلايا جسمه بل كل ما هو أدق من الخلايا إنما هو من نعم الله تعالى التي أنعمها عليه ، وكذلك النعم الأخرى التي يسبح في خضمها هي من نعم الله تبارك وتعالى التي لا تحصى ولا تعد ، فهذا الإنسان جدير بأن يسخّر ذلك كله لطاعة الله ، بأن يسخّر حياته بأسرها لطاعة الله ، هذا هو الشكر ، وفي مقابله كفر النعمة أي تغطيتها وعدم القيام بحقها ، وقد قابل الله تعالى بينهما عندما قال { إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً} (الانسان:3) ، ويقول فيما يحكيه عن عبده سليمان عليه السلام { لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ}(النمل: من الآية40) ، والله تعالى أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      سماحة الشيخ الحجاج عادوا من فريضة الحج وعادوا من تلك الأماكن الطاهرة ، فما هي الرسالة التي ينبغي عليهم أن يؤدوها بعد فريضة الحج؟


      الجواب:
      بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلّم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
      فقبل كل شيء بادئ ذي بدء أوجه هذه التهنئة من أعماق القلب إلى هؤلاء الحجاج الذين وفقوا لئن يفدوا على الله تبارك وتعالى في عراصه الطاهرة حول بيته المحرم الذي هو أول بيت وضع للناس ، جعله الله تعالى مهوى للأفئدة ، ونقطة ارتباط المؤمنين بعضهم ببعض ، إذ يفد إليه في كل عام لفيف من وفود الله تبارك وتعالى من شتى أصقاع الأرض ليلتقوا هنالك على كلمة سواء كلمة التوحيد ، معلنين ولائهم لله سبحانه الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا سبحانه .
      فقد جعل الله تبارك وتعالى في لقائهم هذا ربطاً بين فئاتهم الموجودة في هذه الأرض على اختلاف أجناسها وجنسياتها ، وعلى اختلاف ألسنتها وألوانها ، وعلى اختلاف أحوالها وعاداتها ، إذ يلتقون جميعاً هنالك وكلهم يتخلون عن الفوارق التي تفرق بين طائفة وأخرى من لغة أو عادة أو غيرهما ، وليعلنوا بلسان واحد لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك ، وفي هذا ما يشد بعضهم إلى بعض وما ينقي قلوبهم من جميع الأسباب التي تؤدي إلى التفرق والاختلاف فيما بينهم ، ثم من ناحية أخرى في هذا ما يتيح لهم الفرصة لئن يتعارفوا وأن يتآلفوا ، وأن يتدارسوا مشكلاتهم ، وأن يتعاونوا على حلها ، وأن يساعد بعضهم بعضا فيما يهمهم جميعا مجسدين في ذلك الوحدة الإيمانية التي تشد المؤمن إلى المؤمن كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلّم : ترى المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر .
      ثم من ناحية أخرى في وفادتهم إلى الله تبارك وتعالى في تلكم العراص الطاهرة ما يشدهم إلى سلف هذه الأمة ، إلى تاريخها العظيم ، إلى تاريخ ميلاد هذه الأمة على يدي نبي الله صلوات الله وسلامه عليه عندما بعثه الله سبحانه وتعالى بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيرا فقام بالدعوة إلى الله سبحانه وسط ضجيج الجاهلية ، ولم يبال بما كان يلقاه من تحدٍ وما كان يلقاه من عنت من قبل قومه الذين أخلدوا إلى الكفر وآثروا الباطل على الحق واستمرأوا المنكر فعافوا المعروف .
      وظل صلى الله عليه وسلّم مجاهداً يواصل ليله بنهاره في الدعوة إلى الله تعالى غير لاوٍ على شيء مما كان يلقاه من التحديات حتى انتشرت هذه الدعوة ونفذ صوتها إلى أسماع الناس ثم إلى قلوبهم فتغلغل في أعماقها وتحول الناس إلى دين الله تعالى الحق ، دين الإسلام الذي بعث الله تعالى به المرسلين من قبل ، وأتم الله سبحانه وتعالى به النعمة على هذه الأمة إذ بعث به نبيها صلى الله عليه وسلّم على أتم وجوهه وأوسع مداخله ومخارجه وأدق أحكامه وأشملها وأعمق حكمه وأجلها .
      فلذلك كان جديراً بهذا المسلم الذي يستذكر هذه الأحداث العظيمة أن يرتبط ارتباطاً بهذا التاريخ العظيم ، وأن يواصل سبيل الدعوة إلى الله تبارك وتعالى غير لاوٍ على شيء مما يلقاه من التحديات ، جاعلاً نصب عينيه ما كان عليه المرسلون من قبل الذي حملوا رسالة الحق إلى الخلق ولم يبالوا بالتحديات التي كانوا يلقونها حتى شارفوا اليأس من هول تلكم التحديات فشاء الله سبحانه وتعالى أن يسفر ليل اليأس عن صبح يشرق فيه صدق الرجاء الذي كانوا يرجونه من الله سبحانه وتعالى كما دل على ذلك قوله سبحانه { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلا تَعْقِلُونَ*حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ*لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (يوسف:109-111) .
      فجدير بمن شرّفه الله سبحانه وتعالى بالوقوف في تلك العراص الطاهرة واسترجاع شريط الذكريات أن يرجع من هنالك بزاد من الإيمان وبزاد من اليقين يدفعه دفعاً إلى الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقيام بالواجب بين عباد الله سبحانه .
      ثم مع ذلك على هذا الإنسان الذي شرفه الله تعالى بأن مكّنه من أن يتطهر من رجس الآثام بالتوبة النصوح وهو في أقرب مكان إلى رضوان الله تبارك وتعالى حول بيته المحرم وبجوار نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام جدير بهذا الإنسان أن يرجع من هنالك وقد قلب صفحة حياته وغيّر مجراها من الشر إلى الخير ومن الفساد إلى الصلاح ومن الاعوجاج إلى الاستقامة ومن الضلال إلى الهدى ومن الغي إلى الرشد ومن التشتت والضياع إلى الاجتماع مع المؤمنين والانتظام في سلك الإيمان مع جميع أفرادهم قائماً بحق هذه الأخوة الإيمانية ومؤدٍ لواجبها على أحسن وجه ، والله تعالى ولي التوفيق.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]
    • موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      امرأة أرادت أن تحج عن أمرها لكن أختها تولت المهمة على أن تحج عنها من مالها؟


      الجواب:
      إن كانت تريد البر بأمها فما عليها أن تؤخر هذا العام عن الحج وتحج في عام قابل عنها ، أما أن تحجا جميعاً في عام واحد عن نفس واحدة فذلك لا يسوغ ، لا بد من أن تكون حجة واحدة في عام ، وأن تكون الحجة الأخرى في عام آخر .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      ذهبت والدتي إلى الحج العام الماضي وعندما وصلت بين الصفا والمروة خرجت منها كلمة ( أخ ) عندما شمت رائحة كريهة من أحد الحجاج دون قصد الاستهزاء فاستغفرت من قولها وعند رجوعها تذكرت هذه الحادثة فهل عليها شيء؟


      الجواب:
      إن كانت هي ما قصدت التحقير فعلى أي حال ليس عليها شيء ، لعلها كربتها الرائحة.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      هل يصح أن يعتمر أحد عن إنسان قادر؟


      الجواب:
      إذا كانت هذه العمرة عمرة نفل فقد رُخص فيها ونعمل بهذا ، وإن كانت هذه العمرة عمرة وجوب فلا تجوز النيابة عن الحي القادر في عمرة الوجوب كما لا تجوز النيابة عنه في حجة الوجوب .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      رجل أمسك عن قص أظافره وشعره طيلة هذه الأيام لكنه مقبل على إحرام فهل له أن يقلم أظفاره ويقص شيئاً من شعره؟


      الجواب:
      المحرم إن كان ناوياً للحج فلا حرج عليه بل ينبغي للإنسان قبل إحرامه أن يأخذ من تفثه ليمسك بعد ذلك عندما يحرم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      اليوم التاسع هو يوم عرفة ، فكيف يعيش المسلم خطبة وداع النبي صلى الله عليه وسلّم أمته في هذا اليوم؟


      الجواب:
      حقيقة الأمر يوم عرفة يوم عظيم ، وقد امتن الله تبارك وتعالى على هذه الأمة بأن أنزل على نبيها عليه أفضل الصلاة والسلام في يوم عرفة ما يؤذنها بأن الله تبارك وتعالى أتم عليها النعمة وأكمل لها الدين فقد قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز { لْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلامَ دِيناً } (المائدة: من الآية3) هذه الآية أنزلها الله تبارك وتعالى على نبيه صلى الله عليه وسلّم في يوم عرفة ، وقد قيل بأن ناقته صلى الله عليه وسلّم بركت عندما نزل الملك بهذه الآية الكريمة على قلبه عليه أفضل الصلاة والسلام ، وهي مؤذنة بأن الله سبحانه وتعالى وفق نبيه صلى الله عليه وسلّم بأن يضطلع بالأمانة التي حُمّلها ، وأنه بلغ الناس ، وفعلاً النبي صلى الله عليه وسلّم في ذلك اليوم أعلن كما يقال حق الإنسان في هذه الأرض وما على الإنسان للإنسان وما يكون بين الناس .
      فمما قاله صلى الله عليه وسلّم في ذلك اليوم : إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتفاخرها بالآباء كلكم لآدم وآدم من تراب ، لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى .
      فليس للناس أن يتعالوا بالأحساب والأنساب وأن يتفاخروا بها وإنما عليهم أن يعتبروا الميزان الذي يتفاضل به الناس هو ميزان التقوى ، فبقدر ما يكون الإنسان متقياً لرب متقرباً إليه يكون ثقيل الميزان ، وبقدر ما يكون بخلاف ذلك يكون طائش الميزان .
      ثم إن النبي صلى الله عليه وسلّم قال : إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا .
      بيّن النبي صلى الله عليه وسلّم حرمة المسلم على المسلم ، دم المسلم على المسلم حرام ، ومال المسلم على المسلم حرام ، وعرض المسلم على المسلم حرام ، لا يجوز لأحد أن يتطاول على أخيه المسلم فينال من عرضه ، ولا أن يسفك شيئاً من دمه ، ولا أن يأخذ شيئاً من ماله بل عليه أن يرعى حرماته .
      فهذا كله مما يجب على المسلم وهو يمر بهذه المناسبة التي تتجدد فيها هذه الذكرى ذكرى إتمام الله تبارك وتعالى النعمة على عباده وإتمامه دينهم الذي ارتضاه لهم ، على هذا الإنسان وهو يمر بهذه المناسبة أن يستشعر هذا الميثاق العظيم ، أن يستشعر هذا العهد الذي بينه وبين ربه ، أن يستشعر هذا المن الذي من الله تبارك وتعالى به على عباده ، أن يستشعر ما بين المؤمنين من ولاء وترابط وتراحم وتعاطف وتلاحم كما أمر الله سبحانه وتعالى ليشكل المؤمنون كتلة واحدة مجموعة واحدة يتألم كل فرد من أفرادها بألم أي فرد من هذه المجموعة كيف ما كان بينهم من التباعد ولو كان أحدهما في المشرق والآخر في المغرب إنما الكل مشاعرهم واحدة وأحاسيسهم واحدة كما أن عقيدتهم واحدة ووجهتهم واحدة ، هذا مما ينبغي للإنسان أن يستشعره ، والله تعالى الموفق.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      اشتهت نفسه كوباً من العصير بعد طواف الوداع فاشتراه ثم انصرف؟


      الجواب:
      ما كان ينبغي له ذلك ولكن رخّص العلماء في أن يشتري الإنسان زاده الذي يحتاج إليه بعد الطواف ، والله تعالى أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      بعد طواف الوداع ولشدة التعب أخذت البعض سنة من النوم ريثما يفرغ أصحابهم من طوافهم ثم قفلوا معهم راجعين؟


      الجواب:
      إن كان لم يتعمد أن ينام وإنما غلبه النوم وهو في حالة قعوده وانتظاره أصحابه فالله تعالى أولى بعذره ، والله تعالى أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      أثناء الهدي حصلت هذا العام مسألة للحجاج حيث إنهم عندما وصلوا المسلخ ودفعوا ثمن الهدي أعطوا قسيمة معينة ، وقد قام القائم على الأمر بإحداث علامة عليها دلالة على أن المشتري وكّله للذبح عنه ، وتجمهر الناس ينتظر أدوارهم ثم أذن مؤذن أنه من أعطي قسيمة تحمل علامة معينة فقد وكّلنا للذبح عنه وعليه فلينصرف فحجه مبرور ، انتظر البعض احتجاجاً على هذا الوضع والبعض ذهب ليحلق.


      الجواب:
      حقيقة الأمر هذه مشكلة ، لأنه أولاً يجب على الإنسان أن يطمئن على أنه أدى نسكه ، أنه وفّى نسكه حقه ، وكثير من الناس ربما يوكّلون وهم غير أمناء ، فمن وكّل غير أمين في أمر دينه فقد عرّض دينه للضعف ، وماذا عسى أن نقول والأمر قد فات ، وإنما نختار لهؤلاء أن يحتاطوا لأنفسهم بنسك يكون عوضاًعن ذلك النسك الذي وكّلوا فيه الغير ، والله تعالى أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      عندما يتحلل الحاج أو المعتمر يحلق بالماكينة التي لا تذهب الشعر بأكمله ولكن يبقى شيء منه في الرأس فهل هذا يعد حلقاً أم تقصيرا؟


      الجواب:
      هذه منزلة بين المنزلتين ، ولعله أقرب إلى الحلق إن كان لا يبقى من الشعر إلا اليسير لأنه حتى الموس لا يأتي على جميع الشعر.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]
    • موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      في هذا الموسم تأذى الناس كثيراً من المدخنين ، محرمون وهم يدخنون ، فما الحكم؟


      الجواب:
      لا حول ولا قوة إلا بالله ، هذه من الآفات التي انتشرت عند الناس ، وهذا أيضاً من الفسوق الذي يتنافى مع قدسية الإحرام ، فإن الإحرام يجب على الإنسان أن يتجنب فيه أي معصية من معاصي الله سبحانه وتعالى ، والمعاصي يجب أن تتجنب في أي من الأوقات فكيف في حال أداء عبادة مقدسة .
      المعصية تتنافى مع الطاعة إذ لا يجتمع طاعة ومعصية ، فإن الطاعة من الاستجابة لنداء الله ، والمعصية من الاستجابة لنداء الشيطان ، فكيف تجتمع طاعة ومعصية ؟ والتدخين من المعاصي ، بل هو من كبائر الإثم ، فإن كل ما تُوعد عليه الإنسان في كتاب الله أو في سنة رسوله صلى الله عليه وسلّم فهو من الكبائر ، وقد جاء الوعيد في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلّم على قتل الإنسان نفسه ، فالله تعالى يقول { وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً} (النساء:29-30) .
      وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم كما في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما من طريق ابي هريرة رضي الله عنه : من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبدا ، ومن رمى نفسه من شاهق فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبدا ، ومن تناول سماً فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه فينار جهنم خالداً مخلداً فيها أبدا .
      ومن المعلوم أن الدخان هو سم ناقع ، هو سم قاتل ، فالدخان من أسباب الهلاك ، والناس يموتون بسببه ملايين ، فقد كان قبل بعض سنين وصلت الإحصائية إلى ثلاثة ملايين في كل عام ، والآن الإحصائية كادت تصل إلى أربعة ملايين في كل عام يموتون بسبب التدخين ، وحسب ما رأيت في بعض الكتابات ينتظر أن تصل الإحصائية إلى عشرة ملايين في السنوات السابقة مع ارتفاع هذه النسبة لأن الدخان سبب لأمراض فتاكة خطيرة متنوعة من بينها أنواع من السرطان ، ومن بينها أنواع من الجلطات ومن بينها الشرايين ومن بينها ومن بينها ، مع أن الصحة هي في الأصل نعمة من الله ، وأي نعمة من نعم الله ليس للإنسان أن يبدلها ويستبدل بها نقيضها ، فالله يقول{ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (البقرة: من الآية211) ، والصحة هي نعمة من الله ، فالذي يتناول الدخان إنما يقضي على صحته فضلاً عن كونه يفضي به إلى القتل ، يفضي به إلى الموت ، وكذلك المال هو نعمة من الله ، وتبديد المال في هذا السم الناقع الذي يتناوله الناس هو أيضاً من باب تبديل نعمة الله تعالى ، مع ما في هذا الدخان من الأذى للغير كما هو الحال فيما يسأل عنه السائل ، فإن أولئك الحجاج تأذوا من المدخنين ، فالمدخن لا يؤذي نفسه فقط بل يؤذي نفسه ويؤذي جليسه ،بالرائحة الكريهة ، ويؤذي جليسه بما ينقل إليه من الأمراض من خلال هذا التدخين .
      فإذاً من خلال ذلك كله نعتبر أن الدخان كبيرة من الكبائر التي يجب أن تحارب ، ولا يجوز أن يتساهل فيها ، فإن قيل بأنه لم يرد نص على الدخان بنفسه ، فجواب ذلك وهل ورد نص على المخدرات ؟ هذه المخدرات التي اجتمعت الأمم على محاربتها ، هل ورد نص في كتاب الله أو في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلّم يدل على حرمة هذه المخدرات ؟ لا . وإنما هنالك نصوص تدل على أن كل ما يضر بالعقل أو يضر بالجسم أو يضر بالنسب أو يضر بالعرض أو يضر بالمال هو حرام ، وهذه الآفات مما يضر بذلك كله ، فعلى الناس أن يتقوا الله ، وأن يتجنبوها ، والله تعالى الموفق .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      ما حكم من ارتكب كبيرة في أيام أداء مناسك الحج نفسها وهو محرم لكنه ليس في وقت أداء المنسك ، هل عليه قضاء ذلك الحج؟


      الجواب:
      أنا لا أعرف نوع الكبيرة ، ما هي الكبيرة التي قارفها ، فإن كانت كبيرة زنا فالوطء يفسد الإحرام ولو أن هذا الوطء كان مع أهله ، فكيف إذا كانت مع امرأة أجنبية ، كيف إذا كان زنا ، الوطء الحلال يفسد الإحرام لأنه يكون حراماً على المحرم فكيف بوطء الأجنبية .
      وإن كانت كبيرة أخرى من الكبائر فليتب إلى الله تبارك وتعالى ، ولينسك بشيء ، وليسأل الله تبارك وتعالى المغفرة وليندم على فعله ، وإن كان فعل المعاصي يتنافى في الأصل مع الإحرام فإن الله تبارك وتعالى يقول { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجّ} (البقرة: من الآية197) ، فكما أنه نُهي عن الرفث نُهي كذلك عن الفسوق فأي شيء يعد فسوقاً فإنه يؤثر على الإحرام بل يترتب عليه ما يترتب من الفدية ولكن مع ذلك لا نقوى أن نقول بأنه يبطل حجه ، وإنما نقول عليه أن يتوب إلى ربه سبحانه وتعالى ، وأن يفعل الحسنات فإن الحسنات يذهبن السيئات ، اللهم إلا إذا كان قد وطئ فإن الوطء مبطل حتى من أهله فكيف من امرأة أجنبية ، والله تعالى أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      قبل الدخول نيته أن يرمي عن أربعة أشخاص ولكن لشدة الزحام رماها متتابعة دون أن يفصل بين كل سبع حصيات بنية مستقلة.


      الجواب:
      الأمر لله عز وجل ، وقد كان الواجب عليه خلاف ذلك ، لا بد من أن يجدد النية بالنسبة إلى كل واحد ، ولكن ماذا عسى أن نقول ، وخصوصاً إذا كاد الزحام أن يزهق روحه ، ففي هذه الحالة ينبغي للناس أن يوسعوا وأن لا يشددوا ، مع أننا ندعو إلى أن يحرص الإنسان على الأداء الدقيق الموافق للشرع ، وأن يحرص على النية في عمله عندما يعمله ولكن نظراً إلى مثل هذه الشدة وهذا الزحام وكون الألباب تطير في مثل هذه المواقف نرجو من الله تبارك وتعالى أن يتقبل منه.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      ولشدة الزحام رجل استطاع أن يرمي ثلاث حصيات ثم بعد ساعة من الزمن عاود رمي الأربع المتبقية فهل يصح له ذلك؟


      الجواب:
      نعم ، لا حرج له في ذلك ، والله تعالى يقبل منه.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      المتمتع إذا سُرقت نقوده في اليوم العاشر فكيف يتصرف ، هل يلزمه أن يقترض أم يبقى الهدي ديناً عليه أم كيف يفعل؟


      الجواب:
      إن سُرقت نقوده في ذلك اليوم فلا حرج فليصم بقية الأيام ، وقد سوّغ له بعض أهل العلم أن يصوم في أيام التشريق ثلاثة أيام ثم يصوم بعد ذلك ما تبقى.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      عند الرمي ولشدة الزحام لم يتأكد من عدد الحصيات التي رماها ، وهل كبّر عند كل حصاة أم لم يكبر؟


      الجواب:
      إن كان وقع له اللبس بعد الخروج من العمل فإنه لا يعود إليه من أجل الشك فيه ، فهذه من وساوس الشيطان ، وعلى الإنسان أن لا يتلفت إلى الوسوسة بعدما يدع العمل ، فمن كان في صلاته وأداها وانتهى منها وخرج منها ثم شك في شيء بعد ذلك هل أتى به أو لم يأت به فإنه لا يتلفت إلى الشك ، وكذلك من رمى الجمار ثم خالجه الشك بعدما انتهى من الرمي حتى الجمرة الواحدة بعدما انتهى من رميها إن خالجه الشك في هذا الرمي فإنه لا يعود إليه مرة أخرى ، والله تعالى يتقبل منه ، والله تعالى أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      في مزدلفة كان البرد شديداً هذا الموسم فقام البعض بتغطية رأسه.


      الجواب:
      أما من تعمد تغطية رأسه وهو محرم فعليه الفدية ، عليه الفدية التي جاء بها الكتاب العزيز في من حلق رأسه ، والله تعالى أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]
    • موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      رجل لم يعثر على مكان يؤويه في منى نظراً لكثرة الزحام فسكن خارج منى وأثناء المبيت بالليل يأتي إلى منى ، ثم يرقد هناك وفي الصباح يعود إلى سكنه.


      الجواب:
      أولاً قبل كل شيء العبرة بالمبيت ، وينبغي للإنسان أن لا يترك منى إلا في حالة تضطره إلى الترك ، ومن القواعد الفقهية المعروفة الشيء إذا ضاق اتسع وإذا اتسع ضاق ، فهو لا يخرج عن منى تركاً لها وإنما يخرج من أجل الضيق ويأتي في الليل من أجل أن تحقق السنة ، لا حرج عليه في ذلك إن شاء الله.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      رجل وصل إلى منى في صبيحة اليوم التاسع ، هل عليه شيء؟


      الجواب:
      النبي صلى الله عليه وسلّم كانت حجته التي حجها ترجمة دقيقة لمناسك الحج ، فقد قال : خذوا عني مناسككم . وكان مما فعله صلى الله عليه وسلّم أنه أتى إلى منى في اليوم الثامن وصلى فيها خمس صلوات ، أي صلى فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ، ثم بعد طلوع الشمس خرج إلى عرفات ، فهذه الأعمال هي في حقيقة الأمر ترجمة دقيقة لمناسك الحج ، وعلى الإنسان مع القدرة والإمكان والاختيار أن يلتزمه ، ولكن عندما يكون هنالك عسر ويكون هنالك ضيق ، أو يكون قد أتى من مكان بعيد فإنه يعذر بدليل حديث عروة بن مضرس الذي أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلّم ووجده في المزدلفة في جمع في صلاة الفجر وصلى معه صلى الله عليه وسلّم صلاة الفجر ثم قال له : يا رسول الله : إني أقبلت من جبلي طي أكللت راحلتي وأتعبت نفسي إن تركت من حبل إلا وقفت عليه فهل لي من حج ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلّم : من شهد عندنا صلاة الغداة هذه وكان قبل ذلك قد وقف بعرفة ساعة من الليل أو النهار فقد أتم حجه وقضى تفثه .
      فمعنى هذا أن هذه الحجة حجة مقبولة بمشيئة الله تعالى لأنه لم يتعمد التأخير عن بقية المناسك التي أتى بها النبي صلى الله عليه وسلّم قبل الوقوف بعرفة ، والحديث الشريف يدل على أن الحج عرفة ، فقد قال صلى الله عليه وسلّم : الحج عرفة . وحديث عروة بن مضرس يبين أن الوقوف بعرفة قد يعذر الإنسان إن وقفه ليلاً لأجل الضرورة ، هذا الحديث لا يدل على أن الإنسان مطلقاً له أن يقف بعرفة ولو ساعة من الليل وهو باختياره وبإمكانه أن يقف في النهار ، وإنما ينبغي أن يحمل الحديث على أن هذه الحالة خاصة لمن كانت فيه تلكم الحالة التي وقع فيها عروة بن مضرس وهي أنه جاء مقبلاً من مكان بعيد يؤم البيت الحرام ، يؤم تلكم الرحاب المقدسة وقد أرهق نفسه وأتعبها ولكن لم يستطع أن يصل إلى هنالك إلا في وقت الليل فتمكن من الوقوف ولو لحظة في وقت الليل بعرفات أو تمكن قبل غروب الشمس ولو بلحظات ، ينبغي أن يحمل الحديث على هذا ، لا لأجل تخصيص العام باعتبار سببه الخاص ، وإنما ذلك لأجل مراعاة القرائن الأخرى التي تؤكد هذا التخصيص .
      فإذاً الحديث يعمل به في من كان على هذا النحو ، مع أن هذا السائل بعدما أتى على منى ذهب إلى عرفات فقد تمكن بمشيئة الله تعالى أن يقف في عرفات مع الواقفين ، فهو بفضل الله تعالى قد أدى نسكه وقضى تفثه والله تعالى يتقبل منه .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      ذهب أمي وأبي وأخي الصغير للعمرة وعند الإحرام لم يرتد الصغير ملابس الإحرام وذلك بسبب خوف أمي من أن يصاب الطفل بمرض والسبب هو أن الجو كان ممطراً وبارداً مصحوباً برياح ، وفي اليوم الثالث كان الجو معتدلاً فألبسته ملابس الإحرام هل على الوالدين أية كفارة على ذلك؟


      الجواب:
      إن كانا لم ينويا إدخاله في العمرة فليس عليهما حرج لأنه لم ينطبق عليه حكم الاعتمار ، وحكم الاعتمار إنما يكون بالإحرام والتلبية.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      من الناس فيما مضى أوقفوا عدداً من الأغنام لتذبح في اليوم التاسع وتقام وليمة غداء كصدقة وبعد أن علموا استحباب الصيام في يوم عرفة ، وجدوا حرجاً في هذا الأمر ، هل يدعون الناس إلى الوليمة في اليوم التاسع أم يؤجلونها إلى يوم العاشر؟


      الجواب:
      طيب ، لماذا لا تكون الوليمة عشاءاً في مساء ذلك اليوم ، ويحضر من يحضر سواءاً كان مفطراً أو صائماً.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      في من صلى خارج المسجد خلف باب المروة في الساحة المبسوطة هناك ، هل له أجر الصلاة داخل المسجد؟


      الجواب:
      الإنسان يرجو من الله تعالى الخير ، ولكن الفضل إنما هو في الصلاة داخل المسجد الحرام ، لا خارج المسجد الحرام ، فحيث ما يعد مسجداً فثم من الأجر ما هو موعود به من صلى داخل المسجد الحرام ، أما إن كان صلى خارج المسجد فتلك صلاة يرجى له أيضا ثواب عليها ولكن بطبيعة الحال ليس هو ثواب من صلى داخل المسجد الحرام.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      رجل طاف الشوط الأول في الطابق الأول ثم أراد أن يكمل الستة المتبقية في الصحن فهبط إلا أن الهبوط اضطره إلى أن يخرج من المسجد ثم دخل مرة أخرى ليكمل الستة؟


      الجواب:
      بما أنه باق على وضوءه الذي توضئه لطوافه ذلك لم ينتقض وضوءه فإنه يبدأ من أول المطاف أي من قبالة ركن الحجر لبقية الأشواط ، ولا عليه حرج في كونه بدأ الطواف من أعلى ثم وجد الفرصة ليكمله أسفل ، والله تعالى أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      رجل أثناء الطواف تجاوز الخط الذي يبتدأ منه الطواف نسياناً ثم تذكره بعد عدة خطوات ، هل يبدأ طوافه من حيث تذكر؟


      الجواب:
      لا ، بل لا بد من أن يرجع ويبدأ طوافه وهو في مقابل الحجر الأسود ، لا بد من أن يكون الحجر داخلاً في بداية طوافه ، وإلا فذلك الشوط لا يعتد به.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      جماعة دخلوا المسجد الحرام من قبالة الميزاب ومشوا عكس الطواف حتى وصلوا إلى الحجر الأسود؟


      الجواب:
      هم لم يكونوا طائفين في تلك الحالة وإنما هم يؤمون المطاف ، هم قاصدون إلى بداية المطاف فلا حرج عليهم في ذلك.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      جماعة عندما وصلوا إلى مكة محرمين هيئوا لهم مسكناً فبدأوا بالأكل أولاً ثم طافوا بعد ذلك ، هل عليهم شيء؟


      الجواب:
      لا حرج عليهم في ذلك ، بل ولو أخروا الطواف إلى وقت لاحق فلا حرج على الإنسان أن يأكل قبل أن يطوف بالبيت عندما يصل إلى مكة ، بل ولو شاء المبيت على أن يؤدي الطواف بعد ذلك فلا حرج عليه ، وإنما يبقى بإحرامه ولا يأتي بما يتنافى مع الإحرام ، فعليه أن يلتزم بواجبات هذا الإحرام من غير أن يفرط في شيء منها.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      رجل لم يحسن التلبية فقدم وأخر في لفظ التلبية عندما أحرم بالعمرة والحج؟


      الجواب:
      نسأل الله أن يتقبل منه ، والصحابة رضي الله تعالى عنهم اختلفت ألفاظهم بالتلبية ، وإنما التلبية المشهورة مروية من طريق ابن عمر ومروية من طريق أبي سعيد الخدري رضي الله عنهم ، وعلى أي حال من أخطأ فيها لا يترتب على خطأه هذا فساد في إحرامه.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]
    • موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      رجل عندما كان القران فلبى بالحج مفرداً خطأ ثم ألغى التلبية الأولى ولبى مقرناً؟


      الجواب:
      بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلّم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
      فلا حرج أن يدخل الإنسان العمرة في الحج إذا ما لبى بالحج ثم بعد ذلك أدخل العمرة في حجه ، على أن الإنسان تعتبر نيته بقصده لا بنطقه ، وهو قصد من أول الأمر أن يقرن بين الحج والعمرة ، ثم انفلتت لسانه فنطق بالحج وحده ، فلا عبرة بذلك إذ العبرة بالقصد ، وإنما هذه التلبية شعار يُرفع ، ويؤمر أن يكون هذا الشعار وفق النية التي هي بين حنايا نفسه حتى تكون التلبية إخباراً عما انطوى عليه ضميره من القصد ، وأرجو الله تبارك وتعالى أن يتقبل من هذا ، ولا حرج عليه .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      هل على المرأة طواف الوداع وهي في حالة النزيف قبل الإسقاط؟


      الجواب:
      أما إذا كانت تطيق ذلك فلتفعل ، وإن لم تطق ففي ذلك خلاف ، قيل عليها أن تفتدي وقيل لا.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      امرأة أرادت أن تذهب للحج ولكنها أجريت لها عملية في يدها ، ويدها ليست سليمة ، وأولادها يطلبون منها أن تبقى وأن لا تذهب هذا العام ، فهل تطيعهم؟


      الجواب:
      إن كانت ترى مشقة عليها فلتتأخر إلى العام القابل إن شاء الله ، والله يقبل منها.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      المكلف بالرمي هل يقدم في الرمي نفسه أو يقدم من كلفه بالرمي؟


      الجواب:
      أولاً يرمي عن نفسه ، ثم يرمي عمن طُلب منه أن يرمي عنه.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      امرأة تريد أن تذهب للحج من غير محرم وإنما تذهب مع جماعة من النساء ولكن سابقاً ذهبت مرتين ، فهل يصح لها؟


      الجواب:
      نحن لا نُرغّب المرأة في أن تذهب في غير حجة الفريضة مع غير ذي محرم ، وإن كنا لا نشدّد لأن أمهات المؤمنين سافرن مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين في تلك الرفقة الطيبة الصالحة إلى حجة غير حجة الفريضة ، إلا أن الظروف تختلف ، والأحوال تتبدل ، والناس ليسوا كما كانوا من قبل ، مع هذا نقول بأنها إن ذهبت في رفقة أمينة فيها قوم أمناء موثوق بهم لا حرج عليها ، ولكن لا نحبذ ذلك.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      في حالة منع الشرطة من الوقوف في المزدلفة وكذلك في حالة استعجال الشرطة للشخص الواقف للمبيت في المزدلفة بالذهاب وتهديدهم بسحب سيارته قبل صلاة الفجر ، ماذا يفعل في هذه الحالة؟


      الجواب:
      من ضاق به الأمر فله أن يغادر أرض المزدلفة بعد غروب القمر كما جاء في حديث أسماء رضي الله تعالى عنها فإنها قالت : إن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أباح للظعن عندما قال لها غلامها يا هنتاه ما أرانا إلا غلسنا فقالت له : إن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أباح للظعن .
      ومعنى ذلك أن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام أباح للضعفاء أن يتقدموا ، وقد قيد هذه الإباحة حديث أسماء بأنها كانت تراقب القمر حتى غرب القمر ، فلما غرب القمر أمرت غلامها أن ينتقل بها إلى منى .
      وجاء في حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ما يدل على أن هذه رخصة لجميع الضعفاء فقد قال : أنا ممن قدّم رسول الله صلى الله عليه وسلّم في ضعفة أهله . كان من الضعفاء لأجل صغر سنه ، كان من الذين قدمهم النبي صلى الله عليه وسلّم من ضعفة أهله . وعندما يكون الإنسان واقعاً في مثل هذا الحرج فحكمه حكم الضعيف له أن يتقدم بعد غروب القمر . يبقى بعض الوقت بقدر مستطاعه ثم بعد ذلك يذهب إلى منى ، والله تبارك وتعالى أولى بعذره.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      ما قولكم في امرأة كبيرة في السن ولكنها تستطيع المشي قرابة ثلاثة كيلومترات أو أكثر وهي تنوي تأجير حجة عن نفسها لعدم تمكنها من تأدية الفريضة عن نفسها وذلك لسبب لم تبح به؟


      الجواب:
      من كان قادراً على أداء هذه الشعيرة المقدسة بنفسه فلا يسمح له أن يؤجر غيره عن ذلك مع عدم الحيلولة بينه وبين أداء هذه الفريضة بأي مانع . عليه أن يؤديها بنفسه . أما العاجز فنعم ، له أن ينيب غيره لأجل حديث المرأة الخثعمية التي جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقالت له : يا رسول الله إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخاً كبيراً لا يستطيع الثبوت على الراحلة أفأحج عنه ؟ فقال لها النبي صلى الله عليه وسلّم : أرأيت أن لو كان على أبيك دين فقضيته أكان ذلك مجزياً عنه ؟ فقالت : نعم . فقال : فذاك ذاك . فهكذا شأن هذه الشعيرة يمكن أن يؤديها الإنسان عمن كان عاجزاً ولو كان حيا . أما القادر فلا ، فلا يؤديها عنه غيره وإنما يؤديها بنفسه ، والله تعالى أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      هل هنالك شروط معينة في المستأجر؟


      الجواب:
      العاقل هو من يحرص على أن لا يأخذ حجة عن غيره بأجرة ، نعم إن تبرع أن يحج عن غيره فذلك جائز وليس فيه حرج ، لكن أن يأخذ حجة بأجرة وإن كان ذلك جائزاً إلا أن فيه مخاطرة ، فلذلك ينبغي أن لا يقدم على هذا الأمر إلا الرجل المتفقه في دين الله لئلا يقع في شيء من التقصير .
      ثم مع ذلك عليه أن يحرص بجانب تفقهه على تفادي التقصير بقدر المستطاع ، وعليه أن يطلب المحاللة أيضاً ممن أجره لئلا يكون قد وقع في التفريط من غير قصد منه . كل ذلك مما ينبغي أن يكون الحسبان .
      ولا بد أيضاً من أن يكون من يحج عن غيره بأجرة رجلاً قادراً على ممارسة الشعائر بنفسه ، فهنالك بعض الناس لا يستطيعون أن يرموا الجمار ، وهناك من لا يستطيع أن يقوم ببعض الأعمال إلا بمساعدة ، فهؤلاء ليسموا مؤهلين بأن يحجوا عن غيرهم بأجرة ، فلذلك ينبغي للإنسان قبل كل شيء أن يحتاط لنفسه وأن يبتعد من مثل هذه الأمور ، وينبغي للأمين أن لا يختار للقيام بمثل هذه المهمة إلا الأمين القادر كما قال الله تبارك وتعالى حكاية عن بنت الرجل الصالح الذي لقي موسى عليه السلام{إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ }(القصص: من الآية26) .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      ما قولكم في رجل استأجر أكثر من حجة دون علم المؤجرين بأن هذا الشخص يقوم بهذا العمل ، وقيل عنه أنه يؤجر عندما يصل إلى مكة المكرمة فيقوم بتأجير هذه التي كلف بها لأشخاص آخرين دون علم المؤجرين الذين استأجر منهم؟


      الجواب:
      هذا رجل خائن ، ولا يستحق الأجرة على ما فعل وإنما عليه الضمان وعليه أن يرد هذه المبالغ إلى أربابها ، إذ ليس للأجير أن يؤجر غيره . ثم إن هنالك فرقاً بين حجة ينطلق بها الإنسان من موطن المحجوج عنه ، وبين حجة تكون من مكان قريب ، من أرض قريبة من أرض الحرم ، هنالك فرق في الإيجار، بل وهنالك فرق حتى في الأجر عند الله تبارك وتعالى لأن الحجة التي خرج بها الإنسان من مكان بعيد ليست كالحجة التي نواها من أرض قريبة من أرض الحرم . الحجة التي جاء بها من بلده ليست كالحجة التي نواها من مكان قريب من أرض الحرم . فهذا التصرف يعد من الخيانة ولا يكون ذلك من مؤمن يخشى الله تبارك وتعالى ويتقيه.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]
    • موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      الآن المسلخ صار بعيداً عن منى فهل هناك بأس في الذهاب إلى هناك؟


      الجواب:
      كما قلت إن كان لم يخرج عن أرض الحرم فأرض الحرم كلها منحر . أما إذا جاوز وادي محسر إلى جهة عرفات فقد جاوز حدود الحرم وخرج من حدود الحرم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      هل ذبح الهدي في منطقة الشرائع بالقرب من منى هو جائز ، لأننا ذهبنا للبحث عن الهدي في هذا المكان بالقرب من منى لعدم وجود الهدي المناسب في منى؟


      الجواب:
      جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم : نحرت هاهنا ومنى كلها منحر ، وفي رواية بزيادة : وفجاج مكة كلها منحر . ومعنى ذلك أن أي جزء من أرض الحرم هو منحر . فما دام نحر في أرض الحرم فقد نحر في محل الهدي ، والله تبارك وتعالى يقول { وَلا تَحْلِقُوا رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ }(البقرة: من الآية196) فلا بد من أن يكون منحوراً في الحرم الشريف.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      عند رمي الجمرات البعض يحرص أن تكون الحصاة واصلة في العمود ، هل يشترط ذلك؟


      الجواب:
      لا ، الحوض ليس هو الجمرة .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      بعض الناس عندما يلتقطون الحصى من منى والمزدلفة يقومون بغسلها ، فهل غسل الحصى هذه من السنة؟


      الجواب:
      لا ، ليس لذلك دليل ، وإنما هذا مجرد نظافة فحسب.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      الناس عندما يفيضون من عرفات ويتجهون إلى المزدلفة في بعض الأحيان لكثرة الزحام يتأخر عندهم الجمع بين صلاة المغرب والعشاء فما هو الوقت الذي تنتهي عنده صلاة العشاء؟


      الجواب:
      في ذلك خلاف قيل إلى ثلث الليل وقيل إلى نصف الليل وقيل بل إلى الفجر أي إلى طلوع الفجر ، ولكن مع هذا نظراً إلى وجود صلاة المغرب معها فلا ينبغي للإنسان أن يؤخر طويلاً ، بل عليه أن يحرص على أن يصلي في الثلث الأول من الليل فإن تعذر ذلك فليصل في النصف الأول ، وإن تعذر عليه ذلك أن يصل إلى هناك لأجل الزحام فليصل في طريقه قبل أن يصل لأجل صلاة المغرب فليجمع بينهما قبل أن ينتصف الليل ، والله تعالى أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      من يريد أن يفرد بالحج ولم يعتمر من قبل هل يصح له ذلك؟


      الجواب:
      لا مانع من أن يفرد الحج ، فإن شاء أن يعتمر بعد أداء مناسك الحج فليعتمر بعد أيام التشريق ، وإن شاء أن يؤخر العمرة إلى مناسبة أخرى فلا مانع من ذلك.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      نريد منكم سماحة الشيخ أن تبينوا لنا مناسك الحج باختصار؟


      الجواب:
      مناسك الحج تكون على ثلاث كيفيات ، لأن من يذهب إلى حج بيت الله الحرام فإما أن يكون مفرداً بالحج وحده ، وإما أن يكون قارناُ بين الحج والعمرة ، وإما أن يكون متمتعاً بالعمرة إلى الحج .
      فأما المفرد بالحج فإنه يهل من أول الأمر بالحج بحيث يقول لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك له ، ثم يقول لبيك بحجة تمامها وبلاغها عليك يا الله . يعني أنه قاصد أداء فريضة الحج من غير أن يدرج العمرة في ضمن هذا الأداء ، وعندما يصل إلى هناك إن كانت ثم فرصة فإن من أهل العلم من يرى أن يطوف بالبيت الحرام ، ومنهم من يرى أن الطواف قد يحوّل هذه الحجة أو يحوّل هذا النسك إلى عمرة إلى نسك آخر .
      وإن لم يكن بإمكانه الطواف وذلك بأن يصل في وقت متأخر فإنه ليس عليه طواف وإنما يذهب رأساً إلى منى ، ثم بعد ذلك يؤدي ما يؤدي من مناسك الحج حتى ينتهي من مناسكه ويتحلل ، ومعنى ذلك أنه يذهب في يوم الثامن إلى منى .
      ثم يظل هنالك حتى يبيت ليلة التاسع ويغدو في صبح يوم عرفة وهو بمنى ، ثم ينتقل بعد ذلك من منى إلى عرفات وهو يلبي يذكر الله تبارك وتعالى ويستغفره ويتوب إليه ، وعندما يصل إلى عرفات عندما تزول الشمس يقوم لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصرا ، ثم بعد ذلك يدعو الله تبارك وتعالى بما تيسر له ويستغفره وينيب إليه ويكثر من التلبية ويكثر من قول لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، ويكثر من الدعاء والإلحاح فيه لأن هذه العشية عشية مباركة ، ويستمر على ذلك إلى غروب الشمس ، ولا يغادر مكانه إلى أن تغرب الشمس ، فإذا غربت الشمس بدأ في الإفاضة ويفيض من عرفات إلى المزدلفة ، فإذا وصل إلى هنالك جمع بين الصلاتين بين صلاتي المغرب والعشاء مع قصر العشاء وذلك في وقت قبل العشاء ، ويذكر الله تبارك وتعالى عند المشعر الحرام ويستمر على الذكر مع التبتل إليه سبحانه ، ومع هذا يأخذ قسطاً من الراحة ينام ثم يصلي الفجر هنالك ، وبعد صلاة الفجر يقطع وادي محسر بعدما يذكر الله تبارك وتعالى ويحرص على قطع الوادي قبل أن تطلع الشمس .
      ثم يغدو إلى منى فإذا وصل إلى منى رمى جمرة العقبة ، وبعد رميه جمرة العقبة يتحلل لأنه ليس عليه هدي إلا أن يكون قد ساق الهدي ، فإن كان قد ساق الهدي فإنه لا يتحلل إلا بعد أن يبلغ الهدي محله لقول الله تبارك وتعالى { وَلا تَحْلِقُوا رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ }(البقرة: من الآية196) ، ثم بعد ذلك ، بعد التحلل يذهب إلى مكة المكرمة ويطوف بالبيت ثم يظل في منى لمدة ثلاثة أيام بحيث يبقى في اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر هذا إن تأخر ، ويجوز له أن يتقدم بحيث يتعجل في يومين أي يبقى إلى اليوم الثاني عشر بعد الزوال ، وفي كل يوم يرمي الجمار الثلاث الجمرة الأولى والجمرة الوسطى وجمرة العقبة يرميهن بعد الزوال كل واحدة منهن بسبع حصيات . ثم بعد ذلك يذهب إلى مكة المكرمة وعندما يريد المغادرة يطوف بالبيت ليكون آخر عهده بالبيت هذا كما قلنا إن كان مفرداً بالحج ، فإن شاء الاعتمار فإنه يعتمر بعد أيام التشريق .
      وأما القارن بين الحج والعمرة فإنه يلبي بهما جميعاً يلبي بالحج وبالعمرة ويظل على إحرامه .
      واختلف هل لا بد من أن يطوف طوافين ويسعى سعيين أو أنه يجزيه لنسكه طواف واحد وسعي واحد ، أو أنه يطوف طوافين ويكتفي بسعي واحد هذا مما اختلف فيه أهل العلم .
      واختلف أيضاً في القارن هل يجب عليه دم أو لا يجب عليه دم ؟ والاختلاف مبني على أن القران هل هو خروج عن الأصل وأن الأصل عدم القران فلذلك يجب عليه الدم لأنه جمع بين نسكين جميعاً وفي ذلك تمتع له فيصدق عليه قول الله تبارك وتعالى { فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ }(البقرة: من الآية196) ، أو أن ذلك لا يعد تمتعا .
      وإن كان أكثر العلماء يرون أن القران كالتمتع من حيث وجوب الهدي فإننا نرى أنه إن لم يسق الهدي فلا يجب عليه أن يهدي بل يكفيه ألا يهدي كحال من أفرد الحجة وحدها .
      وأما المتمتع فإنه يهل بعمرة بحيث يلبي بعمرة يقول لبيك بعمرة تمامها وبلاغها عليك يا الله ، ثم بعدما يصل إلى مكة المكرمة يطوف بالبيت ويسعى وبعدما يسعى يتحلل بتقصير أو بحلق ، ثم بعد ذلك يستمر وهو محل ويطوف بالبيت الحرام متى ما أراد وهو في حال إحلاله إلى أن يأتي اليوم الثامن ، فإذا جاء اليوم الثامن فإنه يهل بحجة ويذهب إلى منى أولاً كما هو الشأن في بقية النسك في نسك الحج وحده أو في نسك القران ثم إلى عرفات فيما بعد . فإذا جاء إلى منى في اليوم العاشر بدأ برمي جمرة العقبة بسبع حصيات ثم بعد الرمي ينحر هديه وبعد نحره للهدي يتحلل بحلق أو تقصير ، ثم يطوف بعد ذلك طواف الإفاضة ويرمي الجمار في الأيام الثلاث ، ثم بعد ذلك عندما يريد المغادرة يطوف بالبيت ، هكذا شأن هذه النسك الثلاثة .
      وعلى الإنسان أن يحرص دائماً على أن يستحضر عظمة الله تبارك وتعالى وجلاله وكبريائه ، وأن يكون في تأديته لهذه المناسك مستشعراً أنه يطيع ربه تبارك وتعالى فإن الأعمال الظاهرة لا قيمة لها إن لم تكن مصحوبة بنية خالصة لوجه الله عز وجل ، وشرع ما شرع من المناسك من أجل ذكر الله ، فذكر الله يجب أن يسيطر على فكر الإنسان ووجدانه وأن يهيمن على جوارحه وأركانه بحيث يوجهها الوجهة المرضية في طاعة الله تبارك وتعالى . وبهذا يكون حجه بمشيئة الله تعالى حجاً مبرورا .
      ومما يجب التنبيه عليه أن هنالك من العلماء من أخذ يترخص في نحر الهدي قبل يوم النحر بحيث ينحر المتمتع هديه وهو في مكة المكرمة قبل يوم النحر ، وهذا فيه مخالفة للسنة ، والنبي صلى عليه وسلّم كانت أعماله في حجة الوداع ترجمة دقيقة لمناسك الحج ، وكل ما كان حكمه أوسع من فعله صلى الله عليه وسلّم نبّه عليه لئلا يتقيد الناس بما فعله فلذلك قال : وقفت هاهنا وعرفات كلها موقف ، وقال وقفت هاهنا وجمع كلها موقف ، وقال : ونحرت هاهنا ومنى كلها منحر وفي رواية وزيادة : وفجاج مكة كلها منحر .
      هذا من أجل ألا يتقيد الناس بما فعله صلى الله عليه وسلّم وإلا فبقية الأعمال كانت ترجمة دقيقة لمناسك الحج فيجب التقيد بما فعله صلى الله عليه وسلّم ، فلو كان الهدي يمكن أن ينحر قبل يوم النحر لما تقيد النبي صلى الله عليه وسلّم عندما ساق الهدي بإحرامه وظل عليه إلى يوم النحر وقال : لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدي ولجعلتها عمرة . فلماذا تقيد إلى يوم النحر وإنما ذلك لأن للهدي ميقاتين ميقاتاً زمانياً وهو يوم النحر وميقاتاً مكانياً وهو الحرم فلا بد من التقيد بذلك ، والله تعالى أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]
    • موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      سماحة الشيخ هل تشعرون أن فريضة الحج عبر السنين المختلفة قد أدت وظيفتها وأهدافها المقصودة؟


      الجواب:
      بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
      فلا ريب أن الأمة الإسلامية يحمل أفرادها كل واحد منهم بين جوانحه عاطفة جياشة تشده إلى إخوانه المؤمنين ، وتلهب في نفسه مشاعر الحماس من أجل هذا الدين ، ولكن مما يؤسف له أن هذه العاطفة كثيراً ما تكون غير مصحوبة بعلم وبصيرة حتى يكون الإنسان قادراً على استخدامها وتصريفها وفق متطلبات الدين الحنيف ووفق مصلحة هذه الأمة .
      فلذلك كثيراً ما تكون العبادات على اختلاف أنواعها غير مؤدية للدور المطلوب منها بسبب أن ممارستها لا تكون على بصيرة ووعي ودين .
      ولو أن الناس فقهوا أمر دينهم واستبصروا بوحي ربهم سبحانه وتعالى لكان الواقع غير ما نرى وما نشاهد ، ولأدى الأمر إلى ترابط هذه الأمة وتعاونها جميعاً على البر والتقوى ، وخروجها من المأزق الذي لا تزال تعاني فيه ما تعاني .
      فعدم الفقه في دين الله سبحانه هو الذي أدى إلى عدم أداء هذه الشعائر المقدسة على النحو المطلوب ، وعدم استصحاب الإنسان لبصيرة العقل في ممارسته إياها وتأديته لها ، فلذلك يذهب الإنسان من هنا إلى هناك من أجل أداء هذه الفريضة المقدسة وكأنما هو ذاهب إلى زيارة من الزيارات مع كونه يحمل لا ريب فيما بين جنباته هموم الأمة ، ولكن هذا الحمل إنما هو عاطفة والعاطفة سرعان ما تتقد ثم تنطفئ ، وسرعان ما تبدو ثم تضمحل فلذلك ما كان هنالك ما يقتضي استمرار هذا الشعور واستمرار هذا الإحساس في نفسية المسلم ليكون همه الوحيد في حياته .
      ونحن نحمد الله تبارك وتعالى على أنه وجدت نماذج من البشر ، وجدت مجموعات من البشر التقت من هنا وهناك من أنحاء مختلفة في العالم في تلكم العراص وكان بينها التعارف وكان بينها التآلف وكان بينها التواد وكان بينها التراحم ، هذا وجد بطبيعة الحال عبر التاريخ ، ولكن لا يعني ذلك أن الأمة أصبحت في حل من أمرها ، إنما هي عليها أن تحرص دائماً على استغلال هذه المواسم وهذه اللقاءات ما بينها لتشد من رابطتها ولتستمسك أكثر فأكثر بدينها ، ولتحرص دائماً على ما يجمع شملها ويوحد صفها ويرأب صدعها ويجمع كلمتها ولتحرص على البذل فيما يعود بالخير على الدين الحنيف وعلى جميع أفراد الأمة ، والله تعالى ولي التوفيق.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      بالنسبة للحاج عندما يعود من الحج كيف ينبغي أن يكون؟


      الجواب:
      الحج كغيره من العبادات شرع من أجل غرس روح التقوى في عباد الله ، ولئن كانت العبادات بأسرها تؤدي إلى هذه الغاية المطلوبة والقرآن الكريم يدل على ذلك ونبهنا على هذا مراراً ، فإننا نجد أن القرآن يؤكد اقتران الحج بالتقوى في كثير من آيات الكتاب أكثر من غيره فالله تبارك وتعالى يقول{ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} (البقرة: من الآية196) ، ثم يختتم ذلك بقوله سبحانه { وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (البقرة:196) ، ثم على أثر ذلك يقول : { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ} (البقرة:197) ، ثم يقول{ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} (البقرة:203) .
      ثم نجد أن الله سبحانه وتعالى أيضاً يقول { وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}(الحج: من الآية32) .
      ويقول في البدن التي تساق إلى ذلك المكان المقدس { لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ }(الحج: من الآية37) .
      فإذن الحج هو من هذه العبادات التي تغرس روح التقوى في نفس الإنسان وتثمر في سلوكه تقوى الله تبارك وتعالى بحيث يكون هذا الإنسان حريصاً على اتباع أمر الله ، فعندما ينقلب عليه أن يقلب صفحته من الشر إلى الخير ومن الضلال إلى الهدى ومن الغي إلى الرشد ومن الفساد إلى الصلاح ومن الانحراف إلى الاستقامة ومن النفرة من إخوانه إلى التآخي معهم ، ومن سوء الخلق إلى حسن الخلق ومن كل شر إلى كل خير .
      كما أن هذا الإنسان يؤمر أيضاً وهو قد أكرمه الله سبحانه وتعالى بالوفادة إلى ربه سبحانه في تلكم الأماكن المقدسة أن يحرص على تذكر الانقلاب إلى الله تعالى في الدار الآخرة ، وأن يزن جميع تصرفاته وأعماله بموازيين الحق التي أنزلها الله سبحانه وتعالى ليكون مستعداً للانقلاب إلى ربه تبارك وتعالى وهو نظيف الجيب طاهر القلب والنفس نقي السلوك بعيد عن معاصي الله مستمسك بحكم الله تعالى المتين ناهج صراطه المستقيم ، وبهذا كان الحج ينفي الأوزار ينفي المعاصي كما جاء الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم ( تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة ) ، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم ( والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) ، فعلى الإنسان أن يحرص على أن يكون حجه مبروراً وعلامة بره أن يعود خيراً منه عندما ذهب ، والله تعالى الموفق.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      كيف يمكن للمسلمين أن يستغلوا فريضة الحج ويستفيدوا منها في واقع حياتهم وإصلاح أمورهم؟


      الجواب:
      حقيقة الأمر الأمة الإسلامية ترزح تحت نير مشكلات متنوعة ولذلك هي بحاجة إلى الكثير الكثير في وقتنا هذا مما يمكن أن يستغل موسم الحج من أجله .
      الأمة الإسلامية بحاجة أولاً إلى أن تتفاهم فيما بينها وأن تتدارس مشكلاتها ، وأن تستفيد من ذوي الخبرات ، وهناك خبرات متنوعة ، فهناك الفقهاء على اختلاف مذاهبهم وعلى اختلاف اجتهاداتهم يلتقون في تلكم العراص الطاهرة ومع هذا اللقاء يمكن أن يطرحوا مشكلاتهم وأن يتدارسوها فيما بينهم وأن يخرجوا برأي موحد ، رأي نير لأنه في مكان طيب طاهر في مكان مقدس وفي بقعة فاضت عليها أنوار الحق سبحانه وتعالى بما أنزل الله سبحانه وتعالى فيها من وحيه وشملها ببركاته .
      وأيضاً هناك الساسة يمكنهم أن يلتقوا ويطرحوا مشكلاتهم ويتدارسوا هذه المشكلات مع استعانتهم بالفقهاء وبغيرهم ، وهنالك أصحاب المهارات المختلفة التي تتعلق بالدعوة وبحياة الأمة فهؤلاء كلهم يمكنهم أن يلتقوا وأن يستفيدوا من هذا اللقاء الطيب ، وأن يتدارسوا مشكلاتهم ، وهذا من المنافع التي أشار إليها القرآن في قول الله تبارك وتعالى { لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ}(الحج: من الآية28)
      وأنا أعتبر أن من أعظم الفرص التي تتاح للمسلمين جميعاً في موسم الحج أن يصفوا حساباتهم فيما بينهم ذلك لأن هنالك الكثير من المشكلات التي نجمت والتي فرقت هذه الأمة وقد كان حرياً بها ألا تفترق لأنها أوتيت كتاب الله تبارك وتعالى الذي صين من التبديل والتغيير فبقي مصدر هداية لها وكان حرياً بها وهي بين يديها هذا الكتاب العزيز أن لا تفترق .
      فهذه المشكلات الذي فرقت هذه الأمة وجعلتهم يتعادون ويتقاطعون ويتنابزون بالألقاب ويتراشقون بالتهم من الممكن أن تطرح على بساط البحث مع الرجوع إلى كتاب الله تعالى المنزل ومع الرجوع إلى الثابت الصحيح من سنة النبي عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام وبهذا تنهى هذه المشكلات المتنوعة ويعود الوئام والألفة بين الأمة .
      ومن الممكن أيضاً أن يستمع كل واحد منهم إلى ما عند الآخر فلعله وهو من بعيد لم يكن قادراً على استيعاب ما عند الآخر وغير قادر على تصوره تصوراً صحيحاً وهنالك تلبيسات ولكن مع الحضور ومع الطرح من قبل صاحب الفكرة نفسها يمكن أن يتفاهم المسلمون وأن يترفعوا عن هذه الخلافات التي مزقتهم وشتتهم .
      فإذن هذا الموسم موسم فرصة ، هذا كله مما ينبغي للمسلمين ألا يفوتهم وهم في تلكم العراص الطاهرة تلتقي وفودهم من جميع أصقاع الأرض ، والله تعالى الموفق.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      من أين يحرم المسافر عن طريق الطائرة؟


      الجواب:
      أما إذا كان يسافر إلى المدينة ، من الممكن أن يسافر بطائرة إلى المدينة ، ومن الممكن أن يسافر بطائرة إلى جدة ثم من هناك يذهب إلى المدينة أولاً ثم يحرم من ذي الحليفة أو من أي ميقات يمر به إن كان يأتي من طريق أخرى ، أما إن كان سافر إلى جدة وهو على قصد التوجه إلى مكة المكرمة فإنه يلبس إحرامه في آخر مطار يطير منه أو في نفس الطائرة قبل أن يصل إلى الميقات ، وعندما يتحرى قرب الوصول إلى الميقات فإنه يبدأ بالإهلال بالحج أو بالعمرة ، والله تعالى أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]
    • موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      امرأة تلبس أسورة ولا يمكنها أن تنزعهما عند الإحرام إلا عن طريق القص فهل يبقى مكانه عندما تريد أن تحرم أم تقصه؟


      الجواب:
      حقيقة الأمر أنا أعجب مما رأيته عن فقهاءنا رحمهم الله من أن المرأة تؤمر بأن تنزع ما عليها من حلي عندما تحرم ، هذا بطبيعة الحال وجدنا عليه فقهاء المذهب ، وهذا من باب الاحتياط ، ولأجل إبعاد المرأة عما يغري الرجل بها كما تبتعد ويبتعد الرجل عن الطيب ، والإحرام يتنافى مع التطيب ، جعلوا الزينة كذلك الزينة مغرية ، ولكن نحن وجدنا في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها الذي روي عنها موقوفاً عليها ومرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلّم أنه لا بأس بحلي المرأة . هذا بطبيعة الحال مع سترها لهذا الحلي ، ومع وجود رواية بهذا لا نستطيع أن نأخذ بالقياس ، فالقياس إنما يصار إليه مع عدم الدليل الشرعي أي مع عدم النص ، ولكن مع وجود النص لا يعدل عنه إلى القياس ، أنا لا أمنع من أن تتجرد المرأة من زينتها عندما تذهب إلى هنالك بل أقول بأن الخروج من عهدة الخلاف فيه خير وفيه احتياط وكما يقول بعض العلماء ينبغي للمسلم أن يخرج من عهدة الخلاف مهما أمكن ، ولكن مع هذا كله لا أشدد عليها وأقول بأن ذلك لازم عليها مع وجود هذا الدليل ، والله تعالى أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      كنا محرمين وعندما وصلنا عند نقطة التفتيش لم يسمح لنا بالدخول إلا إذا كان الذين يسوقون السيارة يلبسون الملابس المدينة والسواقون كانوا محرمين أيضاً فلبسوا اضطراراً الملابس المدنية وبعد عبروا تلك النقطة رجعوا إلى ملابس الإحرام . فما الحكم؟


      الجواب:
      أعوذ بالله ، هذا أمر غريب لأنهم لا يجوز لهم أن يصدوا أحداً عن البيت الحرام وقد أحرم ، هذا من الصد ، هذا تصرف إن ثبت فهو تصرف ناشئ عن جهل ، لا يكون من مسئول يعي معنى المسؤولية ويعقل معنى المسؤولية وإنما يتصرف بجهله ، والمسئولون الذين هم على وعي وعلى معرفة بأحكام الله لا يفعلون ذلك لأنه لا يجوز لأحد بعدما أحرم أن يتخلى عن إحرامه إلا لضرر ، الضرر هو ما بيّنه الله تبارك وتعالى عندما قال سبحانه وتعالى{ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ }(البقرة: من الآية196) ، واختلفوا في الإحصار هل الاحصار إحصار العدو فحسب وذلك بأن يصد المسلم عن الحج أو عن العمرة بعدما أحرم لهما عدو يمنعه من الوصول إلى البيت الحرام ؟ ، أو أن الإحصار يشمل العدو والمرض .
      فمن العلماء من قال بأن الاحصار إنما هو خاص بالعدو وهذا كما حصل للنبي عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام عندما صده المشركون مع من معه من الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم وكانوا نحو ألف وأربعمائة ، صدهم المشركون عن الإتيان إلى البيت الحرام وحالوا بينهم وبين البيت الحرام في الحديبية . وهناك كل منهم تحلل بعدما قدم ما عنده من الهدي ، بعدما نحروا هديهم في ذلك المكان ، وبعدما نحروا الهدي تحللوا من عمرتهم تلك ، ثم بعد ذلك جاءوا معتمرين في السنة الثانية ، كما تم على ذلك الصلح بينهم وبين مشركي قريش .
      فبعض العلماء يحصر كما قلنا الإحصار في إحصار العدو فحسب ، ومنهم من يقول بأن الإحصار يشمل إحصار العدو وإحصار المرض ، ومنهم من يقول بأن المرض لا يقال أحصره المرض وإنما حصره المرض هناك بحث لغوي فيما يتعلق بهذا الجانب ، ولكن العلماء كثير من علماء السلف جعلوا ما يحصر الإنسان عن الوصول إلى البيت الحرام شاملاً للعدو الصاد عن البيت الحرام وللمرض المانع من ذلك ، ومعنى هذا أن المريض كذلك عليه أن يقدم ما عنده من الهدي والله تبارك وتعالى أولى بأن يعفو عنه وأن لا يؤاخذه .
      ومنهم من قال بأنه لو وقع عليه كسر أو شيء مما يمنعه من أداء مناسك الحج ولم يتمكن من السفر إلى الحج فإنه يبقى بإحرامه ولو إلى عام ، من العلماء من قال هكذا ، فهؤلاء ليس لهم أن يمنعوا أحداً .
      وأنا أنزه المسئولين الذين هم على دراية أو على بصيرة إن كان وقع ذلك فلعل هذا وقع من قوم جهلة لا يعرفون التفرقة بين الحق والباطل وبين الهدى والضلال وبين الجائز وغير الجائز فلذلك تصرفوا ذلك التصرف إن كان ذلك حقاً وقع .
      وبالنسبة إلى من صد إن لم يجد سبيلاً عليه أن يبقى حسبما ما يمكن إذا كان يرجو أن يتوصل إلى الحج والعمرة مع بقاءه بإحرامه ، وعليه أن يتصل ، كان على هؤلاء أن يتصلوا بالمسئولين الذين هم أكبر من أولئك الذين صدوهم إن كان ذلك كذلك .
      أما وقد وقعوا في هذا الأمر فإنهم في هذه الحالة عليهم أن يفتدوا بنسك وعليهم أن يتوبوا إلى الله تبارك وتعالى من فعلتهم هذه ، وعليهم أن يرجعوا إلى إحرامهم ويوصلوا نسكهم ، والله تعالى أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      بالنسبة للرمل في الأشواط الثلاثة في الطواف ، ما هو حكمه؟


      الجواب:
      الأرجح أن يرمل الإنسان في طواف القدوم .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      هل يعفى الإنسان من الهرولة حينما يكون المسعى مزدحما بالناس؟


      الجواب:
      ولو كان مزدحما يتحرك ، يحرك نفسه كأنما يسرع ولو لم يجد فرصة للإسراع .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      ما حكم الشك في السعي؟


      الجواب:
      أنا أعجب من هذا الشك ما هو مصدر الشك ؟ من غرائب الأمور !!! لأن السعي أمره واضح ولعله أوضح من الطواف . قد يكون الشك في الطواف ولكن الشك السعي !!! كيف يكون الشك في السعي ؟ لأنه يبدأ من بالصفا ويختتم بالمروة ، وكل شوط بين الصفا والمروة ، كل جيئة وكل تردد بين الصفا والمروة مما يعد شوطاً كاملا فيستبعد أن يكون هنالك شك ، ولو قدرنا أن هنالك شكاً فإنه يبني على الأقل إذ أمر السعي ليس بأعظم من أمرالطواف والطواف حكمه كحكم الصلاة فكما أن في الصلاة إن شك يبني على الأقل فكذلك الطواف ، والله تعالى أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      من أرهقته رجلاه وتعب هل له أن يستريح؟


      الجواب:
      لا حرج ثم بعد ذلك يبني على ما تقدم من سعيه.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      عندما تقام الصلاة في أثناء السعي يقف الناس الذين يؤدون السعي ، فهل يواصلون بعد ذلك مباشرة؟


      الجواب:
      نعم ، يبني على ما تقدم من سعيه.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      الوقوف على الصفا يبدأ الارتفاع ويوجد بلاط وبقايا الجبل يوجد في الأعلى من أين بالتحديد يجزي المسلم أن يقف؟


      الجواب:
      يؤمر الإنسان أن يرتفع مقدار ما يشاهد البيت الحرام ويقابل البيت الحرام هذا بالنسبة إلى الرجل وأما المرأة فلا عليها إن بقيت في الأسفل قبل أن تصعد.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      الذي يتمتع بالعمرة إلى الحج عندما ينتهي من العمرة ينطلق مباشرة إلى منى فيبيتون فيها ويحرمون في اليوم الثامن من منى ، هل يصح ذلك؟


      الجواب:
      لا مانع من ذلك ، ما المانع من هذا ‍؟

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]
    • موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      إذا أتى رجل من جهة المدينة أو من جهة قرن المنازل وأحرم في اليوم الخامس من ذي الحجة هل يذهب ويمكث في مكة دون أن يطوف ودون أن يؤدي شيئاً من المناسك؟


      الجواب:
      أما الطواف فمختلف فيه قيل يطوف طواف القدوم من غير أن يسعى لأنه إن سعى كانت عمرة ، وقيل ليس له أن يطوف إلا إذا أراد أن يتحلل بعمرة .
      وهو لا ريب يجوز له أن يتحلل بعمرة ذلك أن النبي عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام أمر عندما جاءوا محرمين أمر كل من كان محرماً ولم يسق الهدي أن يتحلل بعمرة ، أن يجعل إحرامه إحرام عمرة إلا إن كان سائقاً للهدي ذلك لأن الله تبارك وتعالى يقول { وَلا تَحْلِقُوا رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّه}(البقرة: من الآية196) .
      وللهدي ميقاتان ميقات زماني وميقات مكاني ، فالميقات المكاني هو الحرم لا يجوز أن ينحر الهدي في غير الحرم ، والميقات الزماني هو بعد أن يؤدي الإنسان فريضة الحج ويرمي جمرة العقبة لأن هذا الميقات بيّنه النبي صلى الله عليه وسلّم بفعله وقال : خذوا عني مناسككم .
      ولذلك من الخطأ ما يفعله كثير من الناس من التهاون بحيث إنهم يتمتعون بالعمرة إلى الحج ولكنهم يؤدون هدي التمتع ما بين العمرة والحج مع أن الموجب لهذا الهدي إنما هو الإحرام بالحج ولا يقاس على ذلك الصوم صوم الثلاثة أيام التي تكون في الحج لأن هذه الثلاثة الأيام يجوز صيامها قبل الإحرام بالحج بسبب أن الأغلب من الصوم هو سبعة أيام يصومها الإنسان بعد فراغه من الحج فلذلك كان تقديم ثلاثة أيام لا حرج فيه فمن هنا كان لا بد من أن يمنع أن ينحر قبل أن يؤدي الإنسان فريضة الحج ، والله تعالى أعلم.

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      الحاج الذي يريد الإفراد يأتي من المدينة ويحرم من ذي الحليفة مثلاً هل يلزمه أن يأتي مباشرة ويبيت في مكة ثم في صباح اليوم الثاني يحرم من مكة وينطلق إلى منى؟


      الجواب:
      بما أنه قصد الحج وأمّ وجهه نحو البيت الحرام لأجل أداء شعيرة الحج فإنه لا يجوز له أن يتعدى الميقات إلا وهو محرم فإن النبي عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام عندما حدد المواقيت قال ( هن لهن ولمن أتى عليهن ممن أراد الحج أو العمرة ) ، ( هن لهن ) : أي هذه المواقيت لهذه الأماكن المخصصة المعلومة . ( ولمن أتى عليهن ) لمن أتى من هذه الأماكن ، لمن أتى من بلاد بعيد ولكن دخل من هذه الأماكن كأن يدخل من طريق المدينة المنورة فإنه يحرم من ذي الحليفة ، أو يدخل من الجهة التي تمر على قرن المنزل كأن يكون آتياً من منطقة بعيدة من نجد ويمر على نجد ثم إلى قرن المنازل فإنه يحرم من ذلك المكان ، أو يكون آتياً من العراق فيحرم من ذات عرق ، أو يكون آتياً من اليمن فيحرم من يلملم ، أو يكون آتياً من الشام أو من مصر فيحرم من الجحفة . قال (هن لهن ولمن أتى عليهن ممن أراد الحج أو العمرة ) .
      فمن أراد الحج أو أراد العمرة لا يجوز له أن يتجاوز الميقات إلا وقد أحرم بالنسك الذي أراد من حج أو عمرة . ثم إن النبي عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة قال : خذوا عني مناسككم . وقد ذهب إلى حيث ذهب ، من الناس من كان محرماً بالحج ، ومن الناس من كان قارناً بين الحج والعمرة ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلّم بعد ذلك أن كل من كان محرماً أن يتحلل بعمرة إلا من كان سائقاً للهدي وقال : لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدي ولجعلتها عمرة .
      ومعنى هذا أن من الناس من كان مهلاً بالحج ، ومن الناس من كان مهلاً بعمرة وحجة معا ، ولربما كان بعضهم من أول الأمر متمتعا قد يكون هكذا ، ولكن لم يتجاوز أحد منهم الميقات إلا وهو محرم ، فلا يجوز لأي أحد أن يتجاوز الميقات وهو يريد الحج أو العمرة إلا وقد أحرم ، والله تعالى أعلم .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      بالنسبة للإحرام هل تلزم له ركعتان تسميان بركعتي الإحرام؟


      الجواب:
      أما اللزوم فلا ، ولكن الإنسان إن أراد الإحرام ينبغي له إما أن يحرم على أثر صلاة صلاها كأن يحرم على أثر صلاة الظهر أو صلاة العصر أو صلاة المغرب أو صلاة العشاء أو صلاة الفجر ، أو أن يحرم بعد أن يركع ركعتين ليكون قد أحرم بعد صلاة كما أحرم النبي عليه أفضل الصلاة والسلام بعد الصلاة .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      تدور على ألسنة خصوم الإسلام شبه منها يقولون بأن في الحج بقايا من الوثنية من حيث تقديس الأحجار والطواف حولها والازدحام من أجلها ، فكيف يرد على مثل هذه الشبهة؟


      الجواب:
      أعوذ بالله ، هذه شبه أهل الجاهلية ، نحن وجدنا هذه المقالة قالها من قالها من الملاحدة ، وقالها من قالها من النصارى من أمثال زويمر الذي حاول أن ينتقد الإسلام بسبب ما كان يعتمل بين جوانحه من حقد على الإسلام والمسلمين وكان هو يطمح إلى تنصير الجزيرة العربية بأسرها والقضاء على الإسلام في مهده كان من ضمن ما انتقد به الإسلام أن الإسلام لا تزال فيه بقايا وثنية ومن بين هذه البقايا تعظيم البيت الحرام .
      هذا ولا ريب أن البيت الحرام أولاً قبل كل شيء تعظيمه ليس تعظيماً ناشئاً من فكر الإنسان القاصر المحدود ، هنالك فارق بين أن يكون الإنسان معظماً لشيء أُمر بتعظيمه من قبل ربه سبحانه وتعالى ، وبين أن يكون معظماً لشيء تعظيمه أخترع تعظيمه من تلقاء نفسه ، فإن الله تبارك وتعالى تعبد عباده بما تعبدهم به ، تعبدهم بأمور يعرفون غاياتها ويعرفون حكمها وأبعادها فهذه الأمور هي أمور كما يعبر عنها العلماء معقولة المعنى لأن حكمها واضحة ونتائجها وثمارها ظاهرة ، وهنالك أمور أخرى هي بخلاف ذلك ، أمور تعبدنا الله تبارك وتعالى من غير أن نعرف الحكمة فيها مثال ذلك الصلوات الخمس ، الصلاة من حيث العموم هي معقولة المعنى والغاية لأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر ولأجل هذا اُمرنا بإقامتها { وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}(العنكبوت: من الآية45) ، ولكن هل معنى هذا أن كل ما تنطوي عليه هذه الصلاة هو معقول المعنى ندرك أبعاده وغايته ؟ . لا ، فهنالك فارق بين صلاة الظهر وصلاة العصر وصلاة المغرب وصلاة العشاء وصلاة الفجر ، ففرض الظهر والعصر والعشاء أربع ركعات ، وفرض المغرب ثلاث ركعات ، وفرض الفجر ركعتان لماذا كان ذلك ؟ ذلك أمر لا ندريه ، كذلك نفس هذه الصلاة بعض الأعمال تتكرر فيها في كل ركعة ، وبعضها لا تتكرر ، الركوع في كل ركعة هو متكرر ، الركوع يتكرر في كل ركعة ولكن مرة واحدة بينما السجود يتكرر في كل ركعة مرتين ، كذلك تكبيرة الإحرام هي تكبيرة واحدة وإن كان التكبير يتكرر في جميع الانتقالات ولكن هو غير تكبير الإحرام ، التشهد يتكرر مرتين في الرباعية والثلاثية ويكون مرة واحدة في الصلاة الثنائية لماذا ذلك ؟ هذه أمور لا ندريها إنما علينا أن نسلّم بأمر الله تبارك وتعالى لأننا لو حاولنا أن نتكلم فيها فإننا ننطلق في حديثها عن التخمين والظن ، وليس لنا أن نقطع في هذه الأمور بمجرد ما يعتمل في نفوسنا من ظنون لأن هذه الظنون كثيراً ما تكون خاطئة . فهذه أمور تعبدية علينا أن نتقبلها ولو كنا لا نعرف الحكمة منها فليس لنا نتساءل لماذا يتكرر السجود ولا يتكرر الركوع ، بل علينا أن نمتثل أمر الله وبهذا يتبين الفارق بين المطيع والعاصي وبين المؤمن والكافر وبين البر والفاجر .
      كذلك بالنسبة إلى أعمال الحج هناك أعمال هي غير معقولة المعنى وإنما هي أعمال تعبدنا بها فعلينا أن نمتثل أمر الله سبحانه وتعالى ، قد تكون هنالك أسباب نتصور ونعتقد أنها هي من وراء مشروعية بعض هذه الأحكام ولكن ليس لنا أن نقطع بهذه الأسباب إذ هذه أمور ظنية لا يقطع بها ما لم يكن هنالك دليل قطعي نصي يدل عليها ، مثال ذلك السعي بين الصفا والمروة ذلك أمر نحن لا نستطيع أن نقطع بأن سببه كذا وإنما قيل بأن سببه ما كان من قصة هاجر عليها السلام ، ولكن لماذا خلد الله تبارك وتعالى هذا الأمر وجعله عبادة تجب على العباد ؟ ذلك أمر لا ندريه .
      الهرولة التي تكون في السعي كذلك نفس الشيء أمر نحن لا نستطيع أن نقطع بسببها وإن كان قيل بأننا نهرول حيث كانت هاجر تهرول ، كذلك بالنسبة إلى الوقوف بعرفات ولماذا خص باليوم التاسع دون غيره من الأيام ، والبقاء في منى لمدة ثلاثة أيام ورمي الجمار فيهن كل ذلك من الأمور التي علينا أن نسلم تسليماً لها من غير أن نخوض في أعماقها .
      أما بالنسبة إلى تعظيم الكعبة وتعظيم الحجر الأسود فإن هذا أمر فرضه الله تبارك وتعالى علينا ، ونحن نرى فيما جعله الله سبحانه وتعالى من أعراف العباد ما فيه مقنع لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، نحن نرى أن خرقة تعلق فتكون تلك الخرقة لها شأن عند الناس بسبب أنها علم لدولة من الدول ، أصحاب تلك الدولة يحرصون على ألا تمس بسوء قط مع أنها مجرد خرقة ليست لها ميزة دون غيرها من الخرق ولكن صارت رمزاً لتلك الدولة .
      فالكعبة البيت الحرام إنما هو رمز لامتثال دين الله والانصياع لأمر الله . وهنالك تلتقي وفود الله تبارك وتعالى التي تأتي من بقاع الأرض كما قال سبحانه وتعالى { لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ}(الحج: من الآية28) ، ومن بين هذه المنافع ما يحصل ما بينهم من التعارف وما يحصل ما بينهم من التآلف وما يحصل ما بينهم من الانسجام ، وما يحصل بينهم من التعاون على البر والتقوى .
      فإن وفود الحق سبحانه تأتي من بقاع الأرض إلى تلكم الأماكن المقدسة على اختلاف أحوالها وهم كلهم يأمون تلكم الكعبة ، وهم جميعا يرددون شعاراً واحداً قائلين جميعاً : لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك ، هم يرددون هذا الكلام نفسه على اختلاف ألسنتهم ، والكل أيضاً يتجرد في ثوبين مع ما يكون بينهم من التمايز عندما يكونون في حالاتهم العادية بحيث يكون هذا متميزاً هذا بزيه وذاك متميزاً بزيه إلا أن كل واحد يترك زيه ليتجرد في ثوبين ، ثم مع هذا يحصل أيضاً تلاقي أصحاب المهارات وأصحاب الخبرات على اختلاف أنواعها وفي هذا ما يجعلهم يتعارفون ويبحثون قضاياهم ومشكلاتهم المتنوعة ويعطون الحلول فيكون في ذلك تعاون على البر والتقوى بمشيئة الله وينطلقون من هنالك وكل واحد منهم أخذ شحنة إيمانية في نفسه من خلالها يتمكن بأن يشق طريق الخير داعياً إلى الله سبحانه وتعالى ممتثلاً لأمره متجرداً من جميع ما يعوقه عن السعي إلى الخير والدعوة إليه ، هذا كله من حكمة مشروعية الحج كما قال سبحانه وتعالى { لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ….}(الحج: من الآية28) .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]
    • موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      ما هي الآثار الروحية والسلوكية التي تطبعها فريضة الحج على المؤمن؟


      الجواب:
      بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
      فإن الله تبارك وتعالى خلق الإنسان خلقاً سويا ، وجعل خلقه جامعاً لجوانب شتى نفسية ، فهو كائن عاقل ، وبسبب هذا العقل كُلّف ما كلف من الواجبات لأنه بدون عقل يكون أشبه ما يكون بالكائنات التي تشاركه البقاء والوجود في هذه الأرض ولا تشاركه العقل والتكليف .
      ولكنه بجانب هذا فإن الله سبحانه وتعالى لم يحرمه من العاطفة ، هذه العاطفة تجعله يتشوق ويتطلع ، وهذا الشوق قد يكون شوقاً إلى خير ، وقد يكون شوقاً إلى شر ، إلا أن الله تبارك وتعالى جعل فيما شرع في الدين الإسلامي ما يتلاءم مع فطرة هذا الإنسان ، فهو يملأ جميع تطلعات الإنسان سواء ما يرجع منها إلى العقل أو ما يرجع منها إلى العاطفة . فالأشواق التي ترجع إلى عاطفته إنما هذه الأشواق يجد الإنسان ما يشفيها من خلال ما شرع الله تعالى وما أمر به .
      فلا ريب أن الإنسان وهو يؤمن بالله تبارك وتعالى ، ويؤمن برسله المصطفين الأخيار ، ويؤمن بدينه الحق الذي شرعه لجميع عباده وأرسل به جميع رسله وهو دين الإسلام ، ويؤمن بوحي الله سبحانه وتعالى ، لا ريب أن هذا الإنسان مع إيمانه بهذا كله تنطبع في نفسه انطباعات تدعوه إلى أن يرتبط بأماكن في هذه الأرض .
      والله سبحانه المعبود وهو منزه عن المكان والزمان لأنه كما قلنا أكثر من مرة قد كان قبل خلق الزمان والمكان وهو على ما عليه كان ، لا يُدرك بعين ولا يُطلب بأين ، فلذلك كان الإنسان وهو يتوجه إلى ربه سبحانه وتعالى المنزه عن الأمكنة والأزمنة لا بد له من أن يجد ما يملأ فراغ نفسه من حيث إنه يرتبط بأماكن ذات قدسية وذات مكانة ولها تاريخ وتتطلع النفوس إليها وتشتاق القلوب إلى أن تصل إلى جنباتها لتنعم بالخلود فيها .
      فجعل الله سبحانه له بيتاً من أمّه أحس من أعماق نفسه أنه يؤم نحو أمر الله تبارك وتعالى ويتجه إلى ربه عز وجل ، فلذلك كان الاتجاه إلى هذا البيت اتجاه إلى الله ولا أدل على ذلك مما جاء في الحديث الصحيح عن النبي عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام من الأمر بعدم البصاق عندما يكون الإنسان يصلي تجاه قبلته لأن الله بينه وبين قبلته أي لأنه اتجه إلى ربه باتجاهه إلى تلكم القبلة ، ولا يعني ذلك أن الله تبارك وتعالى حالّ فيما بينه وبين قبلته ، ولكن يحس الإنسان وهو يناجي ربه بهذه الصلاة أنه متجه إليه بروحه وبأعماق نفسه ، فهو سبحانه وتعالى وإن لم تكن له جهة إلا أن توجه هذا العبد إلى مكان مقدس ومكان معظم عند الله سبحانه وتعالى وقد أُمر العبد بتعظيمه وتقديسه يحس الإنسان بأنه متجه إلى ربه فضلاً عما يرتبط به هذا المكان من تاريخ عظيم ، هذا التاريخ نحن لا نستطيع أن نبدأ من أوله لأن بدايته غير واضحة لنا ، فالله سبحانه أخبرنا بأن البيت الحرام هو أول بيت وضع للناس يقول عز من قائل { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً } (آل عمران:96-97) ، بين الله سبحانه وتعالى أنه أول بيت وضع للناس ، وذكر أن من الآيات العظيمة التي فيه مقام إبراهيم .
      ولكن مع هذا نجد في ثنايا ما أنزل الله تعالى في كتابه ما يدل على أن هذا البيت الحرام سابق على عهد إبراهيم ، فإن إبراهيم عليه السلام عندما جاء بابنه إسماعيل وأمه هاجر عليهما السلام إلى هذا المكان المقدس كان فيما حكاه الله تعالى عنه في ضراعته وتوجهه إلى ربه أنه قال { رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} ( إبراهيم:37) ، ومعنى ذلك أن البيت الحرام كان موجوداً قبل أن يقوم بتشييده وبنائه إبراهيم عليه السلام ، لأن إبراهيم عليه السلام إنما بناه بعدما كبر إسماعيل ، وبعدما تردد مرتين من أرض الشام إلى أرض الحجاز ليزور إسماعيل عليه السلام ولم يره كما دل على ذلك الحديث الذي أخرجه البخاري من طريق ابن عباس رضي الله عنهما وهذا مما يدل دلالة واضحة على أن بناء إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام للبيت العتيق كان بعد هذا الدعاء الذي توجه به إبراهيم عليه السلام إلى ربه عندما أسكن إسماعيل عليه السلام في ذلك المكان المقدس .
      فإذن بداية بناء هذا البيت الحرام أمر غير معروف عندنا ولكن بُني بأمر الله ، وبناه من بناه من صفوة خلقه الله سبحانه الذين اختارهم الله تعالى على علمه ليكونوا حملة لمشعل الهداية بين الناس ، ويكفينا أن من أمّ هذا البيت الحرام يستذكر تلكم العهود ، يستذكر إبراهيم عليه السلام وهو يجأر إلى ربه سبحانه وتعالى بالدعاء { رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ} ( إبراهيم:37) ، ويستذكر أيضاً ما كان من أمر إسماعيل عليه السلام وأمه هاجر عليها السلام وقد تركهما إبراهيم منفردين في ذلك المكان وإسماعيل لا يزال صبيا ، وكيف اشتد الأمر بهاجر وبابنها إسماعيل عندما كان إسماعيل يكابد ما يكابد من الظمأ حتى تداركتهما عناية الله ففجّر الله تبارك وتعالى لهما العين التي لا تزال بركتها باقية إلى الآن ، وكان ذلك سبباً لئن يأتي إليهما من يأتي من قبيلة جرهم ليسكنوا في ذلك المكان الذي كان متروكاً ومهجورا .
      هذا كله مما يستذكره الإنسان ، وإيمانه بأن عناية الله تبارك وتعالى هي التي تداركت الطفل الصغير وهو في ذلك الموقف الحرج وتداركت أمه وهي أيضاً في تلكم الحالة العصيبة كيف كانت تشاهد ولدها يقاسي ألم العطش ، هذه العناية يرجوها المسلم في كل مكان ، فعندما يتوجه إلى ذلك المكان ويأتي إليه ويطوف بذلك البيت لا ريب أنه يشعر بهذه العناية التي يحوط الله تبارك وتعالى بها عباده المؤمنين فيرجو أن يكون له نصيب وافر من هذه العناية الربانية ليشق طريق حياته غير لاو على شيء من تحدياتها ، ويمتثل أمر ربه سبحانه وتعالى كيفما كلفه ذلك من المشقة والتعب .
      هذا وبجانب هذا أيضاً فإن الدعوة التي انبعثت من ذلك المكان على يدي عبدالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلّم ليجلجل صداها في أنحاء العالم بأسره حتى يمتد هذا الصدى عبر الأجيال المتعاقبة والقرون المتتابعة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، هذه الدعوة انطلقت من النبي صلى الله عليه وسلّم في ذلكم المكان ، فعندما يأتي الإنسان بعد طوافه بالبيت الحرام إلى الصفا ليبدأ السعي بين الصفا والمروة تتفاعل في نفسه أحاسيس متنوعة فهو يذكر كما قلنا مأساة إسماعيل وهاجر عليهما السلام وكيف كانا يكابدان المشقة حتى تداركتهما عناية الله ولا سيما عندما يبدأ السعي فيستذكر كيف كانت هاجر تتردد في ذلك المكان ذاهبة وآئبة وهي ترجو رحمة الله تعالى بها وبابنها .
      وكذلك يتذكر ما كان من دعوة النبي صلى الله عليه وسلّم عندما جاء إلى الصفا بعدما أنزل الله تبارك وتعالى عليه {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ} (الشعراء:214) فصعد على الصفا ونادى في قريش واصباحاه فاجتمعت حوله وقال لهم : أرأيتم أن لو أخبرتكم أن خيلاً وراء هذا الجبل مغيرة عليكم أكنتم مصدقي ؟ فقالوا له : ما جربنا عليك كذبا . فقال لهم : إني لكم نذير بين يدي عذاب شديد . فابتدره عمه أبو لهب قائلاً له : تباً لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا ؟ فكان ذلك سبباً لنزول الوعيد الشديد الذي تضمنته سورة بأسرها أنزلها الله تبارك وتعالى من أجل توعد أبي لهب في مقابل هذا العنت وهذا الشقاق إذ كان إمام الكافرين فكان هو الرائد لهم في تكذيب النبي صلى الله عليه وسلّم .
      فهذا مما يبعث في نفس الإنسان الأمل فإن تلك الدعوة مع ما واجهته من التحديات من أقرب الأقرباء وأخص الخاصة الذين كانوا حول النبي صلى الله عليه وسلّم هذه الدعوة آتت ثمارها ولو بعد حين وأخذت تنتشر وسط أنواع التحديات ، فهكذا الدعوة إنما هي دعوة إلى الحق هي دعوة تحتاج إلى تضحية وإلى فداء طريقها غير مفروش بالياسمين والورود وإنما هو مفروش بأشواك القتاد فلا بد للمسلم أن يصبر ويصابر حتى تؤتي هذه الدعوة ثمارها بمشيئة الله تعالى ، والله المستعان .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]
    • موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]


      السؤال:
      بعض الناس يقومون باستئجار حجة إلى بيت الله الحرام وهم لم يحجوا عن أنفسهم فهل يصح لهم ذلك؟


      الجواب:
      هذا خطأ ، ما كان ينبغي لأحد أن يأخذ حجة عن غيره نيابة عنه مع أنه لم يحج بنفسه عن نفسه ، فالنيابة عن الغير تكون بعد الحج عن النفس بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلّم سمع أحداً يقول لبيك عن شبرمة فسأله عن شبرمة فأخبره أنه أخوه فسأله هل حج عن نفسه قال له لا فأمره أولاً أن يحج عن نفسه .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      رجل اعتمر لأول مرة وعندما ذهب ليعتمر للمرة الثانية تبين له أنه طاف من غير المكان الذي طاف منه للعمرة الثانية وهو بداية الحجر الأسود وأن الطواف الثاني كان صحيحاً فماذا عليه؟


      الجواب:
      إن كان بدأ طوافه قبل الحجر فإن الحجر يكون داخلاً في الطواف ولا عليه من ذلك حرج ، وأما إن كان بدأ الطواف بعد الحجر ففي هذه الحالة يكون الطواف قاصرا وتكون العمرة غير صحيحة ومعنى ذلك عليه أن يعيد العمرة مع كونه يلزمه دم لتحلله قبل أن يؤدي مناسكه .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      ما نصيحتكم لمن وفقه الله للذهاب إلى العمرة والحج وبعدها رجع إلى سالف عهده من ارتكاب المحرمات؟


      الجواب:
      نقول له ولغيره الواجب عليهم أن يتقوا الله وليس التقوى بسبب الحج والعمرة فحسب وإنما التقوى فريضة على الإنسان من أول مراحل حياته ، فإن تقوى الله تعالى ضمان للإنسان في الدنيا والآخرة وحسب امرئ من دنياه أن يعمل بطاعة ربه وأن يقف حدوده ، والله تعالى أعلم .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      امرأة أسلمت في دولة مسلمة وليس لديها محرم وترغب في الحج ، فهل يصح لها أن تحج بغير محرم ، أو هل هناك طريقة أخرى؟


      الجواب:
      الطريق الآخر إن كانت تحج حجة الفريضة أن تذهب في رفقة جماعة المسلمين المصاحبين لنسائهم وهم ثقات أمناء ، فإن أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن حججن مع أمير المؤمنين عمر رضي الله تعالى عنه ، وقد استدل العلماء بهذا على جواز حج المرأة في برفقة جماعة المسلمين الموثوق بها ، ولا بد من أن يكونوا مصاحبين لنسائهم ففي ذلك حل لمشكلتها إن شاء الله .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      السؤال:
      إذا كان الرجل قادراً على الحج ولكنه لمشاغل الحياة لم يحج ومات على ذلك ، فهل يسقط عنه العذاب إذا حج عنه أولياؤه.


      الجواب:
      نسأل الله تبارك وتعالى اللطف ، حقيقة الأمر قضية العذاب هذه مردّها إلى الله تبارك وتعالى ، لأن الله هو العليم بسريرته عندما مات هل كان مصراً على عدم المبالاة بالحج أو أنه كان تائباً إلى الله تعالى ، نادماً على تأخيره الحج ، راغباً أن لو استقبل من أمره ما استدبر ، فلذلك ينبغي أن نكل هذا الأمر إلى الله تبارك وتعالى وحده .
      بالنسبة إلى الأولاد فإنهم يؤمرون بأن يحجوا عنه وذلك من برهم بأبيهم وإحسانهم إليه كما دلت على ذلك الروايات عن الرسول عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام ومنها حديث الخثعمية ومنها حديث التي ماتت وقد نذرت أن تحج والمرأة التي ماتت ونذرت أن تصوم فأمر النبي صلى الله عليه وسلّم بقضاء الصوم والحج ، وهكذا ينبغي للأولاد أن يحجوا عنه وأن لا يترددوا في ذلك .

      [موسوعة الفتاوى ـ فتاوى في الحج والعمرة]

      المصدر:
      من موقع "موسوعة الفتاوى"(http://www.ftawaa.net)