مؤسسات المجتمع المدني : الحلقة الأضعف

    • مؤسسات المجتمع المدني : الحلقة الأضعف

      مؤسسات المجتمع المدنى هي جمعيات يؤسسها مجموعه من الأفراد والجهات غير الرسمية
      بصفتها عناصر ناشطه وفعاله في المجالات التربوية والعلميه والاقتصادية والصحية والثقافية
      والخيرية وغيرها، وهي تصنف كمؤسسات ثانوية ومنها الجمعيات الأهلية والنقابات العمالية
      والمهنية والجمعيات التجارية والصناعية وجمعيات الكتاب والأدباء والفنانين وجمعيات المرأه
      والأنديه بمختلف أنواعها وكل المؤسسات التطوعية؛ ولا تندرج تحت مسماها مجتمعات
      كالأسرة والقبيلة والطائفة المذهبية أو الدينية وطبعا المؤسسات الحكومية، ويبقى نطاق المجتمع
      المدني محصورا في إطار المؤسسات والمنظمات غير الحكومية التي تقوم من منطلق على العمل
      التطوعى. وقد تحصل على بعض الدعم الرسمي المادي والمعنوي من جهات عدة وعلى رأسها
      الحكومة كشريك شرعي .


      والهدف منها هو تمكين أفرادها النشطين الطموحين من تحمل مسئولية أكبر في إدارة شؤون
      المجتمع وإعطائهم الحريه في المشاركه في التشريع والتنفيذ في حدود مؤسساتهم كدافع لهم
      على الوفاء بما قطعوه على أنفسهم من بذل وعطاء دون قيود كثيره تكبل التجسيد العملي لما
      تختمره عقولهم من أفكار بناءه سواءا أكان ذلك بالوسط الفكري التوعوي المستنهض الكتابي
      أو بالمشاريع والتعمير
      ولكن قد تتداخل بعض المؤسسات الحكوميه ممثلة في بعض الوزارات في التأسيس والرعاية
      والإشراف والمتابه ولكن لا يحق لتلك المؤسسات الرسميه أن تسيس عمل المؤسسات المدنيه
      بما يحرم أفرادها وأفراد المجتمع من بعض مزاياها


      وحتى تكون تلك الجمعيات ناجحه وترى النور وتمضي في طريقها الذي رسمته لابد أن تتكون
      من عناصر مؤسسه متطايقه فكرا وتوجها حتى لا يعتريها القصورحينما يدب الخلاف بين
      أفرادها أو تنحرف عن مسارها الأصلي إذا ما إفتقدت إلى قاعدة وأسس ثابته راسخه تقوم
      عليها وترسم عليها مساراتها
      ولا بد لها أن تعمل على تثقيف الناس بماهيتها وأهدافها حتى تلقى الترحيب منهم والدعم والإقبال
      نظرا لكونها تمثل العمل الجمعوي الذي لا يتوقف على عدد محدود من الأعضاء وإنما هي
      قابلة لضم كل من هو مؤهل وتنطبق عليه الشروط وهي بذلك تنافس التجمعات الحزبيه السياسيه
      التي أمست بعض الجماهير تنفر من العمل بها وتتجه نحو العمل الجمعوي الذي يجسد الجانب
      الخدمي الخيري بينما لا يجسد التجمع الحزبي السياسي في غالبه سوى الخطب الرنانه التي قد
      تخلق المشاكل والوعود الورديه التي قد يوفى بها .


      كما يحق لتلك الجمعيات أن تكون نقابات تمثلها وتطالب بحقوق منتسبيها وأن يكون لها دور في
      التشريع والتنفيذ أوالإستشاره والمتابعه وأن يكون لها حق تنفيذ مناشطها المختلفه التي تنصب
      لخدمة الوطن دون متابعة مباشره أو إدارة وتحكم من المؤسسات الحكوميه كما يحق لها
      الإستقلال عن المجتمع السياسي وعدم التبعيه لأجندته طالما أن برنامجها ودستورها الخاص قد
      أعتمد وأعطي جانب الشرعيه من قبل الحكومه


      ولكن ليس المقصود من المجتمع المدني ايجاد معارضة سياسية في مواجهة الدولة ، إذ ان فاعلية
      المجتمع المدني بكل تكويناته تنطوي على أهداف أوسع من مجرد المعارضة؛ إنها المشاركة
      بمعناها الواسع سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا أي بالتحديد فان وظيفة المجتمع المدني هي
      وظيفة تسييرية شاملة في المجتمع ككل وتبقى السلطة الرسميه هي الراعيهالحاميه والعين الحارسه
      الرقيبه ومنفذ العبور والجهة الميسره المسهله الداعمه .


      وأخيرا فإن هذا الحديث يقودنا إلى تصور إمكانية أو عدم إمكانية وجود مجتمع مدني بدول العالم

      الثالث التي لا تكون الديمقراطية حاضرة فيها؛ بل إن توجهات المجتمع المدني بتلك الدول جاءت
      نتيجة انفتاح النخبة المثقفة فيها على الفكر الأوروبي إلا أن هذا الانفتاح اصطدم بالكثير من
      المعوقات السياسية والاجتماعية مما جعل عملية تكريس مجتمع مدني بهذه البلدان مسألة صعبة
      التحقق نتيجة لوجود حالة الفراق بين المجتمع المدني والمجتمع السياسي حيث تسود لغة التسلط والاستبداد
      وتغيب الحريات المدنية والسياسية في بعض الدول بشكل يصبح معه من المبالغة في القول الحديث عن مجتمع مدني .
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • ترى أين من الممكن أن نضع مؤسسات المجتمع المدني لدينا من النواحي المختلفه
      قياسا بغيرنا ؟؟
      وما حجم وجودها وحضورها وتفاعلها مع قضاياها المنوطة بها ؟؟
      وهل حجم الدعم بكافة أشكاله الذي تتلقاه يشكل الرافد الأساسي المعين لها ؟؟
      وما مدى تقبل وتوجه الأفراد لتشكيلها أو العضوية بها كل حسب توجهاته ؟؟
      وهل الإشتراطات والقيود الرسميه ميسره لها أم أنها معقده ومحبطه في بعض ألأحيان ؟؟

      الإجابة على الأسئلة السابقه تمكننا من تقييم ما وصلنا إليه أو ما نحن بحاجة إليه في مجال
      تلك المؤسسات وشراكتها في خدمة المواطن جنبا إلى جنب مع ركن المؤسسات الرسميه .
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • هادئ ... تسلم ع الطرح الرائع


      بحكم اقامتي في منطقة بعيدة عن العاصمة ... مؤسسات المجتمع المدنى غير موجودة نهائيا ... ما الأسباب ؟؟ لا أعلم....
      دائما هناك بذرة خير في كل مجتمع ،، ولكن من يأخذ بيد الآخر؟!!
      لا يوجد دعم كافي للافراد ،، سواء كان دعم مادي أو معنوي ... فالغالبية العظمى يفتقدون لثقافة العمل التطوعي الذي يخدم المجتمع ،، نفكر دائما ما المردود المادي الذي يعود علينا ؟؟
    • سماااا كتب:

      هادئ ... تسلم ع الطرح الرائع



      بحكم اقامتي في منطقة بعيدة عن العاصمة ... مؤسسات المجتمع المدنى غير موجودة نهائيا ... ما الأسباب ؟؟ لا أعلم....
      دائما هناك بذرة خير في كل مجتمع ،، ولكن من يأخذ بيد الآخر؟!!

      لا يوجد دعم كافي للافراد ،، سواء كان دعم مادي أو معنوي ... فالغالبية العظمى يفتقدون لثقافة العمل التطوعي الذي يخدم المجتمع ،، نفكر دائما ما المردود المادي الذي يعود علينا ؟؟



      إذا فهي حلقه مفقودة لديكم فضلا عن أنها ضعيفه

      ربما يكون جانب التقصير من الشباب أنفسهم أو من القيادين بين الأفراد
      وربما لعدم إهتمام المؤسسات الرسميه المتابعه والمباشره بالتوعيه والإعلام
      لهذه النوعيه من المؤسسات الجمعويه التنمويه كما أوردت بحديثك
      فعمل الخير يكون في أوجه إذا توافقت كل الأطراف عليه
      ولا أدري سر عدم التوجه الرسمي لتشجيع مثل هذه المؤسسات المدنيه الخدميه
      في سند دافع للمؤسسات الرسميه نحو تحقيق الأفضل لهذا البلد

      أتمنى لكم التوفيق
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • موضوع جيد وطرح ممتاز جدا اخي هادئ


      لا اخفيك فكرت كثيرا بهذا النوع من المجتمعات في قريتنا التي تقع في مدينة كبيرة قريبة من العاصمة

      فئات العمل التطوعي لدينا ليست مفقودة ولكن ينقصها التنظيم

      وما لاحظته ان بعض هذه الفئات ليسوا من الشباب الطامح الصحيح البنية الذي يستطيع توفير الكثير وانما اما ان تراهم شيوخا كبار غرس فيهم حب الخير منذ نعومة اظافرهم ام انهم من الشباب "المحتاج بنفسه لرعاية" فيتطوعون من باب توفير العون الذي حرموا هم منه لاشخاص يشتركون معهم فالاحتياج واقصد بهذا المثال الاشخاص الذين يتطوعون لرعاية المعاقين ع سبيل المثال

      يزاحمني الوقت على التعمق ولكن لي عودة باذن الله

      لك تحياتي اخي هادئ
      انسان جديد
      قلب قوي
      ونبض صافي
    • مجتمعنا يحتاج إلي فكر واعي وتوعية بأهمية العمل التطوعي والمردود الذي ربما نستفيد منة من هذا العمل الذي هو بلا شك خدمة للة سبحانة وتعالي وللمجتمع من حولنا وبلا شك نحتاج إلي دعم وإشراف من المؤسسات المناط إليها مثل هذة الجمعيات.

      تحيتي وتقديري

      ومسائكم سعيد
      أكتب ما اشعر به وأقول ما أنا مؤمن به انقل هموم المجتمع لتصل الي المسئولين وفي النهاية كلنا نخدم الوطن والمواطن
    • القلب القاسي كتب:

      موضوع جيد وطرح ممتاز جدا اخي هادئ


      لا اخفيك فكرت كثيرا بهذا النوع من المجتمعات في قريتنا التي تقع في مدينة كبيرة قريبة من العاصمة

      فئات العمل التطوعي لدينا ليست مفقودة ولكن ينقصها التنظيم

      وما لاحظته ان بعض هذه الفئات ليسوا من الشباب الطامح الصحيح البنية الذي يستطيع توفير الكثير وانما اما ان تراهم شيوخا كبار غرس فيهم حب الخير منذ نعومة اظافرهم ام انهم من الشباب "المحتاج بنفسه لرعاية" فيتطوعون من باب توفير العون الذي حرموا هم منه لاشخاص يشتركون معهم فالاحتياج واقصد بهذا المثال الاشخاص الذين يتطوعون لرعاية المعاقين ع سبيل المثال

      يزاحمني الوقت على التعمق ولكن لي عودة باذن الله

      لك تحياتي اخي هادئ


      أتمنى لكم التوفيق أختي الكريمه بأن تشهد منطقتكم تآلفا روحيا وماديا يجمع كل فئات
      المجتمع على العمل من أجل الصالح العام
      وأتنمى أن تلقى طموحاتكم كل الرعاية والإهتمام لبناء مجتمع أفضل ومتكامل
      فمؤسسات المجتمع المدني لو وجدت الأرض الصلبه لترسو عليها وتبحر من خلالها
      لكانت دافع لمؤسسات الحكومه في دفع مسيرة التنميه
      الشعوب عندما تبني ما تريد بوجود من يوجهها فإنها تعمل بكل أمانة وجهد وإخلاص
      فلماذا لا تمنح الفرصه لتكون عقل يفكر ويدا تنفذ

      ونترقب عودتك بإذن الله

      شكرا لك
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • إبن الوقبـــة كتب:

      مجتمعنا يحتاج إلي فكر واعي وتوعية بأهمية العمل التطوعي والمردود الذي ربما نستفيد منة من هذا العمل الذي هو بلا شك خدمة للة سبحانة وتعالي وللمجتمع من حولنا وبلا شك نحتاج إلي دعم وإشراف من المؤسسات المناط إليها مثل هذة الجمعيات.

      تحيتي وتقديري

      ومسائكم سعيد


      بالفعل هذا هو ما ينقص مجتمعنا بالمقام الأول في نطاق العمل التطوعي الجمعوي
      التوعيه ووضع النقط على الحروف ورسم المسارات السليمه مع إحترام عقليه الأفراد
      وإيفائهم حقهم في المشاركه في التأسيس والتنفيذ
      وفي المقام الأول هو بلا شك عمل تطوعي خدمة للوطن ولأولي الأمر بما يرضي
      الله تعالى

      ولك منا أجمل تحية وتقدير

      ومسائك أسعد أستاذنا الفاضل
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • العمل التطوعي فرصة للمواطن بأن يشارك بكل شيء ويدرك كل جوانب التنميه
      وما تحتاجه وما يقف في طريقها من معوقات وما هو ممكن بالوقت الحاضر
      وما هو منشود للمستقبل حتى يجد في نفسه القناعه بأن ما يبذل يرقى إلى الحد الأعلى
      من طموحه ومن المستطاع وفق الظروف المصاحبه لكل مسيرة زمنيه
      كما أنها فرصة لتحميله جانب من المسؤوليه كونه المستهدف بكل ما تحمله خطط التنميه
      من إستراتيجيات وهي منه وإليه وعلى قدر بذله ينال

      نتمنى حقا أن تتبنى الجهات المسؤوله عقليه الفرد العماني وطاقاته الكامنه المتعدده
      كقضية أساسيه حتميه مصيريه
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ