فعندما يصادف الحب الصادق الذي يبنى أساسه السليم على الكلمة الصادقة ، والنية الحسنة ، بعض العقبات تعترض مساره ولا يصل إلى الهدف المنشود مما قد يتعرض للفشل ، فقد يفكر البعض بأن ذلك الحب لا يمكن أن يعاود مساره السابق ، لكن عندما تصفى القلوب فلا يلامسها شي من الخيانة ، وتظل تلك الأعين المتحاورة سنوات تقاسي عذابه وآلامه ، وتزداد قلوبها تمسك به، فتنغرس بصماته بجوفها ، طالما كتب لها أن تتباعد بفرض حجج باطله من قبل قلوب متحجرة لا تعرف باب الرحمة لديها همها التسلط والإنفراد ، بقرار قد يكون مصيره الفشل ، فإن تلك القلوب تظل سنوات يراودها الأمل بأن تنجلي الغمائم السوداء التي تعترض مساره ، وما أن تصفي سمائه ويلوح فجره مشرقا بنوره مبشرا تلك القلوب بولادته من جديد ، تعاود تلك العيون مرة أخرى لتتحاور فتصل في النهاية إلى بر الأمان . فوصفت الحالة بهذه الكلمات المتواضعة لأنني لست بشاعر ولا أميل للشعر كثيرا.
رأيتها تمشي رويدا ما بين نخيل باسقات
رأيتها وقلبي توقف ثم أرسل نبضات
قلت لها :ـ
مالك فلانة ، ليش عيونك حايرات !
حاورت عيونها بعيوني ـ وراحت تذرف دمعات
كأنها درر استقرت ـ ما بين خد والشفات
أخذتها ما بين يدي ـ ومسحت تلك الدمعات
على أثرها أقنعت نفسي بأن الحب ـ قد يعاود الأعين المتحاورات
قالت لي :ـ
مد يداك وأرحم نفسي ـ فروي قبلي بجرعات
جرعات من حب صادق ـ عاش بقلبي سنوات
أنت بسلم بوسط قبلي ـ يشفي جروحي النازفات
أنت من أبعدت نفسك ـ عن عيون ناضرات
أنت من أتخيل ضله ـ في الليالي المقمرات
أنت من سيرجع لقلبي ـ الحياة بعد الممات
قلت لها :ـ
أنت يا من أفاقت روحي ـ بعدما كانت في سبات
قادرا أن أسموا بحبك ليعانق ـ الجبال الشاهقات
أتمنى ألقى أهلك ـ بقلوب صافيات