إن ما نشاهده اليوم في فلسطين لمشهد يدمي القلب ويهز المشاعر ..
مجازر جديدة برعاية السفاح شارون ..
أزهار جميلة تذبل وهي لا زالت صغيرة .. وأخرى ترمى خلف الخيام
ماذا ينتظر العرب أكثر من الذي يحدث اليوم ؟
ماذا جنى العرب من التفاوض مع العدو الصهيوني إلا المزيد من التنازلات ؟
لا يزال العرب يحلمون بربيع السلام ..
في ظل تلك الإتفاقيات ازدادت الجرائم الصهيونية وازداد عدد المستوطنات والهجرات اليهودية إلى فلسطين
إذا فالمستفيد هنا هم الصهاينة الذين أرادوا أن تستمر المفاوضات لإلهاء العرب وسلب حقوقهم .
وقد أشار عدو الله إسحاق شامير إلى حقيقة نواياهم عند التفاوض مع الجانب الفلسطيني فقال:

( قبل التفاوض مع العرب قررت أن تستمر المفاوضات لعشر سنوات بل نتيجة )
يا لها من مأساة ..
أين العقول العربية ؟
ألا يخجل العرب من صمتهم بعد أن ضحى رموز البراءة ( إيمان حجو ومحمد الدرة وضياء وسارة ... وغيرهم) بأرواحهم من أجل الأقصى ؟

على العرب أن يدركوا أن لا حل للقضية الفلسطينية إلا بالإستقلال الفكري عن التبعية لأمريكا وإسرائيل
بالجهاد الحقيقي .. ولا خيار غيره
فمن أجل القدس ومن أجل الأقصى .. ومن أجل كل شبر في فلسطين علينا أن نقاوم .

أخي الكريم : الحكيم
كلنا نحمل تلك المشاعر الصادقة تجاه الشعب الفلسطيني .. فالشعوب العربية كما أشرت مستعدة للتضحية
لأنها تعتبر الدفاع عن المقدسات في فلسطين ليس من واجب الفلسطينيون وحدهم بل من واجب جميع المسلمين في كل مشارق الأرض ومغاربها .
ولكن تكون العقبة التي تقف في وجه رغبة الشعوب العربية في الهجوم المباشر لتحرير تلك الأرض الطاهرة هي الحكومات ..
إلا أن ذلك لا ينبغي أن يثبط من عزائمنا .. ومن المخجل أن نظل صامتين ازاء ما يحدث لأبناء الشعب الفلسطيني .. بل علينا أن نقاوم .. ونقاوم

والمقاومة أخي الكريم تتخذ أشكالا متعددة .. فإذا لم نستطع أن نهجم مباشرة على اليهود فنتجه إلى الطرق غير المباشرة لزعزعة الكيان الصهيوني .
ومن هذه الطرق :

1- المقاطعة : حيث يجب على جميع المسلمين مقاطعة البضائع والمنتجات الامريكية التي تغرق الأسواق العربية .. فأمريكا تعتبر هي الداعم الأول للصهاينه في الوطن العربي ، وبالتالي فإن تعاون العرب على هدم الإقتصاد المريكي يؤثر بشكل كبير على كم الطاقة المادية التي يدفعها الأمريكان للصهاينة .

2- تنشأة الأجيال القادمة على حب الوطن .. وتعريفهم بالتاريخ الأسود لبني صهيون وبالتالي نغرس فيهم معنى الجهاد وضرورة التصدي لليهود ومن والاهم .

3- نشر الكتب والمقالات التي من شأنها أن تثبت بطلان زعم اليهود في حقهم في فلسطين .. ليس باللغة العربية فقط بل بجميع اللغات .

4- تقديم الدعم المادي لأبناء الإنتفاضة من خلال الجمعيات الخيرية والهيئات والمؤسسات المعنية بتنظيم عملية جمع التبرعات ..

وأخيرا .. يمكن القول بأن على الشعوب العربية أن تساهم بما تقدر عليه لنصرة الشعب الفلسطيني .

أخي : الحكيم
أشكرك على اهتمامك بالموضوع ..
وأنا أستشف من خلال ردودك أن صوت الجهاد يسري في وجدانك ..
وأسأل الله أن يحقق حلمك ويوفقك إلى الخير دائما ...
ونحن عندما نناقش في هذه الساحة قد نختلف في وجهات النظر أحيانا ، لكن ليس معنى هذا أننا لن نتفق أبدا ..
بل بالعكس ربما يقودنا النقاش إلى وضع النقاط على بعض الحروف المهملة ..

إننا ينبغي أن ننظر إلى المستقبل القادم نظرة تفاؤلية بعيدة عن التشاؤم ..
فما ذكرته في مقالي السابق عن أساليب المقاومة التي يبنغي أن ننتهجها لنصرة الأقصى ربما هي أضعف الإيمان .. ولكن يظل صدق نوايانا التي نحملها تجاه الشعب الفلسطيني أسمى المعاني التي تبعث فينا الأمل بالنصر ..

وبالنسبة للمقاطعة : فنحن إذا امتلكنا العزيمة الكافية فإننا نستطيع الاستغناء عن المنتجات الأمريكية خاصة تلك التي توجد عنها بدائل كثيرة في الأسواق ..
فهو في النهاية قرارنا ..
وأنا لا أختلف معك في أن البعض قاطعوا في بداية الانتفاضة ثم تراجعوا ، ولكني والحمد لله لست منهم أحاول بقدر الإمكان الاستمرار في نهجي .. وهناك الكثير لا زالوا مستمرين في المقاطعة ..
وهنا أقول أن كل إنسان ينبغي أن تكون له شخصيته المستقلة عن الغير خاصة فيما يتعلق بحق عربي مغتصب ..

أما ما ذكرته أخي الكريم من أن المطاوعة يجب أن يكونوا في مقدمة المجاهدين .. فلماذا ؟؟ هل لهم حكومات مستقلة تسمح لهم بحرية أن يفعلوا ما يريدون ؟
هم يدخلون في نفس النطاق الذي نعيش فيه .. لذا أتمنى أن يستمروا في خطبهم الجهادية ، فربما يصحوا الحكام يوما على صوت أحدهم ..

وعندما نتحدث عن الدعم المادي للشعب الفلسطيني فمن قال أنهم ليسوا بحاجة إليه ..أنا أرى أنه يمثل جزءا من دعمنا لصمود ذلك الشعب ، وقد أوصانا رسول الله بالإنفاق في سبيل الله .. لذا علينا أن نسير في نفس الطريق لكي نحقق ما نصبو إليه ..

وأخيرا ..
أخي الكريم
ليكن شعارنا ( وسيبقى الأمل ) في كل كلمة صادقة نعبر بها عن مشاعرنا ..
في كل قلب يحمل حب الأقصى ..