
وصلني بالأمس كتاب يحمل العنوان التالي باللغة الانجليزية Fashionable Nonsense: Postmodern Intellectuals' Abuse of Science وهو عنوان أترجمه كما يلي "اللغو الرائج: عبث المفكرين ما بعد الحداثيين بالعلم".
وهذا الكتاب ليس كتاباً جديداً بل صدر باللغة الانجليزية قبل أكثر من عشرة أعوام، وبالتحديد في عام 1998، بعد أن صدر قبل عام واحد في أصله الفرنسي الذي حمل عنوان Impostures Intellectuelles. رغم مرور ما يزيد على عقد من الأعوام على صدور الكتاب غير أنه من الكتب التي لا تفقد أهميتها بمرور الأيام. مؤلفا الكتاب هما ألان سوكال Alan Sokal (وهو أستاذ الفيزياء في جامعة نيويورك) وجين بريكمونت Jean Bricmont (وهو أستاذ الفيزياء النظرية في جامعة لاوفين في بلجيكا).
يتناول الكتاب قضية في غاية الأهمية في الفكر الغربي، وهي سوء استخدام العلم في الفكر الغربي الحديث، وتحديداً فكر ما اصطلح عليه بما بعد الحداثة، والمقصود بسوء استخدام العلم أن يعتمد المفكر على معلومات يأخذها من مجالات العلوم المختلفة على نحو تحف به كثير من المشكلات مثل ما يلي:
1- أن لا يكون المفكر فاهماً تماماً للنظريات العلمية التي يستخدمها في قضاياه الفكرية، ويشمل هذا استخدام مصطلحات علمية دون تقديم شرح لها.
2- استخدام مفاهيم من العلوم الطبيعية في العلوم الانسانية والاجتماعية دون أي تبرير لهذا الاستخدام العابر للحقول المعرفية (أي من العلم الطبيعي نحو المجالات الانسانية).
3- إدعاء المعرفة من خلال نثر المصطلحات العلمية في ثنايا المقالات الفكرية "دون حياء" مع عدم ارتباط تلك المصطلحات بالقضايا موضع النقاش.
4- التفذلك في استخدام كلمات وعبارات وجمل لا تحمل معنى حقيقياً حين يتم فحصها وامتحان دلالتها.
يهدف الكتاب إذاً إلى فحص ما يمكن أن نسميه "الدجل الفكري" حين يقوم المفكرون بتقديم طروحات لا معنى حقيقي لها والاستناد على العلم الطبيعي بطريقة خاطئة وغير دقيقة، والتباهي بعبارات منمقة ولكنها تخلو من المعنى.
والكتاب هو في حد ذاته ينطلق من ورقة شهيرة كتبها أحد مؤلفي الكتاب وهو ألان سوكال، قام فيها بتقليد المفكرين الكبار في كتاباتهم الفكرية وتنميقاتهم الاصطلاحية واستدلالاتهم بمفكرين آخرين، على طريقة عدد من المفكرين الفرنسيين وبعض علماء الاجتماع في الولايات المتحدة. تلك الورقة التي كتبها سوكال لم تكن تحمل أي معنى أو فكرة حقيقية باستثناء ذلك التقليد الساخر من أولئك المفكرين والعلماء. أرسل سوكال تلك الورقة إلى إحدى أهم الدوريات الأمريكية وهي دورية "النص الاجتماعي" Social Text لامتحان محرريها، وصدق حدس سوكال بأن عالم الفكر في أحيان كثيرة لا يقدم فكراً حقيقياً بل ضرباً من الموضات الفكرية، ولم يكذب المحررون خبراً فقد نشروا تلك الورقة في عدد خاص من المجلة مخصص في الرد على من يهاجم ما بعد الحداثة!!!
يناقش الكتاب عدداً من المفكرين ويفضح الأخطاء العلمية الخطيرة التي وقعوا فيها، ومن بين هؤلاء الفيلسوف الفرنسي جاك لاكان والناقدة الشهيرة جوليا كرستيفا وجين بودريلارد وبول فيريليو وغيرهم.
أهمية الكتاب تنطلق من أنه يدعو إلى تنقية الفكر من الشوائب غير العلمية، وضرورة اعتماد الفكر على البيانات العلمية الدقيقة في بناء النظريات الفكرية، كما أن أهميته تنطلق من أنه يدعو إلى الفكر الحقيقي الذي يساهم المفكر من خلاله في البناء الانساني العام، ويدعو إلى فضح "الموضات الفكرية" التي يصبح فيها الكتّاب والمفكرون مثل الببغاوات يرددون كلاماً غير مفهوم، أو غير قائم على أساس سليم من المعلومات العلمية.
أكتب هذا العرض السريع للكتاب وأنا أفكر في اللغو الرائج في ثقافتنا العربية وفي الموضات الفكرية التي تكاد تخنق الفكر والنقد العربيين، والتي يدعي كتّابها بأنهم يقدمون بها فكراً جديداً أو قديماً ثابت الأصول فيما هو في حقيقته واهٍ وهشّ أمام التأمل الفكري الحقيقي وأمام التدقيق العلمي الرصين.
وهذا الكتاب ليس كتاباً جديداً بل صدر باللغة الانجليزية قبل أكثر من عشرة أعوام، وبالتحديد في عام 1998، بعد أن صدر قبل عام واحد في أصله الفرنسي الذي حمل عنوان Impostures Intellectuelles. رغم مرور ما يزيد على عقد من الأعوام على صدور الكتاب غير أنه من الكتب التي لا تفقد أهميتها بمرور الأيام. مؤلفا الكتاب هما ألان سوكال Alan Sokal (وهو أستاذ الفيزياء في جامعة نيويورك) وجين بريكمونت Jean Bricmont (وهو أستاذ الفيزياء النظرية في جامعة لاوفين في بلجيكا).
يتناول الكتاب قضية في غاية الأهمية في الفكر الغربي، وهي سوء استخدام العلم في الفكر الغربي الحديث، وتحديداً فكر ما اصطلح عليه بما بعد الحداثة، والمقصود بسوء استخدام العلم أن يعتمد المفكر على معلومات يأخذها من مجالات العلوم المختلفة على نحو تحف به كثير من المشكلات مثل ما يلي:
1- أن لا يكون المفكر فاهماً تماماً للنظريات العلمية التي يستخدمها في قضاياه الفكرية، ويشمل هذا استخدام مصطلحات علمية دون تقديم شرح لها.
2- استخدام مفاهيم من العلوم الطبيعية في العلوم الانسانية والاجتماعية دون أي تبرير لهذا الاستخدام العابر للحقول المعرفية (أي من العلم الطبيعي نحو المجالات الانسانية).
3- إدعاء المعرفة من خلال نثر المصطلحات العلمية في ثنايا المقالات الفكرية "دون حياء" مع عدم ارتباط تلك المصطلحات بالقضايا موضع النقاش.
4- التفذلك في استخدام كلمات وعبارات وجمل لا تحمل معنى حقيقياً حين يتم فحصها وامتحان دلالتها.
يهدف الكتاب إذاً إلى فحص ما يمكن أن نسميه "الدجل الفكري" حين يقوم المفكرون بتقديم طروحات لا معنى حقيقي لها والاستناد على العلم الطبيعي بطريقة خاطئة وغير دقيقة، والتباهي بعبارات منمقة ولكنها تخلو من المعنى.
والكتاب هو في حد ذاته ينطلق من ورقة شهيرة كتبها أحد مؤلفي الكتاب وهو ألان سوكال، قام فيها بتقليد المفكرين الكبار في كتاباتهم الفكرية وتنميقاتهم الاصطلاحية واستدلالاتهم بمفكرين آخرين، على طريقة عدد من المفكرين الفرنسيين وبعض علماء الاجتماع في الولايات المتحدة. تلك الورقة التي كتبها سوكال لم تكن تحمل أي معنى أو فكرة حقيقية باستثناء ذلك التقليد الساخر من أولئك المفكرين والعلماء. أرسل سوكال تلك الورقة إلى إحدى أهم الدوريات الأمريكية وهي دورية "النص الاجتماعي" Social Text لامتحان محرريها، وصدق حدس سوكال بأن عالم الفكر في أحيان كثيرة لا يقدم فكراً حقيقياً بل ضرباً من الموضات الفكرية، ولم يكذب المحررون خبراً فقد نشروا تلك الورقة في عدد خاص من المجلة مخصص في الرد على من يهاجم ما بعد الحداثة!!!
يناقش الكتاب عدداً من المفكرين ويفضح الأخطاء العلمية الخطيرة التي وقعوا فيها، ومن بين هؤلاء الفيلسوف الفرنسي جاك لاكان والناقدة الشهيرة جوليا كرستيفا وجين بودريلارد وبول فيريليو وغيرهم.
أهمية الكتاب تنطلق من أنه يدعو إلى تنقية الفكر من الشوائب غير العلمية، وضرورة اعتماد الفكر على البيانات العلمية الدقيقة في بناء النظريات الفكرية، كما أن أهميته تنطلق من أنه يدعو إلى الفكر الحقيقي الذي يساهم المفكر من خلاله في البناء الانساني العام، ويدعو إلى فضح "الموضات الفكرية" التي يصبح فيها الكتّاب والمفكرون مثل الببغاوات يرددون كلاماً غير مفهوم، أو غير قائم على أساس سليم من المعلومات العلمية.
أكتب هذا العرض السريع للكتاب وأنا أفكر في اللغو الرائج في ثقافتنا العربية وفي الموضات الفكرية التي تكاد تخنق الفكر والنقد العربيين، والتي يدعي كتّابها بأنهم يقدمون بها فكراً جديداً أو قديماً ثابت الأصول فيما هو في حقيقته واهٍ وهشّ أمام التأمل الفكري الحقيقي وأمام التدقيق العلمي الرصين.
المصدر : مدونة عبدالله الحراصي
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions