يـقال إن السياسية ماتفهم إلا إذا رجعناها إلى الـعوامل التي بني عـليها .. وبهـذه الطريقة نقدر نفـك مغاليق السياسية. في السياسية دائماً مظهر غير مرئي..هو اللي يـحركها دائماً..وهذا يـكون يا الـخوف يا رغـبة في الاستبداد.. الخوف يدفع الإنسان الى القـمع والـطموح يدفع الإنسان الى التوسع .. ما علينا من ذا الـكلام.. خلونا في السياسة التاريخية في القـطر العماني ..ماهي العوامل اللي بنيت عليها السياسة العمانية .عـامل القبيلة وهو عامل مؤثر ومن الخطأ إهمال تأثيرها وبين القبيلة والسياسة صلات ما انقطعت على مر التاريخ..والسؤال اللي يسدح نفسه الحين يؤكد هذه الصلات لايوجد أي تمرد على ذهنية القبيلة في السياسة الـعمانية ..يـمكن تـكون السياسة العمانية واقعية حبتين .ومثل ماقال أحد وزراء الدولة العباسية فيما معناه .. تحريرك أمور السلطان على الخطأ خير من ثباتها على الصـواب..صحيح من يقدر يتجاهل دور القبيلة في المجتمع العربي والشرقي عموماً.. وفي ذاكرة التاريخ العمانية أعيان القبائل المحرك الرئيس للسياسة وإدارة الـحكم بناء على التحالفات والولاءات القبلية .. ونرى شيوخ القبائل المحرك الرئيس للصراع على السلطة والثورة على السلطة ..
مـعادلة سياسية صبغة السياسة العمانية على مر التاريخ ..دفعت بسلطان أو حاكم واحد يلقى دعم من النخب الدينية والقبلية في ظل غياب الشعب..وفي ظل وجود مفاهيم دينية فقهية سياسية تؤل وتؤطر إلى نظرية حكم تتوافق مع شروط الدينيين والقبليين .. كله هذا الهدف منه إضفاء صبغة شرعية على الحاكم أو السلطان أو الأمام فالنظام السياسي عند الأباضية الإمامة وتعـريف الإمامة العادلة في الفكر السياسي الأباضي الحاكم بما أنزل الله والإمامة عندهم فرض كـفاية يعني تقوم بها نخب ومجموعة حسب الأهواء الدينية والمطامع السياسية والسلطوية ( تم بناء هذه النظرية السياسية على حوادث تاريخية مستوحاة من خلافة أبو بكر وعمر وأبو بلال مرداس وجابر بن زيد وأبو عبيدة وأصبح أمر مسلم به غير قابل للنقاش )..حتى الحوادث السياسية تم تأويلها فقهياً .. وأصبحت نظرية فقهية ومثال على ذلك ماورد في كتاب الديمقراطية العمانية حول إمام عزان بن قيس.
فالسيف هو سيد الطاعة والولاء لذا ملئت صفحات التاريخ العماني بالـحروب .. الأمام ناصر بن مرشد وحد البلاد والأمام أحمد وحد القبائل والأئمة شنوا حروب طول سعيهم للإمامة.. فالأمام أحمد بن سعيد لم تعقد له الإمامة ولكـنه فرض وجوده على الساحة العمانية بـطرد الفرس ..فظهر تيار معادي (قبلي ) تمثل في بعض القبائل الـعمانية وزعماءها ..بني غافر بـعد وفاة الأمام آلت السلطة إلى أبنه سعيد الذي ورث كرسي أبيه المثقل بالصراعات والخلافات القبلية فـمرة أخرى عادت النخب القبلية والدينية الظهور على الواجهة وحدث التحالف لعقد الإمامة لأخيه قيس .. لم تمضى الأمور كما أراد فهناك شخص أسمه حمد بن سعيد مدعوم من تيار قبلي إضافة إلى الدهاء والحنكة السياسية التي يمتلكها حمد قلب الموازين والاستيلاء على السلـطة.لم يهنئ حمد فكانت البلد تقف على سخين .فظهرت المطامع الشخصية والتي تجلت في المؤامرة التي نظمها أعمامه سيف وسلطان في النهاية تمت السلطة في يد سلطان الذي استولى على السلطة في مسقط. وسعيد الذي بقى في الرستاق . ويذكر المؤرخين العمانيين إن سلطان كان يحظى بقبول من أهل عمان .. كلام فيه الكثير من الضبابية والغموض والشمولية ويطرح سؤال جوهري من هم أهل عمان ومن يكن مؤالين التيارات الأخرى ومن يحكم سعيد في الرستاق ؟ وقيس الذي استولى على صحار وأصبحت مركزا لنفوذه..صراع على السلطة والقوي يبسط نفوذه .والسياسي البارع يتقن اللعبة السياسية ويقرأ الظروف الدولية وتوازنها .فسلطان سياسي بارع أدرك هشاشة موقفه الداخلية وتقلب الظروف السياسية في البلد .. فوقع معاهدة حماية مع بـريطانيا عام 1798م ظهرت نتائجها لاحقـة في المحافظة على استمرار أل سعيد في حكم عـمان إلى اليوم.سلطان سياسي بارع بتلك الاتفاقية ساهم في حل مشاكل السياسة العمانية العالقة في ذلك الوقت .ولا أحد يستبعد إن سلطان كان يدرك إن الصراع داخل أسرة آل سعيد ممكن إن يقوض حكم العائلة البوسعيدية .أو على الأقل تحجيم دورها وبالتالي وفر للأسرة حرية الصراع تحت مظلة بريطانيا. بمعنى الاتفاقية شكل مسار تعاقدي بين بريطانيا والعائلة الحاكم ..
..في النهاية قضى الله أمر سلطان على يد القواسم والشي نفسه عهده لم يسلم من الفتن الداخلية والمحرك الأساسي لها الصراع على السلطة والنفوذ . وبعد وفاة سلطان ظهرت بريطانيا من خـلال أهداف ترعى بها السلطة في عـمان ضماناً لعدم وصول للسلطة تيار مناؤي . وفي الوقت نفسه تأججت الصراعات القبلية والصراع على السلطة بدون البدء بمراجعة الثوابت السياسة والدينية . ومازالت مفهوم البيعة وأهل الحل والعقد فاعلة .. إلا فترة السيد سعيد بن سلطان مرحلة أخرى فلا هي مرحلة تنطلق من منطلق ديني ولا من منطلق مدني إنما كان المنطلق في حـكمه الأستقرار السياسي .. عشان كذا سعيد بن سلطان بخصص له موضوع خاص ..
يتبع
يقول مايلز في كتابه الخليج قبائله وبـلدان "لم تؤثر وفاة السيد سلطان على عمـان فحسب ولكنها خلقت حالة من الاهتزاز السياسي في الخليج كـله " ويصـف لوريمر في الدليل التاريخي السيد سلطان "وكان حقاً أعظم من ولده المشهور السيد سعيد " توفي السيد سلطان وبقى الـوضع الداخلي في عمان يتسم بانشقاقات عنيفة غير مضبوطة ..وهل ستعرف السلطة في عهد السيد سعيد بن سلـطان الوئام حتى وإن صور ذاك العهد بأنه عهد انسجام وحدة داخل الحياة السياسية العمانية ..إلا مازالت الانقسامات القبلية والفردية والدينية ماثـلة..السيد سعيد كان صغير السن ويقول السالمي لم يشخص نابه بعد " الوصي على أبناء سـلطان محمد بن ناصر الجبري .. الثأر جزء من المشكلة التي ورثٌـها سلطان لأبنائه وعمل الجبري على تأديب القواسم ..وبعيداً عن القواسم هناك مشاكل أخرى في انتظار السيد سعيد في صحار بالـتحديد فكان قيس تتعاظم قوته ويجمع حوله الأنصار .. في الوقت ذاته أدركت السيدة موزه عمة السيد سعيد (وهي قريبة لمحمد الجبري) وجود فراغ في السـلطة.فتم الاتصال.السيد بدر بن سيف الذي هو الآخر يدفعه الطموح للسيطرة على السلطة عن طريق السيطرة علي أبناء سـلطان.فالمشهد السياسي العماني قيس المسيطر على صحار والرافض لتولي أحد أبناء السلطة .(استولى على الخابورة والسيب وحاصر مسقط ) هذا الـموقف خلق صدعاً في عمان وكان يجد دعماً من أخيه سعيد بن أحمد (الوالي على الرستاق) وإن كان على استحياء ..مشهد يدل على اهتزاز الأسرة البوسعيدية من الداخل يمكن إن يسمى تباين في التوجه ورغبة في اعتلاء السلـطة وتعدد في مصادر الو لاءات والنفوذ .. المشهد الثاني بدر بن سيف الذي يهدف إلى الارتقاء للسلطة..في هذه الأثناء .. رأت السيد موزه لايمكن قلب الميزان السياسي إلا باستدعاء بدر بن سيف من قطر ورأى السيد بدر لا يمكن الارتقاء للسلطة إلا بعامل خارجي ( تحالف مع الوهابية ضد قيس ) فهذا التحالف مقـدمة لإقصاء أبناء سعيد من تولى الحكم من قبل السيد بدر . بريطانيا كانت تراقب الوضع عن كثب وفي انتظار من الذي سوف يخلف سلطان على السـلطة..رغم وجود تعليمات شديدة الحذر إلى مسؤول المفوضية السياسية البريطانية بالتدخل الغير مباشر لصالح أبناء السيد سعيد .. وهذا الموقف البريطاني ناتج عن وجود قلق على المعاهدة الموقعة مع السيد سلطان ومدى اعتراف الحاكم الجديد بشرعية تلك الاتفاقية.إلا إن المعاهدة ظلت للسيد بدر واقعاً ومن الممكن إن يعتمد بدر على بريطانيا في تغير الكثير من التوازنات السياسية ..أصبح بدر أكثر وعياً لأهمية بريطانيا فأطلق العنان لبوادر بإقامة وكالة بريطانيا في بندر عباس .دوراً إيجابيا قام به السيد بد لصالح السيد سعيد بن سلطان بالقضاء على قيس الطامح للوصل إلى السـلطة ..إلا الحياة السياسية لم تكن برداً وسلاماً على بدر وأستطاع سعيد بن سلطان الشاب إدارة الموقف السياسي معتبراً قتل الخصم في عالم السياسة فضيلة لا رذيــلة...إضافة إلى ذلك قتل بدر قتلت في نفس قيس الرغبة والجرأة نـحو التفكير في السلطة والتمرد
إذاٍ جاء السيد سعيد بن سلطان إلى الحكم وسط تصور (اللاخلاقي ) إلا أنه تصور مشروع في عالم السياسة
وفي رأي السياسة لا يمكن الوصول إليها إلا من بوابة (عرف السياسة ) خلقت تلك السياسة حالة اجتماعية واقتصادية (برزت في هجرة جماعية إلى خارج عمان )..وأستطاع رأب الانفلات السياسي في بداية حكمه وحقق مكسب سياسي بلا حدود وجهة اهتمامه إلى شؤون عمان الداخلية وظل يسعى إلى استقرار عمان وكان غيور في حماية عمان ويحافظ على حماية مصالحه التي أتسمت بالشدة مع كل المعارضين.وأندفع في حرب القواسم(1808) والوهابية(1809) وفي النهاية لم يتوفق في القضاء على أعداءه رغم الدعم من قبل بريطانيا ...فرضخ لدفع الجزية للوهابية.. ومع بداية ميل السيد سعيد بن سلطان إلى الاهتمام بالشؤون الأفريقية وبسبب السياسات التي مارسها بعض من ولاة السيد سعيد خصوصاً في الرستاق وكان الوالي من قبل سعيد عمه طالب أبن الأم أحمد .وفي فترة وجوده في زنجبار حدث تمرد من داخل الأسرة البوسعيدية بعد سجن هلال بن محمد أبن عمـه وبما إن المصالح الشخصية مقدمة على مصالح الوطن قادت السيدة جوخة أخت هلال تمرداً انتقاما لأخيها المسجون ..وفي هذه الأثناء برز التيار الديني الرغبة في الإدارة السياسية والمتمثلة في حمود بن عزان بن قيس "نص من كتاب السالمي (لما ذكره من صفات حمود بن عزان اجتمع المسلمون عنده وهموا بتقديمه إماماً ) إلا حمود لم يتفق منهجه ومنهج الدينين السياسي (.. اختبروه بشروط يشرطونها عليه وهي الشروط التي يشترطها المسلمون على الإمام الضعيف فأبى إن يقبلها ) .أي بمعنى كانت محاوله من الدينيين توظيف حمود توظيفاً سياسياً ..وفي النهاية ذهبت كل جهود حمود بن عزان هباء رغم توقيع معاهدة الصلح وعم الوئام بين حمود والسيد سعيد مدة من الزمن .. في الأخير انتهى حمود بسجنه على يد هلال أبن السيد سعيد إلى إن مات .ورغم تلك الصراعات إلا إنه تميز بموازنة غير طبيعة وقدرة عالية في أستخدم الدهاء السياسي بجانب العمل الحربي ضد مناوئيه وأستطاع استمالة الكثير من رجال الدين إلى جانبه (الشيخ أبي بنهان ) ناهيك عن استمالة الشريحة التي ظهرت في الباطنة (الشراة وعددهم أربعين رجل ) فقدر حجمه تأثيره وخـطورته ولم يتجاهله تماماً يعني عطاهم على قد عقـلهم ويقول السالمي نصاً((فأرسل إليهم الهدايا وأعظما لهم من غير أن يعترض لهم بحرب ظاهراً إنما أرسلها على هيئة معونة وهي الحرب الباطن وكان ذلك من مكائد الملوك )) خمسون عاماً مدة حكم السيد بن سعيد لم تمر بطريقة آمنة ومستقرة ورغم الصراع السياسي الأسري إلا أنه كسب حضور سياسي واجتماعي وعسكري ..رحل السيد سعيد بن سلطان عن الدنيا بعيداً عن عمان وبعيداً عن زنجبار .. تلفه الألم بسبب إصابته في أحدى معاركه مع بنو بني على .. يظل السيد سعيد قدم وأعطى وبذل من أجل عمان..ودفن السيد سعيد كان إيذاناً بدفن الأمبروطورية التي أسسها ..
وصف رتشارد بيرتون مؤلف كتاب زنجبار الجزيرة والساحل السيد سعيد بن سلطان بما نصه ((الأول في الحرب والأول في السلم والأول في قلوب أهل بلده ..سلام على روحه )) رحل السيد سعيد بن سلطان ولم يجد في الوصية التي تركها مايشير إلى من يخلـفه .إلا هناك رسالة من السيد سعيد بن سلطان في حياته وصلت الى الحكومة البريطانية ..جزء من نص الرسالة (فإننا نعين ولدنا السيد خالد ليكون حاكماً على ممتلكاتنا الأفريقية......وبالمثل نعين ولدنا السيد ثويني ليكون حاكماً على جميع ممتلكاتنا في عمان في بلاد العرب ....)
خـطوة قام بها السيد سعيد في حياته الهدف منها ترتيب أوضاع مملكته وقرار سياسي من الطبيعي يكون مقبولاً في حياته.. إلا إنه ذلك جر أبناء سعيد إلى مستنقع من الصراع العائلي على السلطة من أجل الرغبة الشخصية وليس من الوطن وأجج قضايا داخلية سواء في زنجبار أو عمان تدخلت فيها النطيحة والمتردية وما آكل السبع منها .. وعلق أحد السياسيين البريطانيين في تلك الفترة عن نية السيد سعيد في تقسيم مملكته وبريطانيا أعتقد إنها من أسعد الأطراف وقرار لا تحلم به..والتفسير الثاني هناك أزمة سياسية حدثت بين السيد سعيد وأبنه الأكبر هلال بمعنى السيد سعيد أراد إقصاء وهلال ولأسبابه السياسية أعتقد الانقلاب على أبيه أرض سهلة فانتهى التمرد بالفشل إلى توفي في اليمن وحزن عليه السيد سعيد بن سلطان وأرسل معونة مالية إلى أسرته ولكنها الصراع من أجل السلطة وإنها السياسة تفرق بين الأب وأبنه ..عين السيد سعيد أبنه ماجد وكان عمره عشرين سنة مباشرة عقب وفاة خالد وتقول السيدة سالمة في مذاكراتها حول الصراع السياسي (وكان وفاة أبي كانت الإشارة المنتظرة لاندلاع نار الشقاق والخلاف بينا نحن بناته وأبنائه ) على الساحل الشرقي لأفريقيا وفي الوقت الذي مازال قبر السيد سعيد رطباً حاول السيد برغش الانقلاب على ماجد واعتلاء العرش وهذا مانصه للسيدة سالمة (لا يتعففون في سبيل الوصول للسلطة عن اللجوء إلى كل وسيلة لو خرجت عن سؤ الخلق الكريم وشرف الضمير وأعراف المجتمع ) من هذا النهج سعى برغش وبالاشتراك مع أخته من داخل خوله ثم استمالة إليهم السيدة سالمة وبعض رؤساء القبائل لإزاحة ماجد من كرسي عرش زنجبار وتصف السيدة سالمة الشيوخ والأعيان الذين بجانب برغش (غالبية أتباعه هؤلاء من الانتهازيين وذو السمعة السيئة ) على العموم مصير المؤامرة الفشل وكاد برغش إن يفقد حياته لولاء الجنود وقف أطلاق النار بطلب من السيدة خوله التي خرجت للبحث عن القنصل البريطاني للتدخل وتصف السيدة سالمة الدور البريطاني في الصراع الدائر بين أبناء سعيد (لم يكن للبريطانيين آنذاك ذلك النفوذ الذي لهم الآن في زنجبار وشرق أفريقيا وكان تدخلهم في شؤون زنجبار المحلية محدوداً بنطاق ضيق ..) وأبعد برغش إلى بومباي وأثناء عودته بعد سنتين بعد إن أشربته بريطانيا من كأسها قذفت به إلى السلطة بعد وفاة ماجد
يتبع
مـعادلة سياسية صبغة السياسة العمانية على مر التاريخ ..دفعت بسلطان أو حاكم واحد يلقى دعم من النخب الدينية والقبلية في ظل غياب الشعب..وفي ظل وجود مفاهيم دينية فقهية سياسية تؤل وتؤطر إلى نظرية حكم تتوافق مع شروط الدينيين والقبليين .. كله هذا الهدف منه إضفاء صبغة شرعية على الحاكم أو السلطان أو الأمام فالنظام السياسي عند الأباضية الإمامة وتعـريف الإمامة العادلة في الفكر السياسي الأباضي الحاكم بما أنزل الله والإمامة عندهم فرض كـفاية يعني تقوم بها نخب ومجموعة حسب الأهواء الدينية والمطامع السياسية والسلطوية ( تم بناء هذه النظرية السياسية على حوادث تاريخية مستوحاة من خلافة أبو بكر وعمر وأبو بلال مرداس وجابر بن زيد وأبو عبيدة وأصبح أمر مسلم به غير قابل للنقاش )..حتى الحوادث السياسية تم تأويلها فقهياً .. وأصبحت نظرية فقهية ومثال على ذلك ماورد في كتاب الديمقراطية العمانية حول إمام عزان بن قيس.
فالسيف هو سيد الطاعة والولاء لذا ملئت صفحات التاريخ العماني بالـحروب .. الأمام ناصر بن مرشد وحد البلاد والأمام أحمد وحد القبائل والأئمة شنوا حروب طول سعيهم للإمامة.. فالأمام أحمد بن سعيد لم تعقد له الإمامة ولكـنه فرض وجوده على الساحة العمانية بـطرد الفرس ..فظهر تيار معادي (قبلي ) تمثل في بعض القبائل الـعمانية وزعماءها ..بني غافر بـعد وفاة الأمام آلت السلطة إلى أبنه سعيد الذي ورث كرسي أبيه المثقل بالصراعات والخلافات القبلية فـمرة أخرى عادت النخب القبلية والدينية الظهور على الواجهة وحدث التحالف لعقد الإمامة لأخيه قيس .. لم تمضى الأمور كما أراد فهناك شخص أسمه حمد بن سعيد مدعوم من تيار قبلي إضافة إلى الدهاء والحنكة السياسية التي يمتلكها حمد قلب الموازين والاستيلاء على السلـطة.لم يهنئ حمد فكانت البلد تقف على سخين .فظهرت المطامع الشخصية والتي تجلت في المؤامرة التي نظمها أعمامه سيف وسلطان في النهاية تمت السلطة في يد سلطان الذي استولى على السلطة في مسقط. وسعيد الذي بقى في الرستاق . ويذكر المؤرخين العمانيين إن سلطان كان يحظى بقبول من أهل عمان .. كلام فيه الكثير من الضبابية والغموض والشمولية ويطرح سؤال جوهري من هم أهل عمان ومن يكن مؤالين التيارات الأخرى ومن يحكم سعيد في الرستاق ؟ وقيس الذي استولى على صحار وأصبحت مركزا لنفوذه..صراع على السلطة والقوي يبسط نفوذه .والسياسي البارع يتقن اللعبة السياسية ويقرأ الظروف الدولية وتوازنها .فسلطان سياسي بارع أدرك هشاشة موقفه الداخلية وتقلب الظروف السياسية في البلد .. فوقع معاهدة حماية مع بـريطانيا عام 1798م ظهرت نتائجها لاحقـة في المحافظة على استمرار أل سعيد في حكم عـمان إلى اليوم.سلطان سياسي بارع بتلك الاتفاقية ساهم في حل مشاكل السياسة العمانية العالقة في ذلك الوقت .ولا أحد يستبعد إن سلطان كان يدرك إن الصراع داخل أسرة آل سعيد ممكن إن يقوض حكم العائلة البوسعيدية .أو على الأقل تحجيم دورها وبالتالي وفر للأسرة حرية الصراع تحت مظلة بريطانيا. بمعنى الاتفاقية شكل مسار تعاقدي بين بريطانيا والعائلة الحاكم ..
..في النهاية قضى الله أمر سلطان على يد القواسم والشي نفسه عهده لم يسلم من الفتن الداخلية والمحرك الأساسي لها الصراع على السلطة والنفوذ . وبعد وفاة سلطان ظهرت بريطانيا من خـلال أهداف ترعى بها السلطة في عـمان ضماناً لعدم وصول للسلطة تيار مناؤي . وفي الوقت نفسه تأججت الصراعات القبلية والصراع على السلطة بدون البدء بمراجعة الثوابت السياسة والدينية . ومازالت مفهوم البيعة وأهل الحل والعقد فاعلة .. إلا فترة السيد سعيد بن سلطان مرحلة أخرى فلا هي مرحلة تنطلق من منطلق ديني ولا من منطلق مدني إنما كان المنطلق في حـكمه الأستقرار السياسي .. عشان كذا سعيد بن سلطان بخصص له موضوع خاص ..
يتبع
يقول مايلز في كتابه الخليج قبائله وبـلدان "لم تؤثر وفاة السيد سلطان على عمـان فحسب ولكنها خلقت حالة من الاهتزاز السياسي في الخليج كـله " ويصـف لوريمر في الدليل التاريخي السيد سلطان "وكان حقاً أعظم من ولده المشهور السيد سعيد " توفي السيد سلطان وبقى الـوضع الداخلي في عمان يتسم بانشقاقات عنيفة غير مضبوطة ..وهل ستعرف السلطة في عهد السيد سعيد بن سلـطان الوئام حتى وإن صور ذاك العهد بأنه عهد انسجام وحدة داخل الحياة السياسية العمانية ..إلا مازالت الانقسامات القبلية والفردية والدينية ماثـلة..السيد سعيد كان صغير السن ويقول السالمي لم يشخص نابه بعد " الوصي على أبناء سـلطان محمد بن ناصر الجبري .. الثأر جزء من المشكلة التي ورثٌـها سلطان لأبنائه وعمل الجبري على تأديب القواسم ..وبعيداً عن القواسم هناك مشاكل أخرى في انتظار السيد سعيد في صحار بالـتحديد فكان قيس تتعاظم قوته ويجمع حوله الأنصار .. في الوقت ذاته أدركت السيدة موزه عمة السيد سعيد (وهي قريبة لمحمد الجبري) وجود فراغ في السـلطة.فتم الاتصال.السيد بدر بن سيف الذي هو الآخر يدفعه الطموح للسيطرة على السلطة عن طريق السيطرة علي أبناء سـلطان.فالمشهد السياسي العماني قيس المسيطر على صحار والرافض لتولي أحد أبناء السلطة .(استولى على الخابورة والسيب وحاصر مسقط ) هذا الـموقف خلق صدعاً في عمان وكان يجد دعماً من أخيه سعيد بن أحمد (الوالي على الرستاق) وإن كان على استحياء ..مشهد يدل على اهتزاز الأسرة البوسعيدية من الداخل يمكن إن يسمى تباين في التوجه ورغبة في اعتلاء السلـطة وتعدد في مصادر الو لاءات والنفوذ .. المشهد الثاني بدر بن سيف الذي يهدف إلى الارتقاء للسلطة..في هذه الأثناء .. رأت السيد موزه لايمكن قلب الميزان السياسي إلا باستدعاء بدر بن سيف من قطر ورأى السيد بدر لا يمكن الارتقاء للسلطة إلا بعامل خارجي ( تحالف مع الوهابية ضد قيس ) فهذا التحالف مقـدمة لإقصاء أبناء سعيد من تولى الحكم من قبل السيد بدر . بريطانيا كانت تراقب الوضع عن كثب وفي انتظار من الذي سوف يخلف سلطان على السـلطة..رغم وجود تعليمات شديدة الحذر إلى مسؤول المفوضية السياسية البريطانية بالتدخل الغير مباشر لصالح أبناء السيد سعيد .. وهذا الموقف البريطاني ناتج عن وجود قلق على المعاهدة الموقعة مع السيد سلطان ومدى اعتراف الحاكم الجديد بشرعية تلك الاتفاقية.إلا إن المعاهدة ظلت للسيد بدر واقعاً ومن الممكن إن يعتمد بدر على بريطانيا في تغير الكثير من التوازنات السياسية ..أصبح بدر أكثر وعياً لأهمية بريطانيا فأطلق العنان لبوادر بإقامة وكالة بريطانيا في بندر عباس .دوراً إيجابيا قام به السيد بد لصالح السيد سعيد بن سلطان بالقضاء على قيس الطامح للوصل إلى السـلطة ..إلا الحياة السياسية لم تكن برداً وسلاماً على بدر وأستطاع سعيد بن سلطان الشاب إدارة الموقف السياسي معتبراً قتل الخصم في عالم السياسة فضيلة لا رذيــلة...إضافة إلى ذلك قتل بدر قتلت في نفس قيس الرغبة والجرأة نـحو التفكير في السلطة والتمرد
إذاٍ جاء السيد سعيد بن سلطان إلى الحكم وسط تصور (اللاخلاقي ) إلا أنه تصور مشروع في عالم السياسة
وفي رأي السياسة لا يمكن الوصول إليها إلا من بوابة (عرف السياسة ) خلقت تلك السياسة حالة اجتماعية واقتصادية (برزت في هجرة جماعية إلى خارج عمان )..وأستطاع رأب الانفلات السياسي في بداية حكمه وحقق مكسب سياسي بلا حدود وجهة اهتمامه إلى شؤون عمان الداخلية وظل يسعى إلى استقرار عمان وكان غيور في حماية عمان ويحافظ على حماية مصالحه التي أتسمت بالشدة مع كل المعارضين.وأندفع في حرب القواسم(1808) والوهابية(1809) وفي النهاية لم يتوفق في القضاء على أعداءه رغم الدعم من قبل بريطانيا ...فرضخ لدفع الجزية للوهابية.. ومع بداية ميل السيد سعيد بن سلطان إلى الاهتمام بالشؤون الأفريقية وبسبب السياسات التي مارسها بعض من ولاة السيد سعيد خصوصاً في الرستاق وكان الوالي من قبل سعيد عمه طالب أبن الأم أحمد .وفي فترة وجوده في زنجبار حدث تمرد من داخل الأسرة البوسعيدية بعد سجن هلال بن محمد أبن عمـه وبما إن المصالح الشخصية مقدمة على مصالح الوطن قادت السيدة جوخة أخت هلال تمرداً انتقاما لأخيها المسجون ..وفي هذه الأثناء برز التيار الديني الرغبة في الإدارة السياسية والمتمثلة في حمود بن عزان بن قيس "نص من كتاب السالمي (لما ذكره من صفات حمود بن عزان اجتمع المسلمون عنده وهموا بتقديمه إماماً ) إلا حمود لم يتفق منهجه ومنهج الدينين السياسي (.. اختبروه بشروط يشرطونها عليه وهي الشروط التي يشترطها المسلمون على الإمام الضعيف فأبى إن يقبلها ) .أي بمعنى كانت محاوله من الدينيين توظيف حمود توظيفاً سياسياً ..وفي النهاية ذهبت كل جهود حمود بن عزان هباء رغم توقيع معاهدة الصلح وعم الوئام بين حمود والسيد سعيد مدة من الزمن .. في الأخير انتهى حمود بسجنه على يد هلال أبن السيد سعيد إلى إن مات .ورغم تلك الصراعات إلا إنه تميز بموازنة غير طبيعة وقدرة عالية في أستخدم الدهاء السياسي بجانب العمل الحربي ضد مناوئيه وأستطاع استمالة الكثير من رجال الدين إلى جانبه (الشيخ أبي بنهان ) ناهيك عن استمالة الشريحة التي ظهرت في الباطنة (الشراة وعددهم أربعين رجل ) فقدر حجمه تأثيره وخـطورته ولم يتجاهله تماماً يعني عطاهم على قد عقـلهم ويقول السالمي نصاً((فأرسل إليهم الهدايا وأعظما لهم من غير أن يعترض لهم بحرب ظاهراً إنما أرسلها على هيئة معونة وهي الحرب الباطن وكان ذلك من مكائد الملوك )) خمسون عاماً مدة حكم السيد بن سعيد لم تمر بطريقة آمنة ومستقرة ورغم الصراع السياسي الأسري إلا أنه كسب حضور سياسي واجتماعي وعسكري ..رحل السيد سعيد بن سلطان عن الدنيا بعيداً عن عمان وبعيداً عن زنجبار .. تلفه الألم بسبب إصابته في أحدى معاركه مع بنو بني على .. يظل السيد سعيد قدم وأعطى وبذل من أجل عمان..ودفن السيد سعيد كان إيذاناً بدفن الأمبروطورية التي أسسها ..
وصف رتشارد بيرتون مؤلف كتاب زنجبار الجزيرة والساحل السيد سعيد بن سلطان بما نصه ((الأول في الحرب والأول في السلم والأول في قلوب أهل بلده ..سلام على روحه )) رحل السيد سعيد بن سلطان ولم يجد في الوصية التي تركها مايشير إلى من يخلـفه .إلا هناك رسالة من السيد سعيد بن سلطان في حياته وصلت الى الحكومة البريطانية ..جزء من نص الرسالة (فإننا نعين ولدنا السيد خالد ليكون حاكماً على ممتلكاتنا الأفريقية......وبالمثل نعين ولدنا السيد ثويني ليكون حاكماً على جميع ممتلكاتنا في عمان في بلاد العرب ....)
خـطوة قام بها السيد سعيد في حياته الهدف منها ترتيب أوضاع مملكته وقرار سياسي من الطبيعي يكون مقبولاً في حياته.. إلا إنه ذلك جر أبناء سعيد إلى مستنقع من الصراع العائلي على السلطة من أجل الرغبة الشخصية وليس من الوطن وأجج قضايا داخلية سواء في زنجبار أو عمان تدخلت فيها النطيحة والمتردية وما آكل السبع منها .. وعلق أحد السياسيين البريطانيين في تلك الفترة عن نية السيد سعيد في تقسيم مملكته وبريطانيا أعتقد إنها من أسعد الأطراف وقرار لا تحلم به..والتفسير الثاني هناك أزمة سياسية حدثت بين السيد سعيد وأبنه الأكبر هلال بمعنى السيد سعيد أراد إقصاء وهلال ولأسبابه السياسية أعتقد الانقلاب على أبيه أرض سهلة فانتهى التمرد بالفشل إلى توفي في اليمن وحزن عليه السيد سعيد بن سلطان وأرسل معونة مالية إلى أسرته ولكنها الصراع من أجل السلطة وإنها السياسة تفرق بين الأب وأبنه ..عين السيد سعيد أبنه ماجد وكان عمره عشرين سنة مباشرة عقب وفاة خالد وتقول السيدة سالمة في مذاكراتها حول الصراع السياسي (وكان وفاة أبي كانت الإشارة المنتظرة لاندلاع نار الشقاق والخلاف بينا نحن بناته وأبنائه ) على الساحل الشرقي لأفريقيا وفي الوقت الذي مازال قبر السيد سعيد رطباً حاول السيد برغش الانقلاب على ماجد واعتلاء العرش وهذا مانصه للسيدة سالمة (لا يتعففون في سبيل الوصول للسلطة عن اللجوء إلى كل وسيلة لو خرجت عن سؤ الخلق الكريم وشرف الضمير وأعراف المجتمع ) من هذا النهج سعى برغش وبالاشتراك مع أخته من داخل خوله ثم استمالة إليهم السيدة سالمة وبعض رؤساء القبائل لإزاحة ماجد من كرسي عرش زنجبار وتصف السيدة سالمة الشيوخ والأعيان الذين بجانب برغش (غالبية أتباعه هؤلاء من الانتهازيين وذو السمعة السيئة ) على العموم مصير المؤامرة الفشل وكاد برغش إن يفقد حياته لولاء الجنود وقف أطلاق النار بطلب من السيدة خوله التي خرجت للبحث عن القنصل البريطاني للتدخل وتصف السيدة سالمة الدور البريطاني في الصراع الدائر بين أبناء سعيد (لم يكن للبريطانيين آنذاك ذلك النفوذ الذي لهم الآن في زنجبار وشرق أفريقيا وكان تدخلهم في شؤون زنجبار المحلية محدوداً بنطاق ضيق ..) وأبعد برغش إلى بومباي وأثناء عودته بعد سنتين بعد إن أشربته بريطانيا من كأسها قذفت به إلى السلطة بعد وفاة ماجد
يتبع
المصدر : مدونة بن مرهي
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions