شيوخ يحكموا الدولة، ودولة تعلن إفلاس هويتها




لم يكن للأمس أن يدس على بساط الليل لو لا انشغال الوطن هنا بقضية فك الأزمة الشيوعية على جبال الجنوب، فكان الخيار البريطاني تسفير ملكية الركن الغربي من ساحل عمان على مائدة طرأت بشكل مغاير على التاريخ العربي فكان الخيار دولة نفطية وكان الاسم دولة الإمارات ...



لا من فرق هنالك أبدا لو لا غياب الحلم على الوسط الحاكم وتقزيم رأي الشارع الإماراتي المتواضع وطمس الهوية العمانية الجديدة في الدولة الجديدة بفضاءات المدينة على الصحراء وإشغال الشارع بالمال العام، دولة لا تحل ولا تربط إلا باسم الشيخ الذي يمارس دور النبوة حتى في أصغر اشياءه...



فالأرض والمهر والمنزل والشارع والمدرسة والرأي كله متلازم مع أسطورة الشيخ الوهمية، فشيوخكم الأعزاء لم يستطيعوا بعد أن يدركوا الثابت والمتحول وفق المعطيات المطروحة، فهنالك التباس واضح للعيان في الفصل بين محور الدولة وممارسة دور المشيخة والقبلية، فشيوخكم الأعزاء لم يستطيعوا بعد أن يدركوا حجم المأساة فمنهم من ما زال يتمترس وراء سياسة الحاكم والمحكوم ولا يدير بالا لرأي الشارع الإماراتي الجديد فأنا أدرك ان الشارع الجديد واعٍ ومتعلم يستطيع أن يفك طلاسم المعرفة وله القدرة على الحوار والموضوعية غير أن الشيخ أو من يكون ما زال يتقمص دور القمع والقرارات الإنفعالية التي لا تنم عن سياسة وحلم وكياسة.



ربما لا يستطيع الكثير فهم ما أود أن أطرحه ولكن القضية هي كالأتي:



هل استطاع مشايخكم الموقرون استيعاب مفهوم الدولة والتحرر من مشيختهم وسلطويتها التي لم تعد تتناغم مع الشارع الإماراتي ؟

هل للشارع صوت حقيقي يعبر خلاله عن رأيه ؟ أم أنه نصفه فشخرة ونصفه الأخر مستورد وأما المثقفون فهم النخبة المغضوب عليها ؟



أعتقد هنالك تغييب حقيقي للعقول الجديدة من خلال إعلامكم المارق الذي ترك كل قضايا الكون من أجل قضية اليــــــــــــــــــــــولة ، وما أتفه القضية حين لا تمنح أي مساحة فكرية ، والقضية الأخرى هي إغراق السوق بطابور من المغنين الوقتيين والشعراء الذين تبراء الشعر منهم فهم أصداقاء الكسب لا غير، والنساء المستوردات اللاتي يطفئن لهي الرغية مقابل الأجر البسيط



ما يدهشني أكثر الفدرالية الحقيقية التي تعد نموذجا لمن أردا أن يدرسه، حجم التنمية متفاوت والإخفاقات تسجل رصيد عال جدا ودور الإصلاحيين لا من وجود له والمرأة لا تكافئ الرجل والمد الوهابي يتغلغل فيكم ولا من مجلس يناقش هم الشعب وإن كان فهو شكلي لا تناط له إلا أبسط القضايا



أعتقد أن هنالك محاولة حقيقية يا أخوان لتجهيل الشارع وتزويجه بمؤسسة الجهل بسم الهوية، بالله عليكم إلى أين أنتم ماضون ؟



دعونا نتناقش



ود لكم
منتدى الحوار الاماراتي
المصدر


المصدر : مدونة بن مرهي