جنـاح - قصة قصيــرة - جديد طلال

    • جنـاح - قصة قصيــرة - جديد طلال


      قصـة أو محـاولة قصصـية أتمنـى ان تنـال إعجـابكم ..
      .
      .


      يــراوده هذا الحلــم منذ ان كــان صغيــراً, او كمـا يُقـال: منذ نعـومة أظـافره, رغـم ان أظافره ما زالـت نـاعمة حتـى الآن!! .. وكلـما كبــر, كبـر معــه حُلــمه وزادت رغبتـه في تحــقيقه حتــى وصـل به الحــال إلـى حد الهـوس .. انـه حلـم الطـيران .. أن يطــير ويتنقــل عبـر الهـواء بلا أي عـوائق, ويتــرك هذه الأرض التعيســة بهمـومها وكربـها .. يطـير ويـطير بلا تـوقف, ليشعـر بالهـواء يسقـط علـى وجهه ويـداعب شعـر رأسه .. يتمنــى لو ان الله خلـق الأرض بلا جـاذبية .. ويحـسد العصـافير دائماً على أجنحتهـا.






      ذات يـوم, عنـدما كـان علـى سطـح بنـايته كعـادته ينظـر إلـى زرقـة السماء الصـافية بعيـناه الحالمتـان .. لمـح شيء يطـير من بعـيد, يبـدو كالطيـر لكنـه أكبــر .. فتـابعه حتـى اقتــرب منه, فذهــل مما رآه, لقـد كـان رجـلاً آدمياً يبـدو انه في بدايـة العشرينـات من عمـره, لقـد كـان يطــير كمـا تخيـل نفسـه دائماً, بلا أجنـحة, كـان يحلـم بالطيـران لكنه متـأكد وواثـق تمـام الثقـة باستحـالة ان يحـدث ذلـك , لم يصـدق ما يـراه, أتراه في حلـم أم حقيــقة؟! لقـد اختـلط عليـه الأمـر ولم يعد يفـرق بينهمـا .. احتـاج لعـدة دقـائق حتـى يفـيق من صـدمته .. أحس بأن هذه هي فرصتـه لتحقـيق حلـمه الدائم .. فلوّح لذاك الرجـل الطـائر بأن يحـط علـى البنـاية, تـردد الرجـل قليلاً قبـل ان يرد عليـه بابتسـامة ويحـط علـى سطـح البنـاية ..






      - السـلام عليـكم. قـال الطـائر.






      لم يلـق أي رد, فأردف:






      - لمـاذا أشرت لي بالنـزول؟!






      لـم يلـق أي جـواب ثـانية, فقـال بغضـب:






      - لا وقـت لدي اضيعه معـك .. هيّا تكـلم .. ماذا تـريد مني؟!






      للمـرة الثالثة لم يسمـع أي جـواب, فتـأفف دلالة على استيـاءه واستـعد للطيران ثانية .. وقبـل ان يشـرع بالطيـران سمع صوتـاً خافتـاً ينـاديه فالتفـت وقـال بسخريـة:






      - وأخيـراً رجع اليـك لسـانك أيها الحـالم .. ماذا تـريد؟!






      - كيـف تفعـل ذلك؟! رد بصوت خـافت ..






      - ماذا؟!






      - كيـف... كيـف تطــير؟! قـال وقد علا صوته قليــلاً ..






      - ألهذا الأمـر نـاديتني؟!. قـال بنبـرة ضـاحكة. مـا اسمك يا هذا؟!






      - اسمـي خـالد .






      - حسـناً يا خالد .. أتود حقاً ان تتعلـم الطـيران؟!






      سهم لحظة ثـم قال:






      - مستـعد ان اعطـيك كل ما لدي مقـابل ان تعلمني ذلك .






      - لا اريـد شيئاً منـك .. كل ما اريده هو ان تسـكت لتجعـلني اتحدث.






      - حسناً .. تفضل.






      أخذ نفساً ثم قـال باسماً:






      - الإيمـان .






      استغـرب خـالد مما سمع فردد:






      - الإيمـان؟






      - نعـم يا خالد .. الإيمـان .. الإيمـان هو سر الطيـران.






      - كيف يكـون ذلك؟!






      - يجـب عليـك ان تؤمن بأنك قـادر على الطيران .. بأن لك أجنحـة خفيـة تجعلـك تطير بطـلاقة .. الإيمـان يحـقق لـك كـل شيء يا صـديقي, كــل شيء .. اذا آمنـت بأنك قـادر على حمـل هذه البنـاية التي نحن عليـها فإنك ستحملـها, إذا آمـنت بأنك قـادر على أكـل الحـديد فإنـك ستـأكله, إذا آمـنت بأنك قـادر على المشي علـى الماء فإنك ستمشي عليه, وإذا آمنت بأنك قـادر على الطيران فستطـير .. قـد يبـدو لك الأمـر بسيطـاً, إلا انه ليس كذلك بتاتاً .. فالإيمـان بشـيء أمــر يصعــب تحقــيقه كثيـراً.






      - لا داع للسـخرية .. إني اريدك حقاً ان تخبرني بسر الطيران.






      - لسـت اسخر يا صديقي .. عليـك بالإيمـان, تذكر ذلك .. والآن يجب علي الذهاب فكما قلت لك: لا وقت لدي اضيعـه .. وداعاً ..






      - وداعاً.






      فطـار الرجـل نحـو السمـاء يلـوّح بيديه مودعاً وهو يصيـح قائلاً:






      - الإيمـان يا خـالد, الإيمـان.






      مـرّ هذا اللقـاء كـأنه لحـظة بالنسبـة لخالد .. "أهو حقاً الإيمـان سر الطيران؟!" كـان يسأل نفسه .. لم يتـوقع ان يكـون الأمر بهذه البسـاطة, مهـلاً, ألم يقـل الرجل ان الأمـر ليس بالبسـاطة التي يتوقعهـا, أم ان تلـك كانت مجرد مبـالغة؟!






      - لا يمـكن التـأكد إلا بطريقة واحدة . قـال بصـوت خافت جداً .






      توجه نحـو حافة سطح البنـاية ووقـف هنـاك, وصار ينظـر إلى النـاس أسفل البنـاية الذين يبـدون كالنمـل حجماً وهو يقـول محدثاً نفسه : "انا قـادر على الطيران" . محـاولاً ان يطبّـق ما قـال له الرجـل .. فصـار يردد تلـك الجملـة عدة مرات هامساً .. مد يديه, ونظـر نحو السماء, كان يشعـر بالنسيم يداعـب شعـر رأسه .. وقرر أخيـراً ان يقفـز نحو الهـواء ليحلـق طائراً نحو السمـاء –كما كان يأمل-, لكـن ما أن رمـى بنفسه من على سطح البنايـة حتـى لقي نفسه أسفلـها مضجـراً بدمه .. كان يلفـظ أنفاسه الأخيرة ويُتمـتم بصوت يكاد لا يُسمع : "لقـد خُدعت .. لقد خُدعـت" .. ثــم صــاح أحدهم بجزع:






      - لقـد انتحـر خـالد .. لقـد انتـحر خالد.





      المصدر : مدونة طلال


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions