الرؤيا -
عقيل بن عبدالخالق اللواتي:

لطالما نظرنا الى اخوتنا الهنود نظرة دونية وكأنهم لا يصلحون لشيء الا لخدمتنا. اليوم ووفق التقارير الاقتصادية، يقف الهنود على قمة اقتصاد ينمو سريعا، وبأكثر من المتوقع، مبشرا بظهور دولة اقتصادية عملاقة ذات قاعدة اقتصادية واستثمارية قوية، خلافا لما كان معهودا خلال السنوات الماضية. وفي أحدث التقارير، يتوقع خبراء: ان نمو الاقتصاد الهندي سيتجاوز نمو نظيره الصيني خلال عام 2010 لتنتهي المرحلة التي حافظ فيها الاقتصاد الصيني على معدلات نمو تفوق الاقتصاد الهندي.
هذه النهضة الهندية المفاجئة أثارت إعجاب الكثيرين لنجاحها السريع. البعض تحدث عن تراجع سيطرة البيروقراطية الحكومية على قطاعات الصناعة والتجارة والخدمات فكان ذلك سببا في هذا التصاعد. والبعض أشار الى ان الهند أولت القطاع الخاص أهمية قصوى وسعت الى تفعيل دوره كشريك لا بد منه في عملية التنمية. ثمة من يشير ايضا الى أن تركيز الهند على البحث والتطوير في مجال تقنية المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات جعلها في قائمة دول العالم الرائدة في مجال التقنيات. ولعل ان اهم ماقيل في محاولات تشخيص وتحديد أهم الاسباب الكامنة وراء هذه النهضة السريعة هو ما قرأته في مقال أمجد معلا " ماذا رأيت في الهند" : ادرك الشعب الهندي ودوائر صنع القرار هناك بان التزايد الكبير في عدد السكان والمتغيرات الاقتصادية العالمية تفرض على كافة دول العالم الاعتماد على الذات ولحق ركب الحضارة عبر خلق فرص العمل في كافة المجالات .وهذا الادراك حفز الشعب الهندي نحو اقامة نشاطات اقتصادية وتجارية استطاع من خلالها وفي سنوات قليلة من الوقوف بقوة امام التحديات التي تواجهها الهند عبر تعزيز فكرة الاعتماد على الذات والاستفادة من المقدرات والامكانيات المتوفرة في هذا البلد .واستطاع الهند استقطاب الصناعات العالمية المختلفة بحيث اصبح كل ما هو موجود في الهند هو صناعة محلية وبايدي هندية مكنته من خلق ملايين فرص العمل وبالتالي نمو في مستويات دخل الفرد الذي يعد احد اهم عوامل التنمية .
هذه الصورة المشرقة لهذا الشعب المكافج المتفاني المعتمد على نفسه بالكامل والقادر على ادارة حياته بعيدا عن أسلوب الرعاية الذي قد تمارسه معه الدولة، تقابله صورة اخرى هي معكوسة تماما .. وهي صورة مجتمعاتنا العربية المشبعة بالكسل الذي يصل إلى حد الجمود في بعض الأحيان والتقاعس عن أداء واجباتها على الوجه الاكمل، والاتكال على الغير.
هذا التباين بين الصورتين يكشف عن هذه الفجوة الفاصلة بين الثقافتين: ثقافة العمل .. وثقافة العيب. ثقافة الاعتماد على الذات في كل شئ .. وثقافة الاستهلاك الطاغية علينا بشكل مزعج، حتى أصبحت من عاداتنا الراسخة التي نمارسها يومياً بلا شعور. ثقافة الايمان بالابداع، ورغبة لحوحة في العمل والانجاز .. وثقافة الشكوى والاحتجاج على زحمة الأعمال والمسؤوليات المناطة إلينا، وتذمرنا وعصبيتنا الدائمة لمجرد تجاوز ساعات دوام عملنا عن المألوف الذي اعتدنا عليه! هذا طبعا الى اشكاليات اخرى هي في الغالب جزء من شخصية الموظف والعامل عندنا خصوصا ما يتعلق بالقطاعات العامة بالذات، مثل: التمارض، التأخر عن الدوام، الغياب المتكرر، إهدار وقت العمل، عدم الحرص على الدقة والجودة في العمل، الجمود وعدم تطوير المهارات والمعلومات، والتفلت اليومي الوظيفي والإنقطاع المتكرر لسبب أو غير سبب عن العمل والوظيفة وضعف الإنتاج العملي اليومي للفرد، وجلسات القهوة والشاي وتصفح الجرائد على حساب العمل، الخ.
وبخلاصة: النهضة لاتأتي من فراغ وإنما تأتي تجسيداً لحالة داخلية من الايمان والوعي، وصدى لحالة من حالات التمرد على الواقع الذي يعيشه الانسان ويحاول تغييره بالعمل والابداع والانجاز .
*
مجلة الرؤيا عدد 96 - اكتوبر 2009
عقيل بن عبدالخالق اللواتي:

لطالما نظرنا الى اخوتنا الهنود نظرة دونية وكأنهم لا يصلحون لشيء الا لخدمتنا. اليوم ووفق التقارير الاقتصادية، يقف الهنود على قمة اقتصاد ينمو سريعا، وبأكثر من المتوقع، مبشرا بظهور دولة اقتصادية عملاقة ذات قاعدة اقتصادية واستثمارية قوية، خلافا لما كان معهودا خلال السنوات الماضية. وفي أحدث التقارير، يتوقع خبراء: ان نمو الاقتصاد الهندي سيتجاوز نمو نظيره الصيني خلال عام 2010 لتنتهي المرحلة التي حافظ فيها الاقتصاد الصيني على معدلات نمو تفوق الاقتصاد الهندي.
هذه النهضة الهندية المفاجئة أثارت إعجاب الكثيرين لنجاحها السريع. البعض تحدث عن تراجع سيطرة البيروقراطية الحكومية على قطاعات الصناعة والتجارة والخدمات فكان ذلك سببا في هذا التصاعد. والبعض أشار الى ان الهند أولت القطاع الخاص أهمية قصوى وسعت الى تفعيل دوره كشريك لا بد منه في عملية التنمية. ثمة من يشير ايضا الى أن تركيز الهند على البحث والتطوير في مجال تقنية المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات جعلها في قائمة دول العالم الرائدة في مجال التقنيات. ولعل ان اهم ماقيل في محاولات تشخيص وتحديد أهم الاسباب الكامنة وراء هذه النهضة السريعة هو ما قرأته في مقال أمجد معلا " ماذا رأيت في الهند" : ادرك الشعب الهندي ودوائر صنع القرار هناك بان التزايد الكبير في عدد السكان والمتغيرات الاقتصادية العالمية تفرض على كافة دول العالم الاعتماد على الذات ولحق ركب الحضارة عبر خلق فرص العمل في كافة المجالات .وهذا الادراك حفز الشعب الهندي نحو اقامة نشاطات اقتصادية وتجارية استطاع من خلالها وفي سنوات قليلة من الوقوف بقوة امام التحديات التي تواجهها الهند عبر تعزيز فكرة الاعتماد على الذات والاستفادة من المقدرات والامكانيات المتوفرة في هذا البلد .واستطاع الهند استقطاب الصناعات العالمية المختلفة بحيث اصبح كل ما هو موجود في الهند هو صناعة محلية وبايدي هندية مكنته من خلق ملايين فرص العمل وبالتالي نمو في مستويات دخل الفرد الذي يعد احد اهم عوامل التنمية .
هذه الصورة المشرقة لهذا الشعب المكافج المتفاني المعتمد على نفسه بالكامل والقادر على ادارة حياته بعيدا عن أسلوب الرعاية الذي قد تمارسه معه الدولة، تقابله صورة اخرى هي معكوسة تماما .. وهي صورة مجتمعاتنا العربية المشبعة بالكسل الذي يصل إلى حد الجمود في بعض الأحيان والتقاعس عن أداء واجباتها على الوجه الاكمل، والاتكال على الغير.
هذا التباين بين الصورتين يكشف عن هذه الفجوة الفاصلة بين الثقافتين: ثقافة العمل .. وثقافة العيب. ثقافة الاعتماد على الذات في كل شئ .. وثقافة الاستهلاك الطاغية علينا بشكل مزعج، حتى أصبحت من عاداتنا الراسخة التي نمارسها يومياً بلا شعور. ثقافة الايمان بالابداع، ورغبة لحوحة في العمل والانجاز .. وثقافة الشكوى والاحتجاج على زحمة الأعمال والمسؤوليات المناطة إلينا، وتذمرنا وعصبيتنا الدائمة لمجرد تجاوز ساعات دوام عملنا عن المألوف الذي اعتدنا عليه! هذا طبعا الى اشكاليات اخرى هي في الغالب جزء من شخصية الموظف والعامل عندنا خصوصا ما يتعلق بالقطاعات العامة بالذات، مثل: التمارض، التأخر عن الدوام، الغياب المتكرر، إهدار وقت العمل، عدم الحرص على الدقة والجودة في العمل، الجمود وعدم تطوير المهارات والمعلومات، والتفلت اليومي الوظيفي والإنقطاع المتكرر لسبب أو غير سبب عن العمل والوظيفة وضعف الإنتاج العملي اليومي للفرد، وجلسات القهوة والشاي وتصفح الجرائد على حساب العمل، الخ.
وبخلاصة: النهضة لاتأتي من فراغ وإنما تأتي تجسيداً لحالة داخلية من الايمان والوعي، وصدى لحالة من حالات التمرد على الواقع الذي يعيشه الانسان ويحاول تغييره بالعمل والابداع والانجاز .
*
مجلة الرؤيا عدد 96 - اكتوبر 2009
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions