عُمان -
حشر بن خميس المنذري:

حين تزور أية مدينة تأخذ الصورة الأكبر من مركزها «داون تاون» وهو قلب المدينة النابض بالحياة، يحتوي على أهم مؤسساتها المالية وملامحها التاريخية والثقافية والسياحية. فتجد فيها أهم البنوك، والمتاحف والمكتبات، ودور السينما، ومراكز التسوق، وملاعب الأطفال.
وظهرت كلمة «داون تاون» لأول مرة في أمريكا الشمالية في الثلاثينات من القرن التاسع عشر، حيث كانت مدينة نيويورك في الجنوب ومدينة منهاتن في الشمال، فأطلق لقب up وتعني الأعلى على منهاتن، وأطلق لقب down وتعني الأسفل على نيويورك – مثل العلاية والسفالة معنا- ثم تطورت الكلمة حتى سميت نيويورك بـ Downtown. ثم عمم المفهوم ليشمل كل حواضر الولايات المتحدة ثم كندا وبعدها انتشرت في كل بقاع العالم ليوصف به مركز تلك المدينة.
وإن كان هذا أصل التسمية فهذا لا يعني بالضرورة أن هذا المفهوم اختراع أمريكي، فكل حواضر العالم العربي والإسلامي كانت تضم مركزا للمدينة، أو سورا تنشئ داخله أهم المؤسسات. ونلاحظ ذلك في الولايات والقرى العمانية القديمة التي جعلت «السوق» أهم مركز للتجمع والإلتقاء.
ولكن السؤال الكبير: أين يقع «الداون تاون» في مسقط اليوم؟ أين هو قلب مسقط؟ لا أعتقد أن روي مكانا مثاليا، لانعدام المسطحات الخضراء والمتنزهات، ولا مطرح لأنك لن تجد مطعما مناسبا تأكل فيه، ولا الخوير فلا متاحف ولا مكتبات!! أين هو ذلك المكان الذي يشبه «السولدير» في بيروت، وسوق واقف في الدوحة، و«ذا ووك» في دبي؟ أم أن الخصوصية العمانية تقتضي غيابه؟!
وإن لم يكن هناك داون تاون فلنتساءل: أين ستذهب في إجازة نهاية الأسبوع؟ ليست الإجابة بهذه السهولة لشريحة كبيرة من الشباب والعائلات في مدينة مسقط على وجه الخصوص. فحتى الحدائق العامة تفتقر للكثير من الترفيه، وذلك لا يأتي إلا من خلال الفعاليات المتجددة على مدار العام.
إن وجود قلب للمدينة يعطي الفرصة المواتية لتسويق الكثير من الفعاليات والأحداث والأفكار. فمثلا يمكن تنظيم معرض فني في الهواء الطلق، وهو ما سيستقطب شرائح أخرى لا تذهب إلى المعارض الفنية وجمعيات الفنون التشكيلية في العادة، مما سيساهم على انتشارها والارتقاء بالذوق العام للمجتمع. وقد تكون المكان الأنسب لاستضافة فرق عالمية وعرض فعاليات من حضارات أخرى تمتع الجمهور العماني. وحتى حين تستضيف السلطنة أحداثا عالمية سياحية ورياضية ستجد مكانا مناسبا لتنفيذ الفعاليات المصاحبة والتي هي مهمة في حد ذاتها. فمثلا في بطولة الألعاب الآسيوية الشاطئية أقيمت ساعة العد التنازلي على شارع الوزارات، أتوقع من المنطقي جدا إقامتها في مركز المدينة وليس على شارع.
ولسوء الحظ فقد ألغي مهرجان مسقط هذا العام لظروف خارجة عن إدارة المهرجان وبلدية مسقط، فعلى الرغم من بعض الملاحظات التي كانت توجه للمهرجان إلا أنه كان متنفسا للعائلات العمانية قبل الوفود السياحية. فكان رب الأسرة يجدها فرصة مناسبة للتنزه مع أطفاله بكلفة معقولة، الآن إن أراد أن يعيشهم فرحة المهرجان فعليه أن يتوجه إلى دبي أو جدة أو الكويت.
وتنهمك الآن بلدية مسقط في تنظيم حدث رياضي سياحي مهم وهو طواف عمان للدراجات الهوائية، وهي فعالية مبتكرة ستسوق السلطنة على مستوى عالمي، وهي فكرة تستحق من خلالها بلدية مسقط الشكر والتقدير. ولكن هذه الفعالية الكبيرة والعالمية قد لا تكون متنفسا مثاليا للعائلة العمانية التي كانت تزور مهرجان مسقط. فهل هناك بديل للمهرجان؟ وأين سيكون البديل؟
وجود مركز للمدينة يزوره الناس ويعرفونه يسهل على المؤسسات المعنية بتعليم وترفيه المجتمع تنظيم فعاليات ونشاطات من شأنها إيصال رسالته، ويهدي لمسقط قلبا ينبض بالحياة.
حشر بن خميس المنذري:

حين تزور أية مدينة تأخذ الصورة الأكبر من مركزها «داون تاون» وهو قلب المدينة النابض بالحياة، يحتوي على أهم مؤسساتها المالية وملامحها التاريخية والثقافية والسياحية. فتجد فيها أهم البنوك، والمتاحف والمكتبات، ودور السينما، ومراكز التسوق، وملاعب الأطفال.
وظهرت كلمة «داون تاون» لأول مرة في أمريكا الشمالية في الثلاثينات من القرن التاسع عشر، حيث كانت مدينة نيويورك في الجنوب ومدينة منهاتن في الشمال، فأطلق لقب up وتعني الأعلى على منهاتن، وأطلق لقب down وتعني الأسفل على نيويورك – مثل العلاية والسفالة معنا- ثم تطورت الكلمة حتى سميت نيويورك بـ Downtown. ثم عمم المفهوم ليشمل كل حواضر الولايات المتحدة ثم كندا وبعدها انتشرت في كل بقاع العالم ليوصف به مركز تلك المدينة.
وإن كان هذا أصل التسمية فهذا لا يعني بالضرورة أن هذا المفهوم اختراع أمريكي، فكل حواضر العالم العربي والإسلامي كانت تضم مركزا للمدينة، أو سورا تنشئ داخله أهم المؤسسات. ونلاحظ ذلك في الولايات والقرى العمانية القديمة التي جعلت «السوق» أهم مركز للتجمع والإلتقاء.
ولكن السؤال الكبير: أين يقع «الداون تاون» في مسقط اليوم؟ أين هو قلب مسقط؟ لا أعتقد أن روي مكانا مثاليا، لانعدام المسطحات الخضراء والمتنزهات، ولا مطرح لأنك لن تجد مطعما مناسبا تأكل فيه، ولا الخوير فلا متاحف ولا مكتبات!! أين هو ذلك المكان الذي يشبه «السولدير» في بيروت، وسوق واقف في الدوحة، و«ذا ووك» في دبي؟ أم أن الخصوصية العمانية تقتضي غيابه؟!
وإن لم يكن هناك داون تاون فلنتساءل: أين ستذهب في إجازة نهاية الأسبوع؟ ليست الإجابة بهذه السهولة لشريحة كبيرة من الشباب والعائلات في مدينة مسقط على وجه الخصوص. فحتى الحدائق العامة تفتقر للكثير من الترفيه، وذلك لا يأتي إلا من خلال الفعاليات المتجددة على مدار العام.
إن وجود قلب للمدينة يعطي الفرصة المواتية لتسويق الكثير من الفعاليات والأحداث والأفكار. فمثلا يمكن تنظيم معرض فني في الهواء الطلق، وهو ما سيستقطب شرائح أخرى لا تذهب إلى المعارض الفنية وجمعيات الفنون التشكيلية في العادة، مما سيساهم على انتشارها والارتقاء بالذوق العام للمجتمع. وقد تكون المكان الأنسب لاستضافة فرق عالمية وعرض فعاليات من حضارات أخرى تمتع الجمهور العماني. وحتى حين تستضيف السلطنة أحداثا عالمية سياحية ورياضية ستجد مكانا مناسبا لتنفيذ الفعاليات المصاحبة والتي هي مهمة في حد ذاتها. فمثلا في بطولة الألعاب الآسيوية الشاطئية أقيمت ساعة العد التنازلي على شارع الوزارات، أتوقع من المنطقي جدا إقامتها في مركز المدينة وليس على شارع.
ولسوء الحظ فقد ألغي مهرجان مسقط هذا العام لظروف خارجة عن إدارة المهرجان وبلدية مسقط، فعلى الرغم من بعض الملاحظات التي كانت توجه للمهرجان إلا أنه كان متنفسا للعائلات العمانية قبل الوفود السياحية. فكان رب الأسرة يجدها فرصة مناسبة للتنزه مع أطفاله بكلفة معقولة، الآن إن أراد أن يعيشهم فرحة المهرجان فعليه أن يتوجه إلى دبي أو جدة أو الكويت.
وتنهمك الآن بلدية مسقط في تنظيم حدث رياضي سياحي مهم وهو طواف عمان للدراجات الهوائية، وهي فعالية مبتكرة ستسوق السلطنة على مستوى عالمي، وهي فكرة تستحق من خلالها بلدية مسقط الشكر والتقدير. ولكن هذه الفعالية الكبيرة والعالمية قد لا تكون متنفسا مثاليا للعائلة العمانية التي كانت تزور مهرجان مسقط. فهل هناك بديل للمهرجان؟ وأين سيكون البديل؟
وجود مركز للمدينة يزوره الناس ويعرفونه يسهل على المؤسسات المعنية بتعليم وترفيه المجتمع تنظيم فعاليات ونشاطات من شأنها إيصال رسالته، ويهدي لمسقط قلبا ينبض بالحياة.
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions