** هذه الفضفضة لا تتقصد أحداً معيناً، وتتقصد الجميع في ذات اللحظة.
في الغالب عندما يريد أحدهم أن [يقشب] المجتمع لتخلفه وعنصريته فإنه يتخذ من التقاليد شماعةً لذلك، وكثيرون هم من يطالبون بالتخلص من تلك التقاليد العتيقة حتى نصبح متحضرين و[منفتحين] بما فيه الكفاية.
لكن على المستوى الشخصي أرى أننا جميعاً نتبع [الموضة] بدرجة أو أخرى، ولست أدري حقيقةً إن كانت تسمية الأمر بـ[الموضة] صحيحة ولكنها هي الكلمة الوحيدة التي خطرت على بالي لوصف الأمر، ولكن ما أقصده أننا نحاول أن نكون [ستايلش] (=stylish) (تقيأت بعد استخدامي الكلمة بالإنجليزية لأنني أصبحت مثقفاً عسقياً يسعى لإدخال كلمات عنجليزية في منتصف حديثه بدون داع) في مجالات معينة كالثقافة والسياسة مثلاً وليس بالضرورة في الملابس والإتيكيت (كلمة إنجليزية أخرى لا أعرف معناها بالضبط!) والأعراف الإجتماعية.
بما أنني [خبصت] بما فيه الكفاية حتى الآن في التدوينة تؤثراً بالمهذون [العود] السابق -والذي كان لي شرف رشف [الشيشة] معه من مقهى "كوستا" بـ"ستي سنتر" البارحة- فقد حان الوقت لأضرب مثلاً يوضح مقصدي، قبل فترة بسيطة نسبياً- سنة أو اثنتين- ظهرت "موضة" المدونين والقاصين والكتاب فأصبح الكثيرون يُصنفون تحت هذه القوائم - مثل طابع هذه السطور- أو يسعون للتصنيف هكذا، وقبلها بفترة أطول غزت عالم المثقفين أو المتثاقفين "موضة" إدراج كلمة عنجليزية أو فرنسية في منتصف الجمل العربية للإيهام بالتحضر والإنفتاح، وهكذا..
في السياسة غزت "موضة" المعارضة والمطالبة بحرية الشعب في الإختيار عالمنا الصغير سواءً على مستوى الدول العربية أو على مستوى السلطنة، ولا أقصد هنا أن "الموضة" تكمن في المطالب نفسها - وهي مطالب شرعية في الغالب- ولكن في "آلية" تلك المطالب، فنحن لم نخرج إلى حدٍ كبير من "موضة" و"إطار" "تشي جيفارا" و"سيد قطب" وغيرهم، ولم نبتكر شيئاً جديداً بل اكتفينا بتقليد الأطر الموجودة في بقية العالم، هناك دستور فنحن نريد دستور، هناك شيوعية فنحن نريد شيوعية، وإن لم نردها فرأسمالية، هناك ليبرالية وديموقراطية ودكتاتورية وجمهورية وإسلامية، يجب علينا أن نتمعن النظر في "الموضة" التي يتبّعها العالم ثم نحاول "تفصيل" واحدة على مقاسنا!
هذه "الموضة" نراها في أشياء أخرى أصغر ولكنها قد تكون أكثر تاثيراً أحياناً، نراها في "الحب" مثلاً لدى البعض، فنحن نقرأ للروائيين والقاصين قصص حب نتخيلها "موضة" وواقعاً فنسعى لإعادة رسمها في عالمنا الخاص قبل أن نكتشف أننا نكذب على أنفسنا، وأننا نريد أن نحب لمجرد الحب!
نراها في الرغبة للبطولة الزائفة مثلاً، نقرأ عن المعارضين السياسين وعن بطولاتهم وعن تضحياتهم وكيف اتخذتهم الشعوب رموزاً لها فنسعى لتلك المكانة، وتدريجياً نُعيد صياغة واقعنا - أو قرائتنا له- بحيث تصبح الدولة التي نعيش فيها دولة بوليسية يعيش فيها شعب مغلوب على أمره وتغتصب حقوقه ليل نهار جهاراً نهاراً، وهكذا نصبح معارضين لمجرد المعارضة، وربما نتخيل أنفسنا في "المنفى الإختياري" كما قال أحدهم في وصف بعض المطالبين بالدستور بالسلطنة وقد كان على خطأ حينها.
لذلك هناك عملية "غربلة" أساسية أرى أن تصرفاتنا يجب أن تخضع لها، هل نحن نفعل التصرف [الفلاني] اتباعاً للموضة أم لقناعة ذاتية؟ وهل هذه القناعة الذاتية بدورها أتت إيماناً بها أم "تخيّلاً" لوجودها؟!
نقطة أخيرة في هذه [الهذونة] حول الفرق بين التقليد والموضة، فالتقاليد عتيقة بعض الشيء ولا تتغير بسرعة وبإمكاننا التحقير بها أحياناً مع الجيل الحالي للشباب، في حين أن الموضة شيء متجدد ومتغير ومن الصعوبة إنتقاده لأن التقاليد للعامة أو [الرعاع] في حين أن الموضة للمثقفين وأشباههم!
لا أظن أن أحداً يوجد بتلك الدرجة من [قلة الشغل] كي يكمل مقالي، وإن وُجد أحدهم وما زالت لديه حبتين زيادة من [قلة الشغل] فسأكون شاكراً له لو تكرم بإدراج تعليق ما.
المصدر : مدونة بدر العبري
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions