شاب مال قلبه إليك ، تكونت بينك وبينه علاقة عاطفية ، أثناء السنة الأخيرة من دراستك الجامعية ، زميلك تدرسا نفس التخصص ، تتحاور الأعين عندما تلتقيا بقاعات الدراسة ، مرت الأيام فكثرت المكالمات الهاتفية ، رصيد منتهي وآخر في الاحتياط ، كونك لديك بطاقة حياك ، السهرة تمتد من العاشرة إلى منتصف الليل ، المقررات الدراسية مركونة على جنب ، باب الغرفة مغلق من الساعة العاشرة ، الأهل مسيتي عليهم بكلمة تصبحوا على خير ، عندي كثير مذاكره ، يردوا عليك موفقة الخير، الله يكون بعونك ، مساكين على نياتهم . ليس لديهم علم بتلك السالفة ، السر مع إنسانة قريبة منك أنها صديقتك ،هي فقط من أبحت لها بذلك ، وعرفتيها بذلك الشاب ـ هنا يمكن سر النهاية . خلونا نتابع الأحداث .
الجو بالغرفة رومانسي ، والأضواء مناسبة لذلك الجو ، نسمات هواء المكيف الباردة تكاد توحي لك بالنعاس ، لكنك مكابرة ، معاندة نفسك ـ تحب أن تضلي ساهرة ، تنتظري دقات الهاتف حسب الوقت المحدد ، وما هي وإلا لحظات ورن الهاتف ، أنها ساعة اللقاء ، يكاد الصوت الصادر منك لا يخرج عن إطار الغرفة ، يبادرك بالحديث هلا عمري ، تردي عليه آهلين حياتي ، أو بأية كلمة حلوه أخرى تدور في بالك ، عندها بدأ قلبك يخفق ، والفرحة مليانة وجهك ، والكلمات بدأت تتدفق ، شبيهة بالماء الصافي الذي يتدفق من الجداول ، أيام وأيام بل ربما تعدت شهور ، والعلاقة مستقرة ، والأجواء صافية ، لا بها أية غيوم داكنة ، تعكر المزاج ، خلاص القلوب أحوالها مستقرة ، والأنفس مرتاحة البال ، فتترجي منه في أي لحظة يطرق الباب ، وبين كل اتصال واتصال تصل درجة الشوق ، مثلما تشتاق الأم لطفلها الرضيع إذا غابت عنه . فإذا أنقطع الاتصال يوما واحدا ، هنالك تذمرا وعتاب ـ يصدر من قلوب الأحباب .
وبعدين .. خلونا نكمل هالسالفة ـ فبدون سابق إنذار ، الرنين الصادر من سماعة الهاتف بدأت يتذبذب ، وموجة القلب الأخر بدأ مسارها واتجاهها يتغير ، تسلك منحنى أخر . وما هي إلاّ أيام قليلة إلا وأنها توقفت ، اتصلت عدت مرات ولا أحد يعبرك ، قلت في نفسك خير يا طير ، ليش هذا الجفاء ، وأيش هي السالفة ، عسى أن يكون خير !!
فمرت الأيام وسمعت خبر كان بمثابة الصاعقة عليك ، فلان خطب فلانة ، إنصدمت ـ وصرخت بأعلى صوتك من فلانة ! مستحيل يحصل ذلك . نعم هي صديقتك المقربة منك الروح بالروح كما يقال ، التي أبحتي لها بسرك ، وعرفتيها
على ذلك الشاب ، فأسرعت نحوه وخطفته من بين يديك ، هنا توقف قلبك ، وتصبب العرق من جبينك ، يكاد يغمى عليك ، واحمرت الخدود ، وانسكبت الدموع ، حبست نفسك بداخل غرفتك ، مثلما كنت سابقا تحبسيها ، قاعدة تنتظري لحظة رنين الهاتف . آه يا للأسى لقد تم اغتيالك بطلقتين ، الأولى من قبل الحبيب ، والثانية من قبل الصديقة . هنا اكتملت الأحداث، وهنا كانت النهاية . سلام
فما هو ردك لمجريات الأحداث الصادرة من قبل الطرفين الحبيب والصديقة ؟
منتهى الذكاء.. أكثر من كذيه.. بقول يارب أكون بعقليتها المريضة....