مرافئ : تأثير الفضائيات على اللغة والثقاف

    • مرافئ : تأثير الفضائيات على اللغة والثقاف

      بقلم - د.شبر الموسوي

      لقد أصبحت وسائل الإعلام الحديثة وخاصة التليفزيون ومن خلفه الفضائيات؛ الأكثر تأثير في فكر المشاهد العربي؛ فالمشاهد العربي الذي يستغرق جلوسه إمام التليفزيون لأكثر من عشر ساعات، أدمن بعض الألفاظ الدخيلة وبعض المصطلحات المتعلقة ببعض البرامج، والتي يشاهدها المشاهد كل يوم تقريبا. ولهذا أصبح التليفزيون عنصرا من عناصر تشكيل الفكر العماني. ويمكن أن يكون التأثير إيجابيا في حالة عرض مسلسلات ذات توجه تاريخي أو عربي وذلك بسبب التحدث في هذه المسلسلات باللغة العربية الفصحى. ولكن أكثر القنوات الفضائية صارت تستخدم اللهجة المحلية في برامجها وأصبح المشاهد العماني والعربي مضطر لفهم واستيعاب هذه اللهجات المحلية (كاللهجات المصرية والسورية واللبنانية والخليجية) مما أدى إلى دخول العديد من المفردات من اللهجات العربية الأخرى إلى اللهجة العمانية وتردي مستوى بعض اللهجات ومفرداتها قد أثر إلى إيجاد نوع من التراكم اللغوي لمفردات وافدة من تلك اللهجات داخل اللهجة العمانية.

      لهذا كان لوسائل الإعلام وأجهزة الاتصال أثر مباشر على اللهجات العمانية، وعلى اللغة العربية، وجعلها عرضة للانسلاخ من إطارها العماني والعربي في ظل تقبل بعض العمانيين لتداول الكلمات المستجدة بسهولة كتلك التي تتردد في أجهز الإعلام وخاصة القنوات الفضائية .ولجهاز التلفاز دور بارز في ذلك، حيث يقضي أفراد الأسرة العمانية الكثير من الوقت في مشاهدة المسلسلات والعربية والغربية والمدبلجة، والأغاني، والبرامج العربية والغربية ، وأفلام الكارتون، والتي تحمل بعض الكلمات المتفاوتة المستوى والمعنى التي يرددها المشاهد، ومن ثم قد يتبناها في قاموسه التخاطبي.

      فمثلا يمكن هنا التمثيل بعدة مفردات وردت في برامج خليجية وعربية وأصبح لها مدلولاتها في اللهجة العمانية مثلا كلمة "صادوه" وهي تعني في اللهجة الخليجية صنع المقالب للآخرين وقد وردت هذه الكلمة في إحدى البرامج الخليجية وانتشرت بشكل كبير. وأصبحت برنامج نحو؛ سوبر ستار أو ما إلك إلا هيفاء أو طاش ما طاش . وحتى برامج الرسوم المتحركة الغربية التي يشاهدها الأطفال، أصبح لها العديد من المتابعين من كبار السن، وأصبح أسماء أبطالها، وبعض مفرداتها جزءا من اللهجات المحلية، وأصبحت كلمات مثل توم أند جيري ، وبوكي مون، وسلاحف النينجا ، ربما تكون جزء من ثقافة الأطفال والمجتمع.

      وأصبحت البرامج الأجنبية التي تقدم من قبل الفضائيات الغربية والعربية؛ لها كثير من المتابعين فمثلا من منا لا يعرف أوبرا أو دكتور فيل أو بيل كزبي شو. ولكن ربما تبقى البرامج والمسلسلات العربية لها أكثر التأثير في اللغة واللهجات المحلية كون الناس أكثر التصاقا بها وكونها متحدثة باللغة العربية المشتركة ولو أنها تحكى بلهجات عربية أخرى. ولم يتوقف الأمر عند دخول مفردات ومصطلحات عديدة على اللغة العربية في المنطقة، وهي ظاهرة قد يعتبرها البعض عادية – مهما كان حجمها- تحدث بين اللغات والثقافات المتجاورة، كما أن استعارة المصطلحات وعالميتها أمر طبيعي , ولكن المسألة تجاوزت دخول المفردات فلقد أصبح تكوين وتركيب الجملة العربية أصبح وقوعه غريبا أحيانا على الأذن وفي وسائل الإعلام والإعلان. وتظهر ركاكة اللغة وضعفها في الإعلانات المنتشرة في أسواق المنطقة، والتي يقرأها الأطفال يوميا وترسخ خطأ في ذاكرتهم.


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions