
الجودية من العادات السودانية الأصيلة، بل هي من أفضل العادات التي يتميز بها شعب السودان، أن ترضي بين متخاصمين، فهذا ليس بالشيء الهين، فأحياناً تجد في بعض القرى خصام بين قبيلتين يدوم عشرات السنين، وقد تسيل فيه الدماء، فيتطوع مجموعة من الناس، يتسمون بالحكمة ورجاحة العقل، فيجتمعون بالمتخاصمين في جلسة ما، عادة ما تكون في الهواء الطلق، وكل منهم يطرح مشكلته، ويتم حل المشكلة بعد إرضاء الجميع، وتعود القلوب إلى صفائها، وتسيل مياه الود في جداول علاقاتهم الاجتماعية كما كانت، وينسون خصامهم ويقلبون صفحة جديدة في حياتهم.
الصفات المطلوبة في الأجاويد هي أن تكون سيرتهم حسنة بين الجميع، لم يسبق لأحدهم أن ارتكب جريمة مخلة بالشرف، ومن الضروري أن يتسم الأجواد بالصدق والسمعة الطيبة، وأن تكون كلمته مسموعة ومحل صدق بين أفراد مجتمعه، وأن يتصف بالحياد، فلا يميل إلى جانب ويترك آخر، وفي القرى عادة ما يكون الأجواد شيخ القرية أو إمام الجامع أو العمدة، لأن أي من هؤلاء كلمته مسموعة بين الناس، ومحل ثقة بينهم.
عدد الأجاويد يتناسب طردياً مع حجم المشكلة، فـ كلما كانت المشكلة كبيرة، كان أجاويدها أكثر عددا، والعكس هو الصحيح، افترض أن زوجة ما تخاصمت مع زوجها، ووصلت علاقتهم إلى طريق مسدود، ووقع الطلاق بينهما، مثل هذه المشكلة عادة ما يكون أجاويدها لا يتعدون الثلاثة على أكثر تقدير، يذهبون إلى الزوجة، ويجلسون معها ومع ولي أمرها، ويفهمون أبعاد المشكلة، ثم يجلسون مع الرجل ليفهموا منه ما حدث بالضبط، ثم يلمون أطراف الخصام، ويختارون أطايب الكلام، ويدعمونه بآيات من الذكر الحكيم، ويذكروهم بأن الصلح خير، ويطيبون خاطرهم، ويحثون المخطئ منهم على الاعتذار، ثم يعود الود إلى سابق عهده من جديد.
أما المشاكل بين القرى والقبائل، فهذه عادة ما تحتاج إلى أجاويد من طراز رفيع، عادة ما يكونون من ذوي السلطة والمناصب الكبيرة، وكلمتهم تكون مسموعة، وقد يستطيع واحدا منهم أن يحل مشكلة ما دامت عشر سنين في أقل من ساعة.!
كما هي العادة .. المدينة التهمت الكثير من العادات السودانية الجميلة، حيث تجد أن الجودية تقل كلما اتجهت الناس نحو التمدن، بل في المدينة إذا تدخل بعض الأجاويد لحل نزاع ما، قد يتهمونهم المتخاصمين أنفسهم بأنهم يتدخلون فيما لا يعنيهم، ولكن على الرغم من ذلك، تظل الجودية هي البصمة التي تركها أهل السودان في مجتمعاتهم.. وتظل هي الفضيلة التي من حق أي سوداني أن يفتخر بها .. حتى وإن تقادم الزمن الزمن واختفت نهائياً .. ستظل من الفضائل الجميلة التي كانت في مجتمعنا.
المصدر : مدونة أسامة
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions