مسقط وزنجبار : الإمبراطورية العمانيه أمجاد وبطولات وتأريخ حافل بالعظمه

    • هانئ كتب:

      بــــــــارك الله فيك




      ننتظر باقي المجريات والتفاصيل على زمان الإمامه إلى عهد السلطان



      بمشيئة الله أخي الكريم

      وعلى العموم هو سرد للتأريخ العماني مطابق لما ورد بالمؤلفات العمانيه المعتمده
      من سير للأئمة والسادة السلاطين
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • قيد الأرض ( سيف بن سلطان الأول ) إماما لعمان


      قد بادر سيف بن سلطان إلى إعلان توبته بعد وفاة أخيه الإمام بلعرب بحصن جبرين وهو محاصر
      بداخله ليثبت بذلك حسن نيته ورغبته الصادقة في الصالح العام وقد أمره علماء ومشايخ عصره
      بلزوم بيته حتى ينظر في أمر مبايعته بالإمامه ومالبث أن حضي برضى الجميع وبويع بالإمامة عام
      1693م وقد لقب بقيد الأرض لشدة بأسه على أعداءه وإقدامه وعزمه


      الإمام سيف بن سلطان وسعي حثيث إلى الأمام نحو التحرير


      بما أنه محارب وقائد محنك فقد نجح بعد أقل من عام من مبايعته في تقوية أسطوله الحربي
      وتحديثه وهزيمة البرتغاليين في عدة مواقع من ضمنها بومباي وصد محاولتهم لإحتلال
      هرمز بنصر ساحق وكذلك إستولى على سفنهم وسفن حلفائهم الفرس في بندر كنج وكانت
      تلك الإنجازات العسكريه والإنتصارات عام 1695م
      بل وتحدى الإنجليز حينما إستولى على سفينتهم لندن مقابل إحدى البواخر العمانيه التي
      إستولو عليها .


      واصل الإمام سيف حربه ضد البرتغاليين على جبهتين : واحده بشرق أفريقيا حيث حرر الإمارات
      العمانية هناك عام 1698م ولم يتبق يأيديهم سوى موزمبيق , والثانيه في الهند حيث دخلها بجيش
      مكون من 90000ألف فارس ومئة سفينه كبيره وعدد من السفن الصغيره
      وبذلك يكون قد أوقف أيضا المد التنصيري الكاثوليكي للبرتغاليين
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • حزم الإمام سيف مع الأوروبيين وفرض هيبة عمان على الجميع :

      وقد حاول الهولنديون هم أيضا هذه المرة دخول الخليج والسيطرة على طرق التجارة إلا أن الإمام
      سيف صدهم وهاجم سفنهم وسفن حلفائهم الفرس الذين أصبحو في ذعر من الهيمنة العمانيه فتراهم
      إما عارضين للتحالف أو طالبين للنجدة من الإوروبين الذين غالبا ما كانو يرفضون خشية من
      الأسطول العماني وعلى رأسهم الإنجليز والهولنديون والفرنسيين ووجدو أنفسهم مضطرين إلى
      تقوية علاقاتهم مع عمان وزيادة حجم التجارة معها ومع هذا فلم يغفل الإمام مطامعهم ولم يأمن جانب
      غدرهم فقام بزيادة تحصين مسقط ومينائها .
      وقد قام الإمام سيف أيضا بغزو بلاد فارس وأسر بعض سفنها


      وهنا وبكل ثقة وفخر نقول أن القوة العمانيه في مطلع القرن السادس عشر في عهد الإمام سيف الأول
      كانت أعظم قوة بحريه في زمانها حيث وصل النفوذ العماني إلى الهند وشرق أفريقيا وإلى مشارف
      وادي الأندلس , بما معناه أنها إمتدت لتشمل أجزاء من ثلاث قارات . كما إمتد نفوذه التجاري ليشمل
      أيضا بالإضافة إلى ما سبق إيران والعراق والجزيرة العربية .


      وفي الحقيقة نقول للقارئ المتابع معنا فإن هذا الإنجاز الضخم العسكري العظيم والنفوذ التجاري الواسع
      جدا قد حققه شخص عظيم آخر سنستكشف مجريات حياته السياسيه والعسكريه حينما نصل بمشوار رحلتنا
      عبر التاريخ العماني إلى عصره ألا وهو السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي , وطبعا هنالك من أتى ففعل ما
      يشبه المعجزه بطريقة غلب عليها نهج السلم والصداقه وهو أسطع من نور على علم, أبقاه الله وأدامه لنا
      صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم .



      الإمام سيف رجل إقتصاد من الطراز الأول أيضا :


      أن إهتمام الإمام سيف بالإقتصاد العماني لم يقتصر على التجارة البحرية فقط وإنما شمل أيضا الجانب
      الزراعي حيث عمل كل ما من شأنه تنمية الإقتصاد الزراعي من حيث بناء الأفلاج وزراعة النخيل والأشجار
      وأدخل زراعة الزعفران والورس والقهوة ووسع زراعة المانجو واستقدم النحل من أفريقيا
      وبذلك يكون قد حول حياة العمانيين من الزهد والتقشف إلى الرفاهية والترف وهو أول إمام عماني يفعل ذلك



      وفاته


      توفي الأمام سيف بن سلطان الأول عام 1711م , وبويع من بعده إبنه سلطان بن سيف الثاني
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • سلطان بن سيف الثاني إماما لعمان خلفا لوالده المتوفى الإمام سيف الأول

      تمت مبايعة سلطان بن سيف الثاني بعد إستتابته أيضا لأنه خرج على الإمام بلعرب مع والده سيف
      وكان شبيها بوالده من حيث العزيمة والحزم والسياسه لذلك فقد كانت أولى إهتماماته مثل والده وهي
      تقوية الإسطول العسكري حيث أضاف سفينة جديده بها 47 مدفعا وسفينتين واحده بها 60 مدفعا
      والثانية بها 50 مدفعا بالإضافة إلى سفن أخرى وذلك عام 1714 م


      إنجازاته العسكريه :

      قوى من قبضة اليعاربه على بعض الجزر التي تقع على مداخل الخليج مثل قشم ولاك وهرمز وكذلك
      بعض المدن الفارسيه مثل لنجه وبندر عباس ثم حرر البحرين من الفرس في معركة كبيره بعد إحتلال
      فارسي دام قرنا من الزمان وبنى فيها قلعة عراد لتقوية نفوذه فيها عام 1718م


      بداية التنافس الأوربي بعهده وخطر أطماعهم في عمان :

      تزامنت إمامة سلطان الثاني ببداية التنافس الأوروبي والصراعات على الهيمنة على طرق تجاره المحيط
      الهندي حيث تسيطر فرنسا على جزيرة موريشيوس لإستهداف التجارة البريطانية منها ويبدا الصراع بينهما
      عام 1715 م

      كما أن الإنجليز والهولنديون يشعرون بالقلق والخوف على مستعمراتهما من التفوق العماني فيبدءون في تحصين
      أملاكهم ويستشعر الإمام أيضا الخوف من صراعات الأوروبيين على السيطره إضافة إلى الخطرالفارسي
      المحدق بعمان ومطامعه المستمره


      الشأن الداخلي العماني بعهد الإمام سلطان الثاني :

      واصل الإمام سلطان الثاني نهج والده في تنشيط الثروة الزراعيه فيبني الأفلاج ويتوسع في زراعة السكر
      والقمح والحلبه والخضروات والفواكه , كذلك يهتم بتنشيط التجارة الداخليه ويولي العمران جانب كبيرا من
      الأهيمة ويهتم ببناء القلاع وترميمها


      وفاته

      كان عهدة إمتدادا لعهد أبيه من العزة والمنعة والرفاهية , وقد حكم عمان سبع سنوات وتوفى عام 1718م
      حيث بويع من بعده صهره مهنا بن سلطان

      وللحديث بقيه بإذن الله
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • مبايعة مهنا بن سلطان اليعربي بالإمامه وما سبقها من إرهاصات


      بعد وفاة الإمام سلطان الثاني إحتدم الخلاف بين العمانيين على من يبايعون خلفا له
      فعوام الناس يريدون إبنه سيف ولكن العلماء لا يؤيدون مبايعته نظر لصغر سنه
      فهو إبن إثنتا عشر عاما وهوبذلك لا يصلح لإمامة الصلاة فكيف يصلح إماما يتولى
      أمور الدولة والناس ثم أن الإمامة لا تنتقل بالتوريث وإنما بأصلحية المبايع بها
      إلا أن العوام ومعهم زعماء القبائل أصرو على رأيهم في ترشيح سيف وهددو بالسلاح
      إذا لم تتم المبايعه له فما كان من العلماء إلا اللجوء إلى خدعة تجمع الناس على الرجل
      المناسب وتنزع فتيل الفتنه فخرج منهم القاضي عدي بن سليمان على الناس وقال :
      أمامكم سيف ( بفتح الألف ) ولم يقل إمامكم ( بكسر الألف ) فظن الناس أنه قد بايع
      سيف وعندما ذهبو إجتمع العلماء وبايعو مهنا بن سلطان صهر الإمام الراحل سلطان
      الثاني .



      الإمام مهنا بن سلطان خير خلف لخير سلف


      إتسم الإمام مهنا بالعدل وبتقريب العلماء وجعلهم أهل الحل والعقد والمشوره فلا ينفذ
      شيئا من قراراته إلا بمشورتهم وإجماعهم دون الرجوع إلى زعماء القبائل
      كما إهتم بالتجارة فطور ميناء مسقط فانتعشت التجارة أكثر بعصره



      زعماء القبائل يكيدون للإمام مهنا ولا يرضون بتقديم العلماء على حسابهم :


      لم يرض زعماء القبائل عن ميل الإمام للعلماء وإبعادهم عن الإضواء والقياده ووجدو
      من ينفذ أجندتهم في نزعة يعرب بن بلعرب بن سلطان التمرديه فأيدوه وأشعلو ثورة ضد
      الإمام من الرستاق مقر إنطلاقتهم حيث لاقي يعرب الدعم من هناك .
      قرر الإمام التوجه إلى الرستاق بيد أن أهلها ويعرب حاصروه بقلعتها فقرر التنازل حقنا
      لدماء المسلمين ووعدوه بالأمان إلا أنهم مع خروجه غدرو به وقتلوه عام 1721م
      وهذه تعد وصمة عار في تاريخ اليعاربه
      وعلى إثر مقتل الإمام مهنا , أعلن يعرب بن بلعرب نفسه وصيا على سيف بن سلطان
      ( المرغوب إماما من قبل زعماء القبائل ) حتى يبلغ سن الرشد ويصبح إماما وهذه تعد سابقة
      خطيره وخرق لسيادة الدستور والعقيده .
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • يعرب بن بلعرب ينقلب من وصي إلى إمام


      تخلى يعرب عن الوصاية لسيف حيث يطمع في الإمامة لنفسه ولكي يمكن نفسه في الأمر توجه
      إلى العلماء حيث لم يعد زعماء القبائل ورقة يلعب بها بعد أن غدر بهم , حيث أعلن توبته عما
      فعله بالإمام مهنا وطلب أن يستتاب من قبل العلماء وأن يبايعوه بعدها إماما ففعلو درءا للفتنه ومنع
      شره عن الناس وهنا نرى تراجع دور العلماء في الدولة من مستشارين ومقررين إلى مجرد وسائل
      دعم معنوي لوجستي لتحقيق مآرب الغير بعد أن هادنو يعرب مضطرين وليس قانعين



      زعماء القبائل يكيدون ليعرب حينما إنقلب السحر على الساحر


      بما أن زعماء القبائل لم يؤيدو ثورة يعرب رغبة في مبايته وإنما رغبة في إقصاء مهنا ومبايعة
      سيف فقد كادو على يعرب هذه المرة جيث راسل أهل الرستاق خال سيف وهو يعرب بن ناصر
      اليعربي وجمعو الناس من حوله وتحالفو مع بني هناة وجعلوه الوصي الجديد على سيف



      ثورة عارمة جديده ودماء تسال ونيران تشتعل


      أعلن يعرب بن ناصر ثورته على يعرب بن بلعرب ويدخل المدن العمانيه واحده تلو الأخرى
      وقد إشتعل حريق كبير بالرستاق قضى على كثير من الكتب كما هزم يعرب بن بلعرب في وقعة
      إزكي وبعد قتال شرس لمدة عام وهزائم متتالية ليعرب بن بلعرب أعلن الأخير عن تخليه عن الإمامه
      ويخرج من قلعة نزوى ويدخلها يعرب بن ناصر مناديا بالإمامة لسيف بن سلطان الثاني ( الذي لم يتعدى
      بعد الثامنة عشر) وأنه مجرد وصي عليه غير أنه كان المدبر الفعلي لأعمال الدولة والقائم بها
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • يعرب بن ناصر يفشل في توحيد عمان تحت راية واحده


      لم ينجح يعرب بن ناصر في توحيد البلد تحت رايته فالأمر لم يقف من أصله على أساس دستوري
      وعقائدي راسخ والشرخ الحاصل لا زال يفرق الناس ويشتتهم لذلك لم تخمد جذوة نار الثورة المشتعله
      ولم ينزع فتيل الفتنة المتربصه المتوقده بقلوب الأنداد فها هو محمد بن ناصر الغافري يقود تمردا في
      بهلا متحالفا مع بعض القبائل ليستغل الفرصة كذلك يعرب بن بلعرب المخلوع فيتحالف مع القواسم
      بينما يبقى يعرب بن ناصر على حلفه مع بني هناة ( الهنائيين ) لتنطلق شرارة الحرب الغافرية الهناوية
      وتدخل عمان في دائرة صراع وإنحدار ورجوع شديد إلى الوراء ونسف لثمرات أعمال فاضلة
      وتغييب للدستور وعادة عمان إلى الوراء سنين عديده حيث أسفرت ذلك الصراع الدموي عن سقوط
      40000 قتيل ضحايا الباطل .



      طامع آخر يظهر في الميدان الملتهب


      بينما كان الصراع على أشده يظهر طرف آخر ليدخل المعمعة وهو مالك بن ناصر اليعربي حيث يخرج
      من الرستاق على يعرب بن ناصر لينزع منه الوصاية على سيف وينسبها لنفسه وهنا يتضح أن الزعامة
      بقناع الوصاية قد أصبت تؤخذ بقوة الحديد والنار ولم يعد هنالك دستور وعقيدة يحكمان إدارة البلد
      وقد خاض هذا الرجل عدة معارك بين نصر وهزيمة سيطر على عدة مدن وصولا إلى نزوى والسطيرة
      عليها بعد دفاع قوي من أهلها



      الغافري ينتصر ويعلن نفسه ( وصيا ) إماما


      قاد محمد بن ناصر الغافري حملة على نزوى وطرد منها مالك بن ناصر اليعربي ومن نزوى سير حملة إلى
      الرستاق فيدخلها ويستسلم له يعرب بن ناصر فيعلن الغافري هناك نفسه وصيا على سيف ( إماما على الأصح )
      بعد موت يعرب بن بلعرب ( الوصي الأول ) وبذلك يكون محمد بن غافر الوصي الثالث أو المسيطر على البلد
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • الهناويين يتمردون على بني غافر في زمن التمرد والعصيان ثم يهوي نجم الإثنين معا


      أعلن الهناويون بقيادة خلف بن مبارك الهنائي تمردهم على حكم بني غافر فالبلد مقسمه والرجال متشتتين فتنشب
      المعارك ويدخل القواسم مع بني غافر وتستعر الحرب سجالا بينهم وتحصد رؤوس الناس بين مسلح وأعزل ويكثر
      الدمار في عمان حيث شملت الحروب بينهم مسقط والباطنة والظاهرة والداخليه والشرقيه حيث يتاوبون على مدن
      عمان فتارة تحت سيطرة وهذا وأخرى تحت سيطرة ذاك حتى رجحت كفة بني غافر في النصر والسيطره رغم
      كثرة القبائل المتحالفة ضدهم ومنهم بني ريام بالجبل الأخضر وبني بو علي في جعلان وبني وهيبه والهنائيين طبعا
      لكن محمد بن ناصر الغافري المحارب الشرس جدا ما إنفك يطيح بخصومه ويفتك بهم أشد الفتك وأعنفه حتى
      أصابه طلق ناري من بندقية إنطلقت من قلعة صحار وهو يقاتل بني هناة هناك عام 1728م كما مات في نفس
      المعركه عدوه ومحاربه خلف بن مبارك الهنائي وبموتهما ينتهي صراع باطل على حق غير مستحق وسيطرة
      غير مشروعه غلب فيها صوت القوة والبطش والسيطره على صت الحق والدستور والشرع


      ويتم على إثر ذلك مبايعة الموصى عليه سابقا سيف بن سلطان الثاني بعد صراع مرير دام ثماني سنوات كان أشبه
      بإعصار فيه نار حصد الأخضر قبل اليابس في كثير من أجزاء هذا البلد الغالي العظيم غيب فيه منطق العلم والدين .
      فماذا سيفعل هذا الإمام الذي تقاتلت بإسمه وتعللا به رؤوس عمان كلها وأتباعهم ؟


      هذا ما سنتتبعه في حديثنا القادم بإذن الله
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • ((دلع العوامر)) كتب:

      فـ نظري

      أفضل موضوع "مـــــــــادة"
      قراته حتى الآن
      مــا شاآء الله عـليك أخي "هـــــــادى"
      //
      جهـــــد ملحوظ من شخصك الممــيز

      :)



      جزاك الله كل خير
      أختي العزيزه

      في الحقيقه أن كتابة التاريخ تعد من أصعب الكتابات
      من حيث الأمانه والمسؤوليه في سرد الأحداث والتحري من دقتها
      ولا يكتفى المتحدث في التاريخ بكتابة معلوماته فقط وإنماعليه أيضا
      اللجوء إلى الكتب والمراجع وأن ينتبه جيدا من الخطأ والزلل والنسيان
      في الكتابه وأن يراجع كتابته لغويا ويبذل أقصى جهد لديه حتى لا يحرف
      شيئا من التاريخ بشكل غير مقصود .
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • سيف بن سلطان ( الثاني ) إماما لعمان

      بعد أن بلغ سيف الثامنة عشر وبعد وفاة الأوصياء المتتاليين عليه الذين حاولو السيطرة
      على البلد بإسمه , ها هو شاب اليوم الكبير فتى الأيام السوداء على الناس والدوله يبايع إماما
      في العام 1728م بعد مقتل وصيه الثالث محمد الغافري وهو العام الذي إنتهت فيه الحرب
      الغافريه الهناويه البغيضه
      حيث إجتمع الناس لمبايعته للم الشمل وتوحيد الدولة تحت قيادة رجل واحد طالما إعتبره الكثيرين
      مستحقا للإمامة كونه إبن الإمام المتوفي


      سيف الثاني دعة وفتور بعد عزيمة وبساله

      حاول البرتغاليون إستعادة نفوذهم باحتلال الإمارات العمانيه بشرق أفريقيا مستغلين الوضع الداخلي
      لعمان التي مزقها العنف والحروب والتي قام أغلبها على أساس باطل , فهاجمو ممباسا عام 1728م
      فجهز لهم سيف الثاني حملة عسكرية من 3 بواخر بقيادة محمد بن سعيد العميري فهزمهم واستعاد
      ممباسا
      إلا أن سيف لم يلبث أن أساء سيرته لدرجة لم يعد مقبولا ومحتملا حيث بالغ في اللهو والعبث وتجبر
      وطغى لدرجة ألهته عن القيام بشؤون الدولة فأجمع العلماء على خلعه ومبايعة بلعرب بن حمير
      اليعربي إماما بدلا منه عام 1732م بحصن نزوى .


      الإمام المخلوع والإمام الجديد : مواجهات وسقوط وعوده

      غضب سيف الثاني لخلعه قرر فرض نفسه بالقوه حيث أرسل خاله سيف بن ناصر لمسقط فدخلها
      بينما دخل الإمام بلعرب بن حمير سمائل وإزكي ونزوى ونخل والشرقية والظاهرة وبقي لسيف
      مسقط والباطنه والرستاق , وبذلك تنقسم عمان مجددا وإلى معسكرين


      إلتقاء الفرقين بوقعه وادي بني رواحه وهزيمة تعقبها خيانة ونصر

      إلتقى المعسكرين بوادي بني رواحه وينهزم جيش سيف فما كان منه إلا أن إستنجد ببلوش مكران
      وهو هارب متحصن بالظاهره ومع هذا يلحق به الإمام بلعرب ويهزمه هناك ولكن من خان مرة
      تسهل عليه الخيانة مرات فها هو سيف يستغيث بالفرس هذه المره فيمده حاكم فارس وقتها نادر شاه
      الذي أسقط حكم الصفويين هناك بقوات بحريه وبريه عام 1737م ويتصدى لهم الإمام بلعرب
      ولكنهم يهزمونه فيحتلون جلفار والبريمي وعبري ويعيثون فيها قتلا ونهبا وحرقا

      بينما يحتل سيف ضنك والظاهره ويفرض ضرائب يقدمها للفرس ويتوجه إلى الداخليه مع جيوش
      الفرس وصولا إلى بهلا حيث الإمام بلعرب الذي يغادر بهلا
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • الفرس يرفضون مقاسمة سيف ويقررون إحتلالا مباشرا على كل عمان

      دخل الفرس المدن العمانيه التي تحت سيطرة سيف وحاصرو عمليهم خائن البلد حيث أنهم لم يقدمو
      لسواد عيني خائن وإنما وجدوها فرصة سانحة لتحقيق حلم طالما راودهم لقرون خلت
      أما سيف فقد فر هاربا إلى الظاهره . فكانت الخطوة التالية لرأب الصدع من قبل مشائخ القبائل حيث
      صالحو بين سيف والإمام بلعرب وحتى يتم التوحيد وافق الإمام بلعرب على التنازل عن الإمامة لسيف
      والإنظواء معه تحت لواء واحد ضد المحتل الأجنبي


      سيف وبلعرب ضد الفرس والوحدة طريق النصر

      إلتقى سيف وبلعرب الفرس في وقعة سمائل وأنتصرو وأبادو معظم جنود الفرس كما هاجم جيش آخر
      للعمانيين الفرس ببهلاء وطردوهم منها وأجلي الفرس من الداخلية وفرو إلى جلفار ليواجهو مقاومة
      عنيفة من أهلها إلا أن الفرس ثبتو وجودهم الساحل بعد أن إستغاثو بالهولنديين والبريطانيين الذين أمدوهم
      هذه المرة وأغاثوهم وربما يعود لذلك لعدم خشيتهم من العمانيين في هذه الفتره خشيتهم منهم بالسابق
      فشتان بين عهد الإمام سيف بن سلطان الأول الذي إتسم بالعظمة وبين عهد سيف الثاني عهد التمزق والخيانه


      سيف يحكم عمان وأحمد بن سيعد البوسعيدي واليه على صحار

      باشر سيف حكمه على عمان وعين أحمد بن سعيد البوسعيدي ( رجل عمان الأول في المستقبل القريب )
      واليا له على صحار وما إن تمكن سيف وكان له الأمروسكن حتى رجع لطبعه الغالب إذا حكم وتولى فعاد
      لجوره وساءت سيرته فتم خلعه للمرة الثانيه ومبايعة سلطان بن مرشد إماما منقذا يقف في وجه الذين لا زال
      لهم وجود بالسحل ومنه يتربصون بالداخل .


      الإمام النزيه العادل سلطان بن مرشد ورفض وعدم إعتراف به من قبل سيف

      لا يزال كابوس البلد سيف يجثم على صدر البلد وأهله فها هو يرفض الإعتراف بالإمام الجديد الذي
      بويع بأجماع ساحق ويعلن التمرد فيحاربه الإمام سلطان ويهزمه في وقعة بركاء ويلحق به إلى مسقط
      فيهرب إلى خورفكان عام 1741 م فيلحق به الإمام , فلا يجد سيف حرجا من الخيانه التي تسري بعروقه
      مسرى الدم فيطلب العون من الفرس ويكاتبهم على الولاء والطاعة ودفع الجزية إذا ناصروه ومكنوه بعمان
      فمده نادر شاه بعشرين ألف مقاتل يحاصرون صحار وبها الوالي أحمد بن سعيد البوسعيدي ومنها يرسلون
      الجيوش إلى وادي المعاول وقريات ويدخلون مسقط بعد هزيمة الإمام لأن البلد لا زالت جراحها تنزف ولم
      تبرأ بعد من الحروب الداخليه في زمن الشؤم ولم تتعافي ليشتد عودها فتصد الغزاه
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • الإمام سلطان بن مرشد لا يضعف ولا يستكين ويواصل الجهاد رغم الجراح حتى يستشهد

      قرر الإمام سلطان جمع الجيوش من مناطق الداخليه والظاهره لفك الحصار عن صحار حيث حرر صحم
      والخابوره وتوحه إلى صحار ودخلها ليواجه الفرس في وقعة صحار إلا أن طلقا ناريا أصابه فتوفى بعد 3
      أيام في حصن صحار عند الوالي أحمد البوسعيدي

      أما سيف فيموت غما وحزنا وكمدا وندما على ما إقترفه بحق عمان وأهلها حيث يموت بالحزم بعد معاناة نفسية
      وعضوية وبذلك ينتهي عصره المشؤوم بعد رحلة مخزية بالفساد والخيانة العظمى


      تسعة أشهر وصحار تحت الحصار ومرمى النار و أحمد البوسعيدي يقرر النفاوض إلتقاطا للأنفاس

      بعد أن فقد الوالي أحمد بن سعيد كثيرا من جنده وبعد أن أنهكت المقاومة الوطنيه جيش الفرس يقرر الطرفان
      التفاوض وهذه ليست إلا مناورة من الوالي الفذ البوسعيدي يلتقط من خلالها أنفاسه ويعد العدة للمستقبل
      الواعد بالحريه ودحر المحتل حيث تم الإتفاق عام 1742 م على وقف القتال على أن يدفع العمانيون الجزية
      للفرس مقابل إنسحابهم من صحار وبركاء وبقائهم بمسقط فقط .


      بلعرب بن حمير إماما للمرة الثانيه وختاما لدولة اليعاربه

      إجتمع بعض المشايخ من الولايات العمانيه عام 1744م وقررو إعادة بلعرب بن حمير ( الذي ولي سابقا مكان سيف
      بعد خلعه وطلبو منه التنازل بعد ذلك وأعادو سيف ) بينما تحفظت مدن أخرى على هذه المبايعه وتروت حتى ترى
      ما سيصنعه بلعرب بن حمير مجددا إلا أنه عجز هذه المرة عن صنع ما يوحد البلاد في وقت هي في أحوج ما تكون
      فيه إلى الوحده ولم الشتات فانصرفو عنه للبحث عن بديل قوي مناسب .


      بلعرب يفشل والبديل القوي ليس ببعيد عن الناظر

      لم يكن هنالك من هو أجدر من الوالي والمحارب والمسير لشؤون البلد كلها في هذه الفترة الحرجة جدا أحمد بن سعيد
      البوسعيدي , فأجتمع على مبايعته أهل عمان إماما للدولة عام 1744م بالرستاق لتنتهي دولة اليعاربه ولتبدأ دولة
      البوسعيد

      ولدولة البوسيعد وقفات وومضات في حديث لنا قادم بإذن الله
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • قبل أن نخوض في غمار مآثر أحمد بن سعيد الإمام , سنعود لذكر تحريره عمان من الفرس وهو والي
      مسير لشؤون البلد ومدبر وقائد لها لفترة ما قبل العام 1744م :


      أحمد بن سعيد البوسعيدي يبدأ أولى خطوات التحرير : الحصار والتجويع

      بدأ أحمد بن سعيد أولى خطوات التحرير ققطع الجزية المتفق عليها سلفا مع الفرس عنهم وهم في
      مسقط ويحول النشاط التجاري البحري من مسقط إلى بركاء حيث ينشأ ميناءا وسوق مع إعفاء
      البضائع من الجمارك فتحولت بذلك السفن من الرسو بمسقط إلى إلى ميناء بركاء مما ضيق
      الحال على الفرس الذي غدو محاصرين ماديا ودون نشاط تجاري ومردود ضريبي يذكر


      الفرس يضيق بهم الحال فيقررون الإنسحاب بمكر ولكن هيهات فدهاء الوالي البوسعيدي أعظم

      كان لموت سيف الثاني وقعه المحبط لعزائمهم حيث فقدو عميلا لا تثنيه عن خيانة بلده
      لأجلهم ذمة أو عهد لبني قومه , وفي الوقت نفسه يدخل الفرس في حرب مع الدولة العثمانيه
      وعليه فلا طائل من الصمود بمسقط طالما أن فارس أحوج للصمود وطالما أنهم أصبحو قاب
      قوسين أو أدنى من مجاعة مخزية بمسقط

      إلا أنهم وفي محاولة خبيثه لإفشال مخطط أحمد بن سعيد في ضم مسقط وتوحيد عمان كافة تحت
      لواء واحد قررو أن يسلمو مسقط لماجد بن سلطان وهو قريب لسيف الثاني ليحكمها بإسم الشاه
      وذلك مكرا منهم لعلمهم بأن الحرب ستقوم بين العمانيين بسبب ذلك دون أن يخسرو هم فيها شيئا

      وبالفعل تم إستدعاء ذلك الماجد وذهب لأخذ كتاب الولاية على مسقط من نادر شاه بفارس
      وفي طريق عودته أتت الرياح بما لم تشتهيه سفينته فدفعت بها صوب صحار حيث أحمد بن سعيد
      فألقي القبض على ماجد ومعه الكتاب ليقع في يد الأسد الجسور فلا يذق من طعم الخيانة إلا مرارة
      القصاص


      أحمد بن سعيد أعجوبة زمانه بدهاءه يفوق مكر الفرس أضعافا مضاعفه

      بعد أن وقع كتاب نادر شاه في يد أحمد بن سعيد , قادته بصيرته المتوقده بالذكاء وحضور البديهة أن
      يسلمه لأحد جنوده النبهاء ويرسله إلى الفرس في مسقط على أنه المكاتب بالولايه من قبل نادر
      شاه وبالفعل تم الأمر وسلموه حصون مسقط ظنا منهم أنه أحد أتباع ماجد بن سلطان
      وهكذا تحررت البلاد بحنكة ودهاء الإمام أحمد عام 1743م

      أما الفرس أنفسهم فقد عمد أحمد بن سعيد إلى القصاص منهم جراء ما إقترفوه ولم يشأ أن يرحلو هكذا
      من مسقط فدبر لهم حيلة جعلت نهايتهم الغرق بالمياه العمانيه .
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • الوالي المحرر إماما مبايعا بكل جدارة وإستحقاق

      بعد أن بذل ما بذله من صمود وقيادة فذة وسياسية للأمور الصعبه في الظروف العصيبه
      إستحق أحمد بن سعيد أن يكون الإمام المبايع إجمالا من معظم الناس عام 1744م


      بلعرب بن حمير اليعربي يرفض البراءه منه ويتشبث بالإمامة والدولة اليعربيه

      بلعرب بن حمير الذي تنازل سابقا عن الإمامه لسيف الثاني كونه يعربيا مثله ولتوحيد البلد , رفض هذه
      المره رغم فشله كإمام جددت له البيعه الإعتراف بها للإمام أحمد البوسعيدي كونه سيكون مؤسسا لدولة
      جديده , فظل متشبثا بالظاهره بعد أن دخل الإمام أحمد مسقط وولايات الداخليه والشرقيه وقبلها الباطنة طبعا
      بعد جلاء الفرس عنها بموجب إتفاق سابق معهم

      لقد أساء بلعرب بن حمير السيرة هذه المره فتل قائد الإمام سلطان بن مرشد في زمانه وقتل قائد الإمام
      أحمد وهو عامر الريامي جوعا وسفك الدماء وعاث دمارا بممتلكات معارضيه من المنازل والنخيل والأفلاج
      وقد تحالف مع بني غافر والنعيم وبني قتب والدروع واليعاقيب والقواسم وحشد ما يقارب 20000ألف
      مقاتل عام 1753م لقيادة تمرد يواجه به الإمام أحمد في نزوى حيث إلتقى به الإمام في وقعة فرق وانتصر عليه

      بني غافر يظهرون مجددا على الساحه السياسيه ويتمردون على الإمام

      بعد نصر الإمام أحمد على بلعرب بن حمير ظهر تمرد آخر وهو لبني غافر يقايدة ناصر بن محمد بن ناصر
      الغافري ( إبن محمد بن ناصر الغافري أحد الإوصياء على سيف الثاني وأشد المحاربين شراسة بزمانه )
      وذلك في الظاهره . وقد قاد التمرد بخبث ومكر حيث وضع إستراتيجيه مزدوجة يطيح بها أولا برؤساء قبائل
      الظاهره بمساعدة الإمام حيث بدأ أولا بالتقرب من الإمام أحمد ومصاهرته وساعده على حبس رؤساء القبائل
      ومن ثم يحرض الناس على الإمام ويوهمهم بأن الإمام إنما سجن زعماء القبائل لأنه يضمر شرا بالبلد

      وبالفعل فقد جرت الأمور على ما أراد واشتهى وعندما تم له الأمر وحشد الناس من حوله طرد والي الإمام
      على الظاهره مسلم البوسعيدي عام 1772م وخرج عن ذمته للإمام فحشد له الإمام أحمد جيشا قوامه 30000
      ألف مقاتل ولكنه لم ينتصر عليه فاتفق الطرفان على صلح يكون بموجبه لناصر الغافري حكما ذاتيا على الظاهره
      غير مستقلا عن السلطة المركزيه للإمام

      وهكذا بقت الظاهرة شبه مستقله ولم يتم ضمها ولكن لا بأس فهنالك صلح والإمام لم يعد مضطرا لخوض حرب
      الآن فالظاهرة إجمالا تحت النفوذ العماني وأهلها منطوين تحت لواء ناصر الغافري والإمام لم يقف مكتوف الأيدي
      أو يستكين ويستريح فأمامه الكثير لينجزه .
      وهذا موضوع الحديث القادم
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • المصيبة كتب:

      يسلمووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو


      وتسلم أناملكم
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • $عمان كتب:

      ماشاء الله عليك اخوي...

      تسلم ع الطرح الممتاز:)


      الله يسلمك ويعافيك

      شكرا لمرورك :)
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • الحرب وحدها ليست الوسيلة الوحيده للتوحيد والإمام مؤهل بكل الوسائل

      بعد أن أسهبنا في ذكر نضال المجاهد أحمد بن سعيد البوسعيدي العسكري لا يفوتنا المقام
      عن ذكر الجانب الدبلوماسي المثير للإعجاب في شخصه الكريم حين قوى روابط صلته
      بالقبائل فصاهر اليعاربه بأن تزوج منهم وأقام علاقات مع القبائل العربيه القاطنه في جنوب
      فارس ومنطقة عربستان وتحالف مع قبائل بني كعب عند شط العرب وبني معن غرب
      بندر عباس مما أعاق التجارة الفارسيه هناك وتحالف مع أمراء الساحل الفارسي ضد فارس
      وبذلك يكون قد خلق جبهة حرب هناك وأبعدها عن عمان .


      أحمد بن سعيد يسابق الخطى لإعادة مجد الأسلاف العسكري والإقتصادي

      أصبح الآن الوقت ملائما للإمام أحمد لإيلاء القوة العسكريه جانب الإهتمام وخصوصا بعد
      أن دانت له عمان وأصبحت لها سلطة مركزيه بعد 20 عاما من التشرذم وقام ببناء النظام
      والهيكل الإداري للدوله فعين الموظفين والولاه وسعى في تحديث الأسطول البحري حتى
      بلغ 34 سفينه كبيره وعدد كبير جدا من السفن الصغيره وعدد ضخم من الجند كذلك إستعادة
      مسقط دورها الريادي في تجارة الخليج .


      بعد تحقيق الإستقرار الداخلي الإمام يتدبر في أمر الممالك الخارجيه

      نظر الإمام أحمد إلى الممالك العمانيه بشرق أفريقيا التي إنفصلت عن الدولة إثر الحرب الداخليه
      الأهليه كما حدث في ممباسا حيث طمع محمد المزروعي والي سيف الثاني وأستقل بممباسا عن
      عمان فأعمل الإمام أحمد دهاءه في إسترداد ممباسا فأرسل جماعة من رجاله إلى المزروعي
      وأوهموه أنهم خارجون على الإمام أحمد وجاءو طلبا للعون عليه فصدقهم المزروعي بسبب خشيته
      من الإمام أحمد ويقينه من أن الإمام سيسعى لإسترداد ممالك عمان الإفريقيه وعندما إنفرد الرجال
      بمحمد المزروعي قتلوه وتولى أحدهم الولاية بممباسا ولكن أخا المزروعي ثأر لمقتل أخيه بقتل
      والي الإمام أحمد وهكذا بقت ممباسا للمزاريع .
      أما زنجبار فقد أعلن واليها عبدالله البوسعيدي الولاء للإمام أحمد .
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ

      تم تحرير الموضوع 1 مرة, آخر مرة بواسطة هادئ ().

    • مواقف الإمام أحمد مع الفرس الذين لم تتوقف مطامعهم

      بعد أن تولى علي كريم خان الحكم خليفة لنادر شاه بفارس دعته نفسه إلى مطالبة الإمام أحمد بالعودة
      إلى دفع الجزية السنويه ولكن الإمام رد بحزم برده المزلزل القوي : بأن عمان لا تدفع الجزية لأحد
      وإذا شأت تعال فخذها بالقوه .ثم ما لبث الإمام أحمد وعقد تحالفات أخرى ضد الفرس وأهمها مع العثمانيين
      وحدثت بعض الإشتباكات مع الفرس , كما إستولى الفرس على سفينتي بضائع عمانيتين متجهتين للبصره
      فأغار أسطول الإمام على بندر عباس وطالب بتعويض كاف عام 1770م

      كما تحالف مع القواسم عام 1773م وشن هجوما مشتركا مع حاكم رأس الخيمه على بندر عباس ودمر
      سفينتين للفرس .


      الفرس يطلبون الصلح بعد اليأس من قهر الإمام وأسطوله

      حاول الفرس إبرام تحالف مع الفرنسيين تعهدو لهم فيه بمزايا خاصة ومنها إعطائهم مسقط وإعفاء
      البضائع الفرنسيه من الجمارك وهو عرض قديم طالما عرضوه لهم ولكن دون جدوى فالفرنسين ليسو
      بمرتزقة يستأجرون مقابل منح معينه

      كما حاول الفرس إستمالة بعض القبائل العربيه المتحالفه مع الإمام وشراء ضمائرها ولكن محاولاتهم فشلت
      وجوبهو بالرفض عام 1773م نظرا لما حظي به الإمام بتقدير وإحترم كل من تعاهد معه ونظرا لما يقدمه لهم
      من دعم ومساعده في الظروف العصيبه

      وأخيرا يأس الفرس فقررو التصالح مع الإمام بمفاوضات مباشرة ومشروطه فرفض الإمام كما رفض
      التصالح معهم أيضا بالوساطة الهنديه 1774م وعندما فلشت محاولاتهم للتصالح المشروط مع الإمام
      لجأو مرة أخرى إلى الخيار العسكري فاحتلو البصرة التابعة للعثمانيين فأرسل الإمام أسطولا من عشر سفن
      تحمل 10000 مقاتل بقيادة السفينة الرحماني وعليها إبن الإمام : هلال فكسر حواجزهم وأخرجهم من البصرة
      بمساعدة أهلها بإشتباكات إستمرت لأشهر حملت خلالها الإمدادات العمانية للبصرة ثم عاد الأسطول العماني
      تاركا البصرة لحلفاء الإمام العثمانيين الذي فرضو مكافأة سنويه لعمان تقديرا وعرفانا
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • مواقف الإمام مع الأوروبيين

      إنتهج الإمام الحياد مع الأوربيين غير أن أطماعهم في الإستفادة من الموقع الإستراتيجي لعمان جعلهم لا
      يحترمون ذلك النهج للإمام معهم , ففي عام 1757م إحتجز الأسطول الفرنسي سفينة عمانيه وفي حرب
      السنوات السبع بين فرنسا وبريطانيا وصلت المعارك إلى المياه العمانيه حيث طاردت ثلاث سفن فرنسيه
      سفينة برطانيه عام 1759م فما كان من القوات العمانيه إلا أن أطلقت النار عليها وأخرجتها عنوة

      كما حدث ذلك أيضا في عام 1761م فتدخلت القوات العمانية حماية لسيادتها وأيضا في عام 1777م
      كبد والي مسقط الفرنسيين خمسة قتلي حينما أطلق النار عليهم وهم يطاردون سفينة بريطانيه داخل المياه
      العمانيه فكانت ردة فعلهم الإعتذار

      ورغم تلك التجاوزات الفرنسيه فقد كانت هنالك علاقات تبادل تجاري بين عمان والفرنسيين تمثلت في فتح
      وكالة تجاريه لهم بمسقط كما كانت السفن العمانيه تبحر إلى جزيرة موريشيوس الفرنسيه محملة بالسمك
      والتمر والبن وتبحر منها عائدة محملة بالسكر

      كما أولى الإمام إهتماما ببناء علاقة مع الهند فأهداها السفينة الرحماني وقد إتخذت الهند مركزا رسميا لها
      بمسقط سمي بيت النواب


      الوهابيون يظهرون على الساحه ويكون لهم شأن مناوئ للإمام :

      الوهابيه يسيطرون على جلفار ( رأس الخيمه ) ويخضعون القواسم لهم حيث يتبنى القواسم المذهب الوهابي
      لأسباب سياسيه ويتعاونون في بناء أسطول ضخم يعد الثاني في الخليح بعد أسطول الإمام أحمد


      الإبناء يكيدون لأخيهم المفضل عند أبيه ويعلنون التمرد

      إستغل بعض المفسدين تفضيل الإمام أحمد لأبنه سعيد فغررو بأخويه سلطان وسيف ( إبني الإمام ) ودفعوهما
      للتمرد وإعلان الثورة على أبيهما عام 1781م مدعومين من قبل القواسم حلفاء الأمس أعداء اليوم فدخل الإبنان
      بركاء وقتلا والي الإمام فاستعادها الإمام واستتاب ولديه وعفا عنهما ثم عاودا التمرد فاحتلا الجلالي وسجنا بها
      أخاهما سعيد فحرره الإمام وفي نفس الوقت يحاول القواسم من جهتهم إحتلال الرستاق مما كشف للأخوين طمع
      القواسم فتراجعا عن التمرد
      كما فقد الإمام إبنه هلال محرر البصره والذي مات مريضا .

      وفاته

      توفي الإمام أحمد عام 1783م بعد عطاء زاد على الأربعين عاما حيث تولى من بعده إبنه سعيد الحكم في الرستاق

      وفي الحقيقة فإن القارئ لتاريخ الإمام أحمد البوسعيدي يجد تشابها بليغا بينه وبين تأريخ الإمام ناصر بن مرشد اليعربي
      فكلاهما محرر ومؤسس لدولة رحمهما الله وجزاهما عن عمان وعن ممالكها وأهلها كل خير

      والحديث متواصل بإذن الله
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ

      تم تحرير الموضوع 1 مرة, آخر مرة بواسطة هادئ ().

    • السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة



      ايها العزيز بارك الله فيك وجهودك القيمة

      في ما تقدمة والذي يعتبر مرجعا نتمنا الاستفادة منه


      لك التقدير والاحترام
    • hamad alaraimi كتب:

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة



      ايها العزيز بارك الله فيك وجهودك القيمة

      في ما تقدمة والذي يعتبر مرجعا نتمنا الاستفادة منه


      لك التقدير والاحترام


      ولك مني كل الشكر على دعمك المعنوي أستاذنا القدير

      أتمنى حقيقة أن يكون لموضوعي فائدة تروي ظمأ المتعطشين
      للتأريخ العماني الذي يمثل حيزا كبيرا في التأريخ العربي والإنساني عامة
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • سعيد بن أحمد البوسعيدي إماما لعمان وابنه حمد وصيا عليه


      في الحقيقه أن هذا الإمام لم يكن رجل دوله ولولا وجود إبنه الشاب حمد ذا الحزم والعزيمه
      والتواضع والتدين والحكمه بما جعله محل إعجاب وحب الناس وسندا قويا ضمن به والده بقاءه
      بالإمامة إسميا وحمد مسيرا لشؤون البلد ( إماما فعليا )


      ما كاد الإمام سعيد يتولى حكم عمان من الرستاق حتى واجه بعض التمردات ومنها تمرد بالحمراء
      تمكن من القضاء عليه ثم ما لبث أن تمرد عليه أخوه سلطان وقيس ,فتم الصلح بينهما على أن يتولى
      إبنه حمد إدارة شؤون البلاد ومقره مسقط مع بقاء سعيد بالمنصب الشرفي الحاكم بالرستاق


      الإمام الأديب الشاعر

      ومما هو مذكور عن الإمام سعيد في تحفة الأعيان لعلامة زمانه الشيخ نورالدين السالمي أنه كان أديبا
      وقد نسبت إليه القصيدة التي يقول فيها :

      يا من هواه أعزه وأذلني .......... كيف السبيل إلى وصالك دلني
      وتركتني حيران صبا هائما .......... أرعى النجوم وأنت في نوم هني
      عاهدتني أن لا أميل عن الهوى .......... وحلفت لي يا غصن أن لا تنثني
      إلى آخر القصيده وهي من أروع ما قيل من الشعر العربي


      لم يكن الإمام سعيد سياسيا محنكا بل كان زاهدا في السياسة لذلك لم يستطع جمع القبائل من حوله فقرب
      الهناويه فتنكرت عليه ذلك قبائل خرج عليه بعضها مثل بني غافر والعبريين في تمرد الحمراء وتمرد
      أهالي نزوى ورد الإمام سعيد بالبطش بهم مما قاد العلامة أبو نبهان لمعارضته ونصرة أهل نزوى عليه
      وقد كان للشيخ جاعد بن خميس الخروصي دورا مهما في الصلح بين أهالي نزوى والإمام سعيد



      مآثر حمد بن سعيد البوسعيدي الوصي على والده والمسير لشؤون البلد ( الإمام الفعلي )


      حينما قامت 3 سفن فرنسيه بأسر السفينة ( صالح ) العمانيه بالقرب من صحار وهي متجهة إلى البصرة
      محملة بالضائع البريطانيه من الهند , قام حمد بمهاجمة السفن الفرنسية في الخليج وأجبر إحداها على
      الإستسلام وعلى ضوء ذلك قدمت فرنسا إعتذارا رسميا وأرسلت سفينة أخرى عوضا عن السفينة صحار
      عام 1790م


      قام حمد بن سعيد بتعمير مسقط حيث بنى بيت الفلج في روى كما بنى حصن بركاء وزودهما بالمدافع كما
      قوى الأسطول العماني
      توفي الإمام حمد عام 1792م فرثاه أبوه الإمام سعيد في قصيدة قال فيها :
      وافا حمامك يا حبيبي بالعجل ........... نار تلهب في ضميري تشتعل
      يا من له شرف وفضل في الورى .......... أمسى وحيدا مفردا دون الأهل
      إلى آخر القصيده



      مرض الإمام سعيد وضعفه وتقسيم عمان إلى مناطق حكم

      وبسبب مرض الإمام سعيد وعدم قدرته على إدارة البلاد وفقدان الممالك
      الخارجيه , قام أبناء الأمام أحمد بتقسيم حكم عمان بينهم إلى ثلات مناطق حكم حيث بقى سعيد رغم مرضه
      حاكما للرستاق وتولى سلطان حكم مسقط وقيس حكم صحار ووجد ذلك التقسيم ترحيبا لدى بريطانيا الصديق
      الحليف كما حاولت فرنسا تأسيس قنصلية لها بمسقط ولكنها لم تنجح حيث أسر السفير المرسل وهو في
      الطريق وسجن . وفي الحقيقه فإن هذا التقسيم هدد بشكل مباشر الدولة القوية التي أسسها الإمام أحمد بن سعيد .
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • وفاة الإمام سعيد حاكم الرستاق وتولي أخوه السيد سلطان بن أحمد مكانه


      بعد وفاة الإمام سعيد متأثرا بمرضه بفترة بسيطة أعقبت وفاة ساعده الأيمن إبنه حمد
      قام السيد سلطان حاكم مسقط بضم الرستاق إلي حكمه وخلصت إليه أمور حكم عمان
      بلقب السيد وليس الإمام كما جعل الحكم وراثيا في العائله وبذلك يكون قد أرسى دستورا
      جديدا للبلد كما كان عصره عصر إنفتاح تجاري واسع مع الأجانب من أوروبيين وهنود


      واجهت السيد سلطان بعض التمردات الداخليه فقضى عليها بالدبلوماسيه أو بالقوه العسكريه
      ولأجل ذلك زاد من تحصينات مسقط مقر حكمه وعاصمته كما بنى بها بيت العلم ( قصر العلم )



      البحر طريق أمجاد العمانيين وطريق مجد يبنيه السيد سلطان القدير في وقت عسير


      إنصرف السيد سلطان إلى تقويه الأسطول البحري العماني وتحديثه حيث يقدر أن الأسطول بلغ
      بعد تحديثه 500 سفينة حمولتها بين 250 طن و1000 طن ومائة سفينة في مدينة صور لوحدها
      وهي سفن تجارية حربيه مزودة بالمدافع وبدأت السفن تجوب شواطئ الخليج والمحيط الهندي



      السيد سلطان يواجه الخطر الوهابي بالمنطقه


      قام السيد سلطان بفرض رسوم جمركيه على السفن العابرة لمضيق هرمز مما حدى بالوهابيين إلى
      تأجيج نار الحرب بينه وبين الإمارات الناشئة على سواحل الخليج وحاول الوهابيين كذلك إثارة
      البحرين ضد حكمه وطردو واليه منها إلا أن محمد علي باشا العثماني إجتاح عاصمتهم الدرعيه .


      قرر السيد سلطان تحصين نفسه صد الخطر الوهابي المتحالف مع القواسم فقرر القيام بعمليتين
      عسكريتين ضخمتين الأولى إستعاد بها جواذر ( في باكستان حاليا ) عام 1792والثانية في الخليج
      العربي وجزره حيث يستعيد جزيرة قشم وهرمز ويستولي على موانئ هامة في مكران وشهبار ويوثق
      صلته مع بلوشستان مما أدى إلى زيادة البلوش المهاجرين إلى عمان , كذلك يسأجر ميناء بندر عباس
      من الفرس حيث هيأ الأمر لإستعادة البحرين بعد محاولات الوهابيين ضمها وتم له ذلك لاحقا



      الصراع الأوروبي : جبهة قوية وهامة جدا تعامل معها السيد سلطان


      مع الصراع الإنجليزي الفرنسي كان لا بد للسيد سلطان أن يتعامل مع الوضع بحنكة وحكمة ترضي
      الجميع عنه أو الطرف الأقوى والأقرب , فسعى أولا في طريق الحياد ولكن الإنجليز حاولو إجباره
      بالميل إليهم ضد الفرنسيين فهددوه بقطع الأرز الهندي وهو الغذاء الأساسي بعمان بعد التمر فاضطر
      إلى إبرام إتفاق معهم متخليا عن الفرنسيين وفي الحقيقة فإن خيار الميل نحو الإنجليز كان أصوب
      فهم كانو أكثر إحتراما للعهود مع العمانيين لا سيما وأن الفرنسيين ما إنفكو يخرقون الإتفاقيات بالمياه
      العمانيه منذ زمن أبيه الإمام أحمد بن سعيد فقام بغلق وكالتهم بمسقط وفي تلك الفترة أيضا قامت
      فرنسا بعمل يشكك في نواياها إزاء العرب حينما إحتلت مصر عام 1798م
      وقد سمح السيد سلطان لبريطانيا بتعيين ممثلا سياسيا لها بمسقط عام 1800م
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • الإنجليز ناقضين للعهد هذه المره والسيد سلطان يحل نفسه من العهد معهم


      على أن السلطان ذو الحنكة والدهاء لم يغب عنه الحساب لردة فعل الفرنسيين فنجده يواصل التعامل
      التجاري مع جزيرة موريشيوس الفرنسيه ورغم الإمتازات والتفضيل قام الإنجليز بحركة خائنه حينما
      ساعدو الوهابيين في إحتلال البحرين وطرد والي السيد سلطان منها عام 1801م ولكنه تمكن من
      تحريرها وألغى إتفاقيته التعاونيه مع الإنجليز الذين من جهتهم ألغو الإمتيازات التي منحوها للعمانيين



      الفرنسيون يواصلون نقض العهود ثم المصالحة والدعم والتحالف


      إستولى الفرنسيون على 3 مراكب عمانيه عام 1801م مما أغضب السيد سلطان بشده ولكن الفرنسيين
      إمتصو غضبه بأن قدمو إعتذارا رسميا له وأرسلو جزءا من أسطولهم الحربي عونا له في مواجهة الوهابيه
      وحلفائهم القواسم ( أعداء السيد اليوم حلفاءه بالأمس في ثوراته ضد أبيه وأخيه ) الذين أطلق عليهم
      القراصنه و بقيت قيادة القوات الفرنسيه بيد القيادة العمانيه لمدة عام ونصف , وبناءا على ذلك الموقف
      فقد عقد السيد سلطان إتفاقا مع الفرنسيين بتعاون مشترك ضد البريطانيين عام 1803م غير أنه لم يتتم
      ذلك الإتفاق نظرا للخطر الذي يمثله الإنجليز وأولها قطع الأرز حيث لم يكن له من بد من خلق تعامل
      حيادي متوازن مع القوى العظمى .



      الفرس متربصين والأوروبيون طامعون والوهابيون مع القواسم يطمحون في الغزو فمن للسيد ؟


      بعد أن أيقن السيد سلطان أن الخطر محدق بعمان من كل صوب وأنه لا أمان لكل القوى الخارجية
      المحيطة بعمان وأولهم الوهابيون والقواسم قرر أن يعقد تحالفا مع عدو مشترك لكل الأنداد ألا وهو
      العثمانيون المستهدفين من كل أعداء السيد سلطان فأبحر إليهم بالعراق ولكنه وجدهم بحالة من الضعف
      تستوجب من يعينهم فرجع يائسا منهم فعظم الأمر على السيد سلطان وأهمه أشد الهم وهذا مما يحزن
      القارئ أيضا لتاريخه ويسكب دمعة العين وفي طريق عودته للبلد تعرض له القواسم فقاتلهم بكل بسالة
      وشجاعه وإستمات في الدفاع حتى أصابه طلق ناري فمات شهيدا متأثرا بجراحه وتم أسر من بقي من
      رجاله عام 1804م فبكي عليه العمانيون والخليج كله حيث كان الجميع ينظرون إليه كبطل قومي شجاع
      صمد في وجه كل أعدائه .



      شهادة إنصاف وعرفان بالجميل في حق الرجل العظيم


      وكما رأينا فقد أثبت السيد سلطان أنه هذا الشبل من ذاك الأسد بكل ما تعنيه هذه الجمله من المعاني
      العظيمه ولولا الظروف العصيه المحيطة به والأجل الذي وافاه لرأينا في تاريخه ما يسر الخاطر إيما
      مسره وفخر وإعجاب .
      ولكن لا بأس قدر الله وما شاء فعل وحزن الساعه يعقبه فرح فرج غد قريب
      ففي حديثنا القادم سنأتي على ذكر شخص عظيم فاقت منجزاته كل من سبقوه وسنجد في سرد تأريخه
      كل ما يثلج الصدر وسيخلق الحديث عنه فينا تفاخرا بكلاما يملأ الأفواه
      وللسيد السلطان العظيم سعيد بن سلطان البوسعيدي وفقات ومحطات وموانئ نرسو عليها أزمنه لا نكل
      فيها ولا منها نمل فإلى حديث منتظر >>>>>>>
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • ما شاء الله عليك مشرفنا هادئ،،،معلومات جدا رائعه ومجهود تستحق عليه الشكر،،لي عودة للقراءة بتمعن بإذن الله..
      الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات
    • Atwar كتب:

      ما شاء الله عليك مشرفنا هادئ،،،معلومات جدا رائعه ومجهود تستحق عليه الشكر،،لي عودة للقراءة بتمعن بإذن الله..


      مرحبا بك أختي أطوار بموضوعي
      ويسرني أنه نال على إعجابك مبدأيا

      وأتمنى أن يكون محل إعجاب لديك أيضا بعد التمعن فيه
      إن حظيت بشرف رجوعك إليه
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • السيد العظيم سعيد بن سلطان بن أحمد بن سعيد البوسعيدي سلطانا لعمان

      مقدمة موجزه عن شخصه العظيم ومنجزاته

      إن الحديث عن هذا السيد العظيم قاهر الصعاب لذا شجون وإن ذكره ليأخذ بمجامع الألباب
      هذا الرجل القادر في الزمن الغادر لم يكن ينقصه شيء ليوطد أركان إمبراطوريته العظيمه
      المترامية الأطراف ليس فقط ليحيي مجد الأسلاف العظام ولكن ليضفي عليه إبهارا وعظمة
      يحكي عنها القاصي والداني وتاريخا خالدا يجسد سمة بارزة في تأريخ الإمبراطورية
      العمانيه خاصة والعربية عامة

      لقد كان أمة في شخص رجل بعقله وعزمه وإقدامه جعل من عمان قوة عظمى يحسب لها
      كل حساب بقوتها وتجارتها ونفوذها المسيطر حتى قيل : ( أنه إذا دق سعيد بن سلطان طبوله
      بزنجبار رقصت عليها غابات إفريقيا ) وذلك دلالة على إتساع الإمبراطورية العمانيه بزمانه


      وصف الغرب له

      وصفه بعض الغرب بأنه : كان أميرا من أكثر الأمراء الذين أنجبتهم بلاد العرب دهاءا وتحررا
      وثقافة وخلقا وتواضعا وكرما وحزما . وأشادو بمنجزاته العظيمه حينما أرسى دعائم القوة
      بعمان وإماراتها الخارجيه وخلق منها قوة عظمى بالعالم رفعت من مقام العرب عاليا بين أمم
      العالم وأثنو على نبوغه وملكاته الفائقه حينما وضع عمان موضعا مهما للغاية في العلاقات
      الدوليه
      كما إعتبرو شجرة القرنفل التي أدخل زراعتها إلى زنجبار نصب تذكاري جميل يخلد ذكراه
      الطيبة العطرة العظيمه

      وسنسرد تفاصيل تأريخه المشرف بكل ما يتيسر لنا من مصادر بأذن الله
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ