لأصدقكم القول، كنتُ على شفا حفرة من الإنهيار النفسي، شعرت برغبة كبيرة في فعل اللاشيء، كانت الضغوط تزداد، من كل الإتجاهات، وأن أعلم تماماً أن أسبوعاً واحداً يفصلني عن آلامٍ فضيعة، و أنه يجب علي أن أرزع الأمل في نفس الوقت الذي لا أملك بذوره ..









إتصلت بالمفنجل وأعلمته أنه محجوز الليلة، وأني مكتئب وأن عليه التصرف بما يناسب ذلك، كنت أعلم تماماً مالذي من الممكن أن يشعرني بتحسن، كان الوقت هو صلاة المغرب، الصلاة هي عمق ما تحتاجه روحي لحظتها، كنت أعلم ذلك يقيناً، ذهبت إلى أقرب المساجد لمسكن المفنجل، بالطبع كنتُ متأخراً على صلاة الجماعة، وكم شعرتُ بتحسن كبير بعد الصلاة .. كانت روحي بأمس الحاجة إليها.











مررتُ على المفنجل، فوراً أعلمته بالخطة، سينما البهجة، ثم سيتي سنتر، وأريد بالفعل أن أبتهج بالفعل، ذهبنا إلى سينما البهجة، وكان أحد الأصدقاء قد نصحني بفلم أمير البحار لهنيدي، رغم أني لا استسيغ الأفلام العربية، وأظننا بحاجة للكثير لنصبح أفضل، ولكني أملتُ أن أشاهد شيئاً يذكرني بفلم "حين ميسرة" الذي شاهدته قبل مدة طويلة ولكنه بالفعل قدم لي فكرة أليمة عن واقع مصر .. وعن ما نحن بصدد مواجهته في تالي الأزمان ..












لا أعلم هل كان موودي سيئاً للغاية بحيث أنه توجب علي هنيدي بذل الكثير من الجهد لإبقائي جامداً مع إبتسامة بسيطة فقدتها أحياناً أثناء الفلم الذي إمتدَّ قرابة الساعتين .. مع بعض القهقهات البسيطة هنا وهناك، وبعض الإنتعاش بفضل ضحكات الفتاتين الجالستين في المقاعد خلف فشكول والمفنجل، الفلم يحمل إخفاقات من وجهة نظري، بدءاً من تحميض الفلم الذي من الواضح أنه رخيص للغاية، من غير الصراخ المبالغ فيه طوال الفلم، مما عزز لدي الفكرة أن لدينا من البربرية والوحشية ما يكفي لأن نقتل به أنفسنا .. حسناً، على ما يبدو فإن الفلم قد أعجب الفتيات كثيراً، اما من وجهة نظر الشنبات فيقول المنفجل أن الفلم جميل، ولكن موودي المحترق لا يمكن حتى لهنيدي إصلاحه ..












الرائع في المفنجل أنه يُعتمد عليه بالفعل، وإن كنتَ تظن أن شيئاً ما مستحيل، فإن المفنجل سيذهب بك قريباً من المستحيل نفسه بداعِ المساعدة قبل أي شيء آخر .. هذا الرجل مهم جداً في حياة فشكول، كصديق مهم جداً، عندما رأى المفنجل واقع فشكول المزري، أصر أنه يجب أن يحدث شيئاً ما الليلة، يجب أن يبتهج فشكول، كنتُ بالفعل أشعر بتحسن مع مرور الوقت .. ما إن وصلنا إلى مواقف السيتي سنتر، حتى قطع المفنجل ورقة التذاكر لديه إلى قطعتين كتب على إحدهما رقم هاتفه والأخرى رقم هاتف الحزين جداً فشكول!











في أثناء التجوال مررنا على فتاتين يلبسن عبائتين تفيضان بهن إنوثة، بحيث أني أدركت أنه من المستحيل حتى أن أنظر للفتاتين، وكمزاح للمفنجل، قلت له: أبا هذيلا !! ههههههههههههههه لم يكن لدى المفنجل وقتاً ليضيعه، أسرع أمامي/خلفهن وأنا ألحق به، هذه المرة قلت سأنظر بأم عيني مشهداً لمحاولة ترقيم رهيبة جداً، فالفتاتين ليستا عادتيتين أبداً !!











كان المفنجل يقوم بعمله في مهنية عالية جداً، بحيث أني وقفت مذهولاً لرباطة جأشه، ولكن للأسف كانت العملية فاشلة جداً، فالفتاة كادت أن توافق – بحسب أقوال المفنجل- ولكن فشكول الفضولي كان هو سبب الفشل المدقع للعملية، بمظهره البريء، والمفرط في الإحترام والوقار، مما أثار غضب المفنجل، وكان مع الرجل كل الحق بالفعل .. بالفعل، شعرت بخسارة كبيرة، لا أعلم لم إقتربت إلى ذلك الحد، كان الأمر يزداد سوءاً في نفسي، وأنا أرى كل تلك الديتات على جوانب السيتي سنتر .. ولكن كما قلت للمفنجل، أنا مكتوبٌ علي أكون مطوع غصباً علي .. رغبت أم ابيتو يأست من عملية الترقيم، وربما للأبد، للأسف أنه ليس لدي مزيداً من الوقت، برأيكم مالذي يمكنني فعله في إسبوع؟!











لا أنكر أني الآن أفضل حالاً بكثير قبل أن تبدأ الأمسية هذا اليوم .. أشكر المفنجل كثيراً، قد نختلف أنا وأنتم بين الصح والخطأ في الأمسية بكاملها، أدرك ذلك تماماً، ولكن إنظروا في دواخلكم يا أصدقائي، فكروا معي، لا أريد إتخاذ كل هذا الألم في صدري عذراً كي أرتكب إسفافات حمقاء، ولكن ما أعاني منه ليس شيئاً سهلاً، وكل ما أمكنني أن أخدر نفسي بأي حماقة -عدا المخدرات والمسكرات والحشيش - أعتبره أفضل حالاً من قضاء عدة أيام بلا نوم ولو لساعة واحدة وأن أعيش في كتلة من الهم تمتص دمي !





إلى فشكلة أخرى ..














المصدر : فشكول