الشبيبة:*استضاف مجلس الإثنين بالنادي الثقافي مساء أمس الدكتور وليد محمود خالص، في جلسة أدارها الدكتور محمود السليمي حيث تحدث عن التراث العماني وأهميته وقال إنه: "جزء من التراث يصيبه ما يصيب التراث العربي من قوة وضعف ويتنقل بين حقول معرفية مختلفة منها الفقه وأصول الفقه والبحار والتاريخ والسلوك والشعر والمقامات والنحو والطب والصيدلة وغيرها.

وأشار "ليس هناك إلى الآن إحصاء دقيق وتوثيق للمخطوطات العمانية وهذا يجعل الدراسات عن التراث العماني لا تقوم على أساس منهجي مثلا مخطوطات السلوك كثير منها لم ير النور وهذا يجعل دارس السلوك نظريا أو تطبيقيا لا يستند إلى أرضية صلبة لعدم اكتمال المصادر بين يديه وكذلك بالنسبة للطب مثلا ولذلك هناك اقتراح يتكون من ثلاثة محاور وهذه المحاور هي جمع وإحصاء ما يتعلق بالسلوك شعرا ونثرا والبدء بعملية التحقيق العلمي ودرس المصادر المعرفية التي استند إليها السلوكيون الإباضيون على سبيل المثال.



واستنتج "من هنا نستطيع أن نفسر لماذا تتردد أسماء معروف الكرخي والجنيد البغدادي والغزالي وتتراجع بل تكاد تختفي أسماء مثل :الحلاج, والسهروردي المقتول في حلب ابن قضيب البان وابن عربي فالدرس المنهجي سيفسر هذه الظاهرة وأشباهها".

وتساءل: ما الذي يقدمه درس السلوك اليوم؟ ولخص الإجابة بالحرية الفكرية واقتحام الآراء والتسامح والتعمق في النظر الفلسفي وإشاعة المعرفة الرصينة والحث على الفضائل وهي غاية الحكمة والفلسفة معا.

وتساءل ثانية: هل ننشر كل شيء؟ مجيبا "التراث خليط من أشياء كثيرة وللمسألة وجهان: النبذ والأخذ أي نترك كل ما يدعو إلى الخرافة والتواكل والتعصب الفكري والجمود عند نقطة معينة وترسيخ الماضوية وعليه ينبغي أن نحقق ما يرسخ المعرفة الأصيلة وما نستطيع الإفادة منه في استشراف المستقبل وما نستطيع البناء عليه والتراث الذي يدعو إلى التسامح وحرية الفكر.

بعد ذلك تكلم حول اشتغالاته في التأليف والتحقيق على مدى ثلاثين سنة أنتج خلالها أكثر من 30 كتابا مؤلفا أو محققا كان أولها كتابه "أبو العلاء المعري ناقدا" سنة 1982م، وآخرها كتاب "النص الغائب في رواية أولاد حارتنا لنجيب محفوظ"، سنة 2009، وبحدود 40 بحثا منشورا في المجلات العلمية المحكمة وعشرات المقالات في الصحف العربية وما يزال يعتبر نفسه في بداية الطريق يأسره حب المعرفة ويدهش للجديد.

يذكر أن الدكتور وليد خالص يستعد هذه الأيام لمغادرة السلطنة بعد11 عاما أمضاها في جامعة السلطان قابوس حيث درس وأشرف وناقش العديد من الرسائل الجامعية.