المغصــــــــــــوب

    • المغصــــــــــــوب

      صوت يتردد صداه في جنحات الليل ، جبال شاهقة مكسوة بالسواد ، أشجار السمر كأنها متلاصقة مع أشجار الغاف ، أحجار متناثرة هنا وهناك بأحجام مختلفة كأنها بشر مجتمعة لأمر ما .. أصوات كثيرة ، صرخات أكثر المكان مخيف تلك الطبيعة الساكنة التي رسمتها الجبال بأخاديدها وتعرجاتها المخيفة ، لا خيوط تنساب من الأعلى ، لا نجوم ، حتى السماء لم يظهر منها شيء كأنها صفحة سوداء زادت من وحشة المكان .

      وعامر ذاك الشاب في العشرين من عمره يسأل نفسه والخوف يسكنه : كيف وصلت إلى هذا المكان ؟ وأين أنا ؟ أسئلة داخلية بينه وبين نفسه ، ينظر أمامه فيشاهد تلك الجبال كأنها عملاق مخيف ، وينظر بجانبه فيشاهد تلك الأحجار كأنها مجتمعة بحضرة ذاك العملاق ، وينظر للأعلى فتزداد نبضات قلبه خوفا وهلعا وهو يشاهد تلك الغيوم الكثيفة متشكلة كأنها أشباح تسبح في الأفق ..

      صرخة مدوية أطلقها عمر عندما سمع صوت الرعد وهو يتحد مع البرق ، وصرخة أخرى سقط على أثرها وهو يحس بأن يد أمسكت بكتفه .

      عمر مغمى عليه ، أصوات كثيرة بدأت تدب في المكان ، حركات هنا وهناك أشخاص بأشكال غريبة أمتلى بهم السيح ، وجوه عفى عليها الزمن بتجاعيده ، الجميع يتفقد عمر المغمى عليه من شدة الخوف ، يتهامسون فيما بينهم ، يتجادلون ، ترتفع الأصوات أكثر فأكثر ، بدأ المكان وكأنه مكان ( للعرصه ) أصواتهم تعلو إلى أن تصل إلى تلك الجبال ، تشاركهم بذاك الصدى الخارج من تلك الخدود والتشققات ..

      فجأة دب في المكان سكون غريب ، بعدما أطلق شيخ طاعن في السن ذا لحية بيضاء طويلة يتعكز على عصا من شجر السمر : ألم تنتهوا من همزكم ومجادلتكم ؟ ألم تستقروا على رأي واحد ؟

      سكوت غريب ، يتحرك الشيخ ناحية ذاك الجسد الممد على الأرض المتغبر من اثر السقطة ونظر إلى الأعلى لبرهة من الزمن ثم التف حول نفسه وهو يراقب تلك الوجوه الحاضرة : سوف تبعث الشمس بخيوطها وأنتم لم تحسموا هذه المسألة ؟

      ثم تقدم شيخ طاعن ناحية ذاك الشيخ الكبير : لقد قررنا أن نشتريه حسب الاتفاق بيننا فهل توافق ؟ ينظر إليه الشيخ ثم ينظر إلى عامر الذي لا يعرف مصيره : نعم أوافق . بعدها رحلوا جميعا إلا ذاك الجسد الممد على التراب .

      بدأت الشمس بإرسال خيوطها الصفراء الداكنة وهي تعلن بصباح جديد ، وبدأت معالم الجبال تظهر كما بدأت معالم المكان تظهر ذاك الجمال الذي يخبئه الليل ..

      فاق عمر من غيبوبته المؤقتة ، بعدما لسعته حرارة الشمس ، لم يتذكر شيئا غير انه بعيد عن بيته ، بعيد عن أهله ، بعيد عن عالمة الذي أعتاد عليه ، بدأ بفرك عينيه وما كاد ينزل يديه حتى ………

      ... هيا أنهض واتبعني ، صوت صادر من ذاك الشيخ الذي تكلم مع الشيخ الكبير ، صوت قوي ، صوت مخيف …… إلى أين اتبعك ؟ ومن أنت ؟ : لا تتكلم ولا تسألني عن شيء فقط اتبعني ..

      رفض عمر الانصياع لكلامه ، فحدق الشيخ في عيني عمر بنظرة يخرج منها شرار كالجمر ، عينان واسعتان يلتف التجاعيد من حولها ، نظرة أر بكت عمر فمشى معه من غير شعور ..

      أحس الشيخ بتعب بعد المشي مسافة طويلة فتوقف تحت سمرة كبيرة ليستريح تحت ظلالها ثم رمى بقطعة خبز يابسة أمام عمر ليأكلها … نظر الشيخ إلى عمر وهو ما زال يقظم تلك القطعة : سوف نصل بعد لحظات ، المكان ليس ببعيد من هنا – يقف ويضع يديه اليمنى أمام عينيه – أنه خلف ذاك الجبل العالي ، والان انهض لنتابع المسير ..

      وبعد لحظات وقف الشيخ وهو يشير إلى عمر هناك عالمك الجديد هناك بيتك وأهلك ، نظر عمر للمكان لم يشاهد ألا سيح مقفر خالي من البيوت ألا من شجر السمر المتناثر هنا وهناك ..

      ……… : أهذا هو بيتي ولكن ..
      : ولكن سوف تعيش هنا وسوف تعمل عندي راعي للغنم ، والان سوف تذهب إلى أهلك لتشاهدهم وهم يبكون على فراقك ، ولتشاهدهم وهو يدفنوك .. ولكن أنا حي ارزق .. عندي نعم أما عندهم فأنت ميت ……!!

      سنوات مضت على فراق عمر عن أهله ، سنوات طويلة أصبح فيها عمر في الأربعين من العمر .. هاجر إلى بلدة بعيدة ، تعايش مع أهلها ، ينتقل من بيت إلى أخر ، كانت الحارة هي بيته ، وأطلق عليه الأهالي أسم سعيد المغصوب .. حتى كان صديق الأطفال يلعب معهم ، رغم صراخهم عندما يرونه ، يصرخون وهم يركضون خلفه : المغصوب المغصوب المغصوب .

      دندنة قصيرة :
      هل تسمحين لي عزيزتي بأن أظل أكتب كل يوم قصيدة حب لك ، قصيده ابعثها مع زقزقة عصافير الصباح وهي تتراقص أمام نافذة غرفتك ، وأنت تنظرين لهذا الصباح المتجدد بابتسامتك التي لا يعرفها غيري ..
    • [TABLE='width:70%;background-color:teal;background-image:url(backgrounds/5.gif);border:10 double gray;'][CELL='filter:;']
      اخي العزيز..دندنة على سن القلم
      ودندنه بقلب جديد ..بكلمات غريبه ..سمعنا الكثير لمثل هذه القصص .. ولم يصغي عقلي الى حقيقه ما يجري .. الكثيرون يتحدثون في المجالس .. هذا توفي ولكن سحر .. ايعقل هذا ..؟ اخي هي العاده .. نستمتع بقصص سردك الذي تبهرنا بكل جديد تأتي به .. ونقرأ حتى النهايه .. ثم اننا نلتمس ونقف عاجزين على شكرك وحسن سردك .. فتبقى بكلماتك عالق في ذاكرتنا .. ونتخيل ما جرت به هذه الكلمات .. اكرر شكري ..
      [/CELL][/TABLE]
    • $$6
      الله يسامحك دندنه على سن القلم
      خرعتني من هالقصه
      مادري هي حقيقه ولا من نسج خيالك

      لكن في النهايه فأن السحر موجود موجود ولا احد يستطيع نكرانه

      سواء كانت حقيقيه او من نسج الخيال فأنت بالفعل سردتها لنا بشكل رائع وجميل جدا اخي
      قلمك رائع يادندنه فلا تحرمنا منه ابداً


      لي ملاحظه بسيطه اخي : لما كتبت دندنتك القصيره في هذا الموضوع
      أغنى النساء أنا لستُ ثرية بما أملك ثرية لأنّك تملكني أحلام مستغانمي أغنى الرجال أنت لست لأنك ثرياً بما تملك ثريٌ لأنك تملكني .. هكذا احببت صياغتها اكثر dabdoob :)
    • [TABLE='width:70%;'][CELL='filter: glow(color=darkblue,strength=5);']
      نعم دوما ومازلنا نسمع الحكاوي التي تنسج بها شئ من الصحة والباقي أهو ياترى نسج من خيال !!؟؟؟
      لاندري .. فقط الشئ الذي أعلمه جيدا ومؤمنه به أيضا .. بأن السحر موجود لذكرة بالقران الكريم ..
      وتبقى السطور الا خرى خفيه لايعلمها سوى رب الكون العظيم ...
      دندن هنا بيننا ... نستمع .. نسبح بخيال كلمته .. ويبقى سحرها بين حنايا فكرنا ..
      لك تحية مخلصة .. أخي الكريم دوما ..
      [/CELL][/TABLE]
    • أخي العزيز دندنة

      حسك القصصي رائع يدندن بهدوء حتى يصل الى النهاية ببراعة .
      جميل ما كتبت اخي العزيز محاولة سوف تضعك على طريق الابداع
      ارجو الاستمرار واتمنى لك التوفيق

      تحياتي اليك
    • الرسالة الأصلية كتبت بواسطة:غضب الأمواج

      [TABLE='width:70%;background-color:teal;background-image:url(backgrounds/5.gif);border:10 double gray;'][CELL='filter:;']
      اخي العزيز..دندنة على سن القلم
      ودندنه بقلب جديد ..بكلمات غريبه ..سمعنا الكثير لمثل هذه القصص .. ولم يصغي عقلي الى حقيقه ما يجري .. الكثيرون يتحدثون في المجالس .. هذا توفي ولكن سحر .. ايعقل هذا ..؟ اخي هي العاده .. نستمتع بقصص سردك الذي تبهرنا بكل جديد تأتي به .. ونقرأ حتى النهايه .. ثم اننا نلتمس ونقف عاجزين على شكرك وحسن سردك .. فتبقى بكلماتك عالق في ذاكرتنا .. ونتخيل ما جرت به هذه الكلمات .. اكرر شكري ..
      [/CELL][/TABLE]


      عندما تستأنس النفس في مصاحبة خليل فهي في قمة نشوتها ، وعندما يتحد موج البحر مع الرمل بشكل تلقائي تحس بدفء الصحبة وروعتها .. فهذا الحال ايضا ينطبق على دندناتي البسيطة وهي تحتضن حرف من توقيع غضب الامواج ..

      ما هذه القصة إلا من وحي الخيال ، ما هي إلا اجهاض عقل من اجل كتابة حرف جميل بسرد وبنمط مختلف عن باقي الدندنات .. والكلام عن السحر له منعطفات وطرق كثيره بل وقصص كل يوم نسمع عنها من هنا وهناك ، وكل تنصب في رتم واحد وهو الميت مسحور .. وعندما يحل الظلام في بلدة الميت نسمع بأنه كان في البيت ، وانه كان يأكل من بواقي الطعام ، وانه بحاله يرثا لها وبأنه وبأنه وبأنه ........

      ولكن يبقى السحر موجود في هذا العالم الفاني ..

      تحياتي واشواقي الحارة لك يا غضب ..


    • مساااااااااااااااء جميل ..


      دندنة ..!!

      التألق يشع من حروفك ..

      في تلك القصة التي قرأتها ..

      وتلك الدندنة الاخيرة ..

      سأقول لك ..

      هناك .. زواية صغيرة ..

      وباب صغير ..

      وكتاب على طاولة مستديرة ..

      وقلب يناديك ..

      يا لغة التنوير ..

      على كل الحروف ..

      انت الحرف الذي اخذني ..

      رغم جمال الطيوف ..

      طيفك الرائع فقط سلبني ..

      يا انت ..

      هناك انا .. !!
      تقديري !! عاشق السمراء كان هنا .......... ومضى !! http://www.asheqalsamra.ne
    • [TABLE='width:70%;background-color:black;background-image:url();'][CELL='filter:;']
      دندنة على سن القلم

      دندنات حبرقلم على ورق كافيه لإخراج قصة خيالية قد تكون واقعية ..
      صحيح أن البعض يجد المتعه في الكتابه .. بحر من إبداع تصوير للقصة
      لكن يوجد أيضا من يعشق القراءة لتلك الإبداعات قد تكون خياليه بلا حدود ..
      لكن يضل شيئاً ما في خلد الكاتب أراد توصيلة للقارئ..

      أطلق دندنتك ... تبحر بالخيال .. فستجدنا عشاق لكتاباتك ...
      بالخيال بعيداً عن الواقع المحال...

      تقبل خالص تقديري
      [/CELL][/TABLE]
      كيف لقلمي أن يهمس لسواكِ و القلب قد خلا إلا منكِ .. ]
      كيف أكتب عن سواكِ و العين لا ترى غيركِ ... ]
      كيف لا أفكر فيكِ و الذهن لا يشغله غيركِ .. ]
      كيف لا أشتاق إليكِ و انا كلي حنين إليكِ .. ]
    • الرسالة الأصلية كتبت بواسطة:دبدوب

      $$6
      الله يسامحك دندنه على سن القلم
      خرعتني من هالقصه
      مادري هي حقيقه ولا من نسج خيالك

      لكن في النهايه فأن السحر موجود موجود ولا احد يستطيع نكرانه

      سواء كانت حقيقيه او من نسج الخيال فأنت بالفعل سردتها لنا بشكل رائع وجميل جدا اخي
      قلمك رائع يادندنه فلا تحرمنا منه ابداً


      لي ملاحظه بسيطه اخي : لما كتبت دندنتك القصيره في هذا الموضوع



      أختي دبدوب
      في البداية أحب ان أشكر تواجدك في دندناتي المتواضعة هذه والشكر موصول لكلمات الثناء والاعجاب بهذه القصة ، ونجاح أي كاتب في اي مجال يكتبه هو تأثر من يقراء له ، والحمدلله بأنني قدرت ان اوثر من خلال هذه الاحرف التائهه في بحور الادب التي تبحث عن مرسى الامان حتى تقدر ان تقف عليه ...

      أمام بخصوص ملاحظتك حول كتابتي دندنات قصيره في هذا الموضوع .. اول شيء هو ليس الموضوع الاول الذي أختم فيه كلامي بدندنات قصيره وانما هناك مواضيع عده ختمتها بدندنة قصيره وهذا ان شاء الله سيكون في كل كتاباتي من خلال اي دندنه ادندن بها ..

      والسبب الثاني لكتابتي لهذه الدندنات هو لأنني عندما كنت أكتب بشكل اسبوعي في أحدى الجرائد العمانية كنت اختم اي دندنة بدندنه قصيره فأحببت ان ابداء هنا أيضا بهذا الرتم ..

      شكرا يا دبدوب على ملاحظتك القيمه أختي ، واتمنى ان دوما لقلمك ان يقف في اي دندنة بخطها قلمي حتى تزيد من تألقها ..
    • الرسالة الأصلية كتبت بواسطة:أمل الحياة

      [TABLE='width:70%;'][CELL='filter: glow(color=darkblue,strength=5);']
      نعم دوما ومازلنا نسمع الحكاوي التي تنسج بها شئ من الصحة والباقي أهو ياترى نسج من خيال !!؟؟؟
      لاندري .. فقط الشئ الذي أعلمه جيدا ومؤمنه به أيضا .. بأن السحر موجود لذكرة بالقران الكريم ..
      وتبقى السطور الا خرى خفيه لايعلمها سوى رب الكون العظيم ...
      دندن هنا بيننا ... نستمع .. نسبح بخيال كلمته .. ويبقى سحرها بين حنايا فكرنا ..
      لك تحية مخلصة .. أخي الكريم دوما ..
      [/CELL][/TABLE]




      مشرفتي امل الحياة :شكرا مشرفتي على الاطراء الرائع وخاصة اذا كان الاطراء من مشرفة رائعة كأمل الحياة .. نعم فالسحر موجود ، وسنسمع كل يوم حكاية تدور هنا وهناك .. وحكاوي بأن شخص مات أمس واليوم يأكل من باقي الطعام في بيته اهله ، وهناك اخر تم رؤيته في الحاره وهناك الكثير الكثير من هذه الحكاوي التي ما زلنا نسمعها ليومنا هذا .

      شكرا مشرفتي للمرة الثانية واتمنى فعلا لهذه الدندنات المتواضعه ان تنال رضى كل من يقراءها .. ودمتم .
    • الرسالة الأصلية كتبت بواسطة:روحانيات

      أخي العزيز دندنة

      حسك القصصي رائع يدندن بهدوء حتى يصل الى النهاية ببراعة .
      جميل ما كتبت اخي العزيز محاولة سوف تضعك على طريق الابداع
      ارجو الاستمرار واتمنى لك التوفيق

      تحياتي اليك


      أستاذي روحانيات :
      ابداع كلمة اعتز بها كثيرا وخاصة وانها من مشرف عزيز وغالي ، وهذا الابداع ربما يكون كبير جدا على قلمي لأن هذا القلم مازال يعيش في المهد ما زال صغيرا في هذا العالم الادبي الكبير .

      شكرا لمشرفي الغالي روحانيات