كتب: خميس السلطي

افتتح بمتحف السيّد فيصل بن علي بمبنى ديوان عام وزارة التّراث والثقافة مساء أمس المعرض الجيولوجي »أفيولايت عُمان .. كنز ألفيٌّ« للدّكتورة فرنسواز بوديي من قسم علوم الأرض بجامعة مونبيليي الفرنسيّة و بالتّعاون مع وزارة التّراث والثّقافة، وذلك تحت رعاية صاحب السموّ السيّد فاتك بن فهر آل سعيد أمين عام وزارة التراث والثقافة.

يهدف هذا المعرض إلى تعريف الجمهور بأهميّة صُخور أفيولايت عمان، من خلال أساليب تعليميّة ووسائل عرض تفاعليّة. وبينت الدّكتورة فرنسواز بوديي من خلال عرض صور المعرض أن صخور أفيولايت عمان تُغطّي شمال السلطنة بسلسلة كبيرة من الجبال التي يتكوّن ثلثها من صُخور ذات خصوصيّة فريدة ؛ وهي صُخور الأفيولايت التي تشكّلت في قاع المحيط منذ عشرات ملايين السّنين حيث تمثل هذه الصّخور ثروة ثقافيّة تمتدّ جذورها إلى أزمنة سحيقة، عندما كانت تشكّل قاعدة اقتصاد تقليديّ. وتشير الصور إلى أن الأفيولايت تركيبة جيولوجيّة فريدة، انفصلت عن قاع محيط قديم حيث تشكّلت في الأصل، قبل أن تُدفع - تحت تأثير تكتونيّة الألواح - إلى حافة اليابسة.

ويعتبر أفيولايت عُمان - الذي يمتدّ على مسافة 500 كلم - الأكثر امتدادًا وانكشافا في العالم، وهو يمنح النّاظر أروع المشاهد من قاع محيط قديم، كما أنّه يمكّن علماء الجيولوجيا من دراسة خصائص القشرة المحيطيّة دون الحاجة إلى الغوص إلى أعماق المحيطات. وهو الأمر الذي جعل عُمان مَقْصَدَ علماء الجيولوجيا من مختلف أنحاء العالم.

كما يعتبر الأكثر امتداداً والمحافظة على خصائصه الأصيلة في العالم حيث ساهمت الدراسات المشتركة التي قام بها علماء الجيوفيزياء لسير أعماق المحيطات في فهم ديناميكية الأرض في النصف الثاني من القرن العشرين وطبيعة سلسلة جبال عُمان الشمالية ومكوناتها الجيولوجية في استغلال الموارد المائية والذي يتضمن نظام الافلاج والتي تلعب دوراً في المحافظة على هذه الطريقة التقليدية كما يسلط المعرض الضوء على صناعة تعدين النحاس القديم في عُمان من خلال الدراسات التي أجراها العلماء عن الآثار والمعادن على سبائك النحاس التي عثر عليها في جبال عُمان الشمالية والذي يبين أن الملوك السومريين في بلاد ما بين النهرين كانوا أكبر تجار نحاس حيث كانوا يستوردون النحاس من بلاد كانت تسمى (مجان) وقد ورد هذا الاسم كثيراً في أقدم الألواح المكتوبة منذ (4400 سنة) ولعل العثور على لُقى خزفية تعود إلى العصر البرونزي يعد دليلاً على إنتاج النحاس في عمان منذ الألفية الثانية قبل الميلاد .

ويمتلك الأفيولايت خصائص جعلته يكون وراء نشأة تاريخ تعود جذوره إلى خمسة آلاف عام ...ذاك التّاريخ هو ما سيسعى هذا المعرض إلى تعقّب مراحله واستجلاء خصوصيّته. وسبق المعرض مؤتمر صحفي عقدته الدّكتورة فرنسواز بوديي بديوان عام الوزارة تحدثت من خلاله حول أهمية هذا المعرض وما تشكله صخور الأفيولايت في السلطنة منذ سنين ما قبل الميلاد، كما أشارت إلى خطة العمل التي قامت بها، موضحة العديد من الآثار والشواهد التي تعود إلى عصور ماضية وعلاقتها بصخور الأفيولايت، كما أشارات أن المعرض يحتوي على عدة أجزاء أهمها التعريف بصخور الأفيولايت وأهميته الجيوليوجية في السلطنة، موضحة الشواهد الثقافية لهذه الصخور ومدى تكون العرقات بين الحضارات القديمة الضاربة في الجذور.

جدير بالذكر أن المعرض سيفتح أبوابه أمام الزوار خلال الفترتين الصباحية من الساعة 9 صباحا وحتى الساعة 1:30 ظهراً والمسائية من الساعة 5 مساء وحتى الساعة 7 مساء ما عدا يوم الخميس مساءً .