" يقولون : أن البنت لأبيها " هكذا كانوا يقولون ، وهكذا ترجمتها ريان إلى أرض الواقع حينما أبت أن لا تغادر إلا مع أبيها يوسف .. هكذا إرتحلت ريان إلى سفر بعيد خارج حدود الزمن وخارج حدود المكان .. هي وأبيها كلاهما أطبق الأجفان على بعضهما في نفس الساعة والتاريخ وفي نفس المكان .. وأعلنت الأقدار رحيل ريان بسنواتها الثلاث في صمت بليغ سبقه ضجيج الموت وحشرجة النفس الأخير على مقعد تلك السيارة ، وفي برهة من الزمن كان كل شيء قد تغير غادر يوسف وتبعته هي ذات الثلاث سنوات .
آه يا يوسف .. يا وجع الذاكرة وحاضر الأيام .. ماذا أكتب فيك أو عنك والدمع يمسح الكلام والحرف يهرب من تحت المبراة فزعاً من هول الكارثة ، ماذا أكتب فيك أو عنك وأنت لم تترك لنا إلا الجراح النازفة فكل شيء هنا ينعيك ويعزي نفسه على فقدانك ، وهاهي عروس البحر مجيس قد خلعت فستانها البحري وتدثرت بجلبابها الأسود مرتدية وشاح الحزن .. ها هي مجيس اليوم صامتة بيوتها .. خالية شوارعها .. منطفئة أنوارها .. منكسة أعلامها .. تذرف دمعاً على فرقاك فأنت من بلل لأجلها عرقه وسقى به الأرض . كل شيء على هذه البلدة يقيم مآتم الآسى حتى الطيور والأشجار والطرقات والشطآآن والملاعب الخضراء .. كل شيء يذكرك وأنت غادرتنا بوداع كان على الشاطئ .. وداع بإبتسامة مريضة .. غادرتنا على أمل أن نلتقي في نفس المساء من اليوم التالي ، واليوم أتى يا يوسف ذاك المساء وأنت تحت التراب .. أنت وريان أتى اليوم عليكما لتنامان على فراش وحيد وكلاكما قد لفت عيناه ويداه ورجلاه .. تنامان على سرير الموت دون حراك لتحملكما الرجال على أكتافها في نعش واحد أنت وهي مسرعين بكما نحو المكان الذي لا حراك فيه ولا صوت ولا ليل ولا نهار ولا قمر أو شمس ولا رعد أو وميض برق ولا مطر أو جفاف تصحبمكا الدعوات ووابل من الدموع .. دموع أولئك الرجال الذين رافقوا هذا النعش بألوف كبيرة وجميعهم أعينهم تفضحهم من تحت نظاراتهم السوداء .. لتسجى في الأرض وحيداً وعلى مقربة منك حبيبتك التي رافقتك ( ريان ) .. إذن نامي يا حبيبتي .. نامي يا وجه الملائكة .. نامي يا طير الجنة .. نامي بهدوءك وبراءتك فأباك يوسف هو الآخر يتوسد التراب ، ونم أنت يا صاحبي قرير العين .. نم خالداً في قلوبنا .. نم ودع البكاء لنا .. دع هذه البلدة تبكيك .. دعها تقيم طقوس الحزن على وداعك الغالي .. فيكفيك هذه الحشود التي رافقتك في موكب الوداع .. يكفيك هذه الألوف التي قطعت الطرقات والمسافات البعيدة لتلقي على جثمانك النظرة الأخيرة .. ترفع أيديها لله جل في سماه أن يتقبلك بقبول حسن .. نم يا يوسف فغداً سوف يمرنا القطار ونسافر في رحلة مؤكدة قد يكون لها تدرج في الوصول أو تكون مباغتة كرحلتك التي أفجعت الصغير والكبير .. نم ستبقى كبيراً في تاريخ مجيس .. نم يا يوسف فريان الآن تنام معك .
أعتذر فقد كتبتها بحرقة الأشواق وكثير من الحزن ولم أتمكن حتى من مراجعتها .. هكذا تأتيكم هذه الكلمات مباشرة من الجرح إلى أنظاركم فإن خانني التعبير في شيء منها فأعذروني فالموقف أكبر من أن يوصف والموقف أكبر من أراجع كلماتي .
كتبتها في فقدان أخ عزيز يوسف وإبنته في حادث سير . الجدير بالذكر يوسف الفارسي هو قلب وصمام أمان نادي مجيس لكرة القدم . رحمه الله وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وجعل قبره روضة من رياض الجنة .توفي يوم 21/5/2003 ( حادث سير )
آه يا يوسف .. يا وجع الذاكرة وحاضر الأيام .. ماذا أكتب فيك أو عنك والدمع يمسح الكلام والحرف يهرب من تحت المبراة فزعاً من هول الكارثة ، ماذا أكتب فيك أو عنك وأنت لم تترك لنا إلا الجراح النازفة فكل شيء هنا ينعيك ويعزي نفسه على فقدانك ، وهاهي عروس البحر مجيس قد خلعت فستانها البحري وتدثرت بجلبابها الأسود مرتدية وشاح الحزن .. ها هي مجيس اليوم صامتة بيوتها .. خالية شوارعها .. منطفئة أنوارها .. منكسة أعلامها .. تذرف دمعاً على فرقاك فأنت من بلل لأجلها عرقه وسقى به الأرض . كل شيء على هذه البلدة يقيم مآتم الآسى حتى الطيور والأشجار والطرقات والشطآآن والملاعب الخضراء .. كل شيء يذكرك وأنت غادرتنا بوداع كان على الشاطئ .. وداع بإبتسامة مريضة .. غادرتنا على أمل أن نلتقي في نفس المساء من اليوم التالي ، واليوم أتى يا يوسف ذاك المساء وأنت تحت التراب .. أنت وريان أتى اليوم عليكما لتنامان على فراش وحيد وكلاكما قد لفت عيناه ويداه ورجلاه .. تنامان على سرير الموت دون حراك لتحملكما الرجال على أكتافها في نعش واحد أنت وهي مسرعين بكما نحو المكان الذي لا حراك فيه ولا صوت ولا ليل ولا نهار ولا قمر أو شمس ولا رعد أو وميض برق ولا مطر أو جفاف تصحبمكا الدعوات ووابل من الدموع .. دموع أولئك الرجال الذين رافقوا هذا النعش بألوف كبيرة وجميعهم أعينهم تفضحهم من تحت نظاراتهم السوداء .. لتسجى في الأرض وحيداً وعلى مقربة منك حبيبتك التي رافقتك ( ريان ) .. إذن نامي يا حبيبتي .. نامي يا وجه الملائكة .. نامي يا طير الجنة .. نامي بهدوءك وبراءتك فأباك يوسف هو الآخر يتوسد التراب ، ونم أنت يا صاحبي قرير العين .. نم خالداً في قلوبنا .. نم ودع البكاء لنا .. دع هذه البلدة تبكيك .. دعها تقيم طقوس الحزن على وداعك الغالي .. فيكفيك هذه الحشود التي رافقتك في موكب الوداع .. يكفيك هذه الألوف التي قطعت الطرقات والمسافات البعيدة لتلقي على جثمانك النظرة الأخيرة .. ترفع أيديها لله جل في سماه أن يتقبلك بقبول حسن .. نم يا يوسف فغداً سوف يمرنا القطار ونسافر في رحلة مؤكدة قد يكون لها تدرج في الوصول أو تكون مباغتة كرحلتك التي أفجعت الصغير والكبير .. نم ستبقى كبيراً في تاريخ مجيس .. نم يا يوسف فريان الآن تنام معك .
أعتذر فقد كتبتها بحرقة الأشواق وكثير من الحزن ولم أتمكن حتى من مراجعتها .. هكذا تأتيكم هذه الكلمات مباشرة من الجرح إلى أنظاركم فإن خانني التعبير في شيء منها فأعذروني فالموقف أكبر من أن يوصف والموقف أكبر من أراجع كلماتي .
كتبتها في فقدان أخ عزيز يوسف وإبنته في حادث سير . الجدير بالذكر يوسف الفارسي هو قلب وصمام أمان نادي مجيس لكرة القدم . رحمه الله وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وجعل قبره روضة من رياض الجنة .توفي يوم 21/5/2003 ( حادث سير )