عُمان:

سيروا وعين الله ترعاكم .. بهذه العبارة ودعت مسقط امس جوهرتها التي ابحرت الى سنغافورة تحفها عناية الرحمن في رحلة شراعية تاريخية مسافتها 3000 ميل. وقد غادرت السفينة الشراعية العمانية "جوهرة مسقط" ميناء السلطان قابوس وعلى متنها 17 بحارا على صوت اليامال تودعها حمامات سلام بيضاء وسط احتفالات رائعة وايقاعات ورقصات الفنون البحرية ودعوات ودمعات بالعودة سالمين وهي الآن تمخرعباب البحر في الطريق إلى محطتها الأولى كوتشين في الهند ثم سريلانكا وماليزيا.

وبتكليف سام من لدن جلالة السلطان المعظم رعى صاحب السمو السيد شهاب بن طارق ال سعيد هذا الحدث الحضاري في احتفال كبيروبحضورعدد من اصحاب السمو والمعالي والسعادة والضيوف وعدد من القنوات التلفزيونية والاذاعية غطت الحدث الذي شهد منذ الصباح على الرصيف 12 بميناء السلطان قابوس احتفالات كرنفالية لوداع جوهرة مسقط في اجواء بهيجة بحضور اهالي البحار واحبابهم وبمشاركة موسيقى البحرية السلطانية العمانية وطلبة وطالبات المدارس والكشافة وفرق الفنون البحرية التقليدية وجماهير تابعت بمحبة الاحتفال الكبير بابحارالجوهرة في الثانية عشرة ظهرا..

وبعد تلاوة آيات من القرآن الكريم ألقى صاحب السمو راعي الحفل كلمة اكد خلالها على ان جوهرة مسقط "تحمل مآثر الاجداد وعبق الامجاد وروح الصداقة والتعاون والسلام التي تجمعنا مع شعوب العالم اجمع وقد ترسخت عبر العصور على امتداد المعمورة وخاصة في اقاليم المحيط الهندي الشاسع ودول الشرق الاقصى الواسع".

ونوه سموه الى ماضي عمان البحري العريق واسهام العمانيين الحضاري وقال" فيما مضى ابحرت السفن العمانية الى اقاصي البقاع في الشرق والغرب واسهم العمانيون في اثراء الحضارة عبرالنشاط الانساني والتبادل التجاري والتفاعل الثقافي واكتساب المهارات من تجارب الشعوب وثقافتها المتنوعة ".

واردف : ان عمان تنعم اليوم بنهضة تنموية شاملة وتعيش العهد الزاهر الميمون لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم وقال :ان الانسان العماني يحظى برعاية وتسهيلات وتشجيع وحوافز في مختلف الميادين معربا سموه عن يقينه في اسهام رحلة السفينة جوهرة مسقط ومن خلال طاقمها البحري وكل القائمين على المشروع اسهاما عمليا وملموسا في اثراء المعرفة ونشرها مؤكدا سموه ان هذا الاسهام "استمرار للدور الحضاري والتاريخي العماني في اطار توثيق عرى التفاهم والتعارف وتنمية اواصر الصداقة والمحبة مع سائر الامم والشعوب".

وقال سمو السيد شهاب ان لحظات انطلاق جوهرة مسقط تكتب حدثا تاريخيا ووجه طاقم السفينة قائلا :ان ما انتم فاعلوه على ظهر هذه السفينة وانتم متمخرون عباب البحار محتذون حذو الاجداد لهو مسؤولية كبيرة فعليكم ان تتكاتفوا مهتدين بقول الله تعالى "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم" وان تضعوا غايات رحلتكم في احداق العيون لتضيفوا لبنة من لبنات الاعتزاز بتراث عمان الميمون رافعين رايتها خفاقة مع اطلالة كل يوم جديد ومبتهجين بهذا العهد المبارك السعيد وهو في عامه الاربعين المجيد."وفي ختام كلمته قال سموه مخاطبا بحارة الجوهرة " سيروا وعين الله ترعاكم وتوفيق الله في ركابكم الى الخير ودمتم في حفظ الرحمن وعنايته".

عقب ذلك بدأت مراسم ابحار السفينة واشتملت على تحميل المؤن التقليدية من البسور والتمر والليمون بمصاحبة رقصات واهازيج الفنون البحرية التقليدية وقام النوخذة ناصر بن علي العلوي بتوديع قبطان السفينة وتسليمه عدة القيادة وهي الديرة" البوصلة" والجول "ملكية السفينة" والخرائط" تحدد خط سير السفين والاتجاهات و"القياس" يحدد المسافة التي تقطعها السفينة خلال رحلتها كل 24 ساعة.

ثم قام صاحب السمو راعي الحفل بالسلام على بحارة السفينة الـ 17 وسلم قبطان السفينة صالح الجابري المصحف الشريف الذي قرأ منه الاية الكريمة " ان الذي فرض عليك القران لرادك الى معاد" بعدها تقدم صاحب السمو راعي الحفل الكبير واصحاب السمو والمعالي نحو المرسى ايذانا بابحار جوهرة مسقط ووداع طاقمها واطلقت عدد من حمامات السلام البيضاء وتناثرت البالونات الملونة محلقة تزين سماء الميناء بالوان العلم العماني فيما قرعت اجراس مغادرة السفينة عندها تهادت الجوهرة تيها تمخرالعباب تحفها عناية الرحمن.

ومن المتوقع ان تستغرق الرحلة الى سنغافورة بين اربعة الى خمسة اشهر تقريبا اعتمادا على سرعة الرياح ومختلف العوامل البيئية والفنية المرتبطة بالرحلة وستكون المحطة الاولى لجوهرة مسقط في رحلتها التاريخية مدينة كوتشن بجمهورية الهند منتصف مارس المقبل ثم جال المحطة الثانية بجمهورية سريلانكا في اواخر ابريل وصولا الى المحطة الثالثة في جورج تاون بجزيرة باننج في ماليزيا مطلع يونيو وميناء مالاجا في نهايته لتصل سنغافورة في منتصف يوليو .

جوهرة مسقط صيغت باياد عمانية وبجهود وخبرات متنوعة عالمية وقد شاءت الارادة السامية لجلالة السلطان المعظم ان تكون هذه السفينة اضافة جديدة لسجل التاريخ البحري العماني في اطار تواصل السلطنة في الماضي والحاضر وتفاعلها الايجابي مع مختلف الحضارات والثقافات.وستقدم كهدية من السلطنة الى الشعب السنغافوري الصديق وهي تجسد رمزا شاهدا على الصلات التاريخية والصداقة المتوغلة عبر الزمان بين شعوب الدول المطلة على المحيط الهندى وعمان.

وتاتي رحلة السفينة الشراعية العمانية رافدا جديدا للتاريخ العماني المعاصر وسجله المشرف واحتفاء بارث حضاري يعتز به كل عماني ويفخر.فصلة الانسان العماني بالبحر تنبع من تاريخ عمان البحري الضارب بجذوره في اعماق الزمن والبحارة العمانيون كانوا من اوائل العرب الذين وطئت رحالهم اراضي الهند والصين وافريقيا وامريكا يحملون في صدورهم قيم اصول الدين الحنيف وقيم العدل والسماحة ومكارم الاخلاق.

وجوهرة مسقط هي سفينة خشبية شراعية مستوحاة من سفينة تاريخها يعود الى القرن التاسع الميلادي تم اكتشافها في عام 1998 شرق جزيرة سومطرة في المياه الاقليمية الاندونيسية وقد كانت آنذاك محملة بمقتنيات متنوعة من اوان سيراميكية صينية وفخاريات وقروش واباريق وقطع من الفضة والذهب فضلا عن مختلف التوابل والبضائع والاقمشة الحريرية والسلع.

ويرجح علماء الاثار البحرية ان تلك السفينة الام كانت في طريق عودتها من الصين الى شبه الجزيرة العربية عندما ألم بها حادث ما حال دون تمكنها من استكمال الرحلة. فجاءت اليوم جوهرة مسقط احياء لتلك الذكرى وتكريما لاولئك البحارة البواسل وتوثيقا مهنيا وعلميا وثقافيا لتاريخ الابحار العريق وموروثاته الحضارية الجميلة على خطوط الملاحة من طرق الحريروالتوابل.

ومن بين اهداف مشروع جوهرة مسقط اعطاء الفرصة للاجيال المعاصرة والشباب العماني للتدرب على الطرق والاساليب الملاحية العريقة وبناء السفن الشراعية التقليدية وفنون الابحار فضلا عن تعميق فهمهم لتلك الروابط التاريخية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بين شبه الجزيرة العربية ومنطقة غرب المحيط الهندي والشرق الاقصى.

عمان سجلت اللحظات التاريخية لابحار الجوهرة والتقت مع عدد من بحارتها قبيل المغادرة الذين عبروا عن شعور بالفخر والاعتزاز ورغبة حماسية في تحقيق الانجاز ورفع علم عمان خفاقا فإلى جانب من هذه اللقاءات..

سفينة نادرة

قبطان السفينة صالح الجابري قال: اليوم نتوج جميع التحضيرات التي قمنا بها في الشهور الماضية، وستكون هذه الرحلة التاريخية ممتعة بإذن الله حيث أننا نسترجع ماضي أجدادنا وكيف ركبوا البحر بأبسط ما يمكن من معدات، أما عمرالسفينة التي تحاكيها الجوهرة فيرجع إلى أكثر من ألف سنة ولهذا تعتبر سفينة فريدة ونادرة حيث بنيت في القرن التاسع الميلادي وهي لا تحتوي على أي مسمار، وكذلك جوهرة مسقط وبالرغم من أن الابحار مخاطرة إلا أنها مغامرة في الوقت نفسه ، حيث سنعتمد على حركة الرياح في تحرك السفينة.

وأضاف: لدينا 17 بحارا على ظهر السفينة وكلهم متمرسون في البحر، وأعتقد بأن قيمة السفينة كونها تراثية قد يفوق قيمتها عما اذا كانت بنيت على ما نراه من تكنولوجيا حديثة اليوم، ومن الجيد أننا لم نقم بإضافة أيا من التقنيات الحديثة عند إصلاحها وإعادة بنائها من أجل أن نحافظ على قيمتها.

وأوضح القبطان الجابري: بما انه ليس لدينا ثلاجة لحفظ الطعام ولا أي أجهزة كهربائية على متن السفينة فقد حملنا معنا أغناما و اسماكا مملحة ومجففة وتمر، تماما كالطعام الذي استخدمه أجدادنا في أسفارهم قديما، وكذلك سنحمل الليمون المجفف كما كانوا يحملونه قديما. وقد تدربنا على متابعة النجوم والشمس خلال الأيام الماضية حتى نستطيع تعقب الطريق بهذه الأجسام الفلكية بدون استخدام الاجهزة، ولكن لدينا الاسطرلاب كأداة دعم.

يحيى الخنبشي احد طاقم السفينة ومسؤول التدريب على الأشرعة قال: بدأنا التدريب منذ شهر نوفمبر من العام المنصرم، وخلال فترة تجهيز السفينة قمنا بالإبحار عدة مرات لتجربة عمل السفينة وعمل الأشرعة حتى نتأكد من سلامة عمل كل شيء. وعن تجاربه البحرية ومشاركاته السابقة أضاف: شاركت في عدة سباقات تابعة لسفينة شباب عمان وكذلك رأيت وجربت العديد من البحار الأوروبية، ولكن أول مرة أقوم بتجربة عمانية على مستوى عالمي، وشيء جديد بالنسبة لي أن أسافر على ظهر سفينة قديمة معتمدة على الحبال وخالية تماما من المسامير. وأوضح الخنبشي بأنهم يحملون مؤونة غذائية من الأغنام والدجاج والسمك المجفف تكفيهم لعدة أسابيع حتى يصلوا إلى محطتهم الأولى في الهند، حيث أن الرحلة كاملة من السلطنة إلى سنغافورة تستغرق من 5 إلى 6 شهور وهذا يعتمد على مواتاة الرياح وحركة الأمواج.

مستوى عالمي

من جانبه قال النوخذة ناصر العلوي والذي كان يجهز بعض معدات الملاحة ليقدّمها إلى قبطان الجوهرة قبل مغادرتها : جوهرة مسقط هي أول سفينة في العالم مصنوعة من الخشب والحبال بدون استخدام المسامير والبراغي، وتتميز بقوتها حيث ستبحر بأربعة أشرعة وبطاقم محترف وستصل بإذن الله إلى وجهتها سالمة. وعن دوره قال: نحن مقسمون إلى قبطان ونوخذة وبحارة ولكل منا دوره، وسأسلم القبطان قيادة السفينة والخرائط والبوصلة وأيضا بعضا من المعدات الضرورية التي يحتاجها البحار أثناء رحلته كالدوربيل، فبهذه الأدوات يستطيع البحارة تقدير الوقت ومسافة الأميال بعد مرور 24 ساعة وذلك بالاعتماد على الشمس كون السفينة لا تحمل أيا من أدوات التكنولوجيا الحديثة وستعتمد على الأدوات البدائية التي استخدمها أجدادنا، وأنا متأكد بإذن الله من نجاح رحلة هذه السفينة وقدرتها على مواجهة مخاطر البحار. وأضاف: بدأت شخصيا في ارتياد البحر منذ أن كنت صغيرا حيث مارس أجدادي ركوب البحر قبل ما يقارب 240 سنة واستخدموا السفن بأنواعها وخصوصا سفن النقل وأنا الآن أحذو حذوهم حيث أمتلك عددا من سفن النقل وكذلك سبع سفن سياحية برأس الحد.

السفينة.. في عين فنان

وقال صالح العلوي عضو في الجمعية العمانية للفنون التشكيلية بينما كان مندمجا برسم جوهرة مسقط : جئت كغيري من الفنانين المشاركين في رسم السفينة، وهنا كل شخص سواء كان إعلامي أو فني أو صحفي يساهم في هذه الاحتفالية، ونحن الفنانون نكون أصدق في التعبير عن شعورنا بالفخر في أي مناسبة بامساك الريشة وصنع اللوحات الفنية وأنا الآن أرسم جوهرة مسقط وأتمنى الانتهاء من الرسم قبل انطلاقها. وأضاف: نريد أن نبرز الجانب الثقافي بجانب حفل الإبحار، ولهذا قمنا بعمل دراسة بسيطة عن السفينة وعن محتوياتها وذلك حتى تسهل علينا عملية الرسم وحتى نستطيع الإحساس بها ونلتمس روح التاريخ فتكون الرسمة أدق وأصدق، وأعتقد أن صعوبة رسم هذه الجوهرة تذهب عندما نعي أهميتها، وعمان تستحق كل التضحيات وكل الصعاب لأجلها تهون.

أما الطالبة حورية البلوشية من مدرسة روي للبنات فقالت: نحن فرقة الزهرات تلقينا دعوة للقدوم والمشاركة في توديع جوهرة مسقط وأنا سعيدة لوجودي هنا ومستمتعة كوني جزءا من حفل إبحار هذه السفينة التي تعبّر عن معلم ثقافي مهم ليس على مستوى السلطنة فقط ولكن على مستوى العالم أيضا. وقالت: معرفة أن هذه السفينة عمانية وتنطلق من عمان أمر يدعو للفخر بحد ذاته ونتمنى أن يوفق البحارة في رحلتهم وان يعودوا سالمين.

مشروع توثيق

وقال سيمون جيلبرت مدير مشروع توثيق جوهرة مسقط التابع لقناة أنترناشونال جيوجرافي: بدأنا بتوثيق كل المراحل التي مرت بها السفينة من تصميمها وتركيبها وصناعتها، وهذا تقريبا أول مشروع عماني تتبناه القناة حيث قمنا بعمل مشابه قبل ثلاثين سنة لكن جوهرة مسقط هي تجربة أخرى، ولذلك قمنا بتركيب كاميرا في أعلى أحد الأشرعة بالسفينة والتي سترافق البحارة في رحلتهم لنتابع تفاصيل الرحلة كلها، ولدينا أيضا وحدة تصوير ستلحق بالسفينة عند وصولها كوتشن بجمهورية الهند، ولا ندري ماذا سيحدث خلال ذلك الوقت لكننا سنحرص على متابعة مسار الرحلة. وأضاف: كل من يريد متابعة أخبار الرحلة ما عليه سوى الذهاب إلى موقع السفينة على الانترنت وسيجد خريطة توضح مسار الرحلة والنقطة التي ستتوقف فيها السفينة وكذلك توجد ملفات تعرض المعلومات الشخصية للبحارة بجانب العديد من صورهم وصور السفينة، وكذلك معلومات السفينة بكل تفاصيلها ويستطيع كذلك زائر الموقع مراسلة الطاقم وإرسال الأسئلة عن طريق وصلة خاصة لذلك بالموقع، وهناك أيضا قسم تعليمي ربما يهم طلبة المدارس ليعرفوا تقسيمات السفينة وتاريخها والعديد من الأشياء.

وعن اختياره لتوثيق هذا المشروع قال: هذا المشروع مهم للغاية كونه فريدا من نوعه ولهذا فإن إبحار هذه السفينة يعد تجربة فريدة ولابد من متابعتها وحتى نستطيع معرفة قوة هذه السفن بتصميمها القديم علينا أن نجرب الإبحار بها ولهذا اخترنا جوهرة مسقط لتكون مادة لمشروعنا. وأضاف: هذه أجمل سفينة رأيتها في حياتي وصنعت بالحبال والأخشاب فقط يضيف إليها جمالا وأهمية، وأنتم الآن ترون الجانب الخارجي منها لكنكم لو رأيتم الجانب الداخلي لفاق توقعاتكم وقد ذهبت في رحلة تجريبية بها الاسبوع الماضي ولم أشعر بالاستمتاع في حياتي قدر ما استمتعت وأنا متكىء على أخشاب السفينة الصلبة التي أحسستُ بأنها أرجعتني ألف سنة إلى الوراء، فلا تسمع صوتا للمحرك حيث لا يوجد محرك ولكن فقط تسمع صوت السفينة وهي تصطدم بالموج.

يوم مجيد ورحلة تتوج

العلاقات الوطيدة

اعرب صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد عن تشرفه بالتكليف السامي لرعاية حفل ابحار جوهرة مسقط الى سنغافورة وقال في تصريحات للصحفيين عقب مغادرة السفينة : دعائي لهم بالتوفيق ورحلة سعيدة "هذا يوم مبارك ان شاء الله واتمنى لطاقم السفينة وصولا ميمونا الى سنغافورة واردف سموه يقول:هذا يوم مجيد ورحلة تتوج العلاقات الاخوية المشتركة بين السلطنة وسنغافورة وتعبير عن تواصل الحضارة العمانية والشعب العماني يجوب بحار العالم في نشر السلام والصداقة والمعرفة وتبادل الخبرات بين الشعوب مؤكدا على ان الشعب العماني على مدى العصور في تواصل مع شعوب العالم في البحار مشيرا الى سفينة شباب عمان وقال انها اكبر مثال للوجود العماني في البحار وتاتي رحلة الجوهرة مواصلة لهذه الجهود وهذا التوجه العماني للتواصل بين الشعوب.

طقوس الابحار العمانية

طقوس الاحتفاء التقليدية بابحار السفن الشراعية العمانية تتلخص في تنظيم رقصات واهازيج تقليدية وموسيقية يتخللها نقل المؤن للسفينة مثل البسور والبقول والطحين والتمر العماني والسمن والعسل والحلوى وتحمل جوهرة مسقط بعض الماكولات التقليدية مثل "السح والسمن"وهو التمر المشبع بالسمن ,والخبز "المقصص" وهو عبارة عن قطع من الخبز الجاف وتشتهر به ولاية صور . و"الكعك الظفاري" وهو الخبز الدائري الجاف الذي يخبز في التنور "وخبز الرخال وهو الخبز العماني الدائري الخفيف والمقرمش الى جانب الماكولات الاخرى .

الجوهرة على شبكة المعلومات

تم في اطار مشروع جوهرة مسقط انشاء موقع على شبكة المعلومات الدولية بعنوان jewelofmuscat.tv ليكون حافزا للشباب العماني الطموح ليرقى بمحافظته على هذا التراث العريق ويتخذ من منصة انطلاق نحو آفاق ارحب في معاصرته للبحار ومغامراته للابحاربفنون التراث والاسفار رافعا اسم عمان عاليا .

جوهرة مسقط

يا صاحِبي أَوَ ما ترى؟ صارت لمسقطَ جوهـرة

هــذي العقـــولُ النّيــّرة صاغت لتلك الجـــوهرة

يامــــالـُهَــــا مُتـَــــرَنّمٌ قُبْطَانُهَــــــا ما أفخَـــرَه!

في البحرِ يقضي يومَـــه مستمتعــــــًا مُسْتبشِــــرا

يحكي عمـــانَ وحبّهــــا للبَحْــرِ طرّا للــــــــوَرَى

يا جوهرة..سيري بعونِ اللهِ عانقـــــي للذُّرَى

وتوكّـلـي في حفــظِ ربي واعـــبُري يا جـــــوهـرة

حتى وصـولـِك بالسلامـةِ سِــــــــنْغافُــــورةَ مُبْحِـــرَة

قولــِـي لأمواجِ البِحَــــارِ تعلـّـمــي منّـــي القِـــــرَى

بـل واجِهِي مَطَـــرَ السّماءِ فـَــــــــــــــــــــــــلنْ يضـرَّكِ مَظهَــــرَا

يا جـــوهرة هـَيّا اسْرعِـــي فلقـد عهِـدتـُك مُبْهِــــــــرة

كـــوني هـــديةَ شعــــــبِنا لشعـــوبِ تلكَ الأَدْيـِـــــرَة

فإذا رَسَـوْتِ بِأرضهـِـــــم جُوبِي الشّــوَارعَ مُسْفِــرَة

بُثـِّي التَّحايا في النفـــــوسِ وأخبريهـــم مـــا جَــــرَى

فَطَريقُ مسْــــقطَ عِنْدَهُـــم كـَمْ في انتظــــارِ الجوهرة

قولي لهُـــــم يا جوهـــرة أنا مــــن عهـــودٍ غـــابِرَة

أنا من عمانَ أزفـّكــــــــم كـُلَّ التـّحايا العاطــــــــــرة

وأبثكم عَبَــقَ الجـــــــدودِ مُنَمّــــقــــا مُســـتنْــــــشِرا

كـوني سفــيرةَ شعبِنـــــــا مـتواضعـا متفاخـــــــــــرا

ا. المنشتح درار علي

مدرسة الوطية الخاصة