تدشين الموقع الإلكتروني لمواقع التراث العماني المسجلة في اليونسكو

    • تدشين الموقع الإلكتروني لمواقع التراث العماني المسجلة في اليونسكو

      عُمان:*دشن صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة أمس الموقع الإلكتروني لمواقع التراث العمانية المسجلة في قائمة التراث العالمي بمكتب معالي مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية.

      ويوثق الموقع بالكلمة والصورة للمواقع التراثية العالمية في السلطنة، الأمر الذي اعتبره الحضور مشروعا حضاريا يتبناه مكتب معالي المستشار.



      خور روري جوا


      حضر حفل التدشين معالي السيد علي بن حمود البوسعيدي وزير ديوان البلاط السلطاني ومعالي عبد العزيز بن محمد الرواس مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية ومعالي الشيخ عبدالله ابن سالم الرواس وزير البلديات الإقليمية وموارد المياه.

      وقال صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة إن الاكتشافات الأثرية التي اطلعنا عليها تثلج الصدر مؤكدا أن السلطنة ماضية في التنقيبات الجديدة والتي تعكس مكانة السلطنة التاريخية والثقافية العريقة.



      البليد


      وأشاد سموه بعيد حفل التدشين بالجهود التي يقوم بها مكتب مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية والدور الكبير الذي يقوم به في مجال المواقع الأثرية المختلفة وهو دور مكمل لما تشهده السلطنة من الحفاظ على المواقع التاريخية والأثرية مشيرا سموه إلى أن ما تم الإعلان عنه من مكتشفات أثرية عمانية يبشر بحقبة جديدة للاكتشافات الأثرية في محافظة ظفار وهي آثار مهمة كانت مفقودة في الماضي وانه باستمرار عمل الخبراء في التنقيب عن هذه الآثار ستتضح معالمها يوما بعد يوم وسيقوم مكتب معالي المستشار بتسجيلها في سجل التراث العالمي وهذا شيء جيد يضاف إلى السجلات الأخرى التي تم تسجيلها.



      البليد جوا


      وردا على سؤال حول دور هذه المواقع في تنشيط الجوانب السياحية قال سموه انه قبل أن تكون هذه المواقع سياحية فإنها تعد معالم ثقافية تاريخية أثرية لتاريخ السلطنة والواجب الكشف عنها وتوثيقها وتسجيلها كمعالم أثرية وإن هذه المواقع تدل على مكانة السلطنة التاريخية عبر الزمن والتي تمتد إلى ما قبل الإسلام وبعده موضحا أن السلطنة مستمرة في توثيق هذه المواقع وفق ما يتم اكتشافه يوما بعد آخر.

      وفيما إذا كانت ثمة مواقع أخرى في طريقها إلى التسجيل في لائحة التراث العالمي قال سموه «يتوقف الأمر في المقام الأول على أهمية تلك المواقع وهناك طائلة من الاشتراطات لا بد أن تكون موجودة في المواقع المراد تسجيلها ونحن حريصون قبل العمل على تقديمها أن تكون مستوفية لتلك الشروط وأن تأخذ حقها من الحفاظ والصيانة».

      *




      مكتشفات خور روري وسلوت


      وقدمت البروفيسورة الييسندرا افنزيني رئيسة البعثة الإيطالية الأثرية التي تعمل في موقع سلوت بالمنطقة الداخلية وخور روري/ سمهرم في محافظة ظفار بيانا عما أنجزته البعثة وعن آفاق العمل في الموقعين الأثريين. كما قدم البروفيسور يوري زارنس استشاري الآثار بمكتب معالي مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية عرضا عن الاكتشافات الأثرية الجديدة في موقع البليد الأثري بولاية صلالة.



      مكتشفات خور روري


      وشاهد صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد والحضور عرضا للموقع الإلكتروني لمواقع التراث العمانية المسجلة في قائمة التراث العالمي الذي يضم المواقع الأثرية والتراثية في السلطنة منها متحف ارض اللبان والأفلاج في عمان ومقابر بات والخطم والعين وقلعة بهلا. وفي نهاية الحفل تجول سموه والحضور في معرض للصور يضم صورا للعديد من المواقع الأثرية بالسلطنة والتي يجري العمل بها حاليا.

      سلوت من الأسطورة إلى الانبعاث

      وتحدثت البروفيسورة الييسندرا افنزيني رئيسة البعثة الإيطالية عن موقع سلوت الواقع في بسيا في وادي بهلا والتي ترجع آثاره إلى بدايات العصر البرونزي. وقالت رئيسة البعثة الإيطالية أن منطقة سلوت مسحت بواسطة عدد من البعثات العلمية المختلفة منذ سبعينات القرن الماضي كما أن فريقا من جامعة برمنجهام ينفذ حاليا مشروعا في الموقع.

      وأكدت الييسندرا أن الملامح الأثرية والجمالية بدأت تتضح بشكل كبير في سلوت عنها كما كانت في بداية التنقيب عام 2004. مشيرة أنه ومنذ بدء المشروع تم تنفيذ أعمال الترميم للجدران الحجرية (مثل البرج الخارجي للمدينة) بالتزامن مع أعمال التنقيب.

      وتذكر الأساطير الكثيرة عن مدينة سلوت منها زيارة النبي سليمان عليه السلام محمولا على الرياح وقصة الصقر الساكن الوحيد لموقع سلّوت وإنشاء أول فلج ومعركة مالك بن فهم التاريخية مع الفرس (البارثيين) إلا أن الأساطير دائما ما تستند على مراجع تاريخية رغم ما يطالها من تغيير نتيجة الروايات الشفوية.

      وقالت رئيسة البعثة الإيطالية إن هضبة سلّوت الصغيرة تكشف عن وجود ثلاث مراحل لاستيطان الموقع، أولها عبارة عن الاستيطان من العصر البرونزي والذي يرجع تاريخه إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، ومن ثم تبعته مرحلتين من البناء (امتدتا تقريبا طوال فترة العصر الحديدي) من النصف الثاني للألفية الثانية قبل الميلاد وحتى منتصف الألفية الأولى قبل الميلاد وأخيرا مرحلة الاستيطان من العصور الوسطى (الإسلامية) والتي امتدت من القرن الثاني عشر الميلادي وحتى بضع أجيال مضت.

      وخلال العصر البرونزي المبكر كان موقع سلّوت مرتبطا بأبراج ضخمة تم بناؤها في السهل، وقد كشفت بعثة جامعة هارفارد عن هذه الأبراج كما أن بعثة جامعة برمنجهام البريطانية تقوم حاليا بتنفيذ أعمال تنقيب بها.

      بقايا آدمية والحريق الكبير

      وتم الكشف عن مدفن دائري مبني من الحجارة من العصر البرونزي كما تم العثور على بقايا آدمية مرتبطتين بهذا المدفن بالإضافة إلى عدد من البقايا الأثرية المهمة أغلبها مواد لطقوس جنائزية، وقد كانت هذه البقايا متناثرة بالقرب من المدفن، ومن ضمن هذه البقايا رأس صولجان حجري ودبوس برونزي وعدد من الخرز الحجرية والصدفية من مختلف الأحجام.



      موقع سلوت


      وحسب رئيسة البعثة الإيطالية فإن العصر الحديدي في سلّوت بدأ في القرن الرابع عشر قبل الميلاد واستمر حتى القرنين الرابع والخامس قبل الميلاد.

      وتوجد مرحلتين مميزتين للبناء من العصر الحديدي، أقدمها في بعض المباني بقمة الهضبة. كما أن أحد هذه المباني يرتبط بأجزاء من الجدار الخارجي خصوصا البرج الذي يطل من الجانب الجنوبي الشرقي للموقع.

      ويوجد في الموقع آثار قوية للاحتراق على واجهات الجدران والطبقات الغنية بالمواد المحترقة ما يدل على نهاية كارثية دمرت جزءا كبيرا من المرحلة الأولى من الاستيطان للموقع. كما أن العثور على عدد كبير من رؤوس السهام يدل على أن سبب الحريق الذي أصاب الموقع قد يكون نتيجة أحداث عسكرية.

      ويعد موقع سلوت من الناحية المعمارية فريدا من نوعه بالمقارنة مع المواقع الأثرية الأخرى التي تم التنقيب عنها في شبه الجزيرة العُمانية حيث لا توجد أية أدلة على وجود مستوطنة بنظام يمكن مقارنته بموقع سلّوت كما أن جدران المدينة الحالية لا مثيل لها في أي موقع أثري «محصن» معروف حتى اليوم.

      ومن أحدث المواد الأثرية التي تم استخراجها: الختم الذي يشير إلى وجود نظام إداري قديم في سلّوت، والقطع الحجرية الكاملة وجزء من مبخرة لحرق اللبان.

      «روري» حكاية عمرها 24 قرنا

      بعد ذلك تحدثت رئيسة البعثة الإيطالية عن موقع خور روري «سمهرم» مؤكدة أن اطلال المدينة تكتشف لأول مرة نهاية القرن التاسع عشر. وأكدت نتائج البعثة الإيطالية أن سمهرم تأسست في القرن الثالث قبل الميلاد. وبدأت أعمال الترميم في سمهرم عام 2004.

      وأكدت رئيسة البعثة الإيطالية إن سمهرم كانت مدينة ذات مساحة صغيرة لا تتعدى الهكتار الواحد ولكن الكثافة السكانية بها كانت عالية، إلا أنها إلى ضواحي مختلفة: كالمنطقة السكنية وبها مبنى ضخم لحماية البئر ومنطقة تخزين البضائع التجارية في المخازن ومنطقة المعبد. وتقع المنطقة السكنية بالقرب من مدخل المدينة، والمدخل في مجمع البوابة ضيق ومتعرج. وخلال فترة استيطان المدينة والبالغة ثمانية قرون شهدت المدينة مراحل مختلفة من البناء، فعلى سبيل المثال يمكن تحديد مرحلتين مختلفتين جدا من البناء في المنطقة المحيطة بالبئر وحدها.

      في القرن الخامس الميلادي قام السكان بهجر المدينة تدريجيا وفي مثل هذه الحالات لا يتأمل الأثريون اكتشاف قطعا أثرية مهمة أو ذا قيمة عالية حيث لا بد بأن السكان قد أخذوا كل شيء معهم أثناء هجرهم للمدينة.

      ودلت القطع الأثرية الكثيرة التي تم العثور عليها في سمهرم على مستوى ثراء المدينة وكم كانت السلع متوفرة فيها بكثرة لدرجة أن السكان الذين هجروا الموقع أخيرا لم يتمكنوا من حمل كل شيء معهم.

      بالإضافة إلى المعبد الرئيسي في المدينة عثرت البعثة الإيطالية مؤخرا على ضريح صغير بالقرب من المبنى التذكاري وتم العثور فيه على عدد من المباخر الجملية وأكثرها إثارة للاهتمام.

      وخلال موسم الحفريات الجاري يتم حاليا تركيز الحفريات الأثرية جنوب المبنى التذكاري والتي من المرجح أن تكون المحلات التجارية قد شغلت الزاوية الشرقية منها. وبعض الغرف بين المتاجر والضريح كانت كليا مغطاة بطبقة من الجص، وتم العثور على عدة مغاسل (أحواض صغيرة) في عدد منها، والتي يعتقد على أن هذا يمثل أول دليل في شبه الجزيرة العربية على وجود «الحمامات العامة».

      وتشير نتائج الدراسات على الفخار الهندي إلى أن الطرق التجارية البحرية بين الهند وشبه الجزيرة العربية تغيرت مع مرور الوقت - من سمهرم إلى جنوب الهند قبل الميلاد وبعدها إلى الإقليم الشمالي-الغربي خلال العصور الرومانية. وتم العثور على عدد كبير من المواد التي ترجع إلى منطقة حوض البحر المتوسط مثل المزهريات والجرار ذات الفوهة الواسعة.

      البليد .. حضارة تخرج من تحت الرمال

      كما قدم البروفيسور يوري زارنس استشاري الآثار بمكتب معالي مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية عرضا عن الاكتشافات الأثرية الجديدة في موقع البليد. وأشار يوري أنه تم تنفيذ حفريات أثرية تهدف إلى رسم صورة أوضح عن المجمع ككل وذلك في الفترة من سبتمبر عام 2009 حتى الشهر الجاري. وتم حتى الآن تحديد حوالي 12 جزءا مميزا من المجمع .

      وكان الموقع مغطى بطبقة من الرمال يتراوح سمكها ما بين 2-3 أمتار . وبدءا بالجانب الشرقي، تم التنقيب عن البوابة في عام 1952م، وعندما تم تنفيذ أعمال التنقيب في سبتمبر عام 2009 لم يكن من الممكن رؤية سوى عدد بسيط من الخصائص المعمارية لها، أما بعد أعمال التنقيب فقد أصبح واضحا بأن البوابة في الواقع جزء من سور المدينة الكبير المجاور لها والذي يحيط بفناء كبير ومنبسط يمتد من الشمال إلى الغرب. ويحيط بالمجمع بأكمله سور مدينة ضخم وثلاثة أبراج، بعدما هجر السكان المدينة أصبحت هذه المنطقة مساحة رئيسية تستخدم كمقبرة صغيرة.

      أما في جهة الغرب من هذه المنطقة فيوجد سد صغير وبوابة صغيرة للتحكم في تدفق المياه العذبة من نبع الماء القريب.

      ويضيف البروفيسور يوري زارنس أن جدار المدينة يمتد من الجنوب من البوابة الشرقية حتى أحد الأبراج الرئيسية الذي يمتد بدوره غربا حتى يصل لجدار بحري ضخم جدا يصل طوله لحوالي 40 مترا وعرضه 10 أمتار مشيرا أن الجدار بني من حجارة تم قصها لتتناسب مع بعضها البعض مع وجود أعمدة خشبية كبيرة تعمل على دعم جدار المدينة من الجهتين، ويبدو بأن هذه الأعمدة هي بقايا لمرفأ كان يستخدم لتحميل البضائع.

      11 برجا تصيخ السمع

      لوشوشة البحر

      و تم العثور في قاعدة الجدار البحري على حفر تصريف منتظمة مصممة للتخفيف من ضغط الماء بينما توجد في أقصى النهاية الجنوبية منه أساسات من الحجارة الضخمة بالإضافة إلى أعمدة خشبية أيضا بحالة جيدة كانت تستخدم على الأغلب لتدعيم جانبي المرفأ المطل على البحر.

      ويضيف متحدثا عن الموقع توجد بوابة ذات مدخل معقوف على شكل فأس على بعد حوالي 600 متر نحو الغرب على طول الجدار البحري.

      وحتى اليوم أسفرت أعمال التنقيب في الجهة الغربية من الجدار البحري الثاني بالكشف عن 10 -11 برجا. وسيتم التوصل إلى المزيد من المعلومات حول جدار المدينة والأبراج الإضافية والمباني الأخرى بعد الانتهاء من أعمال التنقيب في البوابة الجنوبية - الغربية التي تم حفريات فيها في عام 2008.

      ويؤكد استشاري الآثار بمكتب معالي مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية أن نتائج أعمال التنقيب التي تم تنفيذها تكشف بأن المجمع تم هجره بحلول 1300م نظرا لكون قطع السيراميك من العصور الوسطى التي تم العثور عليها في الجزء الغربي من الموقع غير معروفة هنا إلا أنه أكد أن أصل المجمع وتاريخ بنائه الرسمي غير واضح جدا. ولقد تم العثور في المنطقة على مستوطنات غير مكتملة العناصر تعود للعصر البرونزي المبكر والعصر الحديدي، مما يشير إلى وجود استيطان مبكر في الفترة بين 2500 عام قبل الميلاد و عام 250 ميلادي.


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions