من حسن إسلام المرء

    • من حسن إسلام المرء

      بسم الله الرحمن الرحيم
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      عن أنس رضي الله عنه أن النبي قال :
      «لا يستقيم إيمان عبدٍ حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه»المسند
      وفي «الصحيحين» أن النبي قال :
      «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت»
      وقال عز وجل : ( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) ق
      إن الترفع عن الخوض فيما لا يعني لمن تمام العقل، كما أنه يورث نور القلوب والبصائر، ويثمر راحة البال، وهدأة النفس، وصفاء الضمير مع توفيق الله تعالى للعبد، إنها طهارة الروح وسلامة الصدر
      إن الاشتغال بما لا يعني ينتج قلة التوفيق وفساد الرأي،
      وخفاء الحق، وفساد القلب، وإضاعة الوقت، وحرمان العلم، وضيق الصدر، وقسوة القلب،
      وطول الهمّ والغمّ وكَسَف البال، ومحق البركة في الرزق والعمر،
      وإن أعظم الربح في الدنيا أن تشغل نفسك كلّ وقت بما هو أَوْلى بها وأنفع لها في معادها
      وقد كان السلف رحمهم الله يكرهون الخوض فيما لا يعني،
      ويمنعون أحدًا أن يغتاب أحدًا في مجالسهم،
      حرصًا على سلامة صدورهم، وصيانة لأعمالهم
      إن الحديث عن الآخرين وتتبع سقطاتهم وإشاعتها،
      والفرح بها لمِن أقبح المعاصي أثرًا وأكثرها إثمًا،
      ولا يموت مقترفها حتى يُبتلى:
      «كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه»رواه مسلم
      فكيف إذا كانت مسائل هوى،
      ونزاع طيش على هوى وحبَّ غلبة ورغبة استعلاء،
      وإرادة خفضٍ للآخرين؟
      وقد استدل على ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم: {من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ،وهذا الحديث المشهور رواه الترمذي ، وهو حديث صحيح بشواهده .
      حتى قيل: إن هذا الحديث من جوامع الكلم، وهو كذلك؛ لأن الإنسان إذا أخذ بهذا الحديث النافع الجامع الشامل وطبقه في حياته، وجد الخير الكثير،
      ونذكرمصداقاً لهذا الحديث قول الله تعالى:
      يَا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ [المائدة:101].
      ولَعَلّ القصة التي نزلت هذه الآية من أجلها معلومة،
      ففي البخاري وفي غيره: أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الصحابة الكرام طالباً منهم أن يسألوه، فمن كان لديه أمر فليسأل، فقام أحد الصحابة وهو عبد الله بن حذافةالسهمي ، وقال: { يا رسول الله! من أبي؟ قال أبوك حذافة ، فعاد عبد الله بن حذافةإلى أمه، فعنفته تعنيفاً شديداً، وقالت: ما رأيت أعق منك! إنا كنا في جاهلية، أرأيت لو قارفت ما قارف أهل الجاهلية، أتفضحني على رؤوس الملأ؟!
      وفي بعض الروايات: {أن رجلين قال أحدهم: يا رسول الله! من أبي؟ قال: أبوك سالم مولى شيبة، وقال الآخر: يا رسول الله! من أبي؟ قال: أبوك حذافة ، ثم تألم وغضب غضباً شديداً، حتى قام عمروقال: رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً، حتى سكن غضبه صلى الله عليه وسلم وألمه .
      فكان ينبغي في مثل هذا الموقف أن يسأل الرسول عن أمر ينفع الناس، فهو لا يأتي إلا بخير صلى الله عليه وسلم، فكان الأولى أن يُفتَح باب من أبواب الخير للمسلمين، ولكنه سئل عن شيء آخر فقيل له: من أبي؟فصحح له رسول الله صلى الله عليه وسلم نسبه، فما الذي استفاد هو أو غيره من هذاالسؤال. فهذا في الحقيقة مما لا يعني الإنسان،
      وقد قال الرسول عليه السلام:
      من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ،
      فلا يسأل الإنسان عن أمر لا ينفعه أو لا يعنيه، والعمر أقل وأضيق من أن يشتغل أحد فيه بما لايعنيه،
      وقد قال بعض السلف كلمة عظيمة تدل على فقههم -رضي الله عنهم- واهتمامهم بأمردينهم،
      قال: "علامة إعراض الله سبحانه وتعالى عن العبد أن يشغله بما لا يعنيه"،فإذا أردت أن تعرف هل الله معرض عن إنسان أم هو من أوليائه ومن أصفيائه؛ فانظربماذا يشتغل هذا الإنسان، فإن كان يشتغل بما لا يعنيه، فاعرف أن الله معرض عنه،
      فماذا نقول في واقعنا الآن؟!
      - كم من إنسان مشغول بتتبع أخبارالكرة ليل نهار! يتتبع أخبارالمباريات من أولها إلى آخرها.. فقد شغله الله بما لا يعنيه، مع العلم انه لايمارس اللعب
      - وكم من إنسان شغل بتتبع الأخبار التجارية وليس له رأس مال ولا تجارة! يريد أن يعرف الدولار والجنيه،وقيمة كل واحد منهما شغله الله بما لا يعنيه ولا يعرف قيمة الحسنات وهل هي بعشرة أمثالها إلى........ ويضاعف الله لمن يشاء
      - وكم من إنسان مشغول بالحديث عن الناس وتتبع أخبارهم.. شغله الله بما لا يعنيه، ولو أنه ذكر الله وسبح واستغفر، وعمل لدنياه بما ينفعه وينفع أهله وأبناءه، لكان له في ذلك خير كثير.
      لكن إذا أحب الله عبداً وفقه للخير.. لحلقات العلم، ولمجالس الذكر، ولقراءة القرآن والسنة،وللعمل بالحق، وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهؤلاء هم الصفوة وهم الخيرة من هذه الأمة، جعلنا الله منهم.
      إذاً: من حسن إسلام المرءتركه ما لا يعنيه،إذا كان هذا في مقام التأدب مع رسول الله، أو مع العلماء،أو مع طلبة العلم،
      فما بالكم بهذا التأدب مع مقام الألوهية؟!
      فإذا قال أحد: كيف يعذب الله على هذا الذنب وهو الذي كتبه وقدره كما هو معروف في باب القدر؟!
      فيكون بذلك قد وقع في غاية الإساءة وفي غاية الاعتراض على الله سبحانه وتعالى الذي يظهرمنه عدم الامتثال وعدم العبودية له سبحانه وتعالى، حتى وإن كان فيما لا يعني، وهذاواقع كثيرٍ من الناس، فمثلاً يقول أحدهم: رجل في جزيرة لم تبلغه دعوة الإسلام، فكيف يعذبه الله؟!
      ويأتي أحدهم ويجيبه! فهذا قد سأل عما لا يعنيه، والآخر أجاب بغير علم وبما لا يعنيه.
      نماذج مما لا يعني المسلم عموماً فى امر دينه او دنياه
      - التفكير فى ذات الله بشكل لا يليق والابحار والسؤال عن ذلك أو الخوض في مسائل القضاء والقدر مـثـلاً ، وقد قال عليه الصلاة والسلام: "إذا ذكر القدر فأمسكوا"..
      - السؤال عن افعال الرسول والصحابة والتشكيك فيها
      - أنواع اللهو واللعب التي تصد عن ذكر الله .
      - كثير من الهوايات المضيعة للوقت والمال ، كجمع التحف النادرة وجمع الطوابع
      -القراءات الفارغة: فيقرأ ولا يميز بين الغث والسمين ، والضار والنافع ،
      -الاغانى والافلام والمسلسلات وما شابه
      - التدخـــل في خصوصيات الآخرين وشؤونهم مما لا يصادم الشريعة الإسلامية وليس مجالاً للأمر بالمـعــروف والـنـهـي عـن المنكر سلبية عمت الكثيرين وهي نابعة من غريزة الفضول وحب الاستطلاع.
      -- محـاولــة معـرفـة الأخبار الخاصة عن طريق الأسئلة الملحة المزعجة المتكررة، مـن أيـن جئت؟ وإلى أين ستذهب؟ ومن كان عندك في البيت؟... الخ.
      - التدخل المزعج بفرض الرأي على الشخص الأخر في الأمور العائدة إلى الذوق المباح،كطريقة ترتيب أثاث المنزل وألوان السلع المشتراة ونحو ذلك.
      -الـتـجـسـس بأنواعه وهو أخطرها ، وورد النهي المقتضي للتحريم عن جميع أنواع ووسائل التجسس عـلـى المسلم بكلمة واحدة من كتاب الله ((وَلاَ تَجَسَّسُوا)) كنهي الرجل أن ينظر في كتاب أخيه إلا بإذنه.
      هذا والحمد لله الذي بفضله تتم الصالحات وصلى الله وبارك على المبعوث هداية للعالمين ووفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى وجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .اللهم ......آمين
    • موضوع رائع جدا
      تسلم يمناك
      وفقك الله وجزاك الجنه اللهم امين
      °ˆ~*¤§§¤*~ˆ°سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته°ˆ~*¤§§¤*~ˆ°
    • عطور الشوق كتب:

      موضوع رائع جدا
      تسلم يمناك
      وفقك الله وجزاك الجنه اللهم امين



      اشكرك للتواجد وتسجيل التعليق وأسال العلي القدير ان يديم وجودك في متصفحي
    • زهر مكة كتب:

      وفقت أخي لما تنتقيه من مواضيع

      نافعة وشيقة

      بارك الله فيك وفي جهدك
      .


      ااشكرك للتواجد وتسجيل التعليق وأسال العلي القدير ان يديم وجودك في متصفحي وأسأل الله ان يجعل أعمالنا خالصة لوجهه اللهم آمين