د. القنيبط ومواقف غير أكاديمية مع جامعته

    • د. القنيبط ومواقف غير أكاديمية مع جامعته

      د. ناصر بن صالح الزايد



      في لقاء على قناة الحرة في برنامج (حديث الخليج)، للمحاور البارع الدكتور سليمان الهتلان، طالعنا الدكتور محمد القنيبط بحوار مثير - كعادته -، ولكن هذه المرة تطرَّق إلى جامعتنا جامعة الملك سعود. والدكتور محمد القنيبط متحدث لبق، يحب الجميع الإصغاء إلى حديثه المرتب وأفكاره العميقة، وتحليلاته الدقيقة. وقد كنت أتابع مقالاته في مجلة اليمامة بشغف شديد، حتى أني كنت أحرص على شراء العدد كل أسبوع، وأكاد في معظم الأحيان لا أقرأ إلا مقالة الدكتور محمد الشهيرة تحت عنوان (أكاديميات). وأعترف بأني مدمن للإصغاء إلى أحاديثه في القنوات الفضائية؛ بسبب ما يبدو من صدقه، وعمق فكره ونضوجه، وتميزه على كثير من الطروحات التي نسمعها هنا وهناك. ولعل هذا جزء من اهتمامي بالموضوع؛ حيث إن الدكتور محمد ليس أي شخص، بحيث ينظر إلى آرائه التي طرحها من خلال البرنامج المشار إليه على أنها حديث عابر، يمر بسرعة مرور هذا الزمان، وإنما في ظني أن لحديث الدكتور وزنا وأهمية لا يمكن إغفالهما.

      الجزء الذي يهمني من حديثه هو فقط ما يتعلق بجامعة الملك سعود. ولعلي أتطرق إلى النقاط نفسها التي ذكرها سعادة الدكتور محمد، أو بعضها على الأقل؛ بصفة وجود علاقة بيني وبينها. وربما أن أكثر ما وقف له شعر الدكتور محمد هو الأرقام التي كسرتها الجامعة، فتقدمت بسرعة البرق إلى المراكز الأمامية. ولعلي أتحدث عن واحد فقط من هذه الأرقام؛ لأني ربما شاركت في صنعه من خلال ما أسند إلي من مهام لها علاقة. وهذا بحد ذاته مؤشر على غيره من الأرقام.

      عندما تعين معالي الدكتور العثمان كان ترتيب الجامعة بحسب التصنيف الإسباني (ويب أو متركس) يتجاوز 3000، وهو مؤلم للمجتمع قبل الجامعة؛ حيث كثر الحديث في ذلك الوقت حول الموضوع، وربما هذا ما دفع مدير الجامعة لقلب الصورة تماما لصالح الجامعة. وبالطبع فهذا المقياس يعكس كمية المعلومات ذات الأهمية التي تقع تحت موقع الجامعة على الشبكة، وليست له علاقة بأداء الجامعة بشكل عام. فقام معاليه بالإشراف المباشر على هذا الموضوع، الذي أوصلها فعلا إلى أقل من 200 في التصنيف نفسه. النتيجة التي أمامنا حاليا:

      1- مئات الألوف من الصفحات والوثائق الحقيقية التي كان المجتمع بأمسّ الحاجة إليها.

      2- معلومات كاملة وشاملة عن جميع أقسام الجامعة؛ حيث لا يحتاج الشخص إلا لزيارة الفرع المطلوب من موقع الجامعة ليجد كل ما يريد.

      3- سير ذاتية وصفحات شخصية لجميع أعضاء الجامعة تحت تصرف كل من يرغب.

      4- تواصل كامل مع المجتمع في القبول والتسجيل والنتائج.

      5- شفافية كاملة من خلال إعلان كل شيء من خلال المواقع؛ ما ساعد على مزيد من الإنتاجية.

      6- كميات كبيرة من الوثائق العلمية مثل الرسائل العلمية، والبحوث، والمشاريع البحثية.

      7- كميات ثرة من النتائج في محركات بحث مثل قوقل وغيره، سدت ثغرة هائلة؛ فقد كانت حكرا على المواقع الأجنبية.

      فهل كل هذه المكاسب تعد في نظر دكتور القنيبط مجرد هالة إعلامية وسباق أرقام؟..

      وعندما أذكر مثالا آخر ذكره القنيبط في حديثه؛ حيث ذكر أن الجامعة تتعاقد مع باحثين بغرض النشر فقط مقابل مائة ألف ريال. وحيث إنني أيضا لي علاقة مباشرة بالموضوع من خلال توقيع اتفاقية مع أحد هؤلاء الزوار فدعني يا سعادة الدكتور محمد أوضح لك الصورة من الداخل؛ فقد قام الأستاذ بزيارة القسم، وألقى عدة محاضرات قيمة جدا، وشارك في حل معضلات علمية كثيرة، وتم الاتفاق معه على المشاركة في الإشراف على عدد من طلبة الدراسات العليا، وتم الاتفاق معه من خلال فريق علمي كامل من الطرفين على إنجاز بحث علمي متميز؛ فيقوم هو من خلال فريقه في أوروبا بعمل المواد المطلوبة ثم إرسالها إلينا بغرض عمل القياسات والدراسات ثم مناقشة النتائج ونشر البحوث العلمية المشتركة، وفي المرحلة الثانية نقل التقنية والتجهيزات بكاملها إلى القسم في الجامعة تحت إشرافه، كما تم الاتفاق على الدخول في مشروع استراتيجي تحت برنامج التوأمة، ما زال تحت التأسيس، ثمرته منتج صناعي تم تحديد صفاته بالكامل، وتم الحديث عن المراحل التالية له، ووضعت النقاط الأولى في إمكانية الإشراف المشترك على الطلبة؛ ما يوجد حلا للدراسات العليا لدى البنات خاصة، كما تم الاتفاق على بحوث مشتركه يدخل فيها باحثون من اليابان عن طريق مجموعة هذا الباحث نفسها.

      فبالله عليك يا دكتور محمد هل كل هذا هالة إعلامية وسباق للأرقام الوهمية؟ ومن الذي كسب؟ الذي أخذ بضعة ريالات يصرفها على بناطيل الجينز، أم الجامعة التي كسبت الكثير؟ إن حق معالي مدير الجامعة أن نجزل الشكر له ولأذرعه القوية من خلال البرامج المختلفة التي صارت سمة من سمات الجامعة؟ ولنفترض جدلا أن مثل هؤلاء الباحثين هم مجرد بائعي هوى (علمي) وأن الجامعة طوعتهم وأحضرتهم لنا في داخل الجامعة؛ حيث نتصرف بهم بجهاز الريموت! كل هذا مقابل مكافأة لا تذكر مقابل النتائج المهمة، لنفترض أن هذا هو واقعهم، ما الذي يضرنا أن نستفيد منهم الفوائد التي ذكرتُ طرفا منها؟

      باعتقادي أن إدارة الجامعة تقوم بأعمال تستحق منا الوقوف معجبين ومدهوشين، ولن يأتي اليوم الذي نقول فيه - منصفين - إن الجامعة فشلت؛ لأن الذي قد يفشل بالفعل هم أعضاء الجامعة ومنسوبوها عندما تفوتهم هذه البيئة الخصبة التي وفرتها لهم بقيادة رجلها الأول معالي المدير، وبكل صراحة لو عادت الجامعة للتقهقر، بسبب الضغوط الإعلامية المضادة، أو بسبب غياب شخصيات مهمة فيها، أو من خارجها، فهذا فشل لنا جميعا؛ لأن عاما واحدا من الفرص الكبرى المتاحة يكفي لصناعة تغييرات جوهرية، فكيف عندما تلاحقنا الفرص، الفرص الحقيقة لسنوات عدة ونحن نكتفي بالاستهزاء والسخرية! أعتقد أن هذه مشكلتنا نحن، وليست مشكلة الجامعة.

      الدكتور القنيبط يكرِّر كثيرا أن الجامعة تكذب، وأن المعلومات التي تنشر في الصحافة عن الجامعة كلها كذب، ومع قسوة هذه الكلمات وألمها العميق إلا أنني أعتقد أن هذا متناقض مع أكاديميات القنيبط التي ما زلت أحتفظ بها؛ فالعمل الأكاديمي ينظر للمشكلة من جميع النواحي. أعلم أن هناك معلومات مغلوطة موجودة حاليا على مواقع الجامعة المختلفة، ومعلومات قديمة جدا، وأخطاء لا يخلو منها العمل البشري، لكن الشيء الذي أنا متأكد منه أن جدول معالي المدير لا يسمح له بقراءة ومتابعة كل ما يكتب؛ ما يسمح بفرصة كبيرة لوجود أخطاء، وربما لبقائها فترة طويلة من الزمن، في بعض الأحيان بسبب الترجمة، ولدي أمثلة لن أذكرها الآن؛ فقد يكون الخبر في الأصل إنجليزيا وأثناء الترجمة تذكر عبارات غير مطابقة، والعكس؛ ما حدا بإدارة البوابة الإلكترونية أخيرا أن وضعت موقعا خاصا يُعنى فقط بالتدقيق في الترجمة لهذه الأسباب.

      وبسبب نشاطات الجامعة التي تتعارض أحيانا في الوقت والمكان بسبب كثرتها فمن الطبيعي أن يخرج إعلان أو توضع كلمة، أو عبارة في موقع ما، وتكون غير دقيقة؛ لأن العاقل إذا حُدِّث بحديث لا يعقل فصدق فلا عقل له، فمن غير الممكن أن تعلن الجامعة مثلا أن مشروعا ما يشرف عليه فائز بجائزة نوبل وهي تعلم أن هذا كذب؟ هذا أمر لا يقبله أحد في الجامعة، ابتداء من المراسلين! وانتهاء بالأساتذة! فلم يبق إلا أنه مجرد خطأ بشري، وعدم الاعتذار منه ليس إلا لأنه ليس قضية القضايا في جامعة تسابق الزمن لأعمال أكبر وأهم. ولكن أن يبحث زملاؤنا الكُتّاب أو من منسوبي الجامعة عن مثل هذا الخطأ ويعلقون آمالهم في تحقيق شيء ما ضد الجامعة بسببه فهذا هو الذي يلفت النظر ولا نجد له تفسيرا إلا أنه رفض للتغيير، وحب للبقاء في الزوايا المجهولة.

      والعجيب أن إعلان الجامعة الموجود في موقعها الذي ما زال يحمل التاريخ الأصلي (31 أكتوبر 2008) بحسب قوقل، يقول العبارة الآتية: «وتضمن حفل التدشين محاضرة علمية ألقاها أستاذ الكرسي البروفيسور زيكاي سين الأستاذ في جامعة إسطنبول التقنية بتركيا رئيس الجمعية التركية للمياه العضو في منظمة ipcc الدولية الحائزة جائزة نوبل عام 2007م». (kett.ksu.edu.sa/news/view/430) فالحائز الجائزة هو المنظمة وليس البروفيسور، وهذا فوز حقيقي للمنظمة، وهو معروف ومعلن في موقع الجائزة. ولكن بتتبع الأخبار المتعلقة بالموضوع في الصحافة نجد أنه ورد في مواقع عدة أخطاء في النقل وقعت بسبب الخلط بين كون العالم ينتمي لمنظمة فازت بجائزة نوبل مع اعتقاد أنه هو الفائز بالجائزة. ولعل هذا بحد ذاته دليل على أن الدكتور لا يدقق في معلوماته كما تمليه عليه الأكاديميات! وربما وقع في غلط بعض الصحف التي نقلت الخبر مغلوطاً في ذلك الوقت، غير أن صحيفة الاقتصادية الإلكترونية أوردته بالشكل الصحيح كما في خبر الجامعة المذكور أعلاه (aleqt.com/2008/11/02/article_161523.html)، كما ورد الخبر بشكل صحيح في بعض الصحف السعودية الأخرى، وعلى الباحث أن يراجع الصحف في ذلك التاريخ، وبشكل عام معظم الصحف أوردت الخبر بتاريخ 4 ذو القعدة 1429 بشكل صحيح، في حين ورد بتاريخ 23 شوال من العام نفسه بشكل خاطئ، والموضوع واضح ولا ينبغي التوقف عنده أكثر من ذلك.

      فإذن لم يكذب أحد أمام أحد يا دكتور محمد.. المسألة (لخبطة) صحفية، ليست جديدة، ولا يمكن تعديل جميع الأخبار التي وردت في الصحافة وطبعت وانتهت كما طالبت.

      وبالرجوع لموضوع الكذب أمام الملك بحسب سياق حديث الدكتور القنيبط؛ حيث يذكر أن رئيس المجلس العلمي العالمي لمعهد الملك عبدالله لتقنية النانو (هانش)، مع مدير الجامعة وغيره، قد كذبوا أمام الملك؛ فبصراحة أمر محير جدا؛ فكل ما يعنيه الدكتور هو كلام هانش الذي توقع في هذا الخبر (news.edu.sa/news/130/ARTICLE/1346/2009-03-10.html) أن تصل مدخولات منتجات النانو التي يشرف عليها المعهد إلى ثلاثة آلاف مليار دولار بحلول 2015م، وواضح جدا أن هناك خطأ من قبل المترجم؛ حيث قصد هانش أن أنتاج التقنية (دوليا) سوف يصل ذلك الرقم وليس إنتاج المعهد، والفرق واضح، والخبر ورد مشابها في موقع أجنبي في التاريخ نفسه تقريبا، وبالتوقعات نفسها، ولكن بالإنجليزية industryweek.com/articles/nano…5_16884.aspx?SectionID=35

      وهذا ما أكده (فعلا) معالي المدير في حديثه للصحافة بحسب الروابط:

      gulfinthemedia.com/index.php?m…09_03الجزيرةPHPSESSID=062

      srref.com/news.php?action=showالجزيرةid=823

      alarab.co.uk/previouspages/Ala…ily/2009/03/11-03/p08.pdf

      حيث تحدث عن الإنتاج العالمي، ولم يشر إطلاقا لإنتاج المعهد فقط. فلا أدري كيف يصل دكتور القنيبط إلى هذه الاستنتاجات؟ اللهم إلا أن تكون بعض الصحف قد أخطأت في النقل ليس إلا.

      فهل تلاحظ يا دكتور محمد أنك تسرعت في إلقاء عبارات العيار الثقيل، دون استخدام أسلوبك المعهود في التأني (والأكاديمية)؟ ولا أريد التحدث عن فرضيات؛ حيث إن خبرة وأكاديمية القنيبط تجعلني أستبعد وقوعه في مثل هذا الخطأ، كما أن اتهامه بالإضرار بالجامعة أمر مستبعد؟ فلا أدري كيف أجمع بين هذه المتناقضات!!

      مرة أخرى، لا يسعني قبل الختام إلا أن أرفع (القبعة) إعجابا وتقديرا لقائد مسيرة جامعة الملك سعود، على علو همته، وقوة عزيمته، وطموحه اللامحدود، وأبارك لجميع زملائي في الجامعة، وفي التعليم العالي عموما، هذه النقلة القوية التي ما كان لها أن تتحقق في زمن قصير لولا هذه الصفات الفريدة. كما أقف معجبا بحلم الجامعة التي لم تتعرض للموضوع بالرد مع وضوحه، ووجود الوثائق التي تبين بشكل قاطع أن ابنها الدكتور محمد ربما أخطأ في حقها، وبالتأكيد من دون قصد.

      ومع ذلك فلا أنسى أن أدعو إلى مراجعة المسيرة الحافلة؛ فلعل هناك خطأ ما هنا أو هناك، أو تقصيرا ما هنا أو هناك لا يخلو منه العمل البشري. كما لا أنسى أن أشكر قيادة البلاد بكل أطيافها، الذين لم ينقطع نفسهم في الدعم، ورجائي أن يروا ما يسرهم، ويثلج صدورهم.

      رئيس قسم الفيزياء والفلك- جامعة الملك سعود




      nalzayed@ksu.edu.sa

    • [h=1]جامعة الملك سعود لا تنتظر الكارثة[/h]

      د.عبدالله الغذامي

      صفية حسن ملا * استوقفني ما كتب سعادة الدكتور عبدالله الغذامي في العدد (١٥٧٨٥) من صحيفة «الرياض» الصادرة في يوم الاثنين ١٤/١٠/١٤٣٢ه في الصفحة (٢٨) مقالة بعنوان: جامعة الملك سعود بانتظار الكارثة.وفي البداية أود تناول بعض النصوص الواردة في المقالة عما سمّاه الأخ الدكتور الغذامي: (الكارثة). وأول ما يفاجئنا في المقالة قوله: (اتصلت بمدير جامعة الملك سعود هاتفياً خمس مرات، وأرسلت له ثلاث رسائل ولم يرد على هواتفي ولا على رسائلي)!! وهذا غير صحيح على الإطلاق، فمدير الجامعة كان في اجتماع للجنة التنفيذية لمعهد الأمير سلطان لأبحاث التقنيات المتقدمة، وبعد أن وجد رسالة منه أرسل له مباشرة في تمام الساعة (٣.١٧م) رسالة هذا نصها: (يشرفني يا دكتور أن نلتقي غداً "الاثنين" صباحاً الساعة ١٠ص) واتصل به سكرتير معالي المدير الأستاذ عبدالعزيز القبلان لتأكيد الموعد فردَّه بالرفض لأنه لا يناسبه، فأعطاه موعداً آخر في يوم الثلاثاء (١٠ص) فرد بما يوحي بعدم رغبته في أي موعد، ويمكن الرجوع في هذا إلى بيانات شركة الاتصالات السعودية للتأكد منه، فكان ظهور مقالته فجأة في اليوم التالي، وهو يوم الاثنين الذي كان موعداً مقرراً لالتقائه فيه بمعالي مدير الجامعة.وورد في مقالة الدكتور الغذامي أيضاً قوله: (ولقد جرى إخلاء المبنى يوم أول أمس السبت وأمس الأحد بسبب دخان والتماسات في الكهرباء) وهذه الرواية غير دقيقة، فالمبنى أخلي يوم السبت فقط، وتمت عملية الاخلاء بطريقة منظمة، ولم تحدث أي إصابات ولا اختناقات، وهو الأمر الذي يؤكده تقرير الدفاع المدني. أما يوم الأحد فلم يقع فيه شيء مطلقاً سوى انطلاق جرس الانذار بسبب أن شركة الكهرباء فصلت التيار الكهربائي لبضع دقائق ثم أعادته، ولم يحدث أي التماس كهربائي أو إخلاء للمبنى في هذا اليوم، كما ذكر الدكتور الغذامي، بل سارت الدراسة فيه بصور طبيعية حتى نهاية اليوم. ولا تخفى محاولات التضخيم في وصف الحدث بإشارة الدكتور الغذامي إلى وقوع (التماسات) بصيغة الجمع، والواقع أنه التماس واحد فقط وقع في غرفة الكهرباء الخارجية وليس في داخل المبنى لسبب لا دخل للجامعة فيه.وورد في مقالة الدكتور الغذامي أيضاً قوله: (ولقد علمت من مسؤولين ومسؤولات في الجامعة أنهن وأنهم قد تكلموا مراراً وتكراراً حول هذا المبنى ومخاطره.. وأن الجامعة لم تعبأ بصريخهم!!) وفي هذا القول استمرار لمبالغاته، فالمبنى لا توجد فيه مشكلات تعوق العملية التعليمية، والدراسة تسير فيه بطريقة طبيعية منذ انطلاق الدراسة فيه قبل أربع سنوات، واتصالات منسوبيه بالجامعة هي في الواقع طلبات صيانة عادية تأتي من أي مبنى في الجامعة، والأمر لا يصل إلى حد (الصريخ) كما ذكر الدكتور الغذامي.ونرى علامات الرغبة في تضخيم الموضوع من قبل الدكتور الغذامي في نص الرسالة التي ذكر أنه أرسلها لمعالي مدير الجامعة، وهي: (أخشى أن يحاسبنا ربنا على كارثة مثل كارثة سيول جدة)!! فكيف يصح جعل التماس كهربائي محدود وقع داخل غرفة صغيرة خارج مبنى الكلية في حجم كارثة كبيرة مثل كارثة جدة؟ كيف يجوز وضع هذا إلى جانب هذا وهما لا يتشابهان بل ولا يتقاربان في شيء أبداً لا على مستوى الحدث ولا الأحداث ولا النتائج؟وأود هنا ان اسأل سعادة الدكتور الغذامي عن سر إغفاله التام في مقالته لرسالة معالي مدير الجامعة التي بعثها له، واتصال السكرتير به لتأكيد الموعد، وإعطائه إياه موعداً آخر حين ذكر عدم مناسبة الموعد الأول له؟ أليس من قبيل الموضوعية والأمانة ذكر ذلك؟ومن واقع مسؤوليتي في الجامعة، واتصال حادث الكلية بمهام عملي أجد من الواجب علي بيان حقيقة ما حدث مع الالتزام الكامل بالموضوعية في رواية الخبر، وذلك أن شركة الكهرباء قامت بأعمال صيانة في تمام الساعة الخامسة والنصف صباحاً من يوم السبت ١٢/١٠/١٤٣٢ه وهو أول يوم من أيام الدراسة، فنتج عن ذلك انقطاع الكهرباء صباح ذلك اليوم، واحتراق عدد (٢) من محولات الكهرباء في غرفة الكهرباء الواقعة خارج المبنى، وامتد الدخان عبر نظام شبكة الكهرباء إلى داخل المبنى حوالي الساعة (٩.٣٠) صباحاً، فقامت إدارة الأمن والسلامة مباشرة بإخلاء المبنى من الطالبات والموظفات وفق خطة الإخلاء المعتمدة، وصار جميع من فيه خارجه عند الساعة (٩.٣٥) صباحاً، أي بعد خمس دقائق فقط من انبعاث الدخان، وحضر الدفاع المدني وتجول داخل المبنى برفقة منسوبي الأمن والسلامة للتأكد من عدم وجود حريق أو احتجاز، وقام بعمل محضر زوَّد الجامعة بنسخة منه، وأكد فيه أن: «الالتماس الكهربائي وقع خارج المبنى في غرفة الكهرباء المغذية للكلية، ولا توجد أي إصابات أو احتجازات في الموقع». وكذلك حضرت شركة الكهرباء فاستبدلت الكيابل واللوحات المتضررة وأعادت التيار الكهربائي إلى المبنى.وبعد ذلك قامت إدارة الصيانة بالجامعة بالتأكد من سلامة المبنى وتمديداته طوال ذلك اليوم للتأكد من جاهزيته لليوم التالي الأحد، ولكن حرص شركة الكهرباء على سلامة التمديدات جعلها تفصل التيار في يوم الأحد لبضع دقائق ثم تعيده سريعاً، فنتج عن ذلك انطلاق جرس الإنذار في المبنى دون أي مشكلات كهربائية، واستمرت الدراسة في ذلك اليوم بصورة طبيعية، ولم يحدث فيه التماس كهربائي ولا إخلاء للمبنى كما ذكر الدكتور الغذامي.وهنا اؤكد بأنه لم يسبق وقوع مشكلة من هذا النوع في هذا المبنى منذ استئجاره قبل أربع سنوات، ولهذا لا يصح وصفه بأنه (قنابل موقوتة) كما ورد في مقال الدكتور الغذامي. كما تؤكد أيضاً حرصها التام على سلامة منسوبيها، ومتابعتها المستمرة متطلبات السلامة في كل مبانيها لضمان الحفاظ على الأرواح والممتلكات، علماً بأن جميع مبانيها خاضعة لاشتراطات السلامة وأنظمة الدفاع المدني والجهات الرقابية، وإضافة لذلك فإن لدى الجامعة إدارة خاصة للسلامة، وإدارة خاصة للصيانة، تتولى المتابعة الدورية للمباني، والاستجابة الفورية لأي أعطال تقع في أي مبنى، وكذلك لديها خطط معتمدة للإخلاء في حالات الطوارئ جرى التدريب عليها.* مساعدة وكيلجامعة الملك سعود للمشاريع