الوطن -*حمد سالم العلوي:

(1)
إن ألوان النصب والاحتيال في هذا الزمن أصبحت تزيد على ألوان الطيف بأضعافه عشرات المرات، وإن شياطين البشر أخطر من شياطين الجن ، فلا ينفع معهم عوذة ولا بصقة على اليسار ، وكما قيل في الحكمة (الطمع يذهب رأس المال) والحلم بالثراء السريع الذي حل في البلاد مؤخراً ، قد أطاح بالكثير من الحذر الواجب اتباعه في المعاملات الاستثمارية ، وقد نسي الناس الحكمة الربانية التي ساقها لهم رب العزة والجلال إلى العباد على لسان سيدنا (عيسى عليه السلام) عندما طلب من أمه العذراء عليها السلام .. قائلا :{وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً} (مريم25) والله الذي خلق النخلة كان قادراً على أن يأمر النخلة بأن تسقط رطبها على مريم من غير أن تهز بسعفة، وليس بجذع صامداً بقوة في الأرض ، وإن الحكمة هنا تقول ، برغم التعب والوهن والحالة النفسية السيئة التي كانت عليها أم نبي الله عيسى ، فإنه ُطلب منها أن تأخذ بالأسباب للحصول على الرزق، أما الناس اليوم فيريدون أن تنزل عليهم أموال قارون دون أدنى عمل ، ودون هزّ ورقة من شجرة، فما يسمعون بشائعة في مكان إلا وأخذوها حقيقة مسلما بها، وطاروا إليها مسابقين الريح ، فالبعض يرهن والبعض الآخر يقترض من البنوك ، أو يبيع أي شيء لدخول أبواب الغناء الواسعة من غير جهد، وما هي إلا أيام معدودة وتتحول الملايين من جيوب الناس إلى المحافظ الوهمية .. وهي آخر شوفه.
(2)
ويأتي لون آخر من الاحتيال .. يفتح مكتبا في مكان متميز ، يؤتي له بأثاث راق ٍ، وديكورات جميلة، ويؤتي كذلك بفريق نسائي يتم انتقاؤه بدقة ، ويؤتي بخبراء في أساليب النصب والاحتيال ، فيقوم فريق الخبراء بتدريب فريق العمل النسائي وحسب ، على الكيفية التي يصطدن بها الضحية المستهدفة ، ومن الوسائل المستخدمة، وضع شخص يراقب الضحية للتعرف عليها من خلال السيارة ، وكذلك الاستدراج بالهاتف واستخدام لحن القول لتطييب المزاج ، وبعد أن يتم استدراج الضحية ، ينتقل إلى مرحلة الإغراء بكافة وسائلها الحديثة ، فبعدما تفرش (الموقعة) للضحية بكل ألوان الورود الحمراء، والبيضاء، والأقحوانية، والأرجوانية، الحالية منها أو المرتقبة ، فيضيع البعض في الأحلام ، فيوقع عقد الاتفاق على شراء بيض العصافير في الربيع القادم ، وتقاسم الوقت وهوى النفس ، وبعدما يصحو من غفلته يجد أنه قد دفع مبلغاً كبيراً كمقدمة ، وأن الرجوع في العقد سيفقده المبلغ .. فلماذا الاستعجال ..؟! قيل وبصريح العبارة ، أنه إذا خرج فإنه لن يعود.
(3)
اللون الثالث وليس الأخير بالطبع في النصب والاحتيال .. أن ينتحل المرء صفة علماء الدين وفقهائه ، فيعتمر العمامة البيضاء أو السوداء أو أي لون آخر من تلك التي اعتاد الناس رؤيتها على رؤوس أشخاص أجلاء ، يتصفون بالنبل والورع ولا يأخذهم في طاعة الله لومة لائم ، فهم أبعد ما يكونون عن حب الدنيا وملذاتها ، ولكن المنافقين ظلوا على الدوام حتى في الأيام الأولى للإسلام ، وفي عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) ابتدعوا (مسجداً ضراراً) وادعوا الطاعة والاستقامة ، فليس غريباً أن يأتي المنافقون في هذا الزمان بما لم يأت به أوائلهم ، فابتدعوا ألوانا كثيرة من الحيل ، فبعضهم يعالج ما عجز عنه الآخرون ، فيشفى من بهم مرض الوسواس لظنه ذلك من العلاج ، فأخذ بعضهم يأتي بالخوارق فيعالج بالرنين المغناطيسي ، فيكثر مرضاه من النساء ، ولو أن به ورعا لما قبل الانفراد بهن من غير محرم ، وهذا يكفي لكشف دجلهم وضعف استقامتهم ، ولكن يقال : الغريق يتعلق بالقشة التي تقصم ظهر البعير أحياناً ، وهذا إذا تجاوزنا ما فعله بعضهم أيام ظاهرة الجمعيات التي بعضها خاب وقليل منها أصاب ، ولكن نتمنى على السلطات القائمة على شأن الدين في بلادنا ، أن توقف هؤلاء عند حدودهم ، وأن تقوم بردعهم عبرة لمن يعتبر ، وأن تقول كلمتها المسموعة .. من أين لكم هذه العمامة المهيبة .. وأنتم من أنتم ، فكفى نخراً في الدين .. ومتاجرة بما ليس للبيع.

(1)
إن ألوان النصب والاحتيال في هذا الزمن أصبحت تزيد على ألوان الطيف بأضعافه عشرات المرات، وإن شياطين البشر أخطر من شياطين الجن ، فلا ينفع معهم عوذة ولا بصقة على اليسار ، وكما قيل في الحكمة (الطمع يذهب رأس المال) والحلم بالثراء السريع الذي حل في البلاد مؤخراً ، قد أطاح بالكثير من الحذر الواجب اتباعه في المعاملات الاستثمارية ، وقد نسي الناس الحكمة الربانية التي ساقها لهم رب العزة والجلال إلى العباد على لسان سيدنا (عيسى عليه السلام) عندما طلب من أمه العذراء عليها السلام .. قائلا :{وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً} (مريم25) والله الذي خلق النخلة كان قادراً على أن يأمر النخلة بأن تسقط رطبها على مريم من غير أن تهز بسعفة، وليس بجذع صامداً بقوة في الأرض ، وإن الحكمة هنا تقول ، برغم التعب والوهن والحالة النفسية السيئة التي كانت عليها أم نبي الله عيسى ، فإنه ُطلب منها أن تأخذ بالأسباب للحصول على الرزق، أما الناس اليوم فيريدون أن تنزل عليهم أموال قارون دون أدنى عمل ، ودون هزّ ورقة من شجرة، فما يسمعون بشائعة في مكان إلا وأخذوها حقيقة مسلما بها، وطاروا إليها مسابقين الريح ، فالبعض يرهن والبعض الآخر يقترض من البنوك ، أو يبيع أي شيء لدخول أبواب الغناء الواسعة من غير جهد، وما هي إلا أيام معدودة وتتحول الملايين من جيوب الناس إلى المحافظ الوهمية .. وهي آخر شوفه.
(2)
ويأتي لون آخر من الاحتيال .. يفتح مكتبا في مكان متميز ، يؤتي له بأثاث راق ٍ، وديكورات جميلة، ويؤتي كذلك بفريق نسائي يتم انتقاؤه بدقة ، ويؤتي بخبراء في أساليب النصب والاحتيال ، فيقوم فريق الخبراء بتدريب فريق العمل النسائي وحسب ، على الكيفية التي يصطدن بها الضحية المستهدفة ، ومن الوسائل المستخدمة، وضع شخص يراقب الضحية للتعرف عليها من خلال السيارة ، وكذلك الاستدراج بالهاتف واستخدام لحن القول لتطييب المزاج ، وبعد أن يتم استدراج الضحية ، ينتقل إلى مرحلة الإغراء بكافة وسائلها الحديثة ، فبعدما تفرش (الموقعة) للضحية بكل ألوان الورود الحمراء، والبيضاء، والأقحوانية، والأرجوانية، الحالية منها أو المرتقبة ، فيضيع البعض في الأحلام ، فيوقع عقد الاتفاق على شراء بيض العصافير في الربيع القادم ، وتقاسم الوقت وهوى النفس ، وبعدما يصحو من غفلته يجد أنه قد دفع مبلغاً كبيراً كمقدمة ، وأن الرجوع في العقد سيفقده المبلغ .. فلماذا الاستعجال ..؟! قيل وبصريح العبارة ، أنه إذا خرج فإنه لن يعود.
(3)
اللون الثالث وليس الأخير بالطبع في النصب والاحتيال .. أن ينتحل المرء صفة علماء الدين وفقهائه ، فيعتمر العمامة البيضاء أو السوداء أو أي لون آخر من تلك التي اعتاد الناس رؤيتها على رؤوس أشخاص أجلاء ، يتصفون بالنبل والورع ولا يأخذهم في طاعة الله لومة لائم ، فهم أبعد ما يكونون عن حب الدنيا وملذاتها ، ولكن المنافقين ظلوا على الدوام حتى في الأيام الأولى للإسلام ، وفي عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) ابتدعوا (مسجداً ضراراً) وادعوا الطاعة والاستقامة ، فليس غريباً أن يأتي المنافقون في هذا الزمان بما لم يأت به أوائلهم ، فابتدعوا ألوانا كثيرة من الحيل ، فبعضهم يعالج ما عجز عنه الآخرون ، فيشفى من بهم مرض الوسواس لظنه ذلك من العلاج ، فأخذ بعضهم يأتي بالخوارق فيعالج بالرنين المغناطيسي ، فيكثر مرضاه من النساء ، ولو أن به ورعا لما قبل الانفراد بهن من غير محرم ، وهذا يكفي لكشف دجلهم وضعف استقامتهم ، ولكن يقال : الغريق يتعلق بالقشة التي تقصم ظهر البعير أحياناً ، وهذا إذا تجاوزنا ما فعله بعضهم أيام ظاهرة الجمعيات التي بعضها خاب وقليل منها أصاب ، ولكن نتمنى على السلطات القائمة على شأن الدين في بلادنا ، أن توقف هؤلاء عند حدودهم ، وأن تقوم بردعهم عبرة لمن يعتبر ، وأن تقول كلمتها المسموعة .. من أين لكم هذه العمامة المهيبة .. وأنتم من أنتم ، فكفى نخراً في الدين .. ومتاجرة بما ليس للبيع.
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions