مغزى العامل الإنساني:عندما يسيطر المصنوع على الصّانع!! ج1
"لقد أنتج الإنسان العاقل حياة مليئة بالتعقيدات .. وفي لحظة من اللحظات بدا هو نفسه وكأنه على وشك الضياع في متاهة هذه التعقيدات"
:
:
:
:
((عندما خسر بطل العالم للشطرنج (جاري كاسباروف) مباراته الشهيرة ضد الكمبيوتر (ديب بلو)، خاف الكثيرون. وكان السؤال: "هل بوسع الكمبيوترات أن تفكر حقاَ"؟
كل ما فعله خبراء شركة آي بي إم مع ديب بلو أنهم أدخلوا إلى برامجه خطوات بديهية ليكملوا منطقه الرياضي. والنتيجة أنه نجح في قهر أحد أفضل لاعبي الشطرنج في التاريخ. فهل يعني هذا أن الكمبيوترات ستكون قادرة في لحظة ما على تطوير منطقها الخاص، والتصرف مستقلة عن عقول مبرمجيها؟ وهل سيكون بوسعها يوماَ أن تحركنا نحن كأحجار على مسرح الحياة تماماً كما فعلت مع الأحجار على رقعة الشطرنج؟)) جزء من مقال نقدي في مجلة العربي بعنوان "مغزى العامل الإنساني" لجمال علام ، وهو عبارة عن مقال فيه طرح شيق ونقد لمحتويات كتاب "Are We Unique?" –"هل نحن بلا نظير"- للبروفيسور جيمس تريفل والذي قامت بترجمته إلى العربية السيدة ليلى الموسوي.
عند قراءتي للمقال السابق توقفت لحظة لأفكر وأنا أشعر بالذهول من هول الفكرة.. هل يمكن أن تصل الأمور إلى حد خروج عقول -أو بالأحرى برمجيات- الحواسيب عن سيطرتنا نحن البشر؟
فتذكرت للحظة مشهداً من فيلم ((I Robot -وهو بالمناسبة فيلم خيال علمي من بطولة ويل سميث- والذي تدور قصته حول خروج حاسوب مركزي عملاق ينظم عمل رجال آليين في البلاد عن سيطرة البشر.. مما يجعلهم -البشر- في حالة فوضى، حيث يعمل الآليون -بأمر من الحاسوب المركزي- على محاولة فرض سيطرتهم على كافة القطاعات وعلى كل سكان المنطقة..
((لقد اخترع الإنسان الكمبيوتر ليخرجه من متاهة الحياة المعقدة، أو هكذا تصور ذلك. لكن الكمبيوتر بات قادراً على التغلغل في أدغال نتائج التجارب العصية على الاختراق، وتزويدنا بمجموعة من القوانين القادرة على تفسير جانب منها.
هل خلقنا شيئاً سيتمكن يوماً من تهميش البشر؟ هل ستتمكن هذه الآلات يوماً ما أن تكون بشراً بمعنى من المعاني؟ هل نحن أمام نعمة واعدة أم أما شر مطلق؟ هل ما يحدث أمامنا انتصار لذكاء الإنسان مخترع الآلة، أم أن الآلة ستقود يوماً هجوماً على الروح البشرية؟)) جزء آخر من نفس المقال.
بالتأكيد لم أتوقف عن قراءة المقال الذي أدهشتني فكرته.. وبدأت أنظف الغبار عن عقلي كي أعيد تشغيله وأبدأ في التكفير من جديد..
ماذا لو خرج الأمر عن سيطرتنا بالفعل؟
كيف يمكننا بأن نتجنب ذلك؟
هل سنكون (فرانكنشتاين) يوماً ما؟ والكمبيوتر، هل سيكون المسخ الذي يخرج عن سيطرتنا عليه ويبدأ بفرض سيطرته علينا كما في رواية الأديبة (ماري شيللي)؟ -وبالمناسبة (فرانكنشتاين) اسم المخترع وليس اسم المسخ كما هو شائع، المسخ لا اسم له-.
تبدو الفكرة مريعة حقاً، ولكنها حالياً -والحمد لله- لا تعدو كونها مجرد خيال علمي.. لكن الطيران -حلم البشرية الأعظم-، وكذلك الصعود إلى القمر كانا ضرباً من الخيال العلمي، وصارا حقيقة ملموسة -مع أنني أشك في موضوع الصعود على القمر هذا-..
إذاً -والسؤال يجر آخر- هل ينبغي علينا أن نخاف؟ أو بالأحرى نأخذ الحذر من تحقق فكرة كهذه؟
((لا أعتقد أنها ستصل يوماً إلى هذا الحد. لكن هذه التساؤلات تقود بدورها إلى تساؤلات أكبر وأكثر تفصيلاً. هذه التساؤلات كانت محور كتاب البروفيسور جيمس تريفل، المؤلف العلمي البارز و أستاذ الفيزياء بجامعة جورج ماسون، الممتع "هل نحن بلا نظير؟ Are We Unique?".
والكاتب البروفيسور جيمس تريفل، قدم عددا من أشهر الكتب العلمية المهمة التي احتلت مقدمة قائمة الكتب العلمية الأعلى مبيعاً، من بينها "تأملات على ارتفاع عشرة آلاف قدم: عالم في الجبال Meditations at 10,000 feet: A scientist in the mountains" و "من الذرات إلى الكواركات From atoms to quarks". وهو يكتب بأسلوب جذاب يجمع بين الدقة العلمية وبساطة اللغة التي يفهمها القارئ غير المتخصص.)) جزء آخر من نفس المقال "بتصرف"
يبدو أنني بحاجة إلى وقفة بسيطة لأخفف العبء الجاثم على عقلي قليلاً.. وأثناء ذلك أريد أن أعرف آراءكم حول الموضوع وإجاباتكم حول الأسئلة المطروحة آنفاً..
لنلتقي مجدداً في الجزء الثاني من نفس الموضوع والذي سيعتمد طرحه على آراءكم مع احتواءه على تفاصيل أكثر عن الكتاب الشيق..
:
أشكركم جزيل الشكر على تماسككم ومتابعتكم لقراءة الموضوع حتى هذه الكلمة..
بانتظار تعليقاتكم واستفساراتكم و نقدكم وكل شي آخر..
:
دمتم في حفظ الله ورعايته ..
مجنوووونة بس عاقلة