وجهة نظر .. الوجه الآخر

    • وجهة نظر .. الوجه الآخر

      عُمان -*سالم بن حمد الجهوري:



      قد لا يلتفت البعض الى الجانب الإيجابي في الخطوة الإسرائيلية الأخيرة التي رفعت ضغط واشنطن الى درجة تأنيب اسرائيل في موضوع الإعلان عن بناء 1600 وحدة سكنية جديدة في القدس لتعزيز مستوطنة دينية «شلو رامات» في الأسبوع الماضي عندما كان جوزيف بايدن نائب الرئيس الأمريكي يزور اسرائيل مما سبب حرجا كبيرا للإدارة الأمريكية.

      الأمرالأول ان خطوة الإعلان الإسرائيلية شكلت ضغطا سياسيا على الولايات المتحدة الأمريكية فها هي اسرائيل تفعل عكس الجهود الأمريكية التي استطاعت ان تعيد العرب الى مسار المفاوضات رغم التحفظ والاعتراضات على خطوة قرار اجتماع لجنة مبادرة السلام قبل اسبوعين تقريبا في القاهرة.

      الأمرالآخر اوجدت الخطوة مبررا قويا للعرب يقنع واشنطن بعدم قدرتهم الذهاب الى المفاوضات غير المباشرة، التي اصلا كانوا مترددين في الاقتناع بها وحتى بعد الاتفاق في القاهرة، فقد اعطت مبررا قويا ومسوغا تقتنع به واشنطن ان الطرف الاسرائيلي هو المعطل لعملية السلام، لتجد تل ابيب نفسها في موقف المدافع وليس الدفاع.

      والثالث عجل من الضغط على اسرائيل التي ترى ان الولايات المتحدة لن تقوم به مرة اخرى كما حدث في بداية عهد اوباما عندما تولى فترة رئاسته والتي نجحت تل أبيب الى تخفيض سقف تلك التوقعات الأمريكية في مستقبل عملية السلام الى أدنى مما تتوقع، لتعود واشنطن مرة اخرى في اليومين الماضيين الى رفع حدة نبرتها الى مستوى لم تعهده اسرائيل وان كان ذلك لم يتضح كموقف حول طلب التجميد من عدمه.

      ورغم السلبيات لهذه الخطوة وغيرها من التي سبقتها والتي كلها تأتي ضمن مخطط ابتلاع الارض في الضفة والقدس بالذات رغم المعارضة الدولية التي لا تستطيع ان تحرك ساكنا في هذا الأمر طالما بقي الفيتو من امريكا واوربا اكبر الضامنين لها، لكنها عجلت الى امور كثيرة فهي تفتح الاجتهاد مرة اخرى لدفع واشنطن الأطراف المعنية بعملية السلام الى طاولة المفاوضات عبر «المباشرة وغير المباشرة» من اجل التوصل الى تسوية شاملة في المنطقة، قبل ان تتدهور الأوضاع الأمنية الى أبعد من المتوقع على الأرض.

      كما أنها تحمل القوى الكبرى لمسؤولياتها التي بقيت طيلة العقود الماضية تنظر الى مشكلة فلسطين بعين اسرائيلية، بعد ان اتضحت كل الأمور على الأرض واظهرت اسرائيل بانها من يقوم بعرقلة عملية السلام بعد ان طالب العالم العرب بالعودة الى المفاوضات.

      وبقي امر آخر يتعلق بالعلاقات الأمريكية - الإسرائيلية فهي استراتيجية لا ينكرها احد وليس ابلغ من تصريح نتانياهو في ذروة الأزمة الأخيرة و«بايدن لا يزال في اسرائيل» عندما قال: ان سوء الفهم مع واشنطن قد تخطيناه واصبح وراء ظهورنا، في اشارة الى المدى البعيد الذي تصل اليه تلك العلاقات رغم عدم توضيح واشنطن في كيفية معالجة الأزمة مع العرب واثنائهم بالعودة الى المفاوضات.

      ومن هنا كسب العرب بعض النقاط ولعل اولها الموقف الأمريكي الذي وضع في خانة صعبة بعد تأكيدات عباس المثقل بضغوط عدم الذهاب الى المفاوضات ما لم يعلن الإيقاف عن هذا المخطط، ثم هناك موقف الرباعية، وموسكو وبريطانيا والاتحاد الأوربي وهي العناصر الأهم في القضية والتي كلها عبرت عن عدم ارتياحها.

      بقي انتظار وصول ميتشل الى المنطقة نهاية الأسبوع ليعلن الموقف الأمريكي النهائي من الخطوة الإسرائيلية الأخيرة فليس امام الولايات المتحدة في الوقت الراهن أي مفر إلا بالتراجع الإسرائيلي وغير ذلك يلقي بالضلال على مصداقية الراعي الأمريكي لعملية السلام ليحدد معالم الطريق وفق الضمانات التي تراها مناسبة لإنجاحها.


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions