ماذا أكتب لكم اليوم .. هل أُحدِّثكم عن الرُّوح الّتي اشتقتُ لها وأنا في غُرفة الطبيب..؟..أم عن الإذلال وتعب الانتظار في المستشفى الحُكومي ..مُقارنة بـ نصف ساعة أنهيت فيها كلّ ما يجب في المستشفى الخاص..؟..أم ذاك الرّجل الفضولي الّذي خرج حتّى خارِج المُستشفى لـ يتأكّد أنّني الّتي يعرِف...؟..

يومي بدأ باكِرا رُغم أُمنيتي أن أنام.. استيقظتُ قبل السّادِسة . وبقليلٍ من الاستجداء قُمتُ عند السّادِسة و5 دقائِق.. أرسلتُ لـ دُفعة جديدة من المدوِّنين الّذين حتّى الآن أغلبهم لم يرُدّ عليّ .. بالمُقارنة ثمّة مدوِّنين ساعدوني بالاستجابة وكم كنتُ مُمتنّة.. كنتُ أبحثُ عن آليّة لـ إحصاء المدوّنات العُمانيّة.. ويبدو أنّ الأمر من الصُّعوبةِ بمكان...عند التّاسِعة إلّا رُبع ذهبنا لـ مستشفى مسقط .. الطّريق مُزدحِم بسبب حادِث ..والدي اِنتقل لـ الشّارِع الآخر .. وفجأة وقع حادِث خلفنا مُباشرةً..أخذ والدي يشكُر الله إذ انتقل قبل الحادِث بأقل من 5 دقائِق ..لكنّهُ كان قلِقا جدّا ..ويقول السّيّارة ليست بغريبة اتّصل بـ أخي ليسألهُ من من أهل أُمِّي يملُك كـ تلك .. ظلّ بالهُ مشغولا جدّا.. هو دائِما هكذا.. ما أن يرى أو يسمع عن حادِث أو تشتبِه عليهِ السّيّارات حتّى يتّصل بإخوتي جميعا لـ يطمئِن...وصلنا .. فـ لم ننتظِر كثيرا موعدنا كان عند العاشِرة.. العاشِرة ورُبع دخلنا..أعطتني الطّبيبة النّتائِج والعِلاج..أخبرتها أنّني لن أُباشرهُ الآن.. سـ أستشير طبيبا آخر ..من هُناك لـ مستشفى الجامِعة.. طلبتُ من أُمِّي أن لا تُرافقني فـ أنا سأخرُج من المُستشفى لـ المحاضرة.. تركني والدايّ في المُستشفى على أن اتّصل بـ أخي فور ما أنتهي لـ يوصلني لـ الكلّيّة...من الحادية عشرة ورُبع حتّى الواحِدة وثُلث حسب ما أذكُر وأنا انتظِر..الطّبيبات يتمشّين .. و بقت فقط ورقتي ولأنّها من الطّوارئ فـ هي مُختلِفة.. سئِمت الانتظار تارةً أقرأ في كتابي .. و أُخرى أقف من الألم... وثالِثة أُداعِب عن بُعد طفلة جميلة .. عندما كانت تبكي توقّعتها أكبر مما رأيت.. لا يبدو أنّ كلّ ذلِك الصُّراخ يخرُجُ من تِلك الصّغيرة جدّا.. حتّى ملامِحها وهي تبكي لم تتناسق مع صُراخِها .. استغفر الله ..والله يحفظها ..انتظرتُ وانتظرتُ وانتظرت..وفجأة حنّت عليّ إحداهُن ممن كانت تتمنّى أن تستلم غيرها المُهمّة.. دخلت إليها .. ولـ أختصر عليها التّشخيص المبدئي..ذهبتُ بالأشعّة.. وأخبرتُها.. ويبدو أنّها لم تشأ أن تتأكّد اعتمدت ما قيل في مستشفىً آخر مبدئيّا..وصرفت لي نفس الأدوية الّتي لن أتناولها بالطّبع..أحالتني لـ يُسحب ثانيةً منِّي الدّم_ والله ما خلصني أروح هالمستشفى_ مع أنّهم الأسبوع الماضي قد سحبوا منِّي 3 قوالِب..انتظرتُ هُناك كذلِك.. وحان موعِد المُحاضرة.. وبدأت .. وأنا انتظِر ..طلبتُ منهم عُذرا فأنا ثاني أُسبوع ونفس اليوم لا أحضر المُحاضرة ..دخلتُ لـ يُسحب الدّم هذِه المرّة 4 قوالِب أُخرى..كانت يدي مخضرّة من أثر سحب الدّم الأُسبوع الماضي.. إلّا أنّني قدّمتُها .. لأنّني اعتمدُ كثيرا على اليسار في الكتابة ، وحتّى الطِّباعة استخدِمُ اليسار أكثر.. لكن سامحها المولى غرزت الإبرة في نفس الموضِع.. تألّمت .. ويبدو أنّ الدّم لم يجري كما يجب.. سحبت قالب واحِد...وانتقلت لـ الذِّراع االيُسرى..ربّااااه.. أي أنّني لن أستطيع فعل شئ ..سحبت 3 قوالِب من الأُخرى..الغريب أنّهم يقولون أنّ نتائج الهيموجلوبين للأسبوع الماضي 12.. بالمقارنة قبلها بيومين في عيادة خاصّة كانت 10.8 ... وأنا لـ فترة طويلة استخدمت الفيروفول ولم يرتفع الهيموجلوبين ..لا أعلم أين الخلل لكنّها قالت لي لا يوجد توازن في مكوّنات الدّم ..ويجب أن يُعيدوا الفحص لـ يروا أين تكمُن المُشكلة ..سلّمتُ أمري لله.. أنا كنتُ ذاهِبة فقط لـ يطمئِنّ قلبي .. خرجتُ ونسيت أن أُودع ورقة الموعِد الّذي حُدِّد بعد شهر ..ذهبتُ لـ الصّيدليّة.. وقيل يجب أن أذهب لـ صيدليّة الطوارئ .. وفي طريقي صادفني أحد معارِفنا ..ربّاااه لم يهدأ لهُ بال ..خرجتُ وفي طريقي رأيتُ صاحبةً لي منذُ أشهر لم نلتقِ تحدّثنا ..وفجأة مرّ الرّجل وعاود مروره .. أيُّ مراهِقٍ في الأربعين هذا!!.. فقط لـ يتأكّد هل هي أنا .. أعانه المولى على هذا العقل.. يستفزُّني هذا الرّجل .. !

الطّبيبة في أحدِ الحوارات أجّلت عِلاج أحد المشاكِل حتّى ظهور المُصيبة وبعدها أذهب لـ العِلاج ..تعجّبتُ وربِّي ... أخي الكبير يقول المُستشفى الخاص يُرجئ البت في العِلاج ..ويؤجِّل لـ يكسب.. والحكومي يذُل...وبين هذا وذاك يبدو أنّ الحل الأخير هو السّفر ..لا أُريدُ تأجيل الفصل أبدا..ولا أُريدُ تأجيل العِلاج.. يبدو أنّني بحاجة لـ التّفكير بـ هدوء!


وأنا في غُرفة الطّبيبة وحدي بعدما خرجت بـ أوراقي لـ تعرضها على استشاري..اشتقتُ لـ روحٍ رؤوم تفهمني ..أسندتُ رأسي لـ الجِدار ..تمنّيتُ أن أنسى الدِّراسة والضّغوطات الحياتيّة .. والأُسرة.. وأكون وحدي وروحا كما تمنّيت..وفجأة تعكّر جوي تذكُّرتُ الألم فـ سالت دموعي..دخلت الطّبيبة ..سريعا واريتُ الدّمع..
وعصرا كنتُ مع أهلي.. وفجأة بعدما بقيتُ أنا و زوجتا أخويّ تمدّدتُ أتأمّلُ السّماء . رائِعٌ هو ذاك الشُّعور أن تمدّ بصرك.. وتشعُر أنّ الكون رحبٌ منحني ذاك التّأمُّل شعورا بالحرِّيّة...أنّني حُرّة.. إلّا أنّني قيّدتُ نفسي كثيرا..وفجأة قفز على السّطحِ سؤال..فـ ألقيتهُ على زوجتا أخويّ ..أن كيف يُمكنُ لـ شخصينِ أن يعيشا معا دونما تفاهُم..؟.. كيف يُمكن لـ امرأة حالِمة أن تعيش مع رجُلٍ ماديٍّ..؟..ياااه خطر في بالي خاطِرٌ آخر _ اتحفّظ عليه ؛) _ ..إحداهُنّ قالت..المرأة بإمكانها التأقلُم لكن الرُّجل لأ...أمّا أنا فبيني ونفسي قُلت لا أظن بـ أنّه بالإمكان أبدا لـ روحٍ كـ أنا ..رُفِعت الجلسة .. عدتُ لـ غُرفتي .. تذكّرتُ أنّني طلبتُ من خالتي أن تأتي لنا يوم الجُمعة ...لكن ماما جاءتني أن والدي قد اتّفق مع عمِّي أن سـ نزورهم الجُمعة .. اتّصلتُ بـ خالتي لـ أُخبرها أنّني انتظِرُها غدا ... أنهيتُ مكالمتي .. وجِئتُ أكتب لكم!

ومساؤكم ماء...

19:10 مساء الأربعاء
17مارس2010


المصدر : مدونة بدرية العامري