لحظه جنون ..
فيها استلقيت على عتبات الذاكرة .. وبدأت بيدي أنفض الغبار عنها ..
يتطاير الغبار .. في عيني .. ويحرق بلهيبه مقلتي .. فتنحدر دمعة حزينه على رصيف المشاعر ..
عرفت أنه بداية الأنهيار .. وأنني سأبدأ البحث عنه في سراديب .. قد تهالكت أبوابها ...
وتكسرت أقفالها .. وممراتها كثيرة .. متشعبه ..
يفوح بدخل ارجائها رياح ثلجية.. أتامل بعيناي قصاصات من الورق ..
قد كانت في زمن الحب بيضاء ..
ولكنها عبرت بوابات مريرة فتراكمت عليها خيوط الزمن ونسجت على حكاياها تجاعيد مخيفه ..
امسكت بيدي تلك القصاصات ورمقتها بنظرة حانيه ..
وضممتها الي صدري بكل قوة .. فهى كانت يوما .. نبضي .. ورفيقة حبي .. وحزني ..
القصاصة الأولى :
كان مرسوم عليها .. شمس ذهبيه .. اشعتها تكسرت على جدول الماء ..
وهناك في البعيد يقف هو .. وانا ارقبه بعين محبه و احتراقات نبضي .مع قسوة بوحي .. في شرنقه يأس في كوكب مجهول .. على ضفاف شمس تحترق .. وجبال جليد .. لا تنكسر
ولعنة حظ .. هكذا كانت تضاريسها .. هضاب حزن أنا وانكسارات قلب متوالية
جنون مبهم .. كلام موشوم بألف علامة استفهام .. وألف ألف بارقة تعجب ..
بعد صمتي الطويل أعود بعاصفة ما بعد الصمت فالحب علمني الكلام والهجر ألزمني السكوت
وتقلب المشاعر علمني أن صمت النفس أقسى الحزن وأنه إن كان للدمع مواسم .....فدمعي اليوم موسمه
القصاصة الثانيه:
في ليلة قمراء .. وبحر القى فيها القمر خيوطه الكسوله على سطحه ..
نسمات عليله .. المحه يأتي إلي .. قال لي غاليتي ..
قد تاهت بي الدروب .. واخطأت رغم خبرتي الطريق إلى بوابات العبور ..
فهل تلقي بيديك إلي .. لتضمني بين خفقاتك .. وتحملني معك إلى بوابات العبور ..
القصاصة الثالثة :
.. تنشقت رائحة عطرك وابحرت في بحر حبك وتأملت جمال الليل في سواد عينيك ..
وتلقيت اللآلئ المتدفقة من بين شفتيك .. كان صوتك نغماً يطرب اذني .. وهمساتك ..
كحفيف الأشجار .. تثير شجون نفسي .. اترقبك بخجل .. حاملة بوحي .. بين محارات قلبي ..
القصاصة الرابعه :
مساء وردي يحمل بين كنفيه رائحة الزهور العبقه في فصل الربيع ..
في ذات المساء عانقت احلامي احلامه .. ورسمنا سويا خطوطا للبدايه ..
في هذا المساء اطلقت العنان لقلبي .. وقيدت اربطة عقلي ..
واستجمعت جيوش مشاعري .. لتكون المصارحه .
غاب عني لفترة .. فلما شاهدته .. خفق قلبي بفرحه .. وعانقت مشاعري له بالشوق واللهفه .. ناديته حبيبي .. فرسم على وجهه علامه تعجب!
القصاصة الخامسه :
تلحفت مشاعري ووضعت براسي على وسادة حبه ..
وأمطرت حنايا قلبه علي محبة ممزوجه ... بملعقتين جرح .. وملعقة حب ..
مزجا سويا ً وأضاف لهما بعد تأكده من حبي كأساً من سخريته .. وكأس اخر مزج فيه هجراً .. ولوعة وحرمان .......
القصاصة السادسه :
دموع .. على خدود الورد انهمرت .. لم يشفع لها تفانيها في حبه ..
ولم يشفع لها انتظاره على أرصفه قلبه .. لم يشفع لها تعلم لغه الكلام من أجله ..
لم يشفع لها انها ملأت قاناني حبرها .. من بحر صده ..
.....
أنغام ... كانت تحاوره .. وعلى بياض الصفحات تعاتبه .. نظر الى عيني خيالها بكل حزن .. ووضع يديه الحانيتان على راسها .. مدعباً لخصلات شعرها .. قائلاً .. حبيبتي ..
أنت ملهمتي .. فأنت الغيمه التي أنبتت بمطر حبها أزاهير قلبي بعد الجفاف ..
القصاصة السابعه :
همسة الم على أوتارمقطوعه ..
لوحة تلونت بالوان الم صاخب .. عزف بكلماته عليها ترتيلة الحلم الأخير ..
فجعلتني روح مكلومة ... وبقسوة هجرك موسومه ..
اسقطت رايات حبي .. وغرست فأسك في جنات قلبي .. أقتلعت ورودي ..
وجففت انهاري .. وسودت سمائي .. فلم أعد ارى للشمس شعاعاً .. ولم اسمع للطيور الحانا ..
ولا اتنفس للورود عبيراً ...
تركتني وأياهم جثث تقف أمام بوبات قلبك .. تنتظر لربما شملها العفو .. قبل أن تكفن بأنين وأوجاع ..
مراسم الدفن...
لملمت أوجاعي .. وغبار ذكرياتي معك .. وحملت صورتك التي أهديتنى .. ودفنتها فى اعماق اعماق نبضي .. أطفأت شموعي المنيرة .. وكفنت شعاع شمسي .. بسواد الليل الكئيب .. لا قمراً ينير .. ولا نجوم تتلألأ
قطعت السنه بحري .. كي لاتستعطفك موجاته .. ونثرت اكاليل ورد سوداء .. على تابوت حبي .. وكتبت على شاهده .. ليس لحبيبك إرتجاع ..
أن القلم .. وبكت صفحات قصاصتي .. حينما شرعت أبواب الذاكرة ..
لأراك لازلت قابعاً بين ثنياها .. وأن أنفاسك .. لازالت تعطر المكان ..
وكلماتك تطرب الأذان .. رغم غبار السنين المتراكم فوقها ..
إلا أنها لازالت تشع بصورتك .. وتنبض بخفقات قلمك ..
القصاصة الثامنه :
الفصل الأخبر
ثور يا حبيبي..... وحين أهديكِ قصيدتي الجديدة
مزق الورق.....وكذب حروفي .... سأحبكِ حينها .....أكثر.....
حين تراقبيني هذا المساء..... وأنا أجالس القمر... أصرخِ غاضب
ولا تكتم في نفسك غيظاً أو غضب... فأنا أخاف على قلبكِ الحنون....
وأعشق بحة صوتكِ المجروح.... ففيه سحرٌ من نوعٍ آخر....
وحين تغزو صيحاتكِ ....أذني... أُحبكِ أكثر.....،،،،،،،
وحتى بعد ألف عام .... سأظل أبحث عن الحب....
وسيبقى قاربي تائها..... مجنوناً .... إلى أن يصل إلى مدينة....
دستورها من الشعر.... وسورها...بستان ياسمين....
وسمائها صافية.... غائمة….ممطرة….
تطرق فيها النجوم باب القمر... تهمس بخجل...
تغني كلمة حب.... سأنتظر يا حبيبي.... ولو انتهت كل المحطات ...
سأحلم بعمرٍ جديد... ولحناً شجياً بين السطور......
وحتى بعد أن أقابلكِ هذا المساء.... وبعد أن تطعميني حباً وتسقيني....
سأستقل قطار الفجر.... وأجوب البلدان . بحث عن مبعثري و كاتبي المجنون
سيدي .. وحبيبي .. هذة قصاصتى .. وانين ذكرياتي .. وورودي التي ذبلت .. وتلك احلامي ..اليك عود الثقاب ..لتشعلها .. ولتستمتع حينها برؤيتك لي ..
وقد اصبحت ورقة سوداء .. متهالكه .. فتسحقني بيديك ..
وتنثرني في عالم المجهول الضائع .. لأضيع بداخلة ..
فلا أصلك أنا ..ولا تصلك كلماتي...
الخاتمه
سيدي .. يامن تلقيت هواه .. وصغت من أجله الحروف .. وطوعت من اجله مفردات اللغه ..
يامن علمتني لغة البكاء ...
يامن علمتني كيف انفث أحباري السريه على أوراقي .. فلا تراها الا أنت
كلمة اخيرة ووداع
لست أول المقتولات بحبك .. ولا أظن انني اخرهم ..
كلماتي لك وحدك يامن جعلتني .. احتسي ملوحة دمعي ..
وردة الحب