احتراق آخر ورقة في أدلة بوش

    • احتراق آخر ورقة في أدلة بوش

      أحرق خبراء أميركيون وبريطانيون آخر أوراق جورج بوش الرئيس الاميركي لتمرير اتهاماته حول امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل، وأعلنوا في ختام فحوص لشاحنات عراقية روجت الادارة الأميركية الى انها مختبرات متنقلة لانتاج اسلحة بيولوجية وجراثيم قاتلة انه لا توجد اثار لذلك، فيما اظهرت دراسة تفصيلية لمؤرخ أميركي بارز في الأمن القومي ان وكالة المخابرات المركزية الأميركية رضخت تماما لضغوط بوش للتضخيم من مخاطر مزعومة لأسلحة العراق.


      على صعيد أوضاع الداخل العراقي تزايدت بوادر الصدام بين الحاكم الأميركي بول بريمر وقادة الأحزاب السياسية الذين رفضوا خطة تشكيل مجلس استشاري من اختياره، وتمسكوا بالدعوة لعقد مؤتمر وطني منتخب وحكومة مؤقتة، بالتزامن مع تصعيد لعمليات المقاومة التي شنت هجوما صاروخيا أمس على القوات الاميركية في تكريت اسفر عن مقتل جندي وجرح أربعة آخرين، وهدد بريمر في أعقابها بالثأر رداً على كل عمليات المقاومة.


      وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» ان المحللين الذين لم تكشف عنهم والذين شككوا في ان الشاحنات كانت تستخدم في صنع اسلحة جرثومية اشاروا الى ان هذه الوحدات تفتقر الى امكانيات التعقيم بالبخار وهي خطوة ضرورية لصنع الاسلحة البيولوجية.


      وقالت الصحيفة انه حتى لو كان امكن الالتفاف على هذه الخطوة فان كل وحدة كانت ستصنع كمية صغيرة من سائل جرثومي يحتاج الى مزيد من المعالجة في مصنع اخر لتركيزه وتحضيره للاستخدام كسلاح. وبالاضافة الى ذلك فان هذه الشاحنات ليست لديها وسيلة متاحة لازالة السائل الجرثومي من خزان المعالجة مستشهدة في ذلك بخبراء في الشرق الاوسط وبريطانيا والولايات المتحدة.


      ويستشهد المتشككون بما يقولون انه ثلاث ثغرات في ذلك ويركزون على وحدة المعالجة الرئيسية ووحدة التخمير اللازمة لتوالد الجراثيم الى درجة من التركيز تجعلها قاتلة.


      ونقلت الصحيفة عن الخبراء قولهم ان الثغرة الاولى هي ان تلك الشاحنات تفتقر الى المعدات اللازمة للتعقيم بالبخار الذي وصفوه بانه «شرط مسبق لاي عملية انتاج بيولوجي» وبدونها تصبح الجراثيم ملوثة. والثغرة الثانية هي ان كل وحدة يمكن ان تنتج كمية صغيرة من السائل المليء بالجرائيم مما يتطلب المزيد من عمليات المعالجة في موقع اخر.


      ويضيف الخبراء ان الثغرة الثالثة هي ان الفنيين ليس لديهم طريقة سهلة لنقل الجراثيم من خزان المعالجة. وقال علماء عراقيون ان الشاحنات كانت تستخدم لانتاج الهيدروجين لبالونات الطقس، وهو ما يعتقد بعض المحللين انه «يمكن ان يكون صحيحا»، طبقا للصحيفة.


      وقال احد كبار المحللين الذين استشهدت برأيهم صحيفة نيويورك تايمز والذي شاهد الادلة التي تم الحصول عليها من الشاحنات نفسها «ليست لدي ثقة كبيرة في انها «أي الشاحنات» كانت جهاز اكثار للجراثيم وزعم ان الورقة البيضاء اعدت بسرعة «وتبدو سياسية».


      وفي ضربة موجعة لادارة بوش بتسييس تقارير المخابرات كتب جون برادوس في العدد الحالي من نشرة علماء الذرة يقول «الامر الواضح من تقارير المخابرات هو انه حتى عام 1998 تقريبا كانت وكالة المخابرات المركزية راضية تماما عن تقييمها بشأن العراق».


      وقال «لكن منذ ذلك الوقت فصاعدا بدأت الوكالة تدريجيا تئن تحت وطأة ضغوط لكي تتبني وجهات نظر تثير المخاوف». واضاف «وبعد اواسط عام 2001 اصبح هناك اندفاع للتسرع باصدار أحكام بشأن العراق».


      وبرادوس مؤلف 11 كتابا بينها «الحروب السرية للرئيس . عمليات وكالة المخابرات المركزية ووزارة الدفاع الاميركية من الحرب العالمية الثانية حتى الخليج». وحصلت السيرة التي كتبها عن المدير الراحل لوكالة المخابرات المركزية وليام كولبي على اشادة باعتبارها «بحثا دقيقا» من توماس بي. الين الذي شارك في تأليف «كتاب الجواسيس.. موسوعة التجسس».


      ونفى مارك مانسفيلد المتحدث باسم وكالة المخابرات المركزية الاميركية النتائج التي خلص اليها برادوس قائلا «الملاحظة التي تقول اننا رضخنا تحت وطأة الضغوط وتبنينا وجهات نظر لاثارة الفزع هراء مطبق». وعلى صعيد مواجهة المقاومة العراقية أكد بريمر أن ادارته عازمة على التعامل بكل حسم وقوة مع منفذى الهجمات التى تتعرض لها القوات الاميركية فى العراق.


      وقال بريمر فى تصريحات أدلى بها للصحفيين مساء امس اننا سنثأر لانفسنا من منفذى تلك العمليات التى شهدت تزايدا فى الاربع والعشرين ساعة الماضية. وجدد الحاكم الاميركى المدنى للعراق اتهاماته فى هذا لمن أسماهم بفلول النظام السابق وفدائيى صدام بالمسئولية عن الهجمات التى تتعرض لها القوات الاميركية.


      وكانت مصادر بالقوات الاميركية قد حملت فى وقت سابق من وصفتهم بمتطرفين دخلوا الى العراق المسئولية عن الهجمات التى تتعرض لها والتى شهدت تصاعدا ملحوظا فى الفترة الاخيرة تجدر الاشارة الى أن نحو 25 جنديا أميركيا على الاقل قد قتلوا فيما أصيب أخرون اثر تعرضهم لهجمات فى أنحاء متفرقة من العراق منذ سيطرة قوات التحالف على البلاد فى التاسع من ابريل الماضى وحتى الان.
    • لأن أوراق بوش أوراقا مجردة من المصداقية تماما كان لا بد أن تتهاوى
      وتظهر الحقائق ليس لنا فنحن نعرف الحقيقة جيدا ولكن لكل من صدقه هو وتابعه البريطاني ............
      ولندعو الله للمقاومة العراقية