بسم الله الرحمن الرحيم
ابن آدم كيف تظن أعمالك مشيدة وأنت تعلم أنها مكيدة، وكيف تترك معاملة المولى وتعلم أنها مفيدة؟ وكيف تقصر في زادك وقد تحققت أن الطريق بعيدة ؟ يا معرضا عنا ، إلى متى هذا الجفا والإعراض ، يا غافلا عن الموت والعمر لا شك في انقراض ، يا مغترا في أمله وأيدي المنايا في أجله تقرضه بمقراض ، يا مغرورا بصحته وبدنه كل يوم في انتقاض ، يا من يفني كل يوم بعضه ستفنى ، يا غافلا عن الزاد وقد أنذره بعد السواد البياض ، يا قليل الاحتراس ونبل المنايا طوال عراض ، يا من يساق إلى موارد التلف وقد نزحت الحياض ، يا ضاحكا وعيون الفنا غير غماض ، عجبا لمن هذه الأوقات بين يديه كيف يقدر جفنه على الإغماض.
.....................................................................منقول