كوالالمبور ( د ب أ)- مزاج

تنفسي بعمق - وهو وضع آخر لليوجا للمساعدة في حفظ التوازن . وتقول " انه يريحني، إنني اعرف ما هو مفيد بالنسبة لي وما ليس كذلك".

بيد أن السلطات الدينية في بلادها لها رأي مختلف. ففي نوفمبر العام 2008 أصدر المجلس الوطني للفتوى في ماليزيا فتوى بتحريم اليوجا ومن ثم يحظر على المسلمين ممارستها.

وقال المجلس في فتواه إن اليوجا تتضمن عناصر كثيرة من العقيدة الهندوسية قد تضعف ايمان المسلمين والفتوى غير ملزمة لكن المسلم المتدين الورع عادة ما يلتزم بمثل هذه الفتاوى.

ويشكل المسلمون نحو 60 في المئة من سكان ماليزيا البالغ عددهم 25 مليون نسمة. وبحسب منطوق الدستور فان كل مواطن من عرقية الملايو هو مسلم بالتعريف والماليزيون من أصول هندية أو صينية هم فقط الذين يمكنهم أن يختاروا دينهم بحرية.

لكن دليلة التي شبت مسلمة وتمارس اليوجا منذ خمس سنوات لا تكترث، وهي لا تعتبر اليوجا نشاطا دينيا، وتقول :" لكن حتى لو كانت كذلك فإنني لا بد أن اعتنق شيئا يعلمنا الحب واحترام جسدنا".

وقد افتتحت معلمتها نيني أحمد (27 عاما) وهي لاعبة يوجا ومسلمة لتوها الاستوديو الخاص بها لممارسة اليوجا -بيوجا- في أحد مراكز التسوق الأنيقة في كوالالمبور. وبعد ممارسة بعض تمارين المد على حاشية أمام مرآة بطول الحائط تأخذ لاعبة اليوجا بسلام وضعا جديدا. وقالت نيني " إنها نكتة كبيرة". فقد أثارت الفتوى اهتماماً كبيراً باليوجا. وهي ترى أنه لا يوجد تعارض بين اليوجا والاسلام.وتقول " عشر سنوات من ممارسة اليوجا جعلتني أكثر تعمقا في ديني. اكتشفت ما يمكن أن يفعله الجسد والعقل معا لقد جعلتني أقدر جسدي أكثر" بيد ان تصريحات مثل هذه لا تزحزح مجلس الفتوى عن موقفه فهو يخشى أن اليوجا يمكن ان تعمل على تآكل الايمان بالاسلام.

يقول رئيس مجلس الفتوى عبد الشكور حسين :" إن اليوجا تمزج بين الممارسة البدنية والعناصر الدينية والترانيم والعبادة بغرض تحقيق سلام داخلي وهكذا يكون المرء مع الإله في خاتمة المطاف".

ليس بالضرورة أن يمارس المسلم اليوجا ليسترخي بل يمكنه أن يصل إلى تلك الحالة بالصلاة على حد قول المجلس. وقد أثارت الفتوى الجدل في ماليزيا التي يشكل سلاطينها التسعة السلطة الدينية العليا في البلاد. وقد انتقد شرف الدين ادريس شاه سلطان ولاية سيلانجور المجلس قائلا أنه كان على أعضائه استشارة السلاطين قبل إصدار فتواهم.

أما بالنسبة لمدرسي اليوجا من غير المسلمين فلديهم الجدل برمته غير مفهوم من أساسه.

يقول هو الذي يدير استديو لليوجا منذ أربع سنوات: " القضية أثيرت على نحو كبير. فصولنا إنما هي للياقة البدنية" ،وقال:" ترتيل الترانيم هو بالنسبة لي لا يعدو صوت ذبذبات تطهر الجسد وتؤثر على العقل والطاقة إنها أسلوب جيد لراحة العقل" . بيد أن هو يتخلى عن تلك الترانيم في فصول المبتدئين إذا ما أحس أن المسلمين لا يرتاحون لها.

لكن دليلة تقول إنها تعرف أن بعض المسلمين تخلوا عن الجوانب "التأملية" فى اليوجا بعد الفتوى. لكن معلمي اليوجا على قناعة بأن شعبيتها ستنمو أكثر.

وتعتقد نيني أن الجدل برمته فعل شيئاً واحداً وهو انه زاد الاهتمام باليوجا بين المسلمين في ماليزيا وأن سوقا ضخمة ربما تفتح قريبا.

وتذهب دليلة إلى فصول تعليم اليوجا الخاصة بها مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيا . وتقول " إنني أؤمن بالحس العام وأتبع ضميري".