أسرار "قوة الشكر"

    • أسرار "قوة الشكر"

      كنتُ أتأمل سيرة بعض الناجحين على مر التاريخ ولفت انتباهي أمر مهم ألا وهو أنهم يستخدمون التقنيات ذاتها في سبيل النجاح وتحقيق ما يطمحون إليه بسهولة. ومن الأشياء الملفتة أنهم يستخدمون "قوة الشكر" فالشكر والامتنان له سحر غريب وتأثير عجيب في حياة الإنسان، ولكن كيف؟
      الشكر طريق سهل للنجاح
      يؤكد الدكتور جون غراي وهو طبيب نفسي وأحد المبدعين الذين بيعت ملايين النسخ من كتبه، يؤكد على أهمية الشكر في حياة الإنسان الناجح، فالزوجة مثلاً التي تشكر زوجها على ما يقوم به، فإن هذا الشكر يحفزه للقيام بمزيد من الإبداعات والنجاح. فالامتنان يقدم لك المزيد من الدعم والقوة.
      ويوضح الخبير "جيمس راي" هذه الحقيقة بقوله: إن قوة الشكر كبيرة جداً فأنا أبدأ يومي كلما استيقظت صباحاً بعبارة "الحمد لله" لأنني وجدتها مفيدة جداً وتمنحني طاقة عظيمة! ليس هذا فحسب بل إنني أشكر الله على كل صغيرة وكبيرة وهذا سرّ نجاحي أنني أقول "الحمد لله" وأكررها مراراً طيلة اليوم!!
      الشكر طريق سهل للإبداع
      للشكر تأثير مذهل في حياة معظم المبدعين، فالامتنان والشكر للآخرين هو أسهل الطرق للنجاح، والشكر طريقة قوية ومؤثرة حتى عندما يقدم لك أحد معروفاً صغيراً فإنك عندما تشكره تشعر بقوة في داخلك تحفزك للقيام بالمزيد من الأعمال الخيرة. وفي دراسة حديثة تبين أن الامتنان والشكر يؤدي إلى السعادة وتقليل الاكتئاب وزيادة المناعة ضد الأمراض!

      لقد قام العلماء بتجارب كثيرة لدراسة تأثير الشكر على الدماغ ونظام المناعة والعمليات الدقيقة في العقل الباطن، ووجدوا أن للشكر تأثيراً محفزاً لطاقة الدماغ الإيجابية، مما يساعد الإنسان على مزيد من الإبداع وإنجاز الأعمال الجديدة. كما تؤكد بعض الدراسات أن الامتنان للآخرين وممارسة الشكر والإحساس الدائم بفضل الله تعالى يزيد من قدرة النظام المناعي للجسم!
      يقوم الدكتور Robert Emmon وفريق البحث في جامعة كاليفورنيا بدراسة الفوائد الصحية للشكر، وقد وجد بنتيجة تجاربه على الطلاب أن الشكر يؤدي إلى السعادة وإلى استقرار الحالة العاطفية وإلى صحة نفسية وجسدية أفضل. فالطلاب الذين يمارسون الشكر كانوا أكثر تفاؤلاً وأكثر تمتعاً بالحياة ومناعتهم أفضل ضد الأمراض. وحتى إن مستوى النوم لديهم أفضل!
      الشكر لعلاج المشاكل اليومية
      يؤكد الباحثون في علم النفس أن الشكر له قوة هائلة في علاج المشاكل، لأن قدرتك على مواجهة الصعاب وحل المشاكل المستعصية تتعلق بمدى امتنانك وشكرك للآخرين على ما يقدمونه لك. ولذلك فإن المشاعر السلبية تقف حاجزاً بينك وبين النجاح، لأنها مثل الجدار الذي يحجب عنك الرؤيا الصادقة، ويجعلك تتقاعس على أداء أي عمل ناجح.
      عندما تمارس عادة "الشكر" لمن يؤدي إليك معروفاً فإنك تعطي دفعة قوية من الطاقة لدماغك ليقوم بتقديم المزيد من الأعمال النافعة، لأن الدماغ مصمم ليقارن ويقلّد ويقتدي بالآخرين وبمن تثق بهم. ولذلك تحفز لديك القدرة على جذب الشكر لك من قبل الآخرين، وأسهل طريقة لتحقيق ذلك أن تقدم عملاً نافعاً لهم.
      فن ممارسة الشكر
      الاختصاصي "لي برو" مؤسس شركة تفعيل الطاقة لإحراز الثروة، ينصح بأن تمارس الشكر والامتنان باستمرار بل أن تقنع نفسك بذلك من خلال الكلام، أي لا يكفي الاعتقاد أو الامتنان إنما يجب أن تقول وتكتب ذلك على ورقة مثلاً: إنني سعيد جداً ... لأنني أشكر الناس على معروفهم... وهذا الشكر سيقدم لي النجاح والإبداع...
      ويقول هذا الخبير المتخصص بجمع الثروات: اجعل الشكر عادة تمارسها كل صباح، أن تبدأ بشكر الله، ثم تشكر الناس خلال ممارسة أعمالك اليومية لكل عمل أو معروف يقدّم لك... وخلال أيام قليلة ستشعر بقوة غريبة وجديدة من نوعها تسهل طريقة النجاح لك.
      آلية عمل الشكر
      بعد دراسات طويلة لعدد من الباحثين في البرمجة اللغوية العصبية وعلم النفس تبين أن معظم المبدعين والأثرياء كانوا يشكرون الناس على أي عمل يقدمونه لهم، وكانوا كثيري الامتنان والإحساس بفضل الآخرين عليهم، ولا ينكرون هذا الفضل حتى بعد أن جمعوا ثروات طائلة.
      ولو تساءلنا: كيف يقوم هذا "الشكر" بعمله، وكيف يمكن أن يصبح الإنسان ناجحاً، وما علاقة ممارسة الشكر بالإبداع مثلاً؟ إن الجواب يكمن في عقلك الباطن!
      يؤكد العلماء أن كل تصرف تقوم به أو حركة تعملها أو كلمة تنطق بها... إنما تصدر نتيجة برامج معقدة موجودة في داخل الدماغ في منطقة تسمى العقل الباطن (وهي منطقة مجهولة حتى الآن). وهناك تفاعلات يقوم عقلك الباطن في كل لحظة مع الأحداث التي تمر بك، وعند ممارستك لأي عمل هناك عمليات معقدة تحدث في دماغك لا تشعر بها.
      فكثير منا يحاول حفظ القرآن مثلاً ولا يستطيع بل يجد ثقلاً وكأن شيئاً يبعده عن هذا الحفظ. وكثير منا يحاول أن ينجز عملاً فلا يجد رغبة في ذلك فيتقاعس وتجده كئيباً منعزلاً لا يجد لذة في هذا العمل فلا يقدم عليه. وكثير أيضاً لديهم طموحات في مجال الدراسة أو العمل أو العاطفة... ولكن لا ينجزون أي شيء!
      هل تعلمون ما هو سبب هذه الظاهرة الخطيرة؟ إنه عقلك الباطن الذي امتلأ بالأفكار السلبية وتمَّ حشوه بالمعلومات الخاطئة عن الآخرين وفقد التوجه الصحيح، وبالتالي لابد من إعادة شحنه وبرمجته وتنشيطه.

      للشكر طاقة هائلة تظهر بعد فترة من ممارسته، فالمبدعون الذين كانوا يشكرون الآخرين ويعبرون عن امتنانهم بشتى الطرق، أدركوا فوائد هذا العمل وبالتالي أكثروا منه واستثمروه وحصدوا نتائجه من خلال ما قدموه من إبداع واكتشاف.
      والآن يأتي دور الشكر والامتنان، حيث أنك عندما تشكر الناس وتشكر الله فإن كل عملية شكر تقوم بها تشكل في عقلك الباطن معلومة جديدة تحفزه ليدفعك للعمل أكثر، لأنك ستعتقد أن الناس سيقدرون عملك ويهتمون به ويشكرونك عليه، وهذا يقودك لمزيد من العمل.
      بينما نجد الإنسان الذي لا يشكر الناس يظن بأن الآخرين لن يشكروه على أي عمل يقدمه مهما كان مهماً، وبالتالي يختفي الحافز والدافع لأي عمل جديد، فتجده يفقد الرغبة في الإنجاز ومع الزمن يتطور الأمر فيصاب باكتئاب خفيف وقد يتطور إلى اضطراب مزمن...
      كيف نمارس فن الشكر؟
      بالقول والعمل. فعندما يؤدي لك شخص ما عملاً ينبغي أن تشكره بقولك: شكراً لكم، أو إنني أشكرك شكراً جزيلاً، أو تعبر له عن فرحتك وسرورك بهذا العمل ومن ثم تشكره على ذلك. وهذا لن ينقص من قدرك شيئاً، لأن بعض الناس يعتقدون أن شكر الآخرين هو ضعف، على العكس هو قوة وطاقة تجد أثرها في نجاحك في المستقبل.
      الطريقة الثانية هي العمل، فينبغي عليك أن تنجز عملاً للآخرين تعبر لهم عن امتنانك لهم. تساعد أخاك على قضاء حاجة ما، أو تفرج عنه هماً، أو ترسم الابتسامة على وجهه، أو تدخل السرور إلى قلب طفلك أو زوجتك أو أخيك أو أبيك...
      ويمكن القول إن العلماء لم يدركوا أهمية هذه العملية إلا حديثاً جداً، ولكن الإسلام جعل الشكر جزءاً مهماً يمارسه المؤمن عبادة وطاعة لله عز وجل، وقد جعل الله جزاءك الجنة إذا شكرت الله وشكرت الناس... لنتأمل الآن هذه الأحاديث والآيات عسى أن نتذوق حلاوة الشكر.
      النبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالاستفادة من قوة الشكر
      إن أكثر ما لفت انتباهي في أقوال الخبراء في علم النجاح وتطوير الشخصية والإبداع، هو أنهم يبدأون صباحهم بالشكر لله، وربما أتذكر نبينا عليه الصلاة والسلام الذي كان يبدأ يومه بعد الاستيقاظ مباشرة بحمد الله تعالى فيقول:(الحمد لله)، فقد جاء في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا انتبه من الليل قال: (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور) [البخاري ومسلم].
      ولذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم أراد لنا الخير وأمرنا أن نشكر الناس باستمرار على أي معروف يؤدونه لنا، بل جعل الشكر للناس موازياً للشكر لله تعالى، وأ، الذي لم يتعود على شكر الناس لا يمكن أن يشكر الله ولذلك يقول النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم: (لا يشكر الله من لا يشكر الناس) [رواه الترمذي].
      أهم أنواع الشكر
      إنه شكر الخالق عز وجل، فالله الذي خلقك ورزقك وأنعم عليه بنعم لا تعد ولا تُحصى يستحق منك أن تشكره... ولذلك نجد المؤمن يبدأ صلاته في كل ركعة بعد البسملة ب (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الفاتحة: 2]، وهي ما بدأ الله به كتابه بعد بسم الله الرحمن الرحيم.
      لقد أعطانا الله تعالى معادلة رائعة للشكر يقول تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ) [البقرة: 152]. فذكر الله وشكره من أهم أسباب النجاح في الدنيا والآخرة. والإسلام يريد لنا الخير في هذه الدنيا وما بعدها، بينما تقتصر جهود العلماء على تحقيق السعادة في الدنيا فقط!
      وهذه ميزة الإسلام أنه يحقق لك السعادة حتى عندما تأتي لحظة الموت! ففي حالة المرض نجد المؤمن يشكر الله ويحمده لأنه يعلم أن هذا المرض سيكون سبباً في المغفرة ومزيد من رحمة الله تعالى.

      أعظم سورة في القرآن هي الفاتحة وهي التي لا تصح الصلاة إلا بها، وتبدأ بعد البسملة بـ "الحمد لله رب العالمين"، ولذلك كان النبي يبدأ خطبته بالحمد لله، فالحمد لله كلمة عظيمة لا يدرك أسرارها إلا من يكررها ويستشعر عظمتها!
      آيات كثيرة تحض على الشكر، يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) [البقرة: 172]. ويذكرنا الله بنعمه وفضله علينا، ولكن معظم الناس غافلون عن الشكر وفوائده، يقول تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ) [البقرة: 243].
      الشكر... صفة لله تعالى
      يقول تعالى: (مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا) [النساء: 147]. فشكر الله عز وجل يكون من خلال كرمه وفضله ورزقه لنا، وشكرنا لله تعالى يكون من خلال التزامنا بتعاليمه وطاعة أوامره والانتهاء عما نهى عنه. ولذلك فإن الله جعل الشكر صفة له فقال: (وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا). وكذلك جعل الشكر صفة لأنبيائه عليهم السلام فقال في حق سيدنا إبراهيم: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [النحل: 121].
      وقال تعالى عن نفسه: (لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) [فاطر: 30]. وحتى يوم القيامة فإن المؤمن يحمد الله تعالى وهو في الجنة، ويشكر الله الغفور الشكور على هذه النعم، يقول تعالى: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ) [فاطر: 34].

      الشكور من أسماء الله الحسنى وهذا الاسم يحمل إشارة مهمة وهي: أيها الإنسان! أنت لست أفضل من الخالق تبارك وتعالى، فإذا كان الله تعالى هو "الشكور" فماذا عنك أيها الإنسان؟ وسبحان الله، كلما ازداد المؤمن إيماناً ازداد شكراً للناس.
      الشكر يقابل الكفر
      هل تتصورون أن عدم الشكر يؤدي إلى الكفر! بل إن الله تعالى جعل للإنسان طريقين: الشكر والكفر، يقول تعالى: (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا) [الإنسان: 3]. وهكذا ندرك أن الشكر فريضة على المسلم، وليس مجرد عادة تهدف لجلب الثرة أو النجاح أو الشهرة!
      ولذلك قال تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) [إبراهيم: 7]. تأملوا معي المنزلة التي يحتلها الشكر في الإسلام، إذا لم تشكر الله فإن عذاب الله شديد! ولكن عندما تشكر الله تعالى فإن الله سيرزقك ويزيدك مالاً ونجاحاً وقوة: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ)، أليس هذا ما يؤكده الخبراء من غير المسلمين؟
      حتى إننا نجد الدراسات العلمية الجديدة تؤكد على فوائد الامتنان والشكر ولكن ما علاقة الإيمان بذلك؟ يقول العلماء: إن الإيمان بالله والصلاة تساعد كثيراً على الشكر للناس وبالتالي كسب فوائده، ولذلك ينصحون بمزيد من الإيمان بالله!
      حتى البهائم تشكر الله تعالى!
      ربما نتذكر قصة ذلك الرجل الذي وجد في الصحراء كلباً يلهث يأكل الثرى من العطش فذهب إلى البئر ونزع خفّه فملأها ماءً حتى روي الكلب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فشكر الله له فغفر له) [البخاري ومسلم].
      فالحيوانات والنباتات تشكر الله وتسبحه حمداً له على أن أوجدها وسخر لها أسباب الرزق. فعندما تحسن إلى حيوان تجده يتقرب منك ويشمك ويحني رأسه أمام تعبيراً منه عن امتنانه لك! ففي رواية البخاري ومسلم أن رجلاً وجد "غصن شوك" يؤذي النبات فنزعه فشكر الله له، فغفر له!

      هذه الطيور تشكر الله تعالى باستمرار وتسبحه على نعمه عز وجل، فقد خلقها ورزقها وسخر لها أسباب المعيشة، ولذلك نجدها تتعاون وتضحي من أجل الآخرين كما أثبت العلماء مؤخراً، فقد وجد العلماء أن عالم الحيوان والحشرات مليء بالتضحية والإيثار، فماذا عنا نحن البشر العقلاء؟!
      شكر الزوجة لزوجها فريضة عليها
      إن معظم المشاكل الزوجية التي تنتهي بالطلاق تكون ذات أسباب تافهة جداً، ويقول الباحثون إن حياتك الزوجية تكون سعيدة وهانئة بمجرد أن تمارس الشكر لزوجتك وتشعرها بامتنانك له... وتؤكد دراسة جديدة للبروفسور Todd Kashdan في جامعة George Mason أن النساء اللواتي يشكرن أزواجهن يكنّ أكثر سعادة ويعشن عمراً أطول!
      وتؤكد الدراسة أن النساء أكثر قدرة على التعبير من الرجال، وأكثر قدرة على منح مشاعر الامتنان. وتقول الدراسة التي نشرت في مجلة الشخصية Personality أن المرأة يمكن أن تعيش حياة هانئة ومطمئنة بمجرد أن تقدم الشكر لزوجها.
      سبحان الله، رسولنا الكريم لم يترك هذا الأمر جانباً بل نبَّه عليه قبل 1400 سنة، فقد اعتبر النبي الكريم أن شكر المرأة لزوجها عبادة لله تعالى، وأن الله لا ينظر للمرأة التي تنكر الجميل، قال صلى الله عليه وسلم: (لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه) [السلسلة الصحيحة للألباني].
      تصوروا أن كلمات بسيطة تقولها لزوجتك كل يوم تشكرها وتشعرها بقيمة عملها وتقدر لها مجهودها في البيت وفي تربية الأولاد، هذه الكلمات قد تكون سبباً في درء الكثير من المشاكل وجلب الكثير من السعادة... إنها قوة الشكر!
      الشكر جزء من العبادة
      إن الإسلام جعل من الشكر عبادة لله تعالى، يقول عز وجل: (فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) [النحل: 114]. إنها آيات عظيمة سوف تكون سبباً في سعادتك ونجاحك، لأن الله هو الذي يرسم لك طريق الخير، ويهيء لك أسباب النجاح ولكن ينبغي أن تتذكره في كل لحظة وتحمده على نعمه حتى يعطيك ما تريد.
      لنتأمل هذه الآية التي تصور لنا حال المؤمن يوم القيامة: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ) [الأعراف: 43]، وآخر دعوة للمؤمن يوم القيامة هي الحمد والشكر لله تعالى: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [يونس: 10].
      الصبر والشكر
      هناك خبراء اليوم ينصحون بالشكر لعلاج الأمراض! حيث يؤكد الباحثون وجود طاقة شفائية للامتنان والشكر يمكن بواسطتها علاج بعض الأمراض المستعصية. ويقولون: إذا اقترن الشكر بالصبر كان ذلك علاجاً ناجعاً للكثير من الأمراض لأن جهاز المناعة سيتحسن كثيراً ويقوى على مواجهة الأمراض. وسبحان الله، تأملوا معي هذه الآية العظيمة: (إنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) [الشورى: 33]. فقد قرن الله بين الصبر والشكر.
      ولا ننسى أن النبي صلى الله عليه وسلم أكد أن حال المؤمن عجيب، فعندما يصيبه الضر يصبر، وعندما يصيبه الخير يشكر، فكل شأنه خير.
      الأنبياء مارسوا عبادة الشكر
      هذا هو سيدنا سليمان عليه السلام يشكر الله ويقدر نعمه... يقول تعالى على لسان سليمان: (قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) [النمل: 40].
      وكذلك سيدنا لقمان شكر الله تعالى، فقد علمه الله الحكمة وأول قواعد الحكمة الشكر لله، يقول تعالى: (وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) [لقمان: 12]. وكأن الله يريد أن يعطينا إشارة قوية لأهمية الشكر وأنه جزء من الحكمة بل هو الحكمة: (وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ)...
      وقال الله في حق سيدنا نوح عليه السلام: (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا) [الإسراء: 3]... انظروا كيف يركز القرآن على الشكر ويجعله صفة لأنبياء الله سبحانه وتعالى لنقتدي بهم وهذا هو النجاح الحقيقي وليس نجاح الثروة والمال!
      الشكر للوالدين
      شكر الله أولاً ثم الوالدين، يقول تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) [لقمان: 14]. وتأملوا معي هذا الأمر الإلهي: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ)، لأن الإنسان عندما لا يقدر قيمة الأبوين ولا يشعر بحنانهما وما بذلاه في تربيته، فلا يمكن أن يشكر الناس ولا يشكر الله تعالى.
      فالشكر ليس مجرد عادة تمارسها بل هو عبادة لله تعالى يرافقك في كل أعمالك، ومعظم الناجحين والمبدعين كانوا يرافقون عملهم بالشكر للنا ولله، وهذا ما أمر الله به. فعلى سبيل المثال أمر الله آل داوود بالشكر أثناء العمل فقال: (اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) [سبأ: 13]. فالعمل هو نوع من أنواع الشكر أيضاً!

      ينظر العلماء إلى الشكر على أنه أسهل طريق للوصول لما تطمح إليه. فأنت بالشكر تستطيع جذب الآخرين إليك وكسب ثقتهم وإيصال رسالة لعقلهم الباطن تؤكد لهم تقديرك ومودتك وإخلاصك، وبالتالي تستطيع استثمار من حولك وتحفيزهم للتعامل معك، وبالتالي كسب المزيد من العلاقات الناجحة وإنجاز العمل بسرعة وإتقان.
      الشكر ينجي من المهالك
      الذي يشكر الله سوف ينجيه من المواقف الصعبة، فهذا هو سيدنا لوط عليه السلام أنجاه الله من العذاب الذي أهلك قومه بسبب شكره لله، يقول تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آَلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ * نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ) [القمر: 34-35]. تأملوا معي هذه العبارة: (كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ)...
      فإذا كانت الهموم تحيط بك والمشاكل تلفّك من كل جانب، وتريد حلاً بسيطاً ومجانياً، إذاً احمد الله تعالى وأكثر من الشكر، وحاول أن تقدم عملاً نافعاً للآخرين، وبخاصة أقاربك وأهلك وجيرانك، فالحمد سر لا يعلمه إلا من يمارسه.

      إن الشكر يتم بالقول والفعل، وهو أمر يسهل لك كسب علاقات ناجحة كل يوم، فأنت عندما تمد يدك إلى الآخرين مع كلمة شكر وابتسامة فإن هذه الأشياء الثلاثة مجتمعة تقودك لكسب ثقة الآخرين وكسب محبتهم لك وضمان مساعدتهم لك فيما تحتاج... ولذلك فإن للشكر "قوة جذب" خاصة تجذب بها الآخرين وتوصل إليهم رسائل إيجابية تخلق علاقات طيبة معهم، وهذا ينعكس على استقرار شخصيتك وزيادة قدرتك على حل المشاكل والصعوبات.
      كيف نشكر الله؟
      أما شكر الله فيكون بالقول والعمل معاً، فالشكر يكون بذكرك لله تعالى في كل حال وكل لحظة، تحمده وتسبحه وتكبره، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحمد الله ثلاثاً وثلاثين مرة عقب كل صلاة. وكان يحمد الله على كل حال، وكان يحمد الله بالفعل أيضاً ولكن كيف؟
      إن الله وهبك نعمة البصر فكيف تشكره عليها؟ لا تستعملها في غضب الله فلا تنظر إلى ما حرم الله، كذلك وهبك الله نعمة العقل فلا تفكر في معصية أو إثم أو أذىً، بل اجعل تفكيرك كله في مساعدة الآخرين وتقديم الخير لهم ولك.
      وهكذا كل النعم التي أنعم الله عليك ينبغي أن تؤدي شكرها لله تعالى، وبخاصة نعمة المال التي فقد الكثيرون الشكر عليها، فهذا المال ليس لك إنما هو لله تعالى وضعه أمانة بين يديك، فلا يكفي قولك: الحمد لله، لابد أن تتبع هذا القول بالتصدق على من يحتاج هذا المال، وللصدقة مفعول كبير أيضاً في الإبداع والنجاح كما يؤكد كثير من المختصين...

      دماغ الإنسان الذي يشكر الناس يكون أكثر نشاطاً، وبالتالي نجده متفائلاً وبعيداً عن الاكتئاب، بينما نجد الدماغ المكتئب لم يتعود على ممارسة الشكر! تؤدي مشاعر الامتنان وممارسة الشكر، إلى إطلاق مواد كيميائية في الجسم مثل مادةDopamine ومادة Serotonin وهذه المواد تنطلق طبيعياً أثناء السعادة، ويقل إفراز هرمون الإجهاد Cortisol مما يؤدي لوقاية القلب من النوبات القلبية ومرض الأوعية القلبية. (حسب Professor Robert A. Emmons).
      وفي النهاية نقول:
      نحن نمارس الشكر لله كل يوم استجابة لنداء الحق عز وجل واستجابة لأمر النبي الكريم، فالشكر جزء من عقيدتنا ومنهج مهم نسلكه في حياتنا، ولكن الغرب اكتشف قوة الشكر وتأثيره بعد تجربة ومعاناة ولو أنهم درسوا تعاليم الإسلام واستفادوا منه، لوفروا على أنفسهم عناء البحث.
      إن ممارسة الشكر دواء مجاني لك عزيزي القارئ لعلاج أمراضك ومشاكلك النفسية! إنك لن تشتري أي دواء ولن تنفق أي نقود، ولن تجهد نفسك بممارسة الرياضة أو اتباع نظام غذائي... فقط مارس الشكر وتمتع بصحة أفضل.
      إن الأشياء التي رأيناها في هذا البحث تؤكد أن تعاليم الإسلام صحيحة وليس كما يدعي بعض المشككين، فالإسلام يريد لنا أن نشكر الله ويشكر بعضنا بعضاً، ويسود العدل والسلام والمحبة في أرجاء الأرض... فهل تقبلون معي هذه التعاليم الرائعة وتبدأون منذ هذه اللحظة بممارسة الشكر والاستفادة من طاقته الرائعة؟!
      عُمانيٌ وأنطلقُ إلى الغايات نستبقُ وفخري اليوم إسلامي لغير الله لا أثقُ وميداني بسلطنتي وساحُ العلمِ منطلقُ
    • فعلا على الانسان ان يشكر الله ويحمده على النعم التي هباها له وذلك بعمل كل ما امرنا الله به والابتعاد عن ما نهانا عنه.

      شكرا لك أخي سنور على الطرح الرائع والاجمل انك مزجت قدرة الخالق فيه و أستلهمت الطرح بذكر من كلام العلي العظيم وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

      ولكن يدفعني الفضول لأسألك ما تأثير الشكر في حياتك؟

      تحياتي لك
      إذا سمـــاؤكـ يــومــــاً تحَّجبت بــالغيـــــوم أغمض جفونكـ تبصـر خلف الغيـوم نجــوم " و " الأرض حــولكـ إذا مـــا توشحت بـالثلـــوج أغمض جفونكـ تبصــر تحت الثلـوج مروج
    • أشكرك أخي على مرورك
      أما بالنسبة لسوالك , الشكر شي عظيم خاصتن اذا عملت معروف او اتقنت عمل وقال لك شكرا , يرفع من معنوياتك ويحفزك لبذل مجهود اكبر والسعي اكثر للتميز ومعرفة قيمة الثناء النفسية لك ومقدرتها القوية لرفع من شانك امام نفسك والاخرين.
      عُمانيٌ وأنطلقُ إلى الغايات نستبقُ وفخري اليوم إسلامي لغير الله لا أثقُ وميداني بسلطنتي وساحُ العلمِ منطلقُ
    • جميل ما ذكرت اخي سنور ولكن هل واجهت موقف انك عملت معروف ولم تشكر علية؟وماذا كان شعورك؟

      إذا سمـــاؤكـ يــومــــاً تحَّجبت بــالغيـــــوم أغمض جفونكـ تبصـر خلف الغيـوم نجــوم " و " الأرض حــولكـ إذا مـــا توشحت بـالثلـــوج أغمض جفونكـ تبصــر تحت الثلـوج مروج
    • مر علي العديد من المواقف اللتي لم اتلقى فيها شكر , اصابني ضيق وهذا شي طبيعي , ثم اعود واقول ان اجري على الله هوه اللذي عالم بكل شي , وسوف يعوضني عن شكر اي احد خيرا منه
      عُمانيٌ وأنطلقُ إلى الغايات نستبقُ وفخري اليوم إسلامي لغير الله لا أثقُ وميداني بسلطنتي وساحُ العلمِ منطلقُ
    • للشكر وقع وأثر في النفس يشعرنا بقيمة وأهمية ماقدمناه ،فمن منا لا يكون الشكر حافز
      له لبذل وعطاء أكثر .
      والشكر خلق إسلامي أُمرنا به وبتلقينه لأبنائنا وتربيتهم عليه
      ومن علامات حسن الخلق " الشكر " ، شكر الله وشكر الناس .


      قال تعالى : " لئن شكرتم لأزيدنكم" و شكر الله عز وجل على القليل والكثير يعتبر ذكرٌ لله ،


      فكلما شكر العبد الله زاده من نعيمه والله لا يخلف وعده .
      وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " الإيمان نصفان نصف صبر ونصف شكر ".
      قال -تعالى-: (وقليل من عبادي الشكور)(سبأ: ).
      وفي السنة المطهرة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يا معاذ إني لأحبك فقل بعد كل صلاة اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) رواه...
      وشكر الناس من شكر الله وهو من مكارم الأخلاق دلالة على الاعتراف بالجميل ،
      أنواع الناس من حيث الشكر:
      ..................................
      الذين يشكرون ، قليلي الشكر ، لا يشكرون
      1- الذين يشكرون: هم أهل الله وخاصته، سمع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- رجل يطوف بالكعبة ويدعو ويقول: "اللهم اجعلني في الأقلين وعندما سأله في ذلك قال: (وقليل من عبادي الشكور).
      2-قسم قليل الشكر: هؤلاء الذي يشكرون على فترات متباعدة وفي أوقات يسيرة مع معرفتهم بكثرة النعم، فقال الله -تعالى- في سورة الملك: (قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون)(الملك: ).
      3- قسم لا يشكر: وهم كثيرون، قال -تعالى-: (ولا تجد أكثرهم شاكرين)(الأعراف: )، وقال -تعالى-: (ولكن أكثرهم لا يشكرون)(....)، وقال -تعالى-: (ولكن أكثر الناس لا يشكرون)(يوسف: ).
      والذين لا يشكرون هم الجاحدون بنعم الله (فأبى أكثر الناس إلا كفورا)(...).
      الشكر نوعان :

      ...............
      شكر الله ، شكر الناس
      عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من لا يشكر الناس لا يشكر الله) رواه....
      شكر الناس:
      يجب أن نشكر الناس على مساعدتهم لنا في أي شيء وذلك بقول جزاك الله خيراً، أو شكراً وذلك ليس منافي للإخلاص ولكنه تطبيق لأمر الله.
      شكر الله:
      بالقلب ، بالجوارح ، باللسان
      1- شكر اللسان:
      قراءة القرآن ذكر قول حق عدم الكذب النصيحة (وأما بنعمة ربك فحدث).
      2- شكر اليد:
      عدم البطش عدم الرشوة عدم السرقة المسح على رأس اليتيم
      3- شكر القدم:
      السعي لخدمة الناس السعي للصلح بين الناس الذهاب للدار عدم السعي للشحناء والحرام.
      4- شكر العين:
      النظر في المصحف للكعبة لوجه الأم البكاء من خشية الله عدم النظر إلى ما يغضب الله
      5- شكر العقل
      التدبر التأمل التفكر
      6- شكر المفاصل
      صلاة الضحى
      7ـ شكر القلب:
      قراءة القرآن، ذكر، حب الخير للناس حب الرسول، إخراج الحقد والحسد والبغض من القلب
      التوكل الإخلاص الخشوع
      شكر أي نعمة: السجود لله شكراً عليها.
      يقول الدكتور عمر عبد الكافي:
      "هل أحد منا سجد لله شكراً إن الأكسجين 1/5 الهواء الجوي وليس أقل أو أكثر فنختنق".
      قصص عن الشكر:
      1- قارون:
      كان من قوم سيدنا موسى -عليه السلام- كان عنده كنوز حتى إن عشرة من الرجال لا تستطيع حمل مفاتيح كنوزه فقال له قومه (ابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك)(القصص: )، ولكنه تكبر وقال: (إنما أوتيته على علم عندي)(القصص: )، فهو لم يشكر نعمة الله ويعطي للفقراء والمساكين ولكنه قال هذا من علم عندي مع أن علمه يحتاج لشكر.
      2- أصحاب الجنة:
      في سورة القلم: كان رجل له أرض يزرعها ويخرج من ثمارها للفقراء والمساكين وكانوا يدخلون عليه داخل الحديقة لأخذ نصيبهم فلما ورثها أولاده قالوا: لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين فقد منعوا الفقراء من دخول الحديقة وأخذ نصيبهم منها فجعلها الله كالصريم -يعني الأرض السوداء المتفحمة- لأنهم جحدوا بنعمة الله ولو أنهم كانوا شاكرين لأخرجوا صدقاتهم عنها وذلك حال الزكاة -لأنه للفقير حق في مال الغني-.
      3- قصة النملة:
      فعندما سمع سليمان -عليه السلام- قول النملة قال: (رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين)(النمل: )، معنى أوزعني: اجعل كل جوارحي ومشاعري ولساني وخواطري وخلجات نفسي وكل طاقاتي وكلماتي وأعمالي في خدمة شكر نعمتك ومع أنه ملك إلا أنه لم يتكبر عندما سمع النملة ولكنه تواضع وشكر وهو يعلم أنه لا يدخل الجنة إلا برحمة الله.
      4ـ قصة الهدهد:
      قال الهدهد: (إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها...... ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السموات والأرض..... رب العرش العظيم)(النمل: ).
      سبحان الله هذا هدهد شاكر لله ولنعمته فنجد أنه يستغرب من إن هناك ناسا تسجد للشمس ولا تسجد لله، وعندما عرف الهدهد الله قال: (الذي يخرج الخبء في السموات والأرض) فقد تكلم الهدهد في نعم الله فهو رد النعمة لمنعم واحد فهو هدهد موحد شاكر.
      5ـ قصة الشجرة:
      كان نبي الله عيسى -عليه السلام- يسير بجوار حجر فوجد هذا الحجر يخرج كثيرا من الماء فتعجب منه فجعل الله الحجر يتكلم فقال الحجر: "إني هكذا -أي أبكي- منذ سمعت قوله -تعالى-: (وقودها الناس والحجارة)(البقرة: )، وطلب الحجر من نبي الله عيسى أن يدعو له بالنجاة من النار فدعا له فنجاه الله منها وبعد مدة كان يسير سيدنا عيسى فوجد الحجر مازال يبكي فلما سأله قال الحجر: الأول بكاء خوف؛ أما هذا فبكاء شكر.
      6ـ قصة الشجرة:
      يحكي ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه دخل رجل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (يا رسول الله رأيت فيما يرى النائم أني كنت أصلي بجوار شجرة وكنت أصلي بسورة السجدة فلما جاءت آية السجدة وسجدت سجدت بجانبي الشجرة وقالت: اللهم احطط عني بها وزرا واكتب لي بها أجرا واجعلها لي عند ذخرا يقول ابن عباس: فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك يصلي بسورة السجدة فلما جاءت آية السجدة سجد وقال مثل الشجرة) رواه.....
      حتى الشجرة تسجد لله شكراً
      فسبحان الله،
      الحجر يشكر
      الهدهد يشكر
      الشجر يشكر
      الكون كله يسبح بحمد الله شكراً،
      أفلا يشكر الإنسان الذي سخر الله له كل هذا الكون.
    • أشكرك لك مرورك المتميز أختي زهر مكة
      المتألقة دايما وعلى مشاركتك الفعالة المستفيضة
      ولك مني كل ود واحترام وشكر
      عُمانيٌ وأنطلقُ إلى الغايات نستبقُ وفخري اليوم إسلامي لغير الله لا أثقُ وميداني بسلطنتي وساحُ العلمِ منطلقُ
    • مقالة رائعة في فن التعبير عن الشكر .

      هل تعرف كيف تقول "أشكرك"؟
      فد يكون الجواب بالنسبة لبعض الأشخاص: بالطبع. لكن الحقيقة أن تقديم الشكر من إحدى أكثر المهارات أهمية في فن بناء العلاقات الإنسانية، فالشكر والامتنان يشعرانك بالسعادة وبالتواصل مع الآخرين.
      لتستطيع إيصال الشكر بفعالية عليك اتباع الخطوات التالية:
      1- انطق كلمة شكراَ بصوت واضح ومسموع: هذا لا يدع أي مجال للشك في عقل الشخص أنك تعني شكره حقاَ. كن سعيدا بأنك تقولها. عندما يسمعك الآخرون تعبر عن شكرك، فإن هذا يضاعف من قوة تأثير عبارة الشكر.
      2- انظر إلى الشخص :فالتواصل البصري مع الشخص الآخر يؤكد إخلاصك له، وأن تربت بيدك خفيفاَ على مرفق الشخص الآخر سوف يؤكد ذلك شكرك، ويجعل من السهل تذكره أكثر.
      3- استخدم اسم الشخص عند شكره: إضاقة صيغة شخصية على شكرك أشد تأثيرا من جملة "إنني أشكرك" مجردة.
      4- أرسل رسالة "شكر" مكتوبة: تعد هذه الطريقة أفضل طريقة "شكر" عندما يسمح الموقف بذلك، ويليها في قوة التأثير تقديم الشكر وجها لوجه،ثم الشكر عن طريق الهاتف.
      كن صادقاَ عندما تشكر شخصاَ ما وابحث عن فرص لشكر الآخرين ولو كان على أمور بسيطة، ولا تنس أن تكون مخلصاَ في تعبيرك عن الامتنان.
    • سنور ولابس كمه كتب:

      مر علي العديد من المواقف اللتي لم اتلقى فيها شكر , اصابني ضيق وهذا شي طبيعي , ثم اعود واقول ان اجري على الله هوه اللذي عالم بكل شي , وسوف يعوضني عن شكر اي احد خيرا منه


      بارك الله فيك والى الامام دوما

      إذا سمـــاؤكـ يــومــــاً تحَّجبت بــالغيـــــوم أغمض جفونكـ تبصـر خلف الغيـوم نجــوم " و " الأرض حــولكـ إذا مـــا توشحت بـالثلـــوج أغمض جفونكـ تبصــر تحت الثلـوج مروج
    • بارك الله فيك اخي سنور لابس كمة على الطرح الجميل

      كلمة الشكر هنا لا تستوفي حقها لمن يستحقها وخير ما دل ي طرحك وهو شكر الخالق عزوجل فهة اعظم شكر

      فالحمد لله تعالى على النعم الوفيرة

      يعطيك الف عافية
    • سنور لا بس كمه

      ابو فلعـــــــة

      زهرة مكــــــة

      شموخــــــــي عزي

      افخر بتواجدكمـــ الرائع دائمـــا

      وحق علي ان اشكـــــركمـــ


      لا توجد لدي اضافة فقد استحذتم كل الجمل والعبارات


      سنور لابس كمه

      اشكرك على هذا المقال الاكثر من رائع والذي استحوى على معاني وقيم قيمة

      زهرة مكة

      اشكركــ على الاضافة الرائعة ايتها الغاليه

      ابو فلــــعة

      اشكرك على تجاوبكــ وحوارك الراقي بالموضوع

      شموخي عزي

      دائمـــــا مميزة بإختصاراتكــ ذات الجمل الذهبية


      بوركتم جميعـــــا
    • متميزة دايما زهر مكة
      اشكرك تواجدك الرائع واضافاتك المبدعة

      عُمانيٌ وأنطلقُ إلى الغايات نستبقُ وفخري اليوم إسلامي لغير الله لا أثقُ وميداني بسلطنتي وساحُ العلمِ منطلقُ
    • الله يبارك فيك
      واشكر تواجدك المستمر
      أبو فلعـــة
      عُمانيٌ وأنطلقُ إلى الغايات نستبقُ وفخري اليوم إسلامي لغير الله لا أثقُ وميداني بسلطنتي وساحُ العلمِ منطلقُ
    • أشكر لك مرورك على جميع مواضيعي شموخي عزي
      ولا تحرمينا من طلتك الجميلة وردوك الاجمل
      عُمانيٌ وأنطلقُ إلى الغايات نستبقُ وفخري اليوم إسلامي لغير الله لا أثقُ وميداني بسلطنتي وساحُ العلمِ منطلقُ
    • تتعثر الكلمات في وصفك ومجهودك الواضح


      مشرفتنا المتميزة هجوووورة



      والراقية في اطروحاتها وردودها المنمقة


      واندل ذلك دل على روعة شخصها وسمو خلقها


      لكي مني كل مودة وأحترام

      ~!@g
      عُمانيٌ وأنطلقُ إلى الغايات نستبقُ وفخري اليوم إسلامي لغير الله لا أثقُ وميداني بسلطنتي وساحُ العلمِ منطلقُ
    • نورتي المتميزة صفحتي
      لك مني اجمل تحية
      همس السكون
      عُمانيٌ وأنطلقُ إلى الغايات نستبقُ وفخري اليوم إسلامي لغير الله لا أثقُ وميداني بسلطنتي وساحُ العلمِ منطلقُ
    • هلا بيك أختي
      الحمدلله ان الموضوع نال اعجابك
      ونركز على الشكر فجميع نواحي حياتنا
      لك مني أجمل تحية
      لتنويرك صفحتي
      ام نقاء
      عُمانيٌ وأنطلقُ إلى الغايات نستبقُ وفخري اليوم إسلامي لغير الله لا أثقُ وميداني بسلطنتي وساحُ العلمِ منطلقُ
    • العفو اختي
      سعيد لمرورك
      عطور الشوق
      عُمانيٌ وأنطلقُ إلى الغايات نستبقُ وفخري اليوم إسلامي لغير الله لا أثقُ وميداني بسلطنتي وساحُ العلمِ منطلقُ
    • شكراً يا السنور على الطرح الرائع
      وشكراً للحضور على التواصل الجيد
      وشكراً لمن مر دونما تعليق


      نمير
      [COLOR="#000080"]
      رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً
    • العفو أخوي المميز
      نُمير
      وشاكر مرورك
      مني لك أجمل تحية
      عُمانيٌ وأنطلقُ إلى الغايات نستبقُ وفخري اليوم إسلامي لغير الله لا أثقُ وميداني بسلطنتي وساحُ العلمِ منطلقُ
    • مساااء الخير
      مرحبااا
      موضوع متكاامل وراااقي جدااا
      وصلت متأخرة عن ساحة الموارد
      ساحتي الغاااالية
      لكنني كنت جدا متااابعة
      شكرااا / كلمة قلتها لك الآن فشعرت بمدى قيمتهااا لانك بذلت جهد
      وانتظرت الثناااء كل منا في هذة الحيااةة يحتااج لكلمة شكر تبهجه
      مهما وصلنااا من مراااتب ومن مراااكز
      شكرااا اخي على موضوعك
      الطيب
      وشكر خاااص لزهر مكة لاضااافتهااا المميزة
      بارك الله فيكماااا
    • وردة الوفاء كتب:

      مساااء الخير
      مرحبااا
      موضوع متكاامل وراااقي جدااا
      وصلت متأخرة عن ساحة الموارد
      ساحتي الغاااالية
      لكنني كنت جدا متااابعة
      شكرااا / كلمة قلتها لك الآن فشعرت بمدى قيمتهااا لانك بذلت جهد
      وانتظرت الثناااء كل منا في هذة الحيااةة يحتااج لكلمة شكر تبهجه
      مهما وصلنااا من مراااتب ومن مراااكز
      شكرااا اخي على موضوعك
      الطيب
      وشكر خاااص لزهر مكة لاضااافتهااا المميزة
      بارك الله فيكماااا


      مسائك ياسمين
      مشكورة مشرفتنا المتألقة
      وردة الوفاء
      لاضفائك من رونقك
      على صفحتي ولفحها من شذاك
      عُمانيٌ وأنطلقُ إلى الغايات نستبقُ وفخري اليوم إسلامي لغير الله لا أثقُ وميداني بسلطنتي وساحُ العلمِ منطلقُ
    • يقول عبدالله ابن المقفع:

      إذا أسديت جميلا لأحد فحذار أن تذكره....

      وإن أسدى إليك أنسان جميلا فحذار أن تنساه ...


      "الناس عبيد الإحسان"



      "تحتاج القرابة إلى مودة ولا تحتاج المودة إلى قرابة"

      وتقول سبينوزا:

      " إذا شئت أن تبتسم لديك الدنيا فحمل إليها البشاشة"....



      وأنا أقول مثلما يقول أندريه جيد " الإبـــــــــــــــــــــــــداع لا وطن له"...وأنت أثريتنا بإبداعك الهائل ...

      شكـــــــــــــــــــــرا جزيــــــــــــــــــــــلا ...

      الميركـــــــــــــــــــــي "فنان جامعي"
      أنا أفكر إذا أنا موجودة :)
    • شاكر مرورك وتعلقيك الطيب
      الميركي"فنان جامعي"
      اجمل تحية لك
      عُمانيٌ وأنطلقُ إلى الغايات نستبقُ وفخري اليوم إسلامي لغير الله لا أثقُ وميداني بسلطنتي وساحُ العلمِ منطلقُ