أخي العزيز / بدران

أولا : أحيي فيك غيرتك وشهامتك ورجولتك .
وثانيا: موضوعك مهم جدا وحري بنا أن نقف أمامة وقفة طويلة ، نمخر عبابه ونرسي على شاطي حلوله
إن المتأمل لواقعنا المعاصر يلاحظ بعد نظرة فاحصة المناهج الفكرية التاليه:
- منهج متحرر من كل شي، لا يراعي حرمة لدين ولا لأخلاق ولا لنظرة الناس إليه، وهذا بالطبع وصل الى أسفل مراتب الإنحلال والتفلت الديني والخلقي
- منهج متشدد في كل شي يريد أن يرجع الى العصور الغابره ، كل شي عنده حرام وكل جديد عنده بدعة التلفاز ، الطبق الهوائي ، شبكة المعلومات العالميه ،000000000الخ وهذا المنهج بلا شك أنه منهج عقيم نظر الى الأمور من حيث سلبيتها ولم ينظر إلى ايجابيتها ،فأصحابه يعيشون في حيرة كبيرة أمام هذه القفزة الكبيرة في التكنولوجيا
لا يعرفون المخرج ولا أظنهم يهتدون إليه سبيلا
لأنهم جمدوا عقولهم التي أمرهم الله تعالى أن يميزوا الأشياء بها فضلوا وأضلوا.
- ومنهج وسط بين الإثنين فهو ينظر إلى الأشياء الحديثة على أنها ذو حدين حد يمكن تسخيره في أمور الخير ونشر الفضيلة وحد ذو وجه براق في ظاهره ولكنه يحمل في طياته كل رذيلة ويحارب كل فضيله،فهؤولاء في نظري هم الذين أحسنوا اختيار المنهج السوي ، فلا إفراط ولا تفريط ولا غلو ولا تساهل ،لذا إستطاعوا أن يسخروا التقنيات الحديثه في خدمة دينهم ووطنهم وأمتهم ومنهجهم،فعلى سبيل المثال لا الحصر
التلفاز ذو حدين خير وشر ،رذيلة وفضيلة،التزام وتفسخ فصاحب المنهج السوي هو الذي يختار ، ولكن لا نقدر أن نقول بأن التلفاز أداة شر ومصدر رذيلة فقط، فكم من البرامج العلميه والمحاضرات الأدبية والدينيه نقلها لنا جهاز التلفاز وكم من أحوال أمتنا البائسة عرفنا عليها هذا الجهاز الصغير ، وكم من مآسي إخواننا المضطهدين في مشارق الأرض ومغاربهابثها لناهذا الجهاز الصغير

فهل يعقل أن نحكم عليه بأنه مصدر كل شر ؟؟؟!!!
إن إتجاهات الناس وشهواتهم لا يمكن أن نعممها على الكل فإن شاهدنا امرأة متبرجة فلا نقول أن
المجتمع كله منحل ، وإذا شاهدنا رجل إلتزم بأهداب الشريعة ولكنه قصر في جانب معين ،لا نقدر أن نحكم علىالملتزمين بأنهم مقصرين في نفس الجانب ،إلتقيت مرة بأحد الإخوة الأجانب فقال لى بالعاميه: أيه أخر الأخبار؟؟ قلت له : آخر الأخبار ما تسمعها وتشاهدها في التلفاز!!
فعقب قائلا : هوَّ التلفزيون مش حرام؟!!!!
قلت له : من قال لك ذلك ؟ قال : كل الأخوه اللى التزموا كسروا التلفزيون اللى معاهم!!!!
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
قلت له : التلفاز سكين ؟؟ قال : إزَّاي ؟؟
قلت له : لأن السكين تستخدمها للخير وللشير ، تقطع بها الخضروات والفواكه و00و000 الخ فهي وسيلة خير مفيده ، ولكن ممكن أن تقتل بها إنسانا بريئا
قال : والله عندك حء !!!
قلت له كذلك التلفاز!!!!

فمنهجية الشخص هي التي تحدد نظرته للاشياء ، فمن سلك طريق الشر إختار الجانب السيء لتلك الوسيله فضل وزل واختل، ومن سلك طريق الخير إختار الجانب المفيد لتلك الوسيله فأستفاد منها وأفاد.
فما نراه من تفلت وتميع هو شيء متوقع من تلك النفوس الضعيفة التي ما إستطاعت أن تقاوم تيار الرذيلة ، وما علينا إلا أن نبث الوعي بين الناس حتي يعيشوا تحت ظل هذا الدين القويم الذي إختاره الله لنا ، يعيشوا حياة سعيدة هنيئة بعيدة عن الغلو وعن التساهل المفرط ، وإنما يكو ن منهجهم وسطا بين ذلك، بشروا ولا تنفروا يسروا ولا تعسروا وكونوا عباد الله إخوانا.

تحياااااااااتي للجميع ولطارح الموضوع خاصه.
أبو الأئمة

-