أولاً : كل فتاة تعتقد أنها أجمل الفتيات وأذكاهن عقلاً وأجدرهن بالثناء والتقدير والإعجاب وكل شاب يحس بغريزته أن هذا الغرور هو الجانب الضعيف فى شخصيتها فإذا كان عابثاً مستهتراًأسرع واستجمع قوى اغرائه وسلطها على الفتاة فى موطن ضعفها ( الاسطوانة المشروخة ) تارة بالمديح واأغراء وأخرى بالعواطف الجياشةوالوعود البراقة والأمانى الكاذبة التى لا تكلف صاحبها أكثر الحذق فى تزويق الكلام . فلا تغترى بنفسك ولا تغترى كثيراً من الاعجاب بمحاسنك واذكرىدائماً أن هناك آلاف الفتيات أجمل وأحلى منك وتشبثى بهذا الاعتقاد السليم خوفاً من أن يصادفك نذل جبان لئيم يعرف كيف يتملق ضعفك وغرورك .
ثانياً : كل فتاة تدفعها الغريزة الىالحب وتريد لها أن خير زواج هو الزواج الذى يلتقى على الحب وهذا الواقع اتجاه الطبيعى ولكن ليست العبرة فى أن الحب . بل فى أى نوع حبنا قلب انسان غريب عنا فالفتاة قد تحب غير أن الهاب عواطفها وسرعة اصطدام خيالها ونقص خبرتها وتجاربها كل هذه العوامل القوية لا تسمح لها باصدار حكم نزيه على الشاب الذى يميل اليه قلبها فواجبها والحالة هذه أن يكون علىالفور باقياً فتصارحها بدخيلة نفسها وأن تستهدى بعد ذلك بهدى أهلها فىالحكم على ذلك الانسان الغريب الذى سوف يصبح شريكاً لحياتها فأرجوكى يا فتاتى إذا أحببت فلا تنقصى لشخصية محبوبك لا تنفردى فىالحكم عليه لا تقولى أنه مثال الكمال بل استرشدى بأراء أهلك والناس فيه لا حظيه وراقبيه ما استطعت ابرئى ذمتك بالبحث والتحرى ولا تتهافتى على حب ترتجله العواطف والا أصبت بخيبة أمل مروعة وقضيت بنفسك على مستقبلك وحياتك .
ثالثاً : الواقع المشاهد أن الشاب العابث المستهتر متى اتصذ بفتاة اغرته بها جاذبية حسنها وسذاجتها وتلهفها على الحب لوح لها بالزواج على الفور ليخلبها ثم أغدق عليها فيضاً من العواطف ليأسرها ثم راوغ وما طل وأسرف فى الوعود والعواطف ليستدرجها فتفتتن الفتاة بوعودة البراقة وعواطفه الجياشه وتعتقد أنه صادق فى حبه ونواياه فتثق فيه وتطمئن اليه وقد تمنحه من نفسها ما تتوهم أنه سيضاعف ارتباطه بها فيطمع الشاب فىالمزيد فتخشى الفتاة أن تفقده فتحتار وتتخبط قد تزل بها القدم فتهوى . فالأمل مقروناً بالسذاجة والمكر والفضول هو طبيعة الفتاة وهو فى الوقت نفسه الشرك الذى ينصبه بعض الشبان لها والذى قد يطيب للفتاة ذاتها أن تؤخذ فيه وما من شئ تحمى الفتاة الا التربية السليمة فىالبيت والتعليم الصحيح فى المدرسة والجامعة على أن التربية فى ظل القدوة هى التى تترك فى نفس الفتاة أبلغ الأثر وأعمقه بشرط أن تنهض التربية على العقل لا على التقاليد وعلى الصراحة على المداراة وعلى الحرية لا على الخوف . إذ الفتاة ستتعلم وتثقف وتعمل وتصبح فى الغد حرة فيجب والحالة هذه أن تنشأ على الصراحة والحرية كى تشعر من تلقاء نفسه بقيمة الواجب ومعنى المسئولية .
رابعاً : اعلمى أن برهان الحب الصحيح هو الاحترام مقروناً بالصراحة والشاب الذى يحترمك ويقدس بمقامك وطهرك ويخاف على سمعتك وشرفك ويأتي عليه كرامة حبه الا أن يكاشفك بصراحة نواياة ويعرض عليك الزواج متأهباً بطلب يدك من أهلك .
خامسـاً - إذا اتصل بك شاب وأحسست انك تميلين اليه وتعلقين عليهالآمال فاحذرى التمادى معه فىعلاقة طويلة مهما كانت تربيته أملاً فى حمله على الزواج بك يوماً منالأيام . يجب أن تمنحيه فترة من الزمن يحزم فيها أمره فاذا انقضت تلك الفترة ولم يتقدم لطلب يدك منوالديك فانصرفى عنه حالا والا الفت صداقته وازدادت ميلا اليه وعز عليك التخلى عنه فتقيدت به أمام نفسك والناس فاعرض الخطاب عنك وضيعت من زهرة شبابك الاشهر بل السنوات فيما لا يجدى .
سـادسـاً- اعلمى أن من الفتيات من تندفع الى حب شاب فى غفلة عن أهلها معتقدة أنها ما دامت تحب ذلك الشاب حباً عاطفياً مجردا فلاخطر من هذا الحب عليها . ولكن أقول أن عواطفها غادرة وهى ليست مستقلة عنا بل هى وثيقة الصلة بحواسنا ودمائنا أنها تبدو لنا فى مبدأ الأمر سامية ولكنها متى التهدت نفوسنا عز علينا أن تظل مجرد عواطف خيالية مشوبة منحرفة فاحذرى جاذبية العواطف واياك أن تؤخذى بها أو تطمئنى اليها فىعلاقة خفية لا يعلم بها أحد . ان معظم العلاقات العاطفية المستورة تنزلق فى النهاية الى علاقات جسمانية يشعلها العواطف نفسها فتهدد مستقبل الفتاة وقد تدمر حياتها كلها .
سـابعـاً - لا تعتقدى أن المغازلة هى طريق الزواج وأن منح القبلات والدعابات هو السبيل الأفضل للظفر بزواج ان الشاب متى فكر جدياً فى الزواج لم يتطلع الىالفتاة السهلة بل الفتاة الحريصة المعصومة المعتزة الصعبة المراس التى تقدر شخصها وتحترم ذاتها وتستطيع أن تقنع الشاب بأنها حقاً تجاهد وتكافح لتتمسك بتلك الفضيلة الكبرى فضية الاحتفاظ بنفسها طاهرة ونقية لرجل واحد هو شريك حياتها المنشود فالشاب لا يتزوج الا إذا وثق ولا ثقة الا فىالحياة والعفة والأخلاق والشرف فإذا شئت أن تقدرك لشاب وتزوجك فلا تمنحيه من نفسك شيئاً قبل الزواج بليجب أن تطمئنيه بمسلك اليوم الى ما سوف يصدر منك وأنت زوجة بما يراه منك اليوم وأنت فتاة فيحتقرك ويبذلك أو يخدعك ويلهو بك أما اذا حدث وتزوجك برغم ترخصك وتبذلك فهو لا بد أن توجس بعد الزواج منك ويشتد فى الغيرة ويندفع تحت تأثير غيرته . وخوفه الى التضيق من حريتك والامعان فى رقابتك واضطهادك والاستبداد بك لأن مهما حاولت أن تودعى الثقة فى نفسه وأنت زوجته فهو لا يمكن أن ينسى انك كنت سهلة رخيصة له قبل الزواج .
ثامنـاً - الخطابات الغرامية التى تمليها عليك عاطفة طائشة وجامحة هى ورطة لك وبرهان ضعف منك ومستند خطير قديستخدمه عند الحاجة وغد سافل شرير يشوة به سمعتك وتلويثشرفك وتهديد مستقبلك فلا تكنى الا لخطيب لك ويعلم أهلك ولا تخططى غير أسطر مشروعة لانسان تنهض علاقتك به على أساس واضح ومشروع .
تـاسعـاً - اياك أن تتشوفى بأنك فتاة عصرية متحضرة و( اسبور) وأن تذهب بك نشوة الغرور الى حد أن تقولى فى نفسك لماذا يباح لشاب أن يتصل بالفتيات ويتمتع ثم يحرم على الفتاة أن تنتهج نفس المنهج اليس للفتاة مشتهيات ورغبات كالشاب تماماً اليس هو الظلم بعينه .
عاشراً - انك إذا قلت ذلك أهلكت نفسك فافهمى ان الفتاة شئ والشاب شئ آخر وأن المساواة فى حرية التمتع لا يمكن أن تتم على حساب البنت حاولى أن تظلى عذراء بالروح وصونى نفسك بالحياة والعفة التى احتذبت خطيبك اليك