هامبورج- فلوريان زانكتيوهانز

صار صانع الأحذية بنيامين كليمان أثرا من الزمن الماضي. ففي متجر صناعة الأحذية الخاص به وسط مدينة هامبورج الألمانية، يقوم أبناء كليمان وعدد قليل من العاملين بحياكة أحذية تقليدية تصنع يدويا بشكل كامل تقريبا. ويدفع العملاء 2000 يورو (2720 دولارا) بحد أدنى لأول حذاء يشترونه، فيما يدفعون مبلغا أقل قليلا عند شراء أحذية أخرى من نفس المتجر بعد ذلك.

ولكن.. من يدفع هذا المبلغ الكبير لشراء حذاء؟

يقول كليمان: "معظم زبائني ممن لديهم أقدام صعبة". وهناك آخرون يرغبون ببساطة في امتلاك حذائهم التفصيل المصنوع يدويا الذي يحلمون به. غير أنه ليس هناك العديد من صانعي الأحذية يمكنهم تلبية تلك المطالب.

فهناك ما يقرب من 3300 شركة تصنيع أحذية مسجلة في ألمانيا، بيد أنها في المقام الأول عبارة عن متاجر لإصلاح الأحذية، يتم فيها إعادة تركيب كعوب الأحذية وإصلاح حافظات الجيب الجلدية.

وفي ألمانيا، تضم الرابطة المركزية لصانعي الأحذية في سانت أوجستين بالقرب من مدينة كولونيا الألمانية 100 ورشة عمل في البلاد، حيث يجري إنتاج الأحذية التقليدية، وفقا لما ذكره رئيس الرابطة هيلموت فارنشليدر.

وقال هيلجا ستيرنكه، أحد سكان مدينة بون الألمانية الذي ألف كتابا حول أحذية الرجال، إنه عند البحث عن أحد صانعي الأحذية، ينبغي على العملاء الانتباه إلى خبرة هذا الحرفي. فالبعض ببساطة يأخذ قياسات القدم ثم يرسل الحذاء إلى خارج البلاد ليتم تصنيعه آليا.

لذا، لا يمكن أن يكون أي متجر يعرض أحذية التفصيل بأسعار تتراوح بين 500 و700 يورو جادا في عمله، حيث أن كل زوج من الأحذية يمثل ما يقرب من 30 ساعة من العمل اليدوي الخالص، غير شاملة المناقشات بين صانع الأحذية والعميل بشأن مواصفات الحذاء وتجربة المنتج للتأكد من مطابقته للقدم.

وقال كليمان إن الأمر يستغرق ما يقرب من 45 دقيقة لمجرد تقديم المواصفات المطلوبة للحذاء التفصيل. وبالطبع ينبغي قياس القدمين من خلال تحديد محيطهما على قطعة ورق. وعلاوة على ذلك، يتم قياس محيط القدم باستخدام آلة ترسم نوعا من البصمة الحبرية. ويساعد ذلك على التعرف بسهولة على موضع "نقاط التأثير" في القدم وأي عيوب خلقية بها.

ومن ثم يتناقش صانع الأحذية والعميل حول مواصفات الحذاء، حيث يبدأ معظم صانعي الأحذية عملهم الحرفي بتصنيع حذاء انجليزي كلاسيكي أسود أو حذاء أيرلندي كامل، يعرف باسم "نهايات الأجنحة" في الولايات المتحدة. وتعكس تلك الأحذية نفس المظهر تقريبا عند ارتدائها مع الحلة أو الجينز.

ويتمتع العملاء بحرية الاختيار أيضا بين المواد المستخدمة في صناعة الحذاء. فثمة ثمانية بين كل عشرة أحذية تصنع من جلد العجول. أما الزبائن الأثرياء فيمكن أن يختاروا جلد الفيل أو سمكة القرش أو التمساح.

وبعد اختيار الجلد المرغوب فيه، يبدأ العمل الفعلي لتصنيع الحذاء، حيث يتم قطع المادة الخام بحسب المقاس، وتخييط النعل الداخلي بها، ثم قطع الجزء العلوي للحذاء من الجلد وتركيبه فوق النعل، ثم تسويته ولصقه. وفي غضون ثلاثة أو أربعة أشهر، وبعد اتخاذ العديد من الخطوات، يمكن للعميل الذهاب إلى المتجر لتجربة النموذج الأولي للحذاء.

يقول كليمان" يرى الكثيرون أنه لا ينبغي أن يشعروا بالحذاء حول قدميهم". وفي الحقيقة ، يجب أن يكون الحذاء مريحا في بعض المناطق، في منتصف وخلف القدم، كي يوفر لها الراحة. هذا هو السبب في أخذ القياسات الدقيقة في تلك المواضع بالقدم.

ويقوم صانعو الأحذية بتخييط النعل على إطار وتركيب الكعب، ومن ثم يقطعون الزوائد في الحذاء ويستخدمون المبرد حتى يصل إلى الحجم المطلوب.

وفي النهاية، يضاف معجون الأحذية إلى الجلد العلوي للحذاء، ومن ثم يتم تلميعه. وبعد ستة أشهر من إجراء المشاورات الأولية، يمكن للعميل الحصول على حذائه اليدوي الصنع.(د ب أ)