تطور الأساليب الشعرية في لغة الدراما الع5

    • تطور الأساليب الشعرية في لغة الدراما الع

      كربلاء -ش

      أقام اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين فرع كربلاء محاضرة "تطور الأساليب الشعرية في لغة الدراما العالمية .. الكلاسيكية أنموذجا " قدمها الشاعر د. محمد عبد فيحان اعتمد البحث على أهم الرموز المسرحية التي تركت أثراً واضحاً في الدراما المسرحية ولاسيما عصورها وزمنها والبيئة التي تخلقت فيها تلك الأعمال الخالدة ، مبتدءا بالعصر اليوناني الإغريقي الذي تمثلت فيه الروائع الخالدة من أعمال اسخليوس وسوفوكلس ويوربيدس واستوفاس ، معتبرا أن الشعراء الإغريق وكما أكدت اغلب الدراسات على أنها تعد الانطلاقة الحقيقية للمسرح الشعري الكلاسيكي تحديدا ...مبينا المميزات والخصائص الأسلوبية لكل واحد من هؤلاء الكتاب ، فيعتقد أن اسخوليوس مؤسس للنزعة الدرامية – التراجيديا – وأول كاتب للمسرحية ، كان يستمد أفكاره من العالم الأسطوري والقوة العلوية والإلهية وإن الوصول إلى الحكمة تمر عن طريق الألم والعذاب، بينما سوفوكلس انزل التراجيديا من علياء الألوهة والبطولة إلى المستوى الالبشري، مركزا على المعاني والألوان لتكون نموذج أدواته التعبيرية اللغوية ، بحيث يكثف عدة معان وأفكار في كلمة واحدة ، فهو يجمع بين عناصر القوة والجمال والبساطة والسمو في آن واحد ، ويتمتع أسلوبه بالإيجاز والمجاز.. في حين يستخدم يوربيدس اسلوب الواقعية ، بحيث استطاع أن يضع جلائل المعاني في ابسط الألفاظ ، ولكنه كما أشار معاصروه يتمتع بأسلوب السهل الممتنع أما استوفانتس قال المحاضر عنه كان يستخدم في كوميدياه نوعا من الإيحاء واللفظ المركب بحيث تميزت لغة حواره بالتدفق والحيوية .

      ثم انتقل المحاضر للحديث عن العصر الروماني قائلا: إن جمهور المسرح الروماني لايحفل إلا قليلا بالجمال الشعري ( سطوع الصورة ) وكان مغرما بالتأثيرات –الميلودرامية – أو الأوصاف والموضوعات التي تثير الرعب والفزع مؤكدا على قدرات الكاتب (سينكا ) المسرحية الذي برز في هذا العصر بعد ان استوعب بشكل لا يقبل الشك عملية إعادة صياغة نظرية الانعكاس ليس بمعناها التقليدي والواقعي كما نراها اليوم وإنما بطريقة افتراضية مختلفة ، مستعينا بخبراته الإبداعية في تجسيد مايثير الحماس والنشوة عبر أسلوب الوعظ المجازي الذي كان يستخدمه بإيقاع معين نابع من التناسق في بنية اللغة المكثفة داخل الجمل القصيرة ".

      ثم تحدث عن العصر الإليزابيثي أو مايسمى عصر شكسبير الذي شكل انعطافة مهمة وجادة في تاريخ اللغة الدرامية في المسرح العالمي ، كونها تجربة ثرة ومثيرة ومتجددة جديرة بالدراسة والتأمل لأنها تقوم على الجمع بين الأضداد والمتناقضات من شعر ونثر .مؤكدا على إن حجم تجربة شكسبير العلمية في المسرح كمؤلف وممثل ومخرج كشفت بشكل ملفت عن قدرات إبداعية سواء كان في الحوار أو الشعر المسرحي ، له نكهته الخاصة التي تنبع من الضرورة الدرامية اللغزية المؤثرة .

      بعد ذلك تحدث المحاضر عن المدرسة الكلاسيكية الجديدة في فرنسا التي تمثلت فيها كتابات بيار كورنيه وجان راسين وموليير موضحا أهم الأساليب التي تميزت بها تجاربهم ، معتبرا أن لغة الخطاب العنيف عند كورنيه حسي وجاف غير مبتذل ومنطقي فيه شيء من التأثير التصوري ويمعن في التجريد إلى درجة يفقد من خلاله النص أبعاده الواقعية .

      بينما تحدث عن تجربة راسين باختصار شديد قائلا : "إنها تمتاز بالبساطة والعمق والرقة والعذوبة وقد كان بارعا في صياغة الكلمة بحيث كان يمنحها تدفق موسيقي مما يجعلها تحلق في سماء المعاني، في حين كان أسلوب موليير الساخر يعتمد على توظيف اللغة والألفاظ بشكل مدهش باعتبار هذا اللون من الأداء يشكل هدفا وغرضا تحمله وسائل الإضحاك نحو الغاية المراد بلوغها من قبل المؤلف الحاذق" .

      وفي الختام عرج المحاضر على المسرح الشعري العربي، مستعرضا لأهم التجارب الشعرية في المسرح مثل أعمال احمد شوقي وصلاح عبد الصبور ومحمد الماغوط وسعدالله ونوس ومعين بسيسو وعبدالرحمن الشرقاوي والعراقي الدكتور سليمان غزالة الذي قد سبق أحمد شوقي في كتابة المسرحية الشعرية حيث أن - لهجة الأبطال- التي طبعت في الأستانة العام 1911 لم تكن مسبوقة في هذا اللون من الشعر الذي عرف لاحقا بالمسرحي بالإضافة إلى أسماء عراقية أخرى مثل معد الجبوري وخالد الشواف وعبدالرزاق عبدالواحد وفلاح شاكر ورضا الخفاجي ومحمد علي الخفلجي وباقر صاحب وعلاوي كاظم كشيش وغيرهم.

      وبعد ذلك فتح باب الحوار والنقاش الذي شارك فيه نخبة من الأدباء والكتاب نذكر منهم القاص على حسين عبيد والباحث د. كريم حسين والشاعر صلاح السيلاوي والشاعر عبدالحسين الدعمي والمسرحي علي الشيباني والقاص عباس خلف علي والشاعر محمد مرعي والشاعر نزار هادي وغيرهم ، وقد تراوحت بين تقديم شهادات بحق تجربة المحاضر وبعضها يتعلق بكينونة الشعر ومدى استجابة المسرح لطبيعة محاكاة الفعل في تكثيف الحدث أو اختزاله أو تواصله في تفعيل المعنى وتطوره ، اعتمدت ردود المحاضر على عدة محاور استفاض من خلالها على الموضوع الأصلي المعد للأمسية ثم ركز في النهاية على أن رؤية المؤلف المسرحي قائمة دائما على تجسيد الصورة الشعرية طبقا لمفهوم ساد قديما عند الإغريق بأن الدراما تعد فرعا من فروع الشعر ومع ذلك تسامت الشاعرية وعدت الأسلوب الوحيد للعطاء المسرحي الجديد والمتجدد .


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions